تحتفل مصر هذا العام بمئوية كلية الفنون الجميلة في القاهرة،
والتي كانت نقطة تحول كبري في العالمين العربي والإسلامي، إذ كانت أول
اعتراف رسمي في هذين العالمين منذ أكثر من ألف سنة بأن التشخيص أي التمثيل
والنحت والرسم ليست من المحرمات عند المسلمين كما يشيع المتطرفون
والرجعيون، وكان إنشاء الكلية بعد فتوي الشيخ محمد عبده الذي توفي عام ١٩٠٥
بأن المحرم في الإسلام هو عبادة التماثيل وليس التماثيل ذاتها..
ولو لم تكن كلية الفنون لما ازدهر التمثيل علي المسرح وأصبح له
جمهوره في العشرينيات، ولو لم يكن هذا الازدهار المسرحي وذلك الجمهور لما
عرفت مصر السينما.
وعشية الاحتفال المئوي شهد العام الماضي احتفال كلية الفنون
الجميلة بالإسكندرية بيوبيلها الذهبي، أي مرور ٥٠ سنة علي إنشائها، فأقيمت
في الإسكندرية أربعة معارض فوتوغرافية عن تاريخها (٨٧ صورة) وأقيمت خمسة
معارض من أعمال الخريجين اجتمعت كلها في القاهرة في معرض شامل (٥٦٠ عملاً)
كان من أحداث ٢٠٠٧، كما صدر كتاب تذكاري شامل من المراجع العلمية الكبري،
وبالطبع تم كل ذلك بفضل عميد الكلية محمد شاكر وفي السنة نفسها صدر كتاب
عظيم آخر عن قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة برئاسة الفنان محسن
شعلان، الذي بعث روحًا جديدة في ذلك القطاع، وهو كتاب مصطفي الرزاز «الفن
المصري الحديث - القرن العشرين» الذي أخرجه محمد جادالله بجمال يليق
بموضوعه.
قل بين الفنانين والنقاد في كل الفنون من يجمع بين الإبداع
الحقيقي والنقد الحقيقي، فالقول الشائع إن الناقد فنان فاشل والفنان ناقد
فاشل، لا يخلو من الصحة، ولكن مصطفي الرزاز وأحمد فؤاد سليم وعادل السيوي
وعددًا آخر محدودًا من كبار التشكيليين المصريين يجمعون بين الإبداع والنقد
بنفس القدر من الأصالة والعمق، وكتاب الرزاز الجديد يتمتع بمنهجية علمية
صارمة ودقة معلوماتية نادرة ورؤية نقدية شاملة، ويتكون من مقدمة في ٦٤ صفحة
تحلل التاريخ وتعرف بجماعات الفن في القرن العشرين، ثم يعرف ٢٣٨ فنانًا
وفنانة مع صورة ملونة لعمل واحد من أعمالهم، في ستة فصول: جيل الرواد (١٣)
والجيل الثاني (٢٩) والجيل الثالث (٥٦) والجيل الرابع الستينيات (٧٩) ثم
جيل الصحوة الثمانينيات (٣٦) وجيل الشباب (٣٥).
إنه كتاب موسوعي ومرجع لا غني عنه، ورغم أنه يعرف ٢٣٨ فنانًا
وفنانة فإنه صاحبه يعتذر في نهايته عن التقصير لأن هناك فنانين لهم
مكانتهم، لم يشر إليهم سهوًا أو لشح المصادر الموثوقة عنهم، وهذا هو تواضع
العلماء.
المصري اليوم في 10
يناير 2008
اليوم إعلان جوائز ساويرس للرواية والقصة
والسيناريو
بقلم
سمير
فريد
تعلن في السادسة مساء اليوم في المسرح الصغير بدار أوبرا
القاهرة جوائز مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية للرواية والقصة القصيرة،
ولأول مرة للسيناريو السينمائي «مائة ألف جنيه» والسيناريو الأول لكاتبه
«٥٠ ألف جنيه»، والمقصود سيناريو لفيلم روائي طويل.
اسم ساويرس عندي يرتبط بالبناء والإعمار والإنتاج، ويجب أن
يكون كذلك عند كل المصريين، لأن هذه العائلة قدمت لمصر مجموعة من رجال
الاقتصاد الذين ساهموا أكثر من غيرهم في تصحيح الصورة الشائعة لأصحاب
الشركات، والتي يروجها من لايزالون يعتقدون أن الدولة هي بابا وماما وكل
شيء في الدنيا، وأن رجال الاقتصاد الذين يطلقون عليهم رجال الأعمال في
ترجمة ركيكة لعبارة «بيزنس من» هم مجموعة من المستغلين، الذين يعملون
لمصالحهم الخاصة فقط، ولا يفكرون في المصلحة العامة.
وقد سعدت كثيراً بمقال أستاذي شيخ المؤرخين المصريين يونان
لبيب رزق في «الأهرام» الأسبوع الماضي عن عائلة ساويرس ودورها في التاريخ
والحاضر، بقدر ما انزعجت من قوله إنه تردد في كتابة المقال، لمجرد أنه عن
عائلة من الأثرياء، فلا يتردد في قول الحق إلا من حاد عن طريق الحق. وعندما
أقول عن يونان لبيب رزق إنه أستاذي، أعني الكلمة حرفياً، فقد كان مدرسي في
قسم التاريخ بمدرسة خليل أغا الثانوية منذ نصف قرن، ولا شك أن الكثير من
القراء سوف يندهشون من وجود مؤرخ بهذا الحجم يدرس في مدرسة ثانوية، ولكن
هذه هي الحقيقة.
مقال يونان لبيب رزق كان تعليقاً علي هذه الحملة لعدد من
المتطرفين الإسلاميين، وهم ألد أعداء مصر ضد المهندس نجيب ساويرس لمجرد أنه
عبر عن رأيه في منظر النساء في الشارع المصري المعاصر، وأنه يبدو له أقرب
إلي إيران وليس مصر، فقد اعتبروا أنه ليس من حقه أن يقول هذا الرأي لأنه
قبطي، وبالطبع لا يمكن لهم أن يدركوا أنه يعبر عن رأيه كمصري، بل إنه في
ذلك يعتبر قدوة للأقباط، لأن عليهم جميعاً التصرف كمصريين، مثلهم مثل
المسلمين واليهود، لأن الدين لله والوطن للجميع، والتطرف الديني أياً كان
الدين لم يخدم يوماً أي وطن ولا أي دين.
مؤسسة ساويرس من أعظم مؤسسات المجتمع المدني في مصر،
وإنجازاتها كثيرة، واليوم تساهم أيضاً في تطور السينما عن طريق مسابقة
السيناريو. وقد كان عدد السيناريوهات التي تقدمت للمسابقة التي تشرفت
بعضوية لجنة تحكيمها كبيراً، إذ بلغ ١٦٢ سيناريو، منهم ٨٧ يكتبون لأول مرة.
ومن بين ٤٠ عملاً قرأتها رشحت تسعة سيناريوهات، هي من دون ترتيب طريق
الحرير وفيلم طويل عن الحزن وأحلام قبل النوم ومائة في المائة وواحد صفر
ومصر الجديدة ووسط الدايرة وعيون القلب وفن الطيران، وهي نسبة ممتازة تقترب
من الربع.
المصري اليوم في 9
يناير 2008
٥٢
مخرجًا جديدًا و٣ مخرجات من مصر في سبع
سنوات
بقلم
سمير
فريد
بلغ عدد الأفلام المصرية الروائية الطويلة التي عرضت لأول مرة
في مصر عام ٢٠٠٧ أربعين فيلمًا، وبذلك وصل عدد الأفلام التي عرضت منذ بداية
القرن الميلادي الجديد عام ٢٠٠١ أي في سبع سنوات، إلي ٢١٣ فيلمًا. ومجموع
هذه الأفلام يعني أن معدل الإنتاج ٣٠ فيلمًا في السنة، وهو رقم يؤكد أن
صناعة السينما في مصر منتعشة بفضل مضاعفة عدد الشاشات في السنوات العشر
الماضية وإقبال الجمهور علي الأفلام المصرية.
ومن بين مخرجي ومخرجات أفلام العام الماضي ١٢ مخرجًا جديدًا،
وبهم يصل عدد المخرجين الجدد منذ ٢٠٠١ إلي ٥٢ مخرجًا و٣ مخرجات، ومن بين
الـ ٢١٣ فيلمًا التي عرضت في السنوات السبع كان عدد أفلام الـ ٥٥ الجدد ١٢٠
فيلمًا، أي أكثر من النصف، وقد كان عدد أفلامهم عام ٢٠٠١ تسعة من ٣٢ عام
٢٠٠١ وأصبح ٣٣ من ٤٠ عام ٢٠٠٧ ومن حيث عدد أفلام كل منهم، أخرج وائل إحسان
العدد الأكبر ٩، يليه علي إدريس ٧، ثم كل من خالد يوسف وأحمد جلال ٦، وأحمد
البدري ٥ وكل من عمرو عرفة ورامي إمام وأحمد عواض ٤ وكل من شريف مندور
وكاملة أبو ذكري ومحمد ياسين وسامح عبد العزيز ومجدي الهواري وإيهاب لمعي
٣، وكل من أشرف فايق وهالة خليل وعثمان أبو لبن ومحمد مصطفي ومحمد علي
وأمير رمسيس وأحمد سمير فرج وأيمن مكرم وعماد البهات فيلمين.
أما الذين أخرجوا فيلمًا واحدًا حتي الآن فهم نور الشريف وعاطف
حتاتة ورائد لبيب ورافي جرجس وفهمي الشرقاوي وهاني خليل وأسامة العاصي
وعادل يحيي وشريف صبري وسعد هنداوي ووائل شركس وعاطف شكري ومحسن أحمد وسيد
عيسوي وأحمد مكي وأحمد صالح وجمال قاسم وياسر زايد ومنال الصيفي وإسماعيل
فاروق ومروان حامد وهشام جمعة وحاتم موسي وأحمد مدحت وأحمد يسري وطارق
عبدالمعطي وخالد مرعي وأحمد الجندي وأحمد فهمي ومحمد جمعة وأحمد أبو زيد.
ولكن الملاحظ أن أغلب أفلام جيل العقد الأول من القرن الجديد
للاستهلاك المحلي، فلم يتجاوز الحدود ويعبر البحر المتوسط إلي أوروبا
والعالم سوي عاطف حتاتة وهاني خليفة وهالة خليل وكاملة أبو ذكري ومروان
حامد، وكان فيلمه «عمارة يعقوبيان» الفيلم الوحيد من أفلام الجيل الذي عرض
في أحد المهرجانات الكبري الثلاثة (كان وبرلين وفينسيا)، وذلك في مهرجان
برلين ٢٠٠٦ خارج المسابقة.
المصري اليوم في 8
يناير 2008
مبروك
يا خالد يوسف عدد خاص ضد
فيلميك
بقلم
سمير
فريد
خصصت مجلة «روزاليوسف» عددها الصادر يوم السبت الماضي للسينما،
وهو عدد ممتاز من كل النواحي، ولا يمكن لأي مهتم بالسينما إلا أن يحفظه في
مكتبته كمرجع يمكن أن يعود إليه عند البحث في موضوعات شتي، وخاصة العلاقة
بين السينما والدولة ممثلة في الرقابة، وبين السينما والسياسة، فالمجلة
سياسية وليست سينمائية، ومن المنطقي أن تركز علي الابعاد السياسية، والعدد
هدية من المؤسسة العريقة إلي السينما المصرية في عيدها المئوي كما كان
العدد الخاص من مجلة «الهلال» الشهرية الذي صدر في ديسمبر الماضي.
ولكن العدد في ظاهره احتفال بالمئوية، وفي مضمونه هجوم كاسح
علي فيلمي «هي فوضي» إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف، و«حين ميسرة» إخراج خالد
يوسف، وكلاهما عن سيناريو ناصر عبدالرحمن.. فعنوان العدد «سينما مصر ضد
مصر» وهو في نفس الوقت عنوان المقال الافتتاحي لرئيس التحرير، وفيه يقول إن
هذا العدد ليس «نوعاً من الضغط علي الصناعة العظيمة، ولا هو نوع من الرقابة
علي الفنانين، ولكنه دعوة إلي إعادة التفكير في الدور الذي يمكن أن تمارسه
السينما المصرية في الحراك وفي التغيير وفي التحول بالمجتمع إلي مرحلة أخري
أفضل»، وأنا أصدق عبدالله كمال رئيس تحرير المجلة، ولكني أختلف معه في قوله
بعد ذلك في نفس المقال إنه يلوم الفنانين لأنهم «ينتقدون أوضاعاً ساهموا هم
في نشوئها حين لم يقوموا بدورهم من قبل، فلما قرروا أن يتبرأوا من المشاكل
التي يعاني منها الناس راحوا يهدمون المجتمع»، فالفنانون لم يساهموا علي أي
نحو في وجود المشاكل التي يعاني منها الناس، لا في مصر ولا في غيرها من
البلاد، ولا في الحاضر ولا في الماضي ولا في المستقبل.
في المقال الثاني يري محمد هاني أن «تجليات وصدمات وشطحات يوسف
شاهين لن تشوهها نطحات خالد يوسف، وسيظل تأثير «باب الحديد» و«الأرض» أقوي
بكثير من لهو «هي فوضي» وادعاء «حين ميسرة». وفي مقال للأديب يوسف القعيد
أن «حين ميسرة» حاول مخرجه أن يقول كل شيء مرة واحدة ولكنه لم يقل أي شيء
في النهاية، وفي مقال آخر تتساءل زينب منتصر: هل هذان الفيلمان من وجوه
الصحة والعافية للفن المصري أم أنهما علامات مرض وضمور سوداوية النزعة لا
تري غير ما هو أسود وفارغ، فاسد وعنيف ومتجاوز. وفي تصريح لـ«علي أبوشادي»
يقول عن الفيلمين إنهما «بعيدان عن الإبداع وفيهما متاجرة في الجنس
والسياسة».
وحتي تكتمل المنظومة بالاتهام بالعمالة للخارج تكتب نعمات مجدي
«سلالة شاهين الإخراجية تتلقي تمويلاً من الاتحاد الأوروبي يفرض عليها
أفلام تشويه مصر سياسياً واجتماعياً».
المصري اليوم في 7
يناير 2008
ملتقي الأفلام القصيرة يتذكر فقيد الفوتوغرافيا
هاني
الجويلي
بقلم
سمير
فريد
يبدأ اليوم في السادسة مساء ملتقي الأفلام القصيرة بمكتبة
الإسكندرية برنامج عام ٢٠٠٨ بسهرة خاصة يتذكر فيها المصور الفوتوغرافي هاني
الجويلي الذي فقدته مصر العام الماضي إثر حادث سيارة علي طريق القاهرة
الإسكندرية الصحراوي.
يعرض الملتقي، الذي ينعقد الأحد الأول من كل شهر، أحد الأفلام
التي صورها الفنان في الهند، وينظم معرضا لمختارات من صوره، وندوة حول
أعماله يشترك فيها عدد من كبار المختصين والباحثين والمبدعين، وعلي المنصة
سامي رافع وعادل السيوي ووحيد القلش ومديرة الندوة الصحفية الكاتبة علا
الشافعي، كما يصدر العدد ٧١ من نشرة البرامج السينمائية عن فقيد
الفوتوغرافيا الذي كان غيابه من أحداث ٢٠٠٧ المؤلمة.
فن الفوتوغرافيا في مصر من الفنون التي تعاني من التهميش
والإهمال علي نحو غير مبرر وغير منطقي، فالفن الذي يزيد عمره علي قرن ونصف
القرن كان المقدمة لفن السينما الذي هو تحريك للصور الثاتبة عن طريق عرضها
بسرعة ٢٤ صورة ثابتة في الثانية، وقد عرفته مصر مبكرا وأدركت أهميته
البالغة في التوثيق للمكان والزمان والبشر والأحداث من ناحية وفي التعبير
الفني من ناحية أخري ورغم أفلام السينما أي العبور الثابتة التي توحي طريقة
عرضها بالحركة، فإن مكانة الفوتوغرافيا لم تتأثر، بل إن الصور الفوتوغرافية
للأفلام ولصنع الأفلام وصناع الأفلام من أهم وثائق السينما في المتاحف
والمعارض والكتب.
وكانت الصحافة المصرية رائدة في استخدام الصور الفوتوغرافية،
بل إن مجلة «المصور» ويقصد من اسمها الاعتماد علي الصور الفوتوغرافية من
أعرق مجلات العالم المصورة وفي مجلات الثلاثينيات والأربعينيات من القرن
الميلادي الماضي كانت هناك أبواب لصور التعبير الفني، أي التي لا يقصد بها
التوثيق، وإنما يتعامل فيها المصور مع المادة تعامل الرسام مع الألوان،
والشائع أن الأبيض والأسود لونان ولكنهما في الواقع ألوان متعددة بدرجاتهما
المختلفة، وبالطبع هناك تاريخ للفوتوغرافيا في مصر وهناك أعلام
للفوتوغرافيا في مصر من أكثر من عشرة أجيال، وهناك أراشيف للفوتوغرافيا
والصحف والمجلات، ولكن لا يوجد كتاب واحد عن ذلك التاريخ، ولا عن هؤلاء
الأعلام، ولا يوجد كتاب واحد ماذا حدث لأراشيف الفوتوغرافيا.
أما عن أرشيف فوتوغرافيا الأفلام السينمائية فلم يوجد بعد، وقد
اشترت الجامعة الأمريكية بالقاهرة أرشيف «فان ليو» من أعلام الفوتوغرافيين
المصريين في القرن العشرين وأنقذته بذلك من الضياع، ولا يوجد في مصر متحف
للفوتوغرافيا، كما في العشرات من العالم.
المصري اليوم في 6
يناير 2008
سينما ٢٠٠٧ العربية : عام نادين لبكي ونوري
بوزيد
بقلم
سمير
فريد
واصلت صناعة السينما في مصر إنتاجًا وتوزيعًا وعرضًا انتعاشها،
فوصلت الإيرادات إلي حوالي ٣٠٠ مليون جنيه، نحو ٧٥ في المائة لـ ٤٠ فيلمًا
مصريا جديدًا، و٢٥ في المائة لأكثر من مائة فيلم أمريكي، وفيلم واحد من
العالم العربي وهو الفيلم اللبناني «بوستة» إخراج فيليب عرقتنجي، ولا شيء
يذكر من أوروبا رغم الملايين التي ينفقها الاتحاد الأوروبي، ولا شيء من
بقية قارات/ ثقافات العالم إلا عبر المهرجانات.
علي الصعيد العربي خارج مصر واصلت السينما المغربية نهضتها،
حتي أصبح المهرجان الوطني يقام كل سنة بعد أن كان يقام كل عدة أعوام، وعرض
الفيلم المغربي «سميرة في الضيعة» إخراج لطيف لاحلو في مسابقة مهرجان
مونتريال، وفاز بجائزة فيبريسي «الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية»
وإذا كان «حين ميسرة» إخراج خالد يوسف أحسن فيلم مصري، فإن
الفيلم التونسي «آخر فيلم» إخراج نوري بوزيد هو أحسن فيلم عربي، وكان عرضه
الأول في مهرجان ترايبكا في نيويورك، حيث فاز بأكثر من جائزة، وعرض في مصر
في مهرجان الإسكندرية، كما فاز الفيلم بالجائزة الفضية في مسابقة مهرجان
دبي العربية، وفاز مخرجه بجائزة ابن رشد وبرلين عن مجموع أفلامه، وكان
لكاتب هذه السطور شرف الاشتراك في لجنة التحكيم.
لم يعرض أي فيلم عربي في مسابقة أي من المهرجانات الكبري
الثلاثة في برلين وكان وفينسيا إلا فيلم يوسف شاهين وخالد يوسف «هي فوضي»
في فينسيا، ولكن مهرجان «كان» في برنامج «نصف شهر المخرجين» الذي تنظمه
نقابة المخرجين في فرنسا عرض فيلمين من لبنان: «سكر بنات» إخراج نادين لبكي
و«رجل ضائع» إخراج دانييل عربية، وقد حقق الأول نجاحًا كبيرًا حيث فاز
بأكبر عدد من الجوائز منحت لفيلم عربي طوال العام، وأصبح أول فيلم عربي
تباع حقوق توزيعه لما يقرب من ٥٠ دولة في العالم، وحقق أكبر إيرادات لفيلم
عربي في سوق فرنسا كما شهد لبنان إنتاج أربعة أفلام طويلة أخري مهمة، عرضت
كلها في مسابقة دبي، وهي «٣٣ يومًا» إخراج مي مصري، و«خلص» إخراج برهان
عدوية، و«علي الأرض السماء» إخراج شادي زين الدين، و«تحت القصف» إخراج
فيليب عرقتنجي، الذي فاز بذهبية دبي وجائزة أحسن ممثلة.
ومن الأفلام العربية المهمة في ٢٠٠٧ أيضًا السوري «خارج
التغطية» إخراج عبداللطيف عبدالحميد، والجزائري «وراء المرآة» إخراج نادية
شرابي.
المصري اليوم في 5
يناير 2008
وفاة «كافاليروفيتش» مخرج أعظم فيلم عن مصر
الفرعونية
بقلم
سمير
فريد
توفي يوم الخميس في وارسو فنان السينما البولندي العالمي
الكبير يرزي كافاليروفيتش قبل أسابيع قليلة من يوم ميلاده السادس والثمانين
في ١٩ يناير الحالي، وقد أخرج ١٥ فيلماً روائياً طويلاً في ٥٠ سنة من ١٩٥١
منها «فرعون» عام ١٩٦٥، أعظم فيلم في العالم عن مصر الفرعونية، والذي عمل
فيه الفنان السينمائي المصري شادي عبدالسلام (١٩٣٠ - ١٩٨٦) مستشاراً فنياً
للديكور والأزياء والاكسسوارات، ويبدو تأثير كافاليروفيتش واضحاً علي شادي
عبدالسلام، خاصة في فيلمه الروائي القصير «الفلاح الفصيح» عام ١٩٧٠، والذي
أخرجه بعد فيلمه الروائي الطويل الوحيد المعروف «المومياء» عام ١٩٦٩. ومن
المؤسف حقاً أن جمهور السينما في مصر لم ير فرعون كافاليروفيتش حتي الآن.
تخرج كافاليروفيتش في مدرسة كراكوف للسينما والفنون الجميلة
عام ١٩٤٩، وعمل مساعداً للإخراج قبل أن يخرج أول أفلامه «طاحونة القرية» مع
كازيمير سومرسكي عام ١٩٥١، ثم أخرج الأفلام التالية «ليلة الذكريات» و«تحت
النجمة» ١٩٥٤، و«الظل» ١٩٥٦، و«النهاية الحقيقية للحرب الكبري» ١٩٥٧،
و«قطار الليل» ١٩٥٩، و«الام جون والملائكة» ١٩٦٠، الذي فاز بجائزة لجنة
التحكيم الخاصة في مهرجان «كان» ١٩٦١، و«فرعون» الذي رشح لأوسكار أحسن فيلم
أجنبي ١٩٦٦، و«اللعبة» ١٩٦٨، و«مادلين» ١٩٦٩، و«موت رئيس» ١٩٧٧، الذي فاز
بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان برلين ١٩٧٨، و«لقاء في الأطلنطي»
١٩٨٠، و«أوستيريا» ١٩٨٢، و«رهينة أوروبا» ١٩٨٩، و«كوفاديس» ٢٠٠٢، والذي
أصبح آخر أفلامه.
عرف العالم منذ الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي «المدرسة
البولندية» في السينما، والتي بدأها كافاليروفيتش مع «ليلة الذكريات» أو
«ليلة للتذكر» وهو فيلم من جزأين عن رواية ايجور نيوفرتي الملحمية عن تاريخ
المجتمع البولندي الحديث، وكان من رواد المدرسة البولندية أيضاً أندريه
فايدا وأندريه مونك، وكازيمير كوتز ويرزي فوتييش هاس، ولكن كافاليروفيتش مع
فايدا هما اللذان وضعا بولندا علي خريطة السينما العالمية في الخمسينيات،
كما فعل بولانسكي وزانوسي وسكوليموفسكي في الستينيات وكيشلوسكي وهولاند في
السبعينيات وحتي نهاية عصر حكم الحزب الشيوعي في التسعينيات.
قضيت مع كافاليروفيتش عشرة أيام رائعة خريف ١٩٨٣ عندما اشتركنا
في عضوية لجنة تحكيم مهرجان دمشق الدولي الثالث، وكان آخر لقاء معه عام
٢٠٠٠ في مهرجان «كان» عند الإعلان عن «كوفاديس»، ولما سألته لماذا «كوفاديس»
قال إنه من أشهر أفلام أمريكا والعالم، ولكني أردت أن أقدم رؤية بولندية
للرواية البولندية التي صدرت ١٨٩٥ لأحد أهم كتاب بولندا هنريك سينكينيتش
(١٨٤٦ - ١٩١٦)، والذي فاز بجائزة نوبل للآداب عام ١٩٠٥.
المصري اليوم في 3
يناير 2008
الإعلان عن متحف شابلن في الذكري الـ٣٠
لوفاته
بقلم
سمير
فريد
الثلاثاء قبل الماضي كان يوم الكريسماس أو عيد ميلاد المسيح
عليه السلام عند طائفة من المسيحيين، وكان أيضاً يوم مرور ٣٠ سنة علي وفاة
شارلي شابلن في المنزل الذي أقام فيه عام ١٩٥٣ في سويسرا بالقرب من لوزان
في ضاحية تسمي فيفاي.
وفي يوم الذكري الثلاثين لوفاة ملك ملوك السينما في العالم
الذي عشقه كل البشر من كل الأعمار أعلن ابنه ميشيل عن توقيع عقد بين «مؤسسة
متحف شارلي شابلن» ومجموعة من المستثمرين من لوكسمبورج لتحويل المنزل الذي
أقام فيه والده الـ٢٤ عاماً الأخيرة من حياته مع زوجته الراحلة أونا
وأبنائهما الثمانية إلي متحف عن الفنان وعن فن السينما في القرن العشرين.
وكان ثلاثة من أبناء شابلن وعدد من أحفاده يقيمون في المنزل
الكبير الذي يقع وسط حديقة مساحتها أكثر من ٢٠ فداناً حتي العام الماضي،
قال ميشيل لوكالات الأنباء عند إعلان الخبر «العديد من الناس كانوا يدقون
الباب ويطلبون الإذن بزيارة المكان الذي توفي فيه والدنا من كل أنحاء
الدنيا من البرازيل إلي الصين، وقد شعرنا أن إنشاء المتحف واجب علينا، بل
دين يجب أن نسدده».
يتكلف المتحف ٢١ مليون يورو، ويفتتح في ٢٥ نوفمبر عام ٢٠٠٩،
وسوف يتضمن قاعة عرض تتسع لمائتي متفرج تعرض فيها أفلام شابلن والأحاديث
التليفزيونية التي صورت معه، كما يتضمن المتحف بالطبع صوراً فوتوغرافية
ووثائق وأزياء ومكتبة، وإعادة بناء لبعض شوارع هوليوود في العشرينيات من
القرن العشرين الميلادي حيث بدأ شابلن مسيرته السينمائية الحافلة منذ عصر
السينما الصامتة، وتاريخ الفنان صفحة رئيسية من تاريخ السينما في القرن
العشرين، ولذلك فاسم المتحف شارلي شابلن، ولكن موضوعه حياة وفن شابلن
وتاريخ السينما في القرن المنصرم بصفة عامة.
ومثل كل فنان عظيم لايعيش إبداعه في المتاحف فقط، فمنذ بداية
القرن الميلادي الحالي عام ٢٠٠١ تم توزيع ما يقرب من ثلاثة ملايين «دي في
دي» من أفلامه، وعلي رأس القائمة إسبانيا (٧٢٥ ألف نسخة) ثم أمريكا (٤٢٠
ألفاً) ثم بريطانيا بلده الأصلي (٣٠٠ ألف) مثلها فرنسا، و١٠٠ ألف في
البرازيل، وبعد ذلك الدول التي تم فيها توزيع أقل من مائة ألف، وتشمل أغلب
دول العالم المائتين.
ويرجع الفضل في ترميم أفلام شابلن إلي سينماتيك بولونيا في
إيطاليا، وإلي شركة مارين كار متيز في باريس ومؤسسات ثقافية وشركات أخري،
ويعرف جمهور السينما والتليفزيون في مصر شابلن مثل كل شعوب العالم، وقد
صدرت عنه أكبر كمية من الكتب المترجمة عن فنان سينمائي، كما كان موضوع أول
كتاب بالعربية عن سينمائي أصدره كامل التلمساني عام ١٩٥٧، وأعادت مكتبة
الإسكندرية نشره منذ عامين.
المصري اليوم في 2
يناير 2008
قالوا
مبروك يامصر ونقول شكراً
يامراكش
بقلم
سمير
فريد
في أول أيام العام الميلادي الجديد نتذكر دائماً العام الذي
مضي، ولاشك أن أهم أحداث العام علي صعيد السينما العربية كان الاحتفال
بمئوية السينما المصرية الذي بدأ في مكتبة الإسكندرية في يناير، واستمر في
المهرجان القومي في أبريل، وامتد إلي أوروبا في يونيو في مهرجان «تاورمينا»
في إيطاليا، ووصل إلي ذروته في مهرجان مراكش بالمغرب حيث أقيم أكبر برنامج،
وحضر أكبر وفد من مائة سينمائي، وكان شعار الاحتفال «مبروك يا مصر»، وكان
رد الوفد المئوي «شكراً يا مراكش».
والحدث الثاني علي صعيد السينما العربية كان إقامة الدورة
الأولي من مهرجان الشرق الأوسط في أبوظبي، والحدث الثالث تحويل مهرجان دمشق
إلي مهرجان سنوي ابتداء من العام الحالي، وبذلك يصبح في العالم العربي خمسة
مهرجانات دولية سنوية للسينما في القاهرة ودمشق ومراكش ودبي وأبوظبي إلي
جانب المهرجانات المتخصصة مثل قرطاج للسينما العربية والأفريقية،
والإسكندرية لدول البحر المتوسط، والإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة،
والجزيرة في الدوحة للأفلام التسجيلية، كما يشهد العام الجديد المهرجان
الأول لسينما الخليج في دبي.
وهناك مهرجانات أخري صغيرة للسينما في العالم العربي مثل
مهرجان شاشات لأفلام المرأة في رام الله، ومهرجان أفلام المرأة الذي عقد في
القاهرة والإسكندرية العام الماضي، ولايوجد مع الأسف حصر شامل بكل مهرجانات
السينما في الدول العربية حتي الآن، كما لا يوجد التنسيق الواجب بين
المهرجانات الكبري من حيث المواعيد، صحيح أن كل مهرجان وأي مهرجان موجه إلي
الجمهور في المدينة التي ينعقد فيها، وفي البلد الذي يقام فيه عموماً، ولكن
المشكلة في الصحفيين والنقاد العرب الذين لا يستطيعون بالطبع متابعة
مهرجانين في الوقت نفسه، أو حتي في أوقات متقاربة، وكما أن للمهرجانات
دوراً في ترقية ذوق جمهور السينما بعرض أفلام جديدة مختارة من كل الدنيا في
وقت تسيطر فيه السينما الأمريكية وحدها علي الجمهور العربي، كذلك فإن لها
نفس الدور بالنسبة للصحفيين المتخصصين في السينما ونقاد السينما.
بفضل هذه المهرجانات لم يعد من الحتمي علي من يهتم بمعرفة
الجديد في العالم أن يسافر كما كان الأمر قبل هذه المهرجانات، وبفضل هذه
المهرجانات أصبح العرب يلتقون في بلادهم مع ميلوش فورهان ومارتين سكورسيزي
وليوناردو دي كابريو في مراكش، ومع جورج كلوني وشارون ستون في دبي، وبول
هاجيس في أبوظبي، وهيرفي كايتل في القاهرة، وغيرهم من كبار صناع السينما في
العالم.
صحيح أن أغلب المهرجانات العربية تعاني من مشاكل وأخطاء، ولكن
وجودها واستمرارها أمر إيجابي، وبالاستمرار يمكن حل كل المشاكل وتجنب كل
الأخطاء.
المصري اليوم في 1
يناير 2008
اليوم في مكتبة الإسكندرية مع صناع بداية
المئوية
الثانية
بقلم
سمير
فريد
يبدأ في السادسة مساء اليوم ختام احتفالات مئوية السينما
المصرية في مكتبة الإسكندرية، حيث يصدر كتاب «أهم مائة فيلم في السينما
المصرية» الذي أشرف علي إعداده شيخ النقاد والمؤرخين أحمد الحضري، وصممه
الفنان هيثم نوار، وهو العدد ٢١ من سلسلة دراسات سينمائية التي يصدرها مركز
الفنون بالمكتبة.
الأفلام المائة لـ ٦٢ مخرجاً ومخرجة من مختلف أجيال السينما
المصرية من الرواد محمد كريم ونيازي مصطفي وأحمد بدرخان وتوجو مزراحي، إلي
الشباب مثل عاطف حتاتة وهاني خليفة وهالة خليل ومروان حامد، ويشترك في
الأفلام المائة عشرات من الفنانين.
بعد توزيع الكتاب ولمدة ساعتين تنعقد ندوة «مستقبل السينما
المصرية» حيث يجلس الضيوف الكبار من المشتركين في المائة فيلم في الصفوف
الأولي في القاعة. وعلي المنصة يجلس الشباب الذين يشتركون في صناعة أفلام
بداية المئوية الثانية مثل سعد هنداوي وشريف مندور وأحمد عاطف الذين عرضت
أفلامهم الأولي مع بداية العقد الحالي، وأحمد ماهر الذي يصور أول أفلامه
«المسافر»، وتامر السعيد الذي يستعد لتصوير أول أفلامه «فيلم طويل عن
الحزن»، ومعهم هالة خليل التي اختير فيلمها الأول «أحلي الأوقات» ضمن قائمة
أهم مائة فيلم في مائة عام.
ولا شك أن الكتاب الذي اشترك في تحريره مجموعة من النقاد
والباحثين يعتبر من المراجع المهمة، مهما كانت درجات الاختلاف أو الاتفاق
علي المائة فيلم المختارة، فقد تم وضعه بمنهج علمي يتكون من معلومات الفيلم
وتقييم نقدي وصورة فوتوغرافية، واستغرق إعداده أكثر من سنة كاملة، وكانت
المهمة الأصعب هي الحصول علي صورة واحدة من كل فيلم، ولمدة شهرين كاملين تم
البحث عن صورة من فيلم «نهارك سعيد» حتي أهداها إلي المكتبة الباحث المدقق
أشرف غريب، وبالطبع فإن ما جعل الصور الفوتوغرافية المهمة الأصعب عدم وجود
أرشيف حقيقي لصور الأفلام المصرية أو غيرها من وثائق الأفلام.
ولعل الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، وهو
من كبار المثقفين المعروفين بالإيمان بالحداثة ويقدرون مكانة فن السينما
يقرر إنشاء أرشيف حقيقي في المكتبة للأفلام المائة المختارة يتضمن نسخة
سينمائية جديدة من كل فيلم بعد ترميم النيجاتيف، وأخري ديجيتال، وكل
الوثائق المتعلقة بهذه الأفلام، وكل المشتركين فيها. وعلي الأقل تكون مئوية
السينما قد أنقذت مائة فيلم.
المصري اليوم في 30
ديسمبر 2007
|