** المتاح مليون يورو وعندنا 490 ضيفا و80 صحفيا
و156 فيلما وأقسام جديدة
** بعنا 130 ألف تذكرة في 72 ساعة وأتوقع أن نصل
إلى 400 ألف مع الختام
** لم يحن الوقت بعد للحديث عن خليفة نجيب عياد..
ولا خوف على مستقبل المهرجان
** لا أريد الرد على مخرج فيلم "ستموت في العشرين"
وأقول له فقط: "ربي يهديك"
** مدينة الثقافة ساهمت في زيادة الجمهور وليس
العكس.. والحديث عن خلاف مع الوزارة "جدل فارغ"
في ذروة الاستعداد لإقامة الدورة الثلاثين من "أيام
قرطاج السينمائية"، التي تُختتم غدا السبت، رحل مديرها العام،
المنتج التونسي نجيب عيّاد، مما وضع المسئولين عنها أمام تحد كبير،
وهو خروج الدورة بالصورة التي خطط لها، وبالشكل الذي يليق باسمه
الذي صارت تحمله.. وفي هذا الإطار، كان لابد من التحاور مع السيدة
شيراز العتيري، مديرة المركز الوطني التونسي للسينما والصورة –
الذي تدعم من خلاله الدولة التونسية وتشرف على "الأيام" – ليس فقط
حول تقييم هذه الدورة، ولكن أيضا حول مستقبل مهرجان قرطاج في
الدورات المقبلة.. وفيما يلي نص الحوار:
·
ندرك أنك تنتظرين آرائنا في "دورة نجيب عياد"،
لكننا نريد أن نعرف تقييمك أنت لها، وهل خرجت بالشكل الذي خططتم
له؟
** "سي نجيب" رحمه الله قبل وفاته كان قد وضع
برنامج أيام قرطاج السينمائية، وحدد أكبر خياراتها ومساراتها في
دورة 2019، وكان خبر وفاته صدمة وفاجعة كبيرة، لكن صبيحة رحيله
اجتمعت مع جميع أعضاء فريق المهرجان، الذي هو فريقه، وقلت لهم إننا
أمام تحدي أن نكمل المسار والمشوار ونحاول أن نكون في مستوى توقعات
نجيب وأن نطبق البرنامج بحذافيره.. وهنا أحب أن أوجه لهم جميعا
الشكر، من الشباب إلى الكبار، فقد نفذنا بقدر الإمكان كل البرامج
ولبينا كل الدعوات ورغبات الضيوف في حدود أن هذا مهرجان تموله
الدولة - من خلال المركز الوطني للصورة - وعدد قليل من الرعاة،
وليس مهرجانا ذا ميزانية كبيرة مفتوحة.
·
هل يمكن الإعلان عن الميزانية؟
** حوالي مليون يورو، مع ملاحظة أن عندنا 490 ضيفا،
و80 صحفيا، في دورة استثنائية لتكريم نجيب عياد تعرض 156 فيلما،
وتحتوي على أقسام جديدة مثل "قرطاج ديجيتال"، و"أفلام الشتات"،
و"المواهب الجديدة"، أي أن محتوى "الأيام" تطور، لكن لم تتطور
الميزانية لتواكبه، مما جعل هناك صعوبة كبيرة في التنظيم، لكننا
اعتبرنا ذلك عهدا وتحديا كما قلت، وأتمنى أن نكون قد نجحنا.
·
هل تحققت توقعاتك لهذه الدورة؟
** نعم.. توقعت إقبالا جماهيريا كبيرا وهذا ما
يحدث.. في 72 ساعة فقط تم بيع حوالي 130 ألف تذكرة، وما زال
المهرجان مستمرا.. في العام الماضي بيعت 334 ألف تذكرة في الأسبوع
كله، وأتوقع هذا العام أن نصل مع الختام إلى 400 ألف تذكرة، لأن
الرقم الذي ذكرته لا يشمل قرطاج في الجهات (الأقاليم) والنوادي
وغيرها.. وهذا يؤكد طبيعة جمهور قرطاج المعروف والمحب للسينما الذي
يأتي صناع الأفلام إلى تونس أصلا ليلتقوا به، والذي يجب أن نحافظ
عليه لأنه منجز "الأيام" الحقيقي، حيث كان هدفها من البداية خلق
جمهور "سينيفيل" عاشق للسينما وداعم لسينما المؤلف، وهو ما تحقق..
وهنا أحب أن أوجه التحية للمجتمع المدني والجمعيات السينمائية التي
تقوم بدورها طوال العام لتحسين ذوق هذا الجمهور من خلال عروضها
وأنشطتها في النوادي السينمائية ودور الثقافة والمسارح في جميع
الولايات لحماية الشباب من التطرف، فنحن بالثقافة نحارب، وأعتقد أن
هذا هو دورها الحقيقي.
·
هل أثر انتقال جزء من فعاليات المهرجان إلى مدينة
الثقافة الجديدة على طبيعته أو طبيعة الجمهور المتردد عليه؟
** روح أيام قرطاج السينمائية في قلب تونس العاصمة
وفي شارع الحبيب بورقيبة، ومدينة الثقافة على بعد خمس أو عشر دقائق
فقط منه سيرا على الأقدام، وهذا أدى إلى زيادة الجمهور وليس العكس،
فهناك الآن جمهور الحبيب بورقيبة وجمهور المدينة، وبعد افتتاحها
صممنا على بقاء فعاليات كثيرة في المواقع التي اعتاد عليها رواد
"الأيام" في الحبيب بورقيبة وما حوله. أما المدينة، فيتوجه إليها
كبار السن ممن يخشون زحام قلب العاصمة وعدم وجود أماكن لركن
السيارات مثلا.
·
وهل تأثر المهرجان بعدم وجود دار سينما "الكوليزيه"
الشهيرة هذا العام؟
** ليس كثيرا، لأنه ما زالت هناك العديد من القاعات
في الحبيب بورقيبة ومحيطه.. وكنا بالطبع نتمنى وجودها لكنها تخضع
لأعمال تطوير لم تنتهي بعد. حاول مدير القاعة وحاولنا مساعدته لكن
تلك الأعمال ما زالت تحتاج لبعض الوقت.
·
تحدثنا عن هذه الدورة، لكن ماذا عن مستقبل
"الأيام"؟ عن "ما بعد نجيب عياد"؟
** عيّاد كان بعد إبراهيم لطيّف، والأخير كان بعد
سلفه، فهناك كل عامين أو ثلاثة مدير جديد للمهرجان، وما سيحدث أنه
بعد انتهاء الدورة سيعلن وزير الشئون الثقافية عن مدير الدورة
المقبلة لتتواصل أيام قرطاج السينمائية.
·
هل هناك مرشحون؟
** لم يتطرق أحد لهذه المسألة بعد.. ما زلنا في
دورة نجيب عياد وتحديد المدير الجديد – ومن المؤكد أنه سيكون شخصية
ثقافية – مسئولية الوزير لكنه لم يناقشني ولا غيري في ذلك لأنه لم
يحن الوقت بعد.
·
يردد البعض في تونس أن هناك صراعا على "الأيام" بين
وزارة الشئون الثقافية وبين مسئولي المهرجان القدامى، ويقولون إن
الوزارة تريد نقلها بالكامل تحت إدارتها إلى مدينة الثقافة فيما
يعارض الآخرون ذلك ويريدون الحفاظ على استقلاليتها..
** ليس صحيحا، هذه مجرد تأويلات وتخمينات فارغة..
من الطبيعي أن يستفيد المهرجان من القاعات الجميلة والمهيأة في
المدينة، لكن ذلك ليس معناه أن الوزارة تريد وضع يدها بالكامل
عليه، هي تدعمه وتساعده فقط، لكنها لم ولن – لا هي ولا المركز
الوطني للسينما – تتدخل في برمجته أو مساره الفني أو هيكله
المعروف.. لا خوف على "الأيام"، صحيح أنها مهرجان دولة، لكن لها
استقلاليتها وتقاليدها ونظامها الذي لن يتغير. هذا مجرد جدل لا
طائل من ورائه وليس لدينا الوقت للمشاركة فيه.
·
أخيرا، ما نسبة رضائك عن هذه الدورة؟
** راضية بنسبة كبيرة، فيما عدا بعض الأمور
اللوجيستية الخاصة بالطيران والضيافة وخلافه، وهي أمور داخلية لا
يشعر بها المتابعون.. وفيما يخص ما أثير على مواقع التواصل
الاجتماعي، مثل إعلان أمجد أبو العلاء، مخرج فيلم "ستموت في
العشرين"، مقاطعته للمهرجان، فأنا لا أريد الرد عليه رغم أن الرد
عندي، ورغم أن الحقيقة عكس ما يقول، لأنني لا أريد التأثير على
فيلمه.. خسارة أنه لم يأت، هو حر، وأقول له فقط: "ربي يهديك"،
وأقول بشكل عام إننا حاولنا ترضية الضيوف في ضوء الإمكانيات
البسيطة المتاحة وفي ضوء الظرف الاقتصادي الصعب والظرف الانتقالي
السياسي، ولم يكن ممكنا تنفيذ طلبات البعض بفرض تذكرة سفر محددة أو
بالإقامة في فندق معين، وإذا كان أي شخص قد أحس بأنه تم مسه فإننا
نعتذر له. |