«القاهرة السينمائى» يحتفل بـ30 عامًا على فيلم «الكيت كات»
50 ألف جنيه لبناء الحارة خلال 5 أسابيع
كتب: ريهام
جودة, أنس
علام, محمود
زكي
«يالا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حاله.. وكل واحد مننا يركب
حصان خياله.. درجن درجن»، كلمات تغنى بها النجم الراحل محمود عبد العزيز،
خلال فيلمه الشهير «الكيت كات»، وهو يتبادل الغناء مع نجله «يوسف»- شريف
منير- ليظل أحد المشاهد المهمة والعلامات فى الفيلم الشهير الذى قدم خلاله
محمود عبد العزيز شخصية «الشيخ حسنى» الكفيف، الذى يقود الموتوسيكل، فى
مشهد آخر لا يقل فيه «عبد العزيز» براعة فى تقديمه ويصيب من يتابعه بالتوتر
خوفا من اصطدامه وانقلابه، لتجعل مثل هذه المشاهد من «الكيت كات» علامة
سينمائية قدمها الساحر محمود عبد العزيز، بإدارة المخرج داوود عبد السيد،
الفيلم الذى احتفى مهرجان القاهرة السينمائى خلال دورته الـ43 بمرور 30
عاما على إنتاجه بحلقة نقاشية، تمتلئ كواليس صناعته وتقديمه بالعديد من
التفاصيل والمراحل المهمة التى جعلته واحدا من أهم أفلام السينما المصرية
والعربية.
«داوود»: هناك منتجون قالوا إن الفيلم «كئيب»
عقدت ندوة وحلقة نقاشية لصناع فيلم «الكيت الكات»، ضمن
احتفاء مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ43 بمرور 30 عامًا على
عرض الفيلم، وأدار الندوة الناقد محمود عبدالشكور بحضور كل من المخرج داوود
عبدالسيد، ومدير التصوير محسن أحمد، والفنان القدير أحمد كمال، ومهندس
الديكور أنسى أبوسيف. وقال مهندس الديكور الخاص بالفيلم أنسى أبوسيف، خلال
الندوة «إن ديكور حارة فيلم (الكيت كات) احتاج إلى مجهود كبير، حيث اضطررت
إلى الذهاب إلى منطقة الكيت كات بمشاركة المخرج داوود عبدالسيد لفترة ٦
أشهر متواصلة لبنائه بذلك الشكل».
وأضاف: «قبل تصوير الفيلم توصلنا لحل لتصميم حارة شعبية
لتصوير الفيلم، وخلال ذلك الوقت قمت بالتواصل مع عدد من الاستديوهات».
وأوضح أن «الكثير من الاستديوهات رفضت تصميم الحارة لتكلفتها ومتطلباتها
ولكن تواصلنا مع أحد الاستديوهات واتفقنا على تصميم الديكور على ديكورات
قديمة أخرى».
وأشار إلى أن تكلفة تصميم حارة الفيلم 50 ألف جنيه عام
١٩٩٠، موضحًا أنها تم بناؤها خلال 5 أسابيع فى عمل مكثف من العمال. وأوضح
مخرج الفيلم داوود عبدالسيد أنه اختار الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بطلًا
للفيلم، عندما كان يصور مسلسل «رأفت الهجان»، مشيرًا إلى فقدان محمود بعضًا
من وسامته وتغير ملامحه، فأصبح بـ«كرش»، خدم الشخصية التى قدمها «الشيخ
حسنى». وأضاف: «محمود عبدالعزيز جلس مع ناس كتيرة كفيفة ليتعلم منها
التفاصيل الحياتية الخاصة بمكفوفى البصر، وأصعب المراحل التى مر بها الفيلم
هى خطوة الإنتاج، لأنى قابلت دناءة من المنتجين الذين كانوا يقولون إنه
فيلم (غالى وكئيب)».
وأكد أن فيلم «الكيت الكات» ليس هذا اسمه الحقيقى، بل كان
بعنوان «عرايا فى الزحام»، لافتًا إلى أن الرقابة اعترضت على إطلاق الاسم؛
لذا تم تغييره، رغم أن اسمه لا يحمل فى معناه أى محتوى جنسى. وقال مدير
التصوير بالفيلم محسن أحمد إن تجربة «الكيت كات» مهمة جدًا وأصبح كثير من
الأجيال يشاهدونه حتى وقتنا الحالى، ومنذ 30 عامًا لم تكن معدات التصوير
الموجودة بنفس الإمكانيات فى وقتنا، بل تكاد تكون منعدمة».
وأوضح أنه استخدم خلال التصوير لمبات الجاز وأشياء أخرى،
حتى يتمكن من إطلاق إضاءة جيدة خلال الفيلم، مشيرًا إلى أن تجربة فيلم
الكيت كات من أمتع التجارب التى مر بها فى حياته. وقال الفنان القدير أحمد
كمال، أحد أبطال الفيلم، إن الراحل محمود عبدالعزيز كان يقول على فيلم
«الكيت كات» إنه فيلم للمثقفين، ومن المستحيل نجاحه، مشيرًا إلى أن محمود
يوم عرض الفيلم لأول مرة بكى واعتذر للمخرج داوود عبدالسيد بسبب اعتقاده
بأن الفيلم سيفشل، ولكنه نجح وكان أهم مرحلة فى مشواره الفنى.
كواليس صناعة الفيلم
■ الفيلم من إنتاج عام 1991، وهو من إخراج وتأليف داود عبد
السيد، وقصة الفيلم من وحى رواية «مالك الحزين» للروائى إبراهيم أصلان،
وإنتاج حسين القلا، ومن بطولة الراحلين محمود عبد العزيز، ونجاح الموجى
وأمينة رزق وعلى حسنين، إلى جانب الفنانين شريف منير، وعايدة رياض،
والفنانة المعتزلة جيهان نصر.
■ يحتل الفيلم المركز الـ24 فى قائمة أفضل «100 فيلم مصرى»،
حسب استفتاء النقاد عام 1996، كما حصل على الجائزة الذهبية لأحسن فيلم من
مهرجان دمشق السينمائى الدولى عام 1991.
■ تدور الأحداث بحوارى منطقة الكيت كات، حيث يعيش الشيخ
حسنى (محمود عبد العزيز) مع والدته (أمينة رزق)، وابنه يوسف (شريف منير)
ورغم فقده لبصره ولعمله ولزوجته إلا أنه لم يفقد الأمل ولم يسلم بأنه أعمى،
فهو يستغل دكانًا بالمنزل الذى تركه له والده ليدخن فيه الحشيش مع أصحابه
ويغنى لهم على العود بعد أن فشل بدراسته الأزهرية وفشل أن يصبح منشدًا،
وباع البيت لتاجر المخدرات الملقب بـ«الهرم» (نجاح الموجى) مقابل راتب يومى
من الحشيش، والذى يخبئه بمنزل الأسطى حسن (محمد جبريل) ويرافق زوجته فتحية
(جليلة محمود) وباع «الهرم» البيت لصبحى الفرارجى (نادر عبد الغنى)، والذى
أراد هدمه لبناء عمارة كبيرة.
■ حظى فيلم «الكيت كات» باهتمام نقدى وجماهيرى، كما استمر
عرضه الجماهيرى أكثر من 20 أسبوعًا.
■ من المشاهد الملفتة التى قدمها الراحل محمود عبد العزيز
فى شخصية الكفيف، وهو يصحب نجله «يوسف» ليركبا موتوسيكلا يقوده «عبد
العزيز» أو الشيخ حسنى، ويسقطان به فى النيل، ولكنهما يخرجان سالمين.
■ حظى الفيلم بإفيهات كثيرة تتعلق بأداء محمود عبد العزيز
لشخصية الشيخ حسنى، منها «بتستمعانى ياهرم» و«أعمى بيجر ميت» التى قيلت عند
وفاة عجوز المنطقة.
«درجن درجن»
يلا بينا تعالوا نسيب اليوم فى حاله
وكل واحد مننا يركب حصان خياله
درجن درجن درجن درجن
هنهرب من النهارده
ونهرب من المكان
ونطير مع نسمة شاردة
ونروح لأيام زمان
يلا بينا تعالوا.. نسيب اليوم فى حاله
وكل واحد مننا يركب حصان خياله
درجن درجن درجن درجن
دى إيه؟ دى مدبغة
علشان؟ علشان صنع الجلود..آآه..
درجن درجن درجن درجن
ودى إيه؟ دى مصبغة
علشان؟ علشان صبغ الجلود.. آآه
لكن ورا الصباغة والألوان والدباغة
فى جلد كان جمل
وجلد كان حمل
وأهو كلو بيتعمل جزمة وحزام وشنطة
فى جلد ملوهش لون
وجلد بألف لون
لو تغسله بصابون يطلع لونه أونطة
سيبك من المصبغة وصباغة المصبغة سيبك
وبص بص شوف.. شوف الناس والظروف
يمكن تلقى الديابة لابسة فروة خروف
يمكن تلقى الغلابة فى أول الصفوف
درجن درجن درجن درجن
كلمات: سيد حجاب
مصير شخصيات الفيلم
- بطل الرواية الحقيقى التى كتبها إبراهيم أصلان هو «يوسف»
وليس «الشيخ حسنى».
- جميع أبطال الرواية والفيلم عايشهم الكاتب بنفسه خلال
فترة إقامته فى حى الكيت كات.
- الشيخ حسنى الحقيقى كان الأول على دفعته فى معهد الموسيقى
العربية، وتسبب إدمانه للحشيش فى طرده من المدرسة التى عمل بها مدرسا
للموسيقى، بحسب تصريحات أصلان فى حوار سابق له.
- المخرج داوود عبد السيد قال إنه حوّل بطل الرواية فى
الفيلم ليكون الشيخ حسنى بدلا من «يوسف»، حيث استغرقته الشخصية.
- ظل داوود عبد السيد يبحث عن منتج للعمل لمدة 5 سنوات، ولم
يوافق أغلبهم على بناء حارة متكاملة لتصوير أحداث العمل، حيث كانوا يرغبون
فى تصوير الفيلم بأحد الاستوديوهات، إلا أن أغلب مشاهد الفيلم تم تصويرها
فى شوارع حى الكيت الكات الحقيقية.
- أحد المنتجين أبدى موافقته على الإنتاج بشرط قيام الفنان
عادل إمام ببطولة العمل، ولكن المخرج رفض، حيث كان النجم محمود عبد العزيز
فى ذهنه أثناء كتابته المعالجة السينمائية للرواية.
- الفيلم شهد ظهور أغلب أهالى حى «الكيت الكات» إلا البطل
الشيخ عبد المحسن موسى، وهو اسمه الحقيقى وليس «الشيخ حسنى».
- أصدر الروائى إبراهيم أصلان كتابا بعنوان «شىء من هذا
القبيل»، كشف خلاله ما حدث عقب المشهد الأخير للشيخ حسنى، والذى فضح فيه
أهالى الحارة، ومصير الشخصيات الحقيقية فى الرواية.
- «الهرم» تاجر المخدرات طالب شركة الإنتاج بمكافأة 20
جنيها حق استغلال اسمه فى الفيلم، وبعد وفاة زوجته أطلق لحيته وبدأ يجوب
حوارى إمبابة يوميا لدعوة الناس للخروج إلى صلاة الفجر. |