مراكش
تحتفي بروسيا ضيفة شرف مهرجانها السينمائي الدولي
مراكش (المغرب)- من محمد الطاهري:
احتفى المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، ليلة
الأربعاء/الخميس، بالسينما الروسية، ضيفة شرف الدورة 16، بحضور
نخبة من نجوم السينما الروسية.
وحضر حفل التكريم وفد يضم أكثر من 20 من الممثلين
والمخرجين والمنتجين وكتاب السيناريو الروس المعروفين، يرأسه
المخرج وكاتب السيناريو «كارين شاخنازاروف».
وفي كلمة له، في حفل تكريم السينما بلاده، قال رئيس
الوفد، إن هذا التكريم «استعادة غنية للسينما الروسية»، مضيفا أن
الأفلام الروسية المعروضة خلال هذا المهرجان «متنوعة وتجسيد حقيقي
للسينما الروسية بدقة وعمق، عبر حقب مختلفة من تاريخ البلاد، إنها
السينما الروسية وكفى».
واعتبر «كارين شاخنازاروف» أنه «من خلال هذه
الأفلام ستلاحظون التطور الذي حصل بين الاتحاد السوفياتي وروسيا
الاتحادية».
وفي كلمة الاحتفاء، قالت الممثلة الفرنسية الشهيرة،
«فاني أردون»، إن الاحتفاء بالسينما الروسية هو «احتفاء بسينما
غنية ومختلفة برؤيتها للعالم والإنسان»، مضيفة أن هذه السينما «جزء
من تاريخ مضطرب، وجزء من عادات فنية قديمة وموروث مليء بالرموز».
وأضافت الممثلة الفرنسية، أنه بفضل السينما الروسية
«استطاعت السينما الأوربية أن تكون أكثر إنسانية وغنا وروحانية».
وقال الممثل والمغني المغربي، يونس ميكري، إن حضور
السينما الروسية ضيف شرف على الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم في
مراكش «فرصة للمغاربة لإعادة اكتشاف السينما الروسية، التي
افتقدناها لسنوات طويلة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي»، مضيفا أن
«السينما السوفياتية كانت في مستوى عال، وأظن أنها لا تزال كذلك».
وشهد حفل الاحتفاء بالسينما الروسية، عرض فيلم
«المبارز» للمخرج الروسي «أليكسي ميزكيريف»، والذي تدور أحداثه في
مدينة سانت بطرسبيرغ سنة 1860، ويحكي قصة الجندي السابق
«ياكوفليف»، الذي أصبح مبارزا محترفا، يحارب لفائدة من يدفعون له
أجرا ممن لا يريدون القتال، او لا يقدرون على ذلك خوفا او ضعفا.
لكن «ياكوفليف» ليس له سوى هاجس واحد، هو استعادة شرفه والانتقام
ممن جعله يفقد كل شيء.
وفي كلمة له، قال مخرج الفيلم إنه «يحكي حكايات
روسيا القديمة، لكن اشتغلنا عليها حتى يلبي الفيلم كل الأذواق في
العالم».
ويعرض في المهرجان 30 فيلما روسيا، تؤرخ لعقود من
تاريخ السينما الروسية، تمتد من 1925 إلى 2016، بينها فيلم» علم
الحيوان» للمخرج «إيفان تفيردوفسكي»، الذي يشارك في المسابقة
الرسمية للمهرجان.
ويترأس المخرج والمنتج المجري، بيلا تار، لجنة
تحكيم هذه الدورة من المهرجان.
وتضم لجنة التحكيم، كلا من الممثلة الكندية سوزان
كليمون، والممثلة الايطالية جاسمين ترينكا، والممثل الأسترالي
جيسون كلارك، والمخرج الدنمركي بيل أوغست، والممثلة الهندية كالكي
كوشلين، والمخرج الأرجنتيني ليساندرو ألونسو، والمخرج الفرنسي
برونو ديمون، والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المشهورة باسم
راوية.
####
… وتكرم عميد الكوميديين المغاربة
مراكش (المغرب) – الأناضول:
استحق الممثل عبد الرحيم التونسي، المعروف بـ «عبد
الرؤوف»، عميد الفنانين الكوميديين المغاربة، تكريماً من قبل
مهرجان مراكش السينمائي الدولي. وبعد كل من المخرج الإيراني
الشهير، والمخرج الكوري الجنوبي «شينيا تسوكاموتو»، والمخرج
الهولندي «بول فيرهوفن»، كان لـ»عبد الرؤوف» موعد مع التكريم في
الدورة 16 للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش.
وتم تكريمه بعرض فلمين أولهما «عمي» الذي شارك فيه
الممثل والفكاهي المغربي، ويحكي الفيلم الذي أخرجه نسيم عباس، هذه
السنة، قصة ممثلة شابة تدعى «عالية» تعيش في العاصمة المغربية
الرباط، حيث تكتري شقة برفقة «ليلى» و»هند»، وتعمل لتجعل من نفسها
ممثلة مشهورة في عالم السينما. وبعد فترة غياب طويلة تستقبل
«عالية» عمها «عبد الرؤوف» لكن التعايش بين هذا الأخير والشابات
الثلاث أمر صعب التحقق.
وبالموازاة مع ذلك عرض بساحة جامع الفنا الشهيرة في
مراكش، ووسط حشد كبير من المشاهدين، فيلم «ماجد» الذي مثل فيه
الفنان.
يتذكر أجيال من المغاربة عبد الرحيم التونسي باسم
«عبد الرؤوف»، الشخصية التي لم تفارقه طوال مسيرته الفنية التي
تجاوزت 60 سنة. ويصفه الكثيرون بـ «عميد الفكاهيين المغاربة»
المعاصرين.
بدأت مسيرة عبد الرؤوف الفنية بالمعتقل، إبان
الاستعمار الفرنسي للمغرب، في الخمسينات من القرن الماضي، عندما
اعتقل لانتمائه للحركة الوطنية.
واستطاع عبد الرؤوف الذي ولد في الدار البيضاء عام
1936، أن يخلق لنفسه انتشارا كبيرا في سنوات الستينات والسبعينيات
وحتى التسعينيات بفضل الشخصية البسيطة و«الساذجة» التي كان يجسدها
حتى باتت شخصية «عبد الرؤوف» مرادفا للسخرية والتهكم.
وطوال عقود طويلة ظل عبد الرحيم التونسي يطل على
المغاربة في التلفزيون الرسمي والوحيد في البلاد آنذاك، بشخصية عبد
الرؤوف»، بجسده النحيف، ولباسه الفضفاض، سواء من خلال العروض
الفكاهية الفردية التي يعتبر رائدا فيها بالمغرب، أو من خلال
المسلسلات والأفلام التلفزيونية.
بالموازاة مع عمله الفني عمل عبد الرحيم التونسي في
شركة لصناعة السيارات، قبل أن يكرس حياته للمسرح والفكاهة، ويؤسس
سنة 1975 فرقته المسرحية، التي جال بها مدن وقرى المغرب، وأقام
عروضا كثيرة خارج البلاد.
وإلى جانب المسرح والتلفزيون مثل «عبد الرؤوف» في
العديد من الأفلام السينمائية، بينها فيلم «با العربي مول البشكليط»
(السيد العربي صاحب الدراجة) سنة 2007، والذي حاز جائزة أفضل ممثل
بمهرجان قرطاج. و»بلا حدود» سنة 2008، و»ماجد» سنة 2011، و«خنشة
ديال الطحين» (كيس طحين) سنة 2012.
وفي عقده الثامن لا يزال «الرؤوف» يقف أمام
الكاميرا ممثلا وفكاهيا، بمشاركته هذه السنة في فيلم «عمي».
وافتتحت الجمعة فعاليات الدورة 16 للمهرجان الذي
يستمر حتى 10 من الشهر الجاري.
ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية 14 فيلما
دوليا، فيما تغيب الأفلام المغربية عن هذه الدورة من المهرجان.
وتتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام «فجأة»
للمخرجة التركية أصلي أوزغة، وفيلم «المسيح الأعمى» للمخرج الشيلي،
كريستوفر موراي، و»المتبرع» للمخرج الصيني، زونك كيوو.
إضافة لفيلم «النوبات» للمخرجة الأمريكية، آنا روز
هولمر، و«المراسل» للمخرج الروماني، أديان سيتارو، و«قلب من حجر»
للمخرج الأيسلندي، كودموندور أرنار كودموندسون، و«قصة أم» للمخرجة
الفرنسية، ساندرين فايسي، و«ملك البلجيكيين» للمخرجان بيتر بروسينس
وجيسيكا وودوورت.
كما تتنافس الأفلام: «سكين في مياه صافية» للمخرج
الصيني، وانغ كسييبو، و«ميستر إينيفيرسو» للمخرجة الإيطالية تيزا
كوفي، والمخرج النمساوي رينر فريميل، و«الرحيل» للمخرج الأفغاني
الإيراني نويد محمودي، و«الطريق إلى ماندالاي» للمخرج البورمي
التيواني ميدي ز، و«رعاة وجزارون» للمخرج الجنوب إفريقي أوليفر
شميتز، و«عالم الحيوان» للمخرج الروسي إيفان تفيردوفسكي. |