اعلان جوائز مهرجان كان الـ 76..
وثلاثة أفلام عربية تفوز في مسابق نظرة ما
متابعة المدى
أعلنت مساء السبت النتائج النهائية لجوائز مهرجان كان
السينمائي في دورته الـ 76، وأعلن قبل يوم من الإعلان، جوائز مسابقة "نظرة
ما"، التي أقيمت ضمن الدورة، والتي حصلت ثلاثة أفلام عربية على جوائز هذه
المسابقة.
ومن بين 20 فيلمًا عرضت في هذا الاختيار وسيتنافس 8 أفلام
أولى منها أيضًا على الكاميرا الذهبية.، تم منح 6 أفلام من قبل هيئة
التحكيم برئاسة الممثل الأمريكي جون سي. رايلي، بعضها حصل صناعها للمرة
الأولى على جائزة. وفيما يلي نتائج الفائزين في جائزة نظرة ما:
فيلم (كيف تمارس الجنس) من إخراج مولي مانينغ ووكر، و جائزة
لجنة التحكيم نلها الفيلم المغربي (كلاب الصيد) أخراج كمال لزرق، وجائزة
الحرية نالها الفيلم السوداني (وداعاً جوليا)، إخراج محمد كردفاني، وجائزة
الإخراج الفيلم المغربي أيضا (كذب أبيض) إخراج أسماء المدير، جائزة الصوت
الجديد فيلم (النذير) من إخراج بالوغي، وجائزة إنسيبل فيلم كروري (زهرة
بوريتي) من إخراج جواو سالافيزا ورينيه نادر مسورة.
وكانت السعفة الذهبية من نصيب فيلم "تشريح سقوط"
(Anatomie d’une chute)
للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه
(Justine Triet)،
ولم يتفاجأ أحد بفوز هذا الفيلم لأنّه أحدث إجماعًا حول حبكته وكتابته
وإخراجه وحتّى أداء ممثّلته الألمانية ساندرا أولير
(Sandra Hüller)
التي كانت مرشّحة للفوز بجائزة أفضل ممثّلة.
الفيلم يبدأ بمشهد السقوط الذي يؤدي إلى موت صامويل بطريقة
غامضة. ومن هذا السقوط، يبدأ التشريح لمعرفة ما إذا كان صامويل فد قُتل أو
انتحر بينما تشير أصابع الاتهام إلى زوجته، المتّهمة الطبيعية لأنّها كانت
الوحيدة في المنزل أثناء السقوط.
الفيلم يشّرح فعلاً كل تفاصيل السيناريو بذكاء سردي مشوّق
يجذب المشاهد من البداية إلى النهاية بالرغم من طول الفيلم.
وجوستين ترييه هي ثالث امرأة تفوز بالسعفة الذهبية في تاريخ
مهرجان كان السينمائي بعد المخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو
(Julia Ducourneau)
عن فيلمها "تيتان" في عام 2021 والمخرجة النيوزيلاندية جين كامبيون
(Jane Campion)
عن فيلمها "درس البيانو" في عام 1993.
أما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب فيلم "منطقة الاهتمام"
(The zome of interest)
للمخرج البريطاني جوناثان غلايزر
(Jonathan Glazer)،
حيث تعالت آهات الخيبة في الصالة بعد الإعلان عن فوز فيلم "منطقة الاهتمام"
بالجائزة الكبرى لأنّه كان يستحقّ، وبكلّ بساطة، أن يفوز بالسعفة الذهبية.
قد يخال للبعض أنّه فيلم آخر من جملة الأفلام التي تناولت موضوع المحرقة
اليهودية. لكن عندما نتمعّن في أحداثه ندرك أنّها المرّة الأولى التي تعالج
السينما هذا الموضوع من وجهة نظر الظالم وليس المظلوم.
المخرج جوناثان غلايزر قام باقتباس حرّ لكتاب الأديب
البريطاني مارتن أميس
(Martin Amis)
الذي يحمل الإسم نفسه. عاش مع الفكرة لسنوات عدّة ولم يكن يعرف كيف يسردها.
قام ببحوث وقرأ مجموعة من الكتب التي تتناول الإبادة الجماعية لليهود.
طريقة المعالجة توضّحت عندما زار معتقل أوشفيتز في بولندا وبخاصّة عندما
رأى المنزل والحديقة الملاصقيْن لجدار المعتقل والتي تجري فيهما أحداث
الفيلم. انطلاقًا من هذه النقطة، تبلورت القصة التي أرادها المخرج أن تكون
من وجهة نظر عائلة الضابط النازي رودولف هوس
(Rudolph Höss)رئيس
معتقل أوشفيتز أثناء الحرب العالمية الثانية. نَعِمَ هذا الضابط مع زوجته
وأطفاله بحياة صفاء وبحبوحة بالقرب من المعتقل الذي شهد إبادة مئات الآلاف
من اليهود.
الفيلم يولّد عند المشاهد شعورًا بالقلق الممزوج بهول
اللامبالاة التي كانت تعيشها هذه العائلة متغاضية عن أصوات الرصاص وآهات
الألم وروائح الموت التي كانت تسمعها وتشمّها من المعتقل.
الفيلم حاز أيضًا على جائزة فيبريسكي
(Fipresci)
التي يمنحها الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية على هامش مهرجان كان
السينمائي.
فيما نال جائزة لجنة التحكيم فيلم "الأوراق الميتة"
(Kuolleet lehdet)
للمخرج الفنلندي أكي كوريزماكي
(Aki Kaurismäki)
الحب هو العنوان العريض في هذا الفيلم لمحاربة الملل وعبثية
الحياة التي يعرف المخرج الفنلندي كيف يصوّرها أحيانًا بمواقف أكثر
سوريالية من الحياة نفسها. أين هو الحدّ الفاصل بين الواقع والخيال في هذا
الفيلم؟ وكأنّ أكي كوريزماكي أراد أن يتواجه مع طبيعة بلده التي تفرض
إيقاعًا بطيئًا ومعتمًا يسرّع من عملية السقوط في فخ القنوط واليأس
والرتابة. لا يبقى سوى الحبّ الذي يُولد في صالة سينما، يلتقي فيها
البطلان، ليعيد شيئًا من الإنسانية إلى هذا العالم المشغول بعنف الحروب،
وقساوة النبذ وعدم اليقين.
وجائزة أفضل سيناريو ذهبت الى يوجي ساكاموتو
(Yuji Sakamoto)
يوقّع سيناريو في غاية الشاعرية في فيلم "الوحش" للمخرج الياباني كوري إيدا
هيروكازو
(Kore-Eda Hirokazu)
فيلم "الوحش" هو ربما من أكثر أفلام المسابقة خفّة ممزوجة
بحزن بوهيمي. وهو ربما من أكثر الأفلام رغبة في التخلّص من هذا الوحش
المجازي الذي يحطّم الأحلام ويدوس على الطموحات ويبدّد الأمنيات بسبب الخوف
الباطني الذي يجرّد الإنسان من أدنى أفكاره الخلاّقة.
الفيلم يروي قصّة واحدة من عدّة وجهات نظر وكلّ واحدة منها
تعطي دلائل لفهم وجهات النظر الأخرى. يكتشف المشاهد، في نهاية المطاف، كم
أنّ المظاهر تغشّ وكم أنّ الإنسان بطبيعته يميل إلى الشّك وإصدار الأحكام
المسبقة. فيلم "الوحش" يسرد قصّة صداقة بين طفلين في بداية مراهقتهما
ويكتشفان معًا علاقة تتأرجح بين البراءة وبين اختلاجات القلب العاطفية
الأولى. فيلم جريء في تعاطيه مع موضوع المثلية التي تتجلّى في عمر مبكر
إضافة إلى تصويره الدقيق لتابوهات المجتمع الياباني الرازح تحت ثقل عاداته
وتقاليده.
أما جائزة أفضل ممثّلة فذهبت الى الممثلة التركية ميرفي
ديزدار
(Merve Dizdar)
عن دورها في فيلم "الأعشاب الجافة"
(Kuru otlar üstüne)
للمخرج نوري بلجي جيلان(Nuri
Belge Ceylan)
"الأعشاب
الجافة" فيلم على شاكلة مخرجه الذي يعطي الحياة لشخصيات من مخزونه
الوجداني. يملك نوري بلجي جيلان حذاقة فكرية دقيقة لا تترك المشاهد
لامباليًا بل تحشره في تمرين ذهني لا يمكن أن يخرج منه إلاّ بتساؤلات عن
الوقت الذي يمرّ والوحدة والرتابة. تساؤلات يطرحها المخرج في فيلمه من خلال
قصة حبّ تنشأ بين مدرّسين وناشطة سياسية فقدت رجلها بعد انفجار في مظاهرة
احتجاجية على خلفية اتهام مبهم بتحرشّ جنسي في المدرسة التي يدّرس فيها
الرجلين. كل مقادير السيناريو تجري في منطقة نائية وباردة ومعزولة من
تركيا. ميرفي ديزدار تؤدّي دور الناشطة الحقوقية في الفيلم.
وجائزة أفضل ممثل نالها الممثل الياباني (كوجي ياكوشو)
Koji Yakusho
عن دوره في فيلم "الأيام المثالية"
(Perfect Days)
للمخرج الألماني فيم فاندرز
(Wim Wenders)
كوجي ياكوشو يؤدّي دور هيراياما منظّف مراحيض عامّة في
طوكيو. حياته سلسلة من التصرّفات الرتيبة التي تعوّد عليها ويقوم بها من
دون تذّمر كلّ يوم بنفس الطريقة وبنفس الوقت. يملك حسًّا جماليًا عاليًا
وهو متذّوق رفيع للموسيقى والفنون. حياته تنقلب رأسا على عقب عندما تطلب
منه إحدى قريباته أن تنام في منزله لبعض الوقت.
فيم فاندرز حاز على عدّة جوائز في مهرجان كان ومنها السعفة
الذهبية لفيلمه "باريس-تكساس" في عام 1984. هو شغوف باليابان ويصوّر فيه
كلّما سنحت له الفرصة بذلك.
وحاز على جائزة العين الذهبية بالتساوي فيلم "بنات ألفة"
للمخرجة التونسية كوثر بن هنية وفيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء
المدير. وجائزة العين الذهبية تُمنح للأفلام الوثائقية على هامش مهرجان كان
السينمائي. |