استكمالاً لفقرات منهاج مهرجان السينما الدولي الثاني، الذي
اقيم للفترة من 26 ولغاية 29/12/2007، برعاية قناة الحرية الفضائية،
وبالتعاون مع جمعية "سينمائيون بلا حدود" ، اقيمت حلقة نقاشية عن مشكلات
السينما العراقية ودعم الانتاج السينمائي، ساهم عدد من نقاد السينما
والعاملين في السينما، واساتذة الجامعة.
وطرحت خلال الحلقة النقاشية آراءُ كثيرة تناولت تأريخ السينما
العراقية، وما قدمته من افلامٍ، وصولاً الى المرحلة الحالية، مذكراً بتأريخ
السينما العراقية الذي وصفه بالعريق، واهمية التمويل الذي لولاه لن تكون
سينما حقيقية اذ قال: السينما العراقية تمتلك تأريخا عريقا لا يحتاج منّا
الى تأكيد، لان الموجودين في هذه القاعة، هم من العاملين في الوسط
السينمائي، ما بين ناقد واستاذ جامعي وصحفي. ونحن هنا لمناقشة مسألة مهمة،
تشكل العمود الفقري للسينما، اية سينما، وهي مسألة التمويل، هذا التمويل
الذي لم يعد معضلة في السينما الغربية، وبات الانفاق على الفيلم السينمائي،
عميلة مدروسة ومتقنة تأخذ في الحسبان عملية الربح والخسارة. ولكن نحن ما
زلنا نعاني، ولا يوجد لدينا منهج نسير عليه، ولا تفكر الحكومة بهذا
الموضوع. اذاً علينا ان نخلق من خلاله سينما عراقية حقيقية، تنطلق من
الواقع الذي نعيش فيه، لأن كل الإمكانات الأخرى واقصد الإمكانات البشرية
موجودة عندنا. واضاف الهاشمي وما قيامنا بعقد هذه الحلقة النقاشية، الاّ
الوصول الى الحلول الناجعة في صناعة سينما عراقية.
أما د.عامر هادي العرادي رئيس المهرجان فقال: علينا تطبيع
العلاقة مع الحكومة رغم شعوري بقساوة مفردة (التطبيع) لأن المثقف العراقي،
تحت كل المسميات يعيش حالة اقصاء وتهميش لدوره من قبل الحكومة. فلو جئنا
الى دائرة السينما والمسرح فنراها معطلة عن اداء دورها، وليس بإمكانها ان
تفعل شيئا بسبب التمويل. علينا ان نعرف رأي الحكومة بكل هذا، ليكون
بإمكاننا التصرف.
وعقب مدير السينما في دائرة السينما والمسرح قائلاً: نعم دائرة
السينما والمسرح معطلة، ولا يوجد لدينا تمويل، والحكومة لا تهتم بنا، ولا
علاقة لها بنا، واي فيلم بسيط يحتاج الى امكانات كبيرة، وتمويل. وتصوروا ان
الحكومة رصدت مليون وربع المليون دينار، لإنتاج عشرة افلام وثائقية، وكلما
ارسلنا في طلب مصور، يكون الحاجز ما بيننا هو المال، لأنه يأخذ من اية
فضائية يعمل فيها، مبلغاً يوازي المبلغ المذكور المخصص لعشرة افلام.
ومعاناتنا كبيرة في هذا المجال، تدعونا للبحث عن مَخرْجْ!
تحدث المخرج السينمائي عبد الهادي ماهود عن تجربة اخراجه لافلامه التي
يصورها بكاميرته الخاصة، ويقوم بتحميضها في شقة صغيرة في السماوة.
ثم قال بحرارة عن دور الحكومة في دعم الانتاج السينمائي: علينا
ان لا نبقى ضمن حدود المئة فيلم، واذا ما كانت الحكومة لا تمد يدها الينا،
ولا تهتم بالسينما كونها عنصراً مهماً من عناصر بث الوعي بين الناس، ينبغي
البحث عن جهات اخرى لتمويلنا، فالانترنت يوفر لنا فرص الإطلاع على هذه
الجهات.
اما رئيس اللجنة التحكيمية في المهرجان د.عقيل مهدي فقال:
ينبغي علينا الابتعاد عن التشنج: ليكون بإمكاننا ان نفكر جدياً في العمل من
جديد، لأن كل شيء عندنا يتأسس عندنا من جديد، ونفكر بحلول لكل شيء. وتحدث
عن تجارب عالمية كثيرة في مجال الانتاج السينمائي، ومقارنتها بالتجربة التي
عندنا وكذلك عن اشتراكه بصفة ممثل في عدد من الافلام الروائية.
اما المخرج السينمائي وكاتب السيناريو صلاح محمد صالح فقال: ما
زلت على يقيني ان الحكومة قاصرة في دعم السينما، وكذلك وزارة الثقافة، فليس
من المعقول ان يلاقي في هذا الحقل الفني المهم، هذا التجاهل والإهمال ونبقى
متفرجين على ما يجري، علينا التحرك بهذا الاتجاه لإعادة دوران عجلة السينما
العراقية. وهذا مطلب مشروع لنا جميعاً.
وبعد ذلك تحدث السينمائي علي هاشم قائلاً: لا علاقة لوزارة
الثقافة بالسينما العراقية، ومن حقنا البحث عن طرق جديدة لعودة السينما الى
وضعها الطبيعي. ومن حقنا ايضا اللقاء برئيس الوزراء لمناقشة الوضع
السينمائي معه. اما السكوت فلن يجدينا نفعاً.
واكد المخرج السينمائي عبد الهادي مبارك على مقابلة رئيس
الجمهورية او رئيس الوزراء، لطرح وضع السينما، وايجاد حل لنبدأ من جديد في
انتاج افلامنا.
ودعا الناقد السينمائي مهدي عباس الى انتاج مشترك مع سوريا او
ايران بسبب عدم وجود الاجهزة والتمويل عندنا، كحل مؤقت ليكون بإمكاننا بعد
ذلك الاعتماد على انفسنا.
وطالب الناقد السينمائي احمد ثامر جهاد عدم التعويل على
الحكومة في تمويل صناعة السينما عندنا، لأن هذا التمويل اذا ما توقف تتوقف
معه هذه الصناعة، وهذه مشكلة قديمة، علينا تجاوزها، وايجاد حلول بعيدة
المدى، لخلق سينما جديدة اساسها تاريخ السينما العريق.
وكان للناقد السينمائي فراس الشاروط رأيه بهذا الصدد، فقال:
المهرجان حمل سمات نجاحه معه، وهو خطوة ايجابية وكبيرة نحو الامام وكان من
المفترض ان تكون الحكومة هي السباقة في دعم ورفد هكذا مهرجانات ولا سيما
السينما لان البلدان لا تقوم الا بسينماتها.
فيما قال كامل شياع وكيل وزير الثقافة: اتحدث معكم ليس بصفتي
الرسمية، وانما بصفتي الشخصية، ومثلما يهمكم ان تكون هنالك سينما عراقية
حقيقية، انا ايضا يحدوني الامل في ذلك، وما علينا سوى التآزر لإيجاد الحلول
ومنها التمويل لنخلق سينما تمثل طموحنا، وتنقل واقعنا الى كل مكان في
العالم.
وفي نهاية الحلقة النقاشية، اتفق الحاضرون على عدد من
المقترحات والحلول منها:
انشاء مركز وطني للفيلم العراقي يختص بالجانب الروائي والتسجيلي. ووضع خطة
سنوية لانتاج عدد من الافلام، لان النوع يخلق من الكم، والاستناد الى نظام
الورشة في الانتاج تبدأ من الفكرة وحتى انجاز الفيلم، وكذلك الاهتمام
بمهرجانات الافلام في المعاهد الدراسية وتأشير الموهبين ومنحهم فرص للعمل
الابداعي.
واخيراً جر العاملين المحترفين في السينما وضمهم الى هيئة
عملها الرئيس انتاج الافلام.
المدى العراقية في 7
يناير 2008
|