أعتز جدًا بهذا الحوار ليس لأنه انفراد وأنه أول حديث صحفى
مع حسن حسنى، بل لأنه اعتصر وأخرج ما فى قلبه، تفاصيل كثيرة عن حياته لا
يعرفها أحد عنه من قبل نظرًا لأنه يرفض عمل أى حديث صحفى.. ولأن الحوار كان
به رائحة البيوت المصرية «جو اللمة» والألفة.. لم أشعر أننى أحاور فنانًا..
ربما شعرت للحظات.. أننى أدردش مع أبى..
أمى تجلس بجوارنا.. حسيت بشقاوة البنت عندما تخرج من عباءة
أبيها أسرار وحكايات.. اقتربت من منطقة محظورة للجميع.. فتحت لى.. أخذته من
مسلسله التركى المفضل إلى عالمى.. عندما كان يذهب منى إلى العالم التركى..
سريعًا كنت أفاجئه بسؤال يجذبه مرة أخرى للحديث بشغف.
نُشر جزء من هذا الحديث العدد الماضى بمجلة صباح الخير..
توهمت فى بداية الجزء الأول أننى فهمت!! لماذا حسن حسنى بعيد عن الصحافة
والميديا بشكل عام؟! اعتقدت لأنه إنسان فطرى جدًا كما وجدته أثناء الحوار،
لكنه فاجأنى بالسبب الحقيقى وراء ابتعاده هذا.. قصة قديمة تسببت الصحافة
باتهامه والتحقيق معه فى النيابة العامة ستجدونها فى الحوار..من وقتها وهو
يتشاءم من عمل أى حديث صحفى كما قال لى.
•
تعتز كثيرًا بدورك فى فيلم «فارس المدينة» لماذا؟
-
أنا أخذت عليه جائزة.. رجل موجود مثله كثير فى الحياة، كان يروح أى فرح
أو عزاء علشان يأكل وعايش حياته بالشكل ده.. وعندما تضيق به الدنيا يرمى
نفسه قدام عربية شيك، ويقولهم ودونى مستشفى خاص.. كانت الشخصية عجبانى قوى.
•
خلال مسيرتك الفنية الطويلة هل حدث وقلت لازم أختلط ببيئة
معينة مثلا دور بلطجى أو لكنة غريبة عليك كى تتعمق فى الدور أكثر وتؤدى
بشكل واقعى وما هو الدور؟
-
حدث مرة وكان دور كفيف فى فيلم «ليه يا بنفسج» إخراج رضوان الكاشف. لازمت
رجلا كفيفا عشت معه شهرا كاملا وصاحبته ونأكل مع بعض ونسهر مع بعض ونخرج..
أيامها كتبوا عنى فى الصحف إن الدور اللى عملته فى مشهدين عمله محمود عبد
العزيز فى فيلم.
•
ما رأيك فيما يقوله النقاد عنك الكثير يرى أنك بمثابة علامة
أيزو السينما إلا أن الناقدة «حسن شاة» ترى أنك تمتلك موهبة كبيرة لكن
تبددها فى أفلام أقل من تلك الموهبة؟
-
قابلتنى مرة وقالت لى هذا.. فقلت لها: يعنى أجلس فى بيتى وتيجى تصرفى عليا
هاتيلى ورق كويس وأنا أشتغل.. مشكلة مصر فى الورق عندنا أحسن ممثلين..
الدراما الهندية والتركية تظل تعرض مئات الحلقات لماذا؟ لأن عندها ورق
كويس.. إنما احنا عندنا ممثلين ومخرجين كويسين قوى لكن مفيش ورق.. الكتاب
قلائل جدا «انقرضوا».
•
هل مشكلة الكُتاب لأن المنتج بيطلب أعمالا معينة «أفلام
تجارية فقط» الهدف منها الربح؟
-
ممكن.. لكن ده من فترة ليس من الآن.
•
هل ترى أن الفن أعطاك معنويًا وماديًا؟
-
الحمد لله فنيا أيوه، ماديا أدينى عايش مستور وكويس.
•
أعطاك بشكل يرضى الفنان داخلك؟
-
لأ ، عمر الفنان ما (يشبع فن).
•
أول أجر أخدته كام؟
-
مش فاكر.. لكن الأجور زمان كانت ملاليم.. أظن أن ممدوح الليثى أعطانى فى
فيلم الكرنك 150 جنيهًا.. الشباب دلوقتى لسه داخل معهد التمثيل وهو فى سنة
أولى عايز يسكن فى فيللا ويركب عربية آخر موديل ويأخذ ملايين.. بيدخلوا
التمثيل دلوقتى علشان الفلوس زمان كان فيه فن ومفيش فلوس.
•
إيه الحاجة اللى بتخوف حسن حسن من بكرة؟
-
المرض.. شيء لعين ربنا يشفى كل مريض.. ربنا يديم الصحة على الناس.
•
ما هو الشىء الذى يدخل السعادة لقلبك؟
-
ضحكة طفل.. أحفادى أكثر شيء يدخل على قلبى السعادة لأنهم أبرياء والضحكة
بتخرج من القلب.
•
أكثر أزمة أو موقف صعب مررت به فنيًا؟
-
أدوار عملتها وندمت عليها ولن أقول أسماء ولكن عندما أشاهد نفسى أقول: «ايه
اللى أنا عامله ده أنا كنت وحش قوي!! لو جالى الدور ده هأعمله أكثر من ذلك
بعشر مرات».
•
إذن أنت ناقد لنفسك؟
-
أيوة.
•
هناك معلومة متداولة تقول إن حسن حسنى لا يشاهد أعماله؟
-
لا أحب أن أرى نفسى.. فى الفيديو مثلا هناك فنانون بعد الانتهاء من التصوير
يجرون على المونتر يشوفوا نفسهم.. أنا الحمد لله ربنا أعطانى إحساسا أثناء
التصوير إذا عملت مشهد وحش بأقول (أستوب) وأعيد التصوير..
•
متى تشعر أنك تؤدى سيئًا ويجب أن تعيد؟
-
كنت مرة بأشتغل مع يحيى العلمى فى مسلسل «رأفت الهجان».. وقال عنى: ده
ميزان يضبط فن الأداء للممثل.
•
من الذى يضحكك من فنانى الكوميديا ؟
-
أقولك على سر «وحيد سيف» عارفة ليه؟ لأن وحيد كان صاحبى قوى الله يرحمه
وأنا عارف تركيبته عمره ما يحفظ لا فى سينما ولا مسرح ولا أى شىء.. كان
يقعد محتاس يجيب كلمة من هنا وجملة من هنا حتى أنه كان يهوهو وينونو
أحيانا.. يرتجل إلى أن يتحدث فنان آخر.. كان شكله بيموتنى من الضحك وهو
بيدور على الكلام، لكن فى نفس الوقت( كان دمه خفيف).
•
ومَن مِن جيل الشباب الحالى؟
-
الذى يجعلنى أضحك الآن هو الموقف الكوميدى الظريف، الشعب المصرى كله ربنا
خلقه دمه خفيف، ولذلك الكوميديانات عندنا أساتذة كبار قوى علشان يضحكوا هذا
الشعب.
•
معنى كلامك أنه من الصعب أن يضحك الكوميديان فمن الذى يجعلك
تصل لمرحلة الضحك؟
-
محمد هنيدى.. بحبه جدا دمه خفيف ربانى.. علشان أشتغل معه مسرح عارف كواليسه
وإزاى بيجيب الإيفيه.. وأحمد حلمى «ده الكوميديان الذكى» أنا بعشقه وأعشق
أداءه.. والله يرحمه علاء ولى الدين ومحمد سعد طبعا وكثيرون مش عايز أنسى
أحد.
•
من أصدقاؤك من الكتاب؟
-
رحمة الله عليه محفوظ عبدالرحمن وأسامة أنور عكاشة.
•
من أصدقاء حضرتك فى الوسط الفنى؟
-
لا يوجد.. الصديق حاجة والزميل حاجة.. حتى أن صلاح السعدنى يقول عنى الزميل
الموسمى، لأننى عندما يكون هناك عمل أكون صاحب الجميع وعندما ينتهى تصوير
العمل «باى باى» اختفى.
•
لكن لا يوجد فنان بعينه تختصه وتتبادلان الزيارات الأسرية؟
-
لم أعتد على ذلك.. لكن أحمد بدير قريب منى جدًا ودائما يسأل عنى لأننا
اشتغلنا مع بعض كثيرا.
•
من تراه خليفتك فى الفن؟
-
مش عارف.
•
البعض قال إن بيومى فؤاد ولطفى لبيب خليفة حسن حسنى فنيًا؟
-
لا.. مع احترامى لهما.. الجمهور هو اللى يحدد.
•
إذا تنازلت عن جائزتك فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
هذا العام لمن ستعطيها؟
-
أقول نفس الإجابة التى قلتها زمان أثناء تكريمى فى المهرجان القومى للسينما
عن دورى فى فيلم «ليه يا بنفسج».. سأعطيها لزكى رستم أو صلاح منصور «الناس
دى لم تحضر عصر التكريمات ولو حضرته لن يكون لهم دور واحد إلا وأخذوا عليه
جائزة».
•
إذن أنت لا ترى أحدًا فى هذا الجيل يستحق التكريم؟
-
أنا الذى أستحق، ليس هم، ولهذا يتم تكريمى «بأحمد ربنا إنهم لحقوا يكرمونى».
•
هل ترى أن هذا الجيل أخذ حقه من الفن أكثر من الأجيال
السابقة؟
-
جدا ده نازل من بطن أمه فى فمه ملعقة ذهب من ناحية الأجور والمساحة.. ونحن
أكثر من الجيل الذى سبقنا.. أيام صلاح منصور وشفيق نور الدين لم يأخذا
حقهما ماديًا ولا فنيًا ولا إعلاميًا.
•
هل واجهت صعوبة ما فى الأعمال التاريخية التى قدمتها كاللغة
مثلا؟
-
بالعكس أنا أجيد اللغة العربية وحصلت على جائزة من التليفزيون المصرى عن
الأفلام التاريخية الإسلامية، كانت من إخراج أحمد توفيق.. سأعطيك نصيحة
عارفة أحسن تدريب للغة عند أى شخص هو قراءة القرآن الكريم.. القرآن فيه
قصص.. حتى إنه عندما كانت تمر فترة لم يأت لى أدوار باللغة العربية كنت
أدرب نفسى بقراءة القرآن الكريم بصوت مرتفع.. الفنان آلة لازم يتمرن.
•
من مدرستك فى فن الكوميديا نظرا لأنك اشتهرت ككوميديان فى
سن كبيرة كحال أغلب فنانى الكوميديا مثال نجيب الريحاني؟
-
حسن عابدين اتعرف وهو كبير.. نجيب الريحانى ده أستاذ.. لكن أنا لم يكن لى
مدرسة بعينها أنا أعتمد على كوميديا الموقف.
•كنت
فين وقت هزيمة 1967وما صداها عليك؟
-
انكسرنا كلنا.. أيامها كنت فى المسرح المسرح العسكرى، وأغلقوه ووزعونا على
مسارح الدولة، كان وقتها جلال الشرقاوى مدير مسرح الحكيم أخذنى معه، ومن
هنا بدأت أعمل مسرحيات قطاع خاص «إنهم يقتلون الحمير» و«افتح يا سمسم».
•
لما لم تغن للأطفال بما أنك قدمت برنامجا للأطفال؟
-
غنيت للأطفال كثيرا، لكن كمؤدٍ لا كمطرب.
•
ألم يستهوك أن تعمل كمخرج لعمل ما؟
-
لأ، «ادى العيش لخبازه».. استهوانى أن أنتج وأنتجت مرة تليفزيون وخسرت كتير
فلم أستمر.
•
لمن أعطيت صوتك فى الانتخابات الرئاسية ولماذا؟
-
السيسى، لأنه هو الوحيد اللى شدنا من تحت العربية، أنقذ الشعب المصرى.
•
ما ردك على ما قاله إدوارد خلال حلقته فى برنامج بيومى
أفندى واصفًا إياك بأنك أبخل فنان فى الوسط الفنى؟
-
من وقتها وأنا لا أتحدث معه وعمل «اللالى» علشان أكلمه.
•
لماذا قال هذا عنك؟
-
خفة دم بقى «هزار سخيف» قوى والأسخف منه من سمح له أن يقول هذا.
•
ما رأيك فى أداء بيومى فؤاد؟
-
أخذ مليون فرصة لو عايز يعلم مع الناس كان علم، لو عايز يبقى قد حسن حسنى
كان عدى بمراحل بحجم الفرص التى أخذها.
•
هل ترى نفسك فى المسرح أم السينما أم التليفزيون؟
-
المسرح أنا أعشق المسرح لأنك تتواصل مع الناس مباشرة وترى ردود أفعالهم
مباشرة تتجاوب معهم ويتجاوبون معك لا وسيط بينكما «المسرح متعة».
•
ما هو الدور الذى لم يقدمه حسن حسنى إلى الآن؟
-
نفسى أقدم دورا فى مسرح عالمى لا أتذكر اسم العمل لكن الدورعبارة عن رجل
بيحب من طرف واحد وفى الآخر بيخنقها.. شخصية مركبة.
•
مثل دورك فى فيلم «سارق الفرح» حضرتك تحب الشخصيات المركبة
التى بها عناء وجهد يظهر على الشاشة؟
-
أيوة قريب من دورى فى «سارق الفرح» لكنه مختلف.. نعم أحب قوى أتعب فى
الشخصية إنما الشخصية السهلة لا تستهوينى.
•
هل اشتركت مع «تحية كاريوكا» فى عمل فنى؟
-
اشتغلت معها فيديو إنما سينما ومسرح لأ.. كانت فنانة عظيمة لا تعوض
وكإنسانة صادقة جدا وطيبة ومحترمة.
•
أمينة رزق؟
-
أنا عملت معها (عمل تاريخى).. فنانة عظيمة افتقدناها فى السينما والمسرح
والدراما.
•
وهدى سلطان؟
-
كانت هانم فى السينما والواقع.
•
كمال الشناوى كيف كان فى حياته بعيدا عن الفن؟
-
كان حبيبى الله يرحمه اشتغلنا أكثر من عمل وراء بعض.. إنسان
طيب جدا ومؤدب جدا ودمه خفيف وصاحب صاحبه؟
•
عبد المنعم مدبولى ما الذى تعلمته منه؟
-
ياه ده كان أستاذى.. تعلمت منه كل حاجة رجل جميل وكوميديان محصلش مصر لم
تنجب غير عبد المنعم مدبولى واحد.
•
فيه شبه من فؤاد المهندس؟
-
ده سكة وده سكة طريقتهم فى الكوميديا مختلفة.. لكن مدبولى عندما عمل
إنسانيات عمل أغنية «زمان» فى فيلم «مولد يادنيا».
•ومن
جيل الشباب أحمد حلمى ما تقييمك له كفنان كوميدى؟
-
أحمد حلمى ده حكاية كوميديان ذكى جدا بيعجبنى فيه أنه «مبيعبيش» أى حاجة لا
يقدم عملًا إلا إذا كان دارسه كويس جدا.
•
ورأيك فى محمد سعد ومن اكتشفه كفنان كوميدى؟
-
حبيب قلبى اشتغلت معاه كل أفلامه ما عدا فيلمين أو ثلاثة، كنا بنعمل مسرحية
مع بعض اسمها «شبورة» كان دمه زى العسل بيعمل مشهدين لكن كان بيضحك الناس
بطريقة غريبة.. بعد المسرحية أخذوه للسينما وكانت بداية الانطلاقة الحقيقية
له.
•
فيلم «أميرة حبى أنا» هل مثلت فى هذا الفيلم أم أن الخبر
غير صحيح؟
-
أيوه مثلت فيه دورا صغيرا.. كان المخرج حسن الإمام وقتها أطلق عليا اسم
فنان كوميدى لا أتذكر اسمه الآن.. ووعدنى أن يعطينى 100 فرصة لكن لم يسعدنى
الحظ سوى فى هذا الدور الصغير.
•
من وجه السعد عليك فى حياتك وما هو الدور كذلك؟
-
مراتى.. الدور وش السعد كان دورى فى مسرحية «كلام فارغ».
•
لماذا لا توافق على عمل أحاديث صحفية؟
-
الفنان هو المادة التى يستخدمها الصحفى.. أنا عندى عقدة من الصحافة.. السبب
وراء مقاطعتى للصحفيين حادثة قديمة «كانت أول مرة أسكن فى فيللا.. كان عندى
خادم بربرى جاى من أسوان مسكين كان مريضا عنده عيب خلقى فى القلب الولد
نازل من على السلم فوقع «طب ساكت» مات بالسكتة القلبية».. وبعيد عنك
الصحافة كتبت مانشتات أشكال وألوان مثل «دماء على سجاجيد فيللا حسن حسنى
الفاخرة» «هو كان اتدبح ولا اتعور ولا قتل».. النيابة حققت معى وأثبتت
والطب الشرعى أنها سكتة قلبية.. من وقتها وأنا مقاطع الصحافة.•