ملفات خاصة

 
 
 

كانّ 2025: أجيال تتقاطع في دورة تجمع السياسي بالحميمي

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

الثامن والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

يتهيّأ مهرجان كانّ السينمائي لإزاحة الستارة عن دورته الثامنة والسبعين (13 – 24 مايو). مرة جديدة يُقام هذا الحدث الفني والثقافي والإعلامي وسط عالم مشوّش تسيطر عليه الأزمات. التظاهرات السينمائية الكبرى، ومعها الآلاف الذين يتقاطرون إليها، تكاد تكون آخر ما تبقّى من فكرة العالم كمكان مشترك، كملتقى لتبادل الأفكار والآراء، في زمن يتفكّك فيه كلّ شيء. وها إنَّ كانّ يمضي بخطى واثقة وسط الركام، كمَن يصرّ على إضاءة شمعة في عتمة متزايدة يومًا بعد يوم. يأتي المهرجان حاملًا آخر الأخبار، من غرب القارة إلى شرقها، ومن شمالها إلى جنوبها، ليذكّر بأن الشاشة لا تزال تحتفظ بجاذبيتها الأولى، رغم كلّ ما ألمّ بها من اختبارات قاسية، لا سيّما بعد الجائحة.

رئيسة المهرجان، إيريس كنوبلوك، كانت قد ذكّرت بالدور التاريخي الذي اضطلع به كانّ منذ تأسيسه عام 1939، كردّ مباشر على آلة الدعاية التي أطلقها موسوليني من خلال موسترا البندقية. واليوم، في ظلّ المناخ السياسي المتأزم على مختلف الجبهات، ومع تصاعد موجات التطرف والتعصّب والانغلاق، والتهديدات المستمرة باندلاع الحروب في أكثر من منطقة، خصوصًا في الشرق الأوسط، ما عاد مستغربًا أن تؤكد إدارة المهرجان الأكبر في العالم تمسّكها أكثر من أي وقت مضى بالقيم التي تأسّس عليها. في هذا الصدد، قالت كنوبلوك: «وُلد مهرجان كانّ من رغبة صادقة في منح السينمائيين حول العالم ملاذًا آمنًا، وأحيانًا بالمعنى الحرفي. ما وحّدهم، رغم اختلاف خلفياتهم، كان شغف واحد ولغة واحدة: لغة السينما». 

 هذا المبدأ لا يزال يتجلّى في التشكيلة السينمائية التي ستشغل العالم على مدى 12 يومًا. فكانّ، كما يردّد القائمون عليه دومًا، لا يصنع هذا العالم، بل ينقله جماليًا، ويتيح لأخباره، الجيدة منها والسيئة، أن تجد طريقها إلى جمهور يأتي إليه من أقاصي الأرض.

من بين بحر غزير من الأفلام التي تقدّمت للمهرجان، لم تعبُر الاختبار إلا نخبة قليلة تم ترشيحها للسباق على «السعفة الذهبية»، التي ستُمنَح في ختام الدورة من يد الممثّلة جولييت بينوش، رئيسة لجنة التحكيم. نحو 3 آلاف فيلم روائي طويل عُرضت على لجان المشاهدة، قبل أن يُستقر على 73 فيلمًا روائيًا طويلًا اختيرت في إطار التشكيلة الرسمية، والتي تتوزّع على أقسام عدّة: المسابقة، «نظرة ما»، «خارج المسابقة»، «كانّ بروميير»، و«العروض الخاصة». بالإضافة إلى عروض الأفلام القصيرة والكلاسيكيات. هذه الأقسام تشكّل المتن الحقيقي للمهرجان، الرئة التي يتنفس منها، والمادة التي يُفترض أن يُراهن عليها، لأنها تمثّل «زبدة الزبدة»، خلاصة ما يُنتج عالميًا من سينما يُعتدّ بها فنيًا وفكريًا وجماليًا. لا مجال للخطأ في التقديرات، والنقد الرصين لا يتسامح معه. ورغم ذلك، فإنّ الخيارات في مهرجان كانّ، التي تخضع في نهاية الجولة لاعتبارات الذوق والرؤية والمصالح، وأحيانًا لحسابات السوق وللمراعاة الجغرافية والجندرية، لطالما كانت محلَّ تململ. ومع ذلك، إذا جمعنا كلّ ما نشاهده طوال عام كامل، فأغلب الظن أنّ الجزء الأكبر منه سيكون مصدره كانّ.

في السنوات الأخيرة، ومع احتدام الصراع بين لوبيات سياسات الهوية وعالم الفن، أصبحت أيادي المسؤولين عن اختيار الأفلام مكبّلة وحريتهم مقيدة؛ لا سيما في ما يتعلّق بالمساواة الجندرية. في هذا الخصوص، صرّح المدير الفنّي تييري فريمو لمجلة «باري ماتش»: «في زمن «الموجة الجديدة»، كانت المخرجة أنييس فاردا المرأة الوحيدة في الساحة. ورغم ما عُرف عنها من دعمٍ صادق لرفيقاتها في المهنة، قالت لي ذات يوم: ينبغي أن يقوم الاختيار على الجدارة الحقيقية. لا يجوز أن يُختار فيلم لمجرّد أنه لمخرجة، بل لأنه يرقى إلى المستوى الفنّي المطلوب. وهذا صحيح، لا ينبغي أن نستبدل التمييز بتمييز آخر، حتى وإن كان معكوسًا. غير أن عشقنا للندرة يدفعنا، في لحظات التردد بين فيلمين متقاربين، إلى ترجيح كفّة الفيلم الذي يحمل توقيع امرأة على ذاك الذي أخرجه رجل».

في جميع الأحوال، فإن الكمّ الهائل من الأفلام المُرسلة إلى المهرجان يؤكّد مكانته العالمية بوصفه المنصّة السينمائية الأهم، لكنه يكشف أيضًا عن عطش لا ينضب للحكي بالصورة، وعن رغبة جماعية في التعبير، في البوح، في تسجيل الأثر. هي ألف حكاية تنزف من الحصارَين الروحي والجسدي، من الحب، من الطفولة، من الأمومة، من الخلاف العقائدي، من أزمات الإنسان المعاصر الذي يواجه مصيره باللحم الحي، وأحيانًا لا يجد مناصًا من الاستسلام.

هذه بعض التيمات التي تتردد أصداؤها في دورة هذا العام، في انتظار اكتشاف مزيد منها خلال أيام المهرجان. مع التذكير بأن كانّ لا يقوم فقط على العرض، بل أيضاً على التقاطعات: ماذا يعني أن يتناول مخرج كوري وآخر روماني الموضوع ذاته، لكن بأساليب، وإمكانات وخلفيات فكرية وجمالية مختلفة تماماً.

خيار الافتتاح بباكورة المخرجة الفرنسية أميلي بونان، «الرحيل يومًا»، (خارج المسابقة)، يطرح النبرة: دورة ستكون مزيجًا من قدامى المهرجان ومَن يضمنون مستقبله. الفيلم دعوة لقراءة السينما الفرنسية الجديدة بنبضها الموسيقي، من خلال قصّة مغنّاة عن امرأة تضطر للعودة إلى قريتها بعد إصابة والدها بمرض، لتلتقي بحب قديم وتشوّش حاضرها.

في المؤتمر الصحافي الذي عقده فريمو للإعلان عن برنامج المهرجان، أوضح أنه يعمل بمبدأ دار النشر، أي أنه يبقى وفيًا للفنانين الذين آمن بهم منذ البداية. ومن هذا المنطلق، لا يرى مشكلة في عودة بعض الأسماء التي صنعت مجد كانّ. من هؤلاء، يعود الشقيقان البلجيكيان الشهيران لوك وجان بيار داردن، وهما المخرجان الوحيدان في مسابقة هذه الدورة اللذان نالا «السعفة الذهبية» مرتين. في جديدهما، «أمهات شابات»، يواصلان طرح أسئلتهما الأثيرة حول الهشاشة الاجتماعية، من خلال معالجة موضوع الأمهات داخل مراكز الإيواء. منذ «روزيتّا» (1999)، عرض الأخوان كلّ أفلامهما في المسابقة، وكأنّ المهرجان أراد الحفاظ على هذا التقليد الذي تربطه بهما علاقة طويلة.

في المقابل، أُدرج فيلم «قضية 137» للفرنسي دومينيك مول ضمن المسابقة، كنوع من التعويض عن الإقصاء السابق. فقد كان فيلمه السابق «ليلة الـ12» قد عُرض في فقرة «كانّ بروميير»، قبل أن يحقّق نجاحًا نقديًا وجماهيريًا لافتًا، تُوِّج بسبع جوائز «سيزار». مول، الذي انطلق فعلياً قبل 25 عاماً مع رائعته «هاري، صديق يريد لكم الخير»، يعود اليوم ليحقّق في قضية فرنسية أثارت الجدال، مقدّماً عملاً يُمعن في كشف عنف المؤسسات من الداخل، وهو ما تناوله أيضًا في عمله السابق.

في المسابقة، وهي المعراج الأعلى على الكروازيت، ستتواجه 22 فيلمًا، أضيف بعضها في اللحظة الأخيرة كالصيني «القيامة» لبي غان. أفلام تنتمي إلى جغرافيات متضاربة وهموم تتفاوت بين الحميمي والسياسي، بين الصامت والصاخب

«الأميركان» يعودون إلى المسابقة بقوة. كيلي رايكارد تواصل حفرها في الشخصيات الهامشية، بفيلمها «الرأس المدبر»، عن سطو وسط أجواء حرب فيتنام، حيث تتقاطع حركة تحرير المرأة مع سؤال الهوية. ريتشارد لينكلايتر (ولو أنّ فيلمه فرنسي) يحضر، بعد انقضاء 3 أشهر فقط على عرض فيلمه الأحدث في برلين، بـ«موجة جديدة»، عن التيار السينمائي الفرنسي الشهير. وس أندرسون، بعالمه المزخرف الذي تحكمه جماليات أصبحت علامته التجارية، يقترح «الخطة الفينيقية» (ألماني الإنتاج)، بانوراما لزمن مفقود تؤدّيها كوكبة من الوجوه المألوفة، أبرزهم بينيسيو دل تورو. ومن الجيل الذي فرض نفسه بقوة، يلمع اسم آري أستر بفيلمه «إدينغتون»، عن صراع بين شريف وعمدة خلال الجائحة. فيلم سياسي في لبوس نفسي يقوده النجم الكبير واكين فينيكس المنتظر على الكروازيت مع مجموعة من النجوم مثل توم كروز وكايت بلانشيت الذين سيشاركون أيضًا في كانّ هذا العام.

من الأسماء التي أُضيفت في اللحظة الأخيرة: البريطانية لين رامزي التي تقدّم «متّ يا حبّي». يلخّصه موقع المهرجان بأربع كلمات: «حبّ جنون، جنون حبّ». رامزي عرضت كلّ أفلامها في كانّ، وهي واحدة من أهم السينمائيات الاسكتلنديات. الإيطالي ماريو مارتوني يعود إلى الثمانينات بـ«خارج»، فيلم عن كاتبة تُسجن بتهمة السرقة، لتخرج بسرديات أكثر صدقًا من أي اعتراف. ومثله، يتوجّه الأوكراني سيرغي لوزنيتسا بـ«قاضيان» إلى الماضي، ملتقطًا سيرة مدعٍ عام يحاول أن ينقّب في الرسائل الممنوعة خلال الحقبة الستالينية. تاريخٌ يتحرّك من خلال صوت منفرد يحاول أن ينقذ ما تبقّى من ذاكرة محترقة. يواكيم ترير بدوره من الأسماء التي يمكن المراهنة عليها، إذ يقترح مع «قيمة عاطفية»، قصّة مخرج منسي يحاول أن يصالح ابنتيه من خلال فيلم جديد، على أمل أن يحافظ على المستوى الذي كان وصل إليه في فيلمه السابق «أسوأ إنسان في العالم».

البرازيلي كليبير مندونسا فيلو، يقدّم «محقّق خاص» حيث سبعينات البرازيل تتحول إلى خلفية لثريللر سياسي قاتم. هو الآخر، مثل لوزنيتسا، يعود إلى حقبة مؤلمة: الديكتاتورية العسكرية. أما جوليا دوكورنو، التي فاجأت العالم بـ«تيتان» («سعفة» كانّ 2021)، فتقترح «ألفا»، فيلم عن مراهقة تصبح ضحية شائعة، وفيه من العذاب الاجتماعي بقدر ما فيه من شفافية شاعرية.

من إيران، ورغم المنع والرقابة والحظر الذي يأخد أبعادًا سوريالية عندما يتعلق الأمر بهذا البلد، يأتينا جعفر بناهي، وذلك بعد غياب 7سنوات عن كانّ، بـ«مجرد حادث». لا نعرف عن الفيلم أكثر ممّا يكشفه الملخّص: بعد حادث سير بسيط، تتوالى الأحداث. والحادث هو ما سنراه أيضًا في «امرأة وطفل» لمواطنه سعيد روستائي. القصة: ممرضة تواجه الحياة وحدها بينما تربّي أطفالها، وعند لحظة شعورها بأنّ أمورها بدأت تستقر، يقع حادث مروّع يقلب حياتها رأسًا على عقب.

هناك أسماء جديدة تحاول التقدّم وسط عمالقة. «صراط» للفرنسي الإسباني أوليفييه لاكسي، «رونوار» لليابانية هاكاواكا شي، «تاريخ الصوت» للجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس، «صوت السقوط» للألمانية ماشا شيلينسكي. الجيل الذي ولد في الثمانينات يسعى نحو المجد، والمهرجان يُمهّد له الطرق.

الحضور العربي داخل المسابقة لافت، وإن كان ضمن إنتاجات غربية وسينمائيين إما أنّ جذورهم عربية أو يتناولون شؤونًا تتعلّق بالعالم العربي أو كلاهما معًا. حفصية حرزي، الفرنسية التونسية، تأتي بـ«الأخيرة الصغيرة»، فيلم عن اكتشاف شابة لهويتها الجنسية بعد انتقالها من الضواحي إلى عالم منفتح. الحميمية تصطدم بالعرف، والهوية تصير ساحة معركة داخل الذات. ومن السويد، المخرج المصري الأصل طارق صالح يطرح «نسور الجمهورية»، قصّة ممثّل يتعرض لضغوط لتجسيد دور لا يريده؛ سردية عن الفنّ كأداة سلطة

قسم «نظرة ما» التنافسي، يبرز أفلامًا عربية لثلاثة مخرجين: التونسية أريج السحيري التي تفتتح هذه الفقرة البديلة للمسابقة، بـ«سماء بلا أرض». المصري مراد مصطفى بعدما كان شارك في كانّ بفيلم قصير،يدخل «نظرة ما» مع «عائشة لا تستطيع الطيران»، فيما التوأمان الفلسطينيان عرب وطرزان ناصر ينافسان مع «كان ياما كان في غزة». أفلام أخرى من ضفاف مختلفة تشارك في هذا القسم، ضمن مجموعة من 20 عملاً واعداً تضم أيضاً أول تجربتَيْن إخراجيتَيْن للممثّلتين الأميركيتَيْن سكارليت جوهانسون وكريستن ستيورات

الأسماء المشاركة في الأقسام الأخرى لا تقل توهّجًا: الأميركي المشاكس سبايك لي، والروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف، والفرنسيان سدريك كلابيش وسيلفان شوميه وريبيكا زلوتوفسكي، والأميركي إيثان كووين (الذي يعزف هذه المرة منفردًا من دون أخيه). سنشاهد أيضًا آخر أعمال الألماني التركي فاتح أكين، فيما أيقونة الكوميديا الفرنسية بيار ريشار سيقّدم عملاً جديداً وهو في سنّ الـ91. الأقسام الموازية، من «أسبوعا صنّاع السينما» (ينطلق بـ«إنزو» للراحل لوران كانتيه أكمله نيابة عنه روبان كامبيّو، ويمنح جائزته التكريمية السنوية للمخرج الأميركي تود هاينز)، و«أسبوع النقّاد»، و«أسيد»، ستأتي أيضًا بحصادها السنوي الثمين. هذه الأقسام أشبه بـ«مهرجان داخل المهرجان»، تتبلور في وكار بعيدًا من السجادة الحمراء والبهرجة الكانّية. وسينطلق قسم «أسيد» بحادث مروّع تعرض له، إذ إنّ فيلم «ضع روحك على كفك وامشِ» للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي خسر «بطلته» الفلسطينية فاطمة حسونة في غارة إسرائيلية على غزة قبل أسابيع من انطلاق المهرجان.

أخيرًا، ستكرّم هذه الدورة الممثّل الأميركي الكبير روبرت دنيرو، 81 عامًا، الذي يعود إلى كانّ بعد نحو نصف قرن على مشاركته فيه مع «سائق تاكسي» لسكورسيزي الذي نال يومها «السعفة الذهبية». وفي المناسبة، سيُجري دنيرو لقاء مع الجمهور ليحكي عن تجربته المديدة

 

####

 

تييري فريمو: «كان» لا يكرر نفسه… بل يدعم السينما التي تستحق

هيثم مفيد

قبل ساعات قليلة من انطلاق النسخة الـ78 من مهرجان كان السينمائي (13-24 مايو)، علّق المدير الفني تيري فريمو على اختيارات المسابقة الرسمية هذا العام، التي تضم أسماءً مخضرمة تعود إلى الكروازيت بمشاريع جديدة، إلى جانب أصواتٍ سينمائية صاعدة يرى الناقد الفرنسي المخضرم أنها ستكون إضافة لصناعة السينما. كما تطرّق فريمو إلى إشكالية التعريفة الجمركية الأمريكية، وأزمة الصحفيين الذين يعانون من الوصول إلى نجوم المهرجان.

الأخَوَان داردين مرة أخرى

وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الإثنين، أبدى المدير الفني لمهرجان كان السينمائي تيري فريمو استياءه من فكرة أن المهرجان يختار دائمًا المخرجين أنفسهم للمشاركة في المسابقة الرسمية، قائلاً: «هذا ليس صحيحًا على الإطلاق». جاء ذلك ردًا على سؤال حول مشاركة الأخوين داردين في المنافسة للمرة التاسعة بفيلمهما «The Young Mother’s Home».

وعن سبب اختيار بعض صُنّاع الأفلام بشكل متكرر، قال فريمو إن مهرجان كان «لديه دائمًا هذا التقليد» المتمثل في البقاء مخلصًا، والذي يعود تاريخه إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي مع صناع أفلام مثل إنغمار بيرجمان، مشيرًا إلى أن أعمال الأخوين داردين تُعدّ سينما اجتماعية متماسكة ذات أسلوب مميز، مضيفًا: «إذا كنا نرى أهمية هذا النوع من السينما، فعلينا مواصلة دعمه».

وأشار فريمو إلى أن إحصائيات هذه النسخة تشير إلى العكس تمامًا، مستشهدًا بأسماء صُنّاع أفلام جدد يشاركون في المسابقة، من بينهم آري أستر مع «Eddington»، وكارلا سيمون مع «Romeria»، وتشي هاياكاوا مع «Renoir». مضيفًا أن بعضهم يحضر للمرة الثانية، مثل جوليا دوكورناو «Alpha»، ويواكيم ترير الذي يشارك للمرة الثالثة بفيلم «Sentimental Value»، لكن معظم المشاركين يحضرون للمرة الأولى.

وقال فريمو: «فيلم جوليا دوكورناو مثير للإعجاب للغاية، وسيُثير نقاشًا رائعًا، ونريد أن يُعقد هذا النقاش هنا في كان». وأضاف: «نحن ندعم أشخاصًا مثل جوليا، ونرغب في مواصلة هذا الدعم».

وأكمل فريمو، مستشهدًا بأربع رئيسات للجان التحكيم هذا العام، من بينهن رئيسة لجنة المسابقة الرسمية جولييت بينوش: «يتعيّن علينا أن نكون حذرين للغاية بشأن المساواة بين الجنسين». مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يترأس فيها نساء لجان التحكيم في أعوام متتالية، منذ أوليفيا دي هافيلاند وصوفيا لورين عامي 1965 و1966، مختتمًا: «لقد مرّ 60 عامًا منذ حدوث ذلك، إنها فضيحة».

التعريفة الجمركية

لم يُعلّق مدير مهرجان كان على التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية على الأفلام العالمية، كما اقترح دونالد ترامب الأسبوع الماضي. لكنه جدّد شغفه بالسينما الأمريكية، قائلًا: «من المبكر جدًا اتخاذ القرار. لا نريد أن تفقد السينما الأمريكية قوتها. هذا العام، السينما الأمريكية قوية ومبدعة، هذا هو المهم».

وأضاف فريمو أن فكرة معاقبة السينما الأمريكية من قبل دول أجنبية تستحق النقاش، لكن ما لاحظه بعد جائحة كورونا، خصوصًا في عامي 2021 و2022، هو أن عدد الأفلام الأمريكية انخفض، بينما ازدادت حظوظ الإنتاجات الأجنبية في النجاح. مشيرًا إلى أن «السينما تجد دائمًا طريقة للوجود وإعادة اختراع نفسها».

وأعرب فريمو عن رغبته في الحديث مع ترامب مباشرة، قائلًا: «لو استطعت، لأخبرته أن الأفلام الأجنبية تُغذّي الخيال والثقافة الأمريكية»، ثم أضاف: «لكنني لا أعتقد أنه مهتمٌ بذلك حقًا». واختتم حديثه مؤكدًا أن مهرجان كان «لن يسمح لأحدٍ بمنع السينما من أن تكون قوية ومبدعة».

أزمة الصحافة السينمائية

وقّع أكثر من 100 صحفي سينمائي دولي على بيان مفتوح يحث منظّمي المهرجانات والاستوديوهات وممثلي المواهب على تحسين الوصول إلى مقابلات النجوم، في ظلّ تنامي الإحباط من صعوبة التواصل خلال الأحداث السينمائية الكبرى.

ويأتي هذا الاحتجاج بعد خطوة مماثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي العام الماضي، داعيًا فريمو ونظراءه إلى دعم «الصحافة السينمائية الجيدة» علنًا، والضغط لتوفير فرص متكافئة للوصول إلى المواهب. وأكّد الموقعون أن غياب المقابلات الجادة يؤدي إلى تهميش التغطية النقدية لصالح محتوى ترويجي موجز، لافتين إلى أن العديد من الصحفيين المستقلين يعتمدون على بيع تلك المقابلات لتمويل مشاركاتهم.

وفي مؤتمره الصحفي، أشاد فريمو بأهمية الصحفيين السينمائيين قائلاً: «إذا كان مهرجان كان السينمائي ناجحًا إلى هذا الحد، فذلك بفضلكم، أيها الصحفيون السينمائيون، الذين أسهمتم في إشعال حماس هذه الأفلام.

 

####

 

كل ما تريد معرفته عن المشاركة العربية في مهرجان كان الـ 78

فاصلة

وسط ترقّب عالمي، تستعد مدينة كان الفرنسية لاحتضان الدورة 78 من مهرجانها السينمائي الشهير، والتي تنطلق في 13 مايو الجاري وتستمر حتى 24 من الشهر نفسه.

وتتجه أنظار عشاق الفن السابع إلى الريفييرا الفرنسية، حيث يلتقي كبار صنّاع السينما مع مواهب شابة من مختلف أنحاء العالم في أعرق المهرجانات السينمائية وأكثرها تأثيرًا.

وعلى مدى عشرة أيام، تتحوّل كان Cannes المدينة الساحلية الفرنسية الصغيرة إلى منصة دولية للاحتفاء بالإبداع البصري، في سباق محموم نحو السعفة الذهبية، أرفع جوائز المهرجان.

تترأس لجنة التحكيم هذا العام الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، التي تعود إلى المهرجان بعد 40 عامًا من أول ظهور لها على سجادته الحمراء، وخمسة عشر عامًا من فوزها بسعفته الذهبية عام 2010 عن بطولتها لفيلم المخرج الإيراني وزوجها السابق عباس كيارستامي «نسخة موثّقة Copie conforme».​

 تتميز هذه الدورة بتنوع لافت في قائمة الأفلام المشاركة، حيث يتنافس مخرجون بارزون منهم ويس أندرسون وآري أستر وريتشارد لينكلاتر وجعفر بناهي، كما تعود المخرجة جوليا دوكورنو بفيلمها الجديد «الألفا Alpha»، بعد فوزها السابق بالسعفة الذهبية.

 مع هذا الزخم من الأسماء اللامعة والمواهب الجديدة، يتنافس خمسة مخرجين عرب؛ اثنان منهما في المسابقة الرسمية للمهرجان، وإن كان هناك جدل حول اعتبار فيلميهما فيلمان عربيان، وهما المخرج السويدي ذي الأصول المصرية طارق صالح، الذي يعود للمسابقة الرسمية للمرة الثانية بفيلمه «نسور الجمهورية»، والفرنسية ذات الأصول التونسية حفصية حرزي، التي تنافس بفيلم «الأخت الصغيرة».

أما في مسابقة «نظرة ما» فتُعرض ثلاثة أفلام عربية هي: «عائشة لا تعرف الطيران» للمخرج المصري مراد مصطفى والفيلم الفلسطيني الأردني «كان ياما كان في غزة» للمخرجين الفلسطينيين طرزان وعراب نصار، والفيلم التونسي «سماء بلا أرض» للمخرجة أريج السحيري في ثاني حضور لها في مهرجان كان السينمائي.

«نسور الجمهورية» لـ طارق صالح

يعود المخرج السويدي من أصول مصرية طارق صالح لمسابقة كان مرة أخرى، بفيلمه «نسور الجمهورية Eagles of the Republic» بعد ثلاث سنوات من حصول فيلمه «صبي من الجنة Boy from Heaven» على جائزة أفضل سيناريو في المسابقة الرسمية عام 2022. ويمثل «نسور الجمهورية» الفصل الثالث والأخير من ثلاثية صالح عن القاهرة، بعد «حادثة النيل هيلتون The Nile Hilton incident» الذي نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان صاندانس عام 2017، و«صبي من الجنة».

 «نسور الجمهورية» من تأليف وإخراج طارق صالح، وهو فيلم إثارة سياسية تدور أحداثه في كواليس صناعة السينما المصرية الخاضعة لرقابة مشددة. تتبع القصة جورج فهمي، أشهر ممثل في مصر، والذي يُجبر على بطولة فيلم دعائي من إنتاج الحكومة. ومع انجرافه أكثر نحو دائرة السلطة، يبدأ جورج علاقة غرامية مع زوجة أحد الجنرالات، مما يعرّض حياته ومسيرته للخطر.

 كعادة المخرج طارق صالح اختار الممثل فارس فارس لدور بطل الفيلم جورج فهمي، حيث عملا سويًا في عدة مشاريع سابقة مثل «حادثة النيل هيلتون»، و«ولد من الجنة»، و«ميتروبيا»، و«الوكيل The contractor»، بالإضافة إلى مسلسل «ويستوورلد Westworld» من إنتاج HBO. وقد حصل فارس على جائزة Guldbagge لأفضل ممثل عن دوره في «حادثة النيل هيلتون»، ويُعتبر من أبرز الممثلين ذوي الأصول العربية على الساحة الدولية.

 يضم طاقم التمثيل أيضًا الممثلة الحائزة على جائزة سيزار لينا خودري، في دور دنيا، حبيبة جورج، إلى جانب عمرو واكد، وزينب تريكي، وشيرين دعيبس، وشيروان حاجي، وصهيب نشوان.

 الفيلم تم تصويره في اسطنبول، بميزانية تبلغ تسعة ملايين يورو، ووضع موسيقاه التصويرية المؤلف الموسيقي الحائز على جائزتي أوسكار ألكسندر ديسبلا.

 «الأخت الصغيرة La Petite Dernière» لـ حفصية حرزي

بعد فوزها بجائزة سيزار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «بورجو Borgo» لستيفان ديموستييه هذا العام، تسير حفصية حرزي على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي بدورته الـ78 كمخرجة بفيلمها الجديد «الأخت الصغيرة La Petite Dernière»، والذي تنافس به على السعفة الذهبية ضمن المسابقة الرسمية. وهو فيلما الثالث بعد فيلميها اللذين عرض أولهما ضمن أسبوع النقاد وثانيها ضمن قسم «نظرة ما».

 الفيلم من بطولة نادية ميليتي وبارك مين-جي، وتدور أحداثه حول فاطمة، الأخت الأصغر بين أخواتها والتي تبلغ من العمر 17 عامًا.

تعيش فاطمة في الضواحي مع شقيقاتها ضمن عائلة محبة ومليئة بالفرح. طالبة مجتهدة، تلتحق بالجامعة لدراسة الفلسفة في باريس وتكتشف عالمًا جديدًا تمامًا. ومع بداية حياتها كامرأة شابة، تبدأ في التحرر من عائلتها وتقاليدها. عندها، تبدأ فاطمة بالتساؤل عن هويتها: كيف يمكنها التوفيق بين إيمانها ورغباتها الناشئة؟

 «سماء بلا أرض Promised sky» لـ أريج السحيري

 تعود المخرجة التونسية أريج السحيري إلى مهرجان كان السينمائي هذا العام بفيلمها الجديد «سماء بلا أرض» الذي اختارت له اسمًا إنجليزيا مختلفًا وهو “السماء الموعودة Promised sky”، والذي يفتتح مسابقة «نظرة ما» في عرضه العالمي الأول.

عودة أريج تأتي بعد الإشادة واسعة النطاق التي نالتها عن فيلمها الأول «تحت الشجرة» الفائز بجائزة لجنة التحكيم في كان خلال مسابقة «نصف شهر المخرجين».

الفيلم من تأليف أريج السحيري بالتعاون مع آنا سينيك ومليكة سيسيل لوات، ويشارك في بطولته كل من آيسا مايجا، ليتيشا كي، ديبورا ناني، والممثل التونسي محمد جرايا.

يستلهم الفيلم أحداثه من وقائع حقيقية شهدتها تونس، ويرصد تفاصيل دقيقة لحياة شخصيات تعيش على هامش المجتمع في مواجهة ظروف متأزمة. إذ تدور القصة حول ماري، القسيسة الإيفوارية (من كوت دي فوار) والصحفية السابقة المقيمة في تونس، وللتي تفتح منزلها ليصبح ملاذًا لنساء في مأزق: ناني، أم شابة تبحث عن مستقبل أفضل، وجولي، طالبة شجاعة تحمل على عاتقها أحلام عائلتها. لكن وصول طفلة يتيمة يضع تماسك هذا الملاذ تحت اختبار قاسٍ، ويكشف عن هشاشة التضامن الإنساني في ظل تصاعد التوترات الاجتماعية.

يعكس «سماء بلا أرض» الواقع المؤلم الذي شهدته تونس، حيث تصاعدت موجات التحريض ضد المهاجرين من دول جنوب الصحراء، ما أدى إلى حملة عنف واعتقالات تعسفية وعمليات طرد جماعي. من خلال سرد إنساني حساس، يسلط الفيلم الضوء على تداعيات خطابات الكراهية والخوف من الآخر، كاشفًا عن عمق الأزمات الاجتماعية حين تتقاطع مع القضايا الإنسانية.

«عائشة لا تستطيع الطيران» لـ مراد مصطفى

 في أول تجربة له في مجال الأفلام الروائية الطويلة، يخوض المخرج المصري مراد مصطفى غمار المنافسة في قسم «نظرة ما» بفيلمه «عائشة لا تستطيع الطيران Aisha can’t fly». الفيلم يتناول حياة شابة سودانية تُدعى عائشة، تبلغ من العمر 26 عامًا وتعيش في حي عين شمس الشعبي بالقاهرة، وسط مجتمع من المهاجرين الأفارقة، حيث تواجه تحديات يومية تتقاطع فيها الهويات والانتماءات والطبقات الاجتماعية.

الفيلم من بطولة بوليانا سيمون أروب، عماد غنيم، ومغني الراب زياد ظاظا. ويمثل هذا الفيلم تتويجًا لمسار بدأه مصطفى منذ عام 2019 حول تجارب المهاجرين الأفارقة في مصر، حيث قدّم سابقًا أفلامًا قصيرة لاقت نجاحًا واسعًا مثل «حنة ورد» و«عيسى» الذي شارك في «أسبوع النقاد» بمهرجان كان 2023. ويأتي الفيلم كثمرة تعاون إنتاجي بين عدة دول، من بينها مصر، فرنسا، ألمانيا، السعودية، تونس، لبنان، والسودان، وحظي بدعم مؤسسات بارزة مثل مؤسسة البحر الأحمر، وآفاق، وسيني جونة.

 «كان يا ما كان في غزة» لـ طرزان وعرب ناصر

 بعد عقدٍ تقريبًا على أول ظهور لهما في مهرجان كان عام 2015 من خلال فيلم «ديغراديه» ضمن أسبوع النقاد، يعود الأخوان الفلسطينيان طرزان وعرب ناصر إلى قصر الكروازيت بفيلم يستكمل مشروعهما في استكشاف الحياة في غزة من خلال سردية تتقاطع فيها عناصر الغرب الأمريكي بنكهة محلية مشبعة بالفكاهة السوداء والبعد السياسي، حيث يعرض فليمهما الأحدث «كان يا ما كان في غزة Once upon a time in Gaza»، ضمن عروض قسم «نظرة ما».

  الفيلم، الذي يؤدي أدواره نادر عبد الحي ومجد عيد ورمزي مقدسي، يرسم صورة معاصرة لثلاث شخصيات تدفعها غريزة البقاء وتقودها مشاعر متضادة نحو مصير مشترك.

 “الحياة بعد سهام” لـ نمير عبد المسيح

 ويشارك المخرج المصري نمير عبد المسيح في القسم الموازي «ACID Cannes» بفيلمه الوثائقي «الحياة بعد سهام Life after Seham»، وهو القسم الذي تأسس قبل أكثر من ثلاثة عقود ويشتهر باختياراته الفنية النابعة من رؤى صُنّاع سينما مستقلين من أنحاء العالم.

 يمزج الفيلم بين التوثيق والتأمل الشخصي، حيث ينطلق من تجربة المخرج الشخصية في مواجهة الحزن بعد فقدان والدته «سهام». وعلى مدار أكثر من عشر سنوات، يسجل نمير، بأسلوب السرد الذاتي، رحلته في التعامل مع الفقد وسعيه لتحويل ألمه العائلي العميق إلى مشروع فني ينبض بالحنين والمصارحة. ويستعرض خلاله ملامح من طفولته ونشأته في منفى مزدوج بين القاهرة وباريس.

«كعكة الرئيس» لـ حسن هادي

يسجل العراق حضوره للمرة الأولى في مهرجان كان بفيلمين أحدهما «كعكة الرئيس The President’s Cake» أول فيلم روائي طويل للمخرج العراقي حسن هادي، المُشارك ضمن قسم «أسبوع المخرجين»، والثاني هو “سعيد أفندي”.

يأخذنا الفيلم إلى تسعينيات العراق، في وقت كانت تعاني البلاد من نقص حاد في الغذاء. في هذه الظروف، يُصدر الرئيس قرارًا يلزم كل مدرسة في البلاد بإعداد كعكة للاحتفال بعيد ميلاده، ورغم محاولاتها لتفادي الاختيار، تقع لمياء ذات التسعة أعوام ضحية هذا القرار ويتم اختيارها من بين زملائها لصناعة كعكة الرئيس. وعليها الآن استخدام ذكائها وخيالها لتجميع مكونات الكعكة الإلزامية، وإلا فستواجه العواقب.

تم تصوير الفيلم بالكامل في العراق، بمشاركة ممثلين غير محترفين من السكان المحليين، من بينهم: بنـين أحمد نـايف، سجاد محمد قاسم، وحيد ثابت خريبط، وراحم الحاج.

الفيلم من تأليف وإخراج حسن هادي الذي نشأ في جنوب العراق خلال فترات الحرب، وعمل لاحقًا في مجالات الصحافة والإنتاج، كما شغل منصب أستاذ مساعد في برنامج الأفلام العليا بجامعة نيويورك (NYU). ويُعد الفيلم أولى تجاربه في الإخراج الروائي الطويل، وتنتجه ليا تشين بيكر، المرشحة لجائزة Independent Spirit، ومن بين المنتجين التنفيذيين كاتب السيناريو الحائز على جائزة الأوسكار إريك روث (كاتب Forrest Gump)، والمخرجة مارييل هيلر.

«سعيد أفندي» لـ كاميران حسني

 وفي سياق الحضور العراقي اللافت هذا العام، لا يقتصر التمثيل على الأعمال المعاصرة فقط، بل يمتد ليحتفي بجذور السينما العراقية الكلاسيكية، من خلال مشاركة فيلم «سعيد أفندي» للمخرج كاميران حسني، الذي يعود إنتاجه إلى عام 1956.

يعرض الفيلم ضمن قسم «كان كلاسيك» المخصص لعرض الأفلام المرممة ذات القيمة التاريخية والفنية. ويُعد هذا الاختيار سابقة في تاريخ السينما العراقية، حيث يُعرض فيلم من أرشيفها ضمن هذا القسم المرموق لأول مرة.

«سعيد أفندي» مقتبس عن قصة «شِجار» للكاتب العراقي إدمون صبري، ويُعد من أبرز الأفلام التي جسدت ملامح المجتمع العراقي في منتصف القرن الماضي، جامعًا بين الحس الإنساني والسرد الواقعي.

 

موقع "فاصلة" السعودي في

12.05.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004