القاهرة -
"الخليج": تشهد كواليس الوسط الفني حاليا انتقال العديد من النجوم بين
شركات الإنتاج المختلفة، أحيانا يكون السبب خلافات بين النجم والشركة
المنتجة لأفلامه فيقرر العمل مع شركة أخرى، وأحيانا أخرى تكون رغبة النجم
في رفع أجره السبب الرئيسي لتعاونه مع منتج آخر، لكن في النهاية هناك لعبة
يمارسها المنتجون لخطف النجوم يقبلها البعض ويرفضها البعض الآخر، فما هي
أبرز الانتقالات؟ وماذا يقول النجوم والمنتجون عنها؟
الفنانة
مي عز الدين واحدة من أبرز نجوم الانتقالات بين شركات الإنتاج في الفترة
الأخيرة فبعد تعاونها مع المنتج محمد السبكي في فيلم "أيظن" الذي كان أول
بطولة مطلقة لها وقعت خلافات بينهما وتردد أن سببها رغبة مي في زيادة أجرها
ورفض السبكي لذلك. وتردد أيضا غيرة مي من انضمام هيفاء وهبي لشركة السبكي
وحصولها على الاهتمام الأكبر وعلى أجر خيالي مقارنة بأجرها فقد دفع السبكي
لهيفاء 600 ألف دولار بينما رفض زيادة أجر مي إلى 750 ألفاً، ولذلك تركت مي
شركته لتتعاون مع منتج آخر في فيلمها الأخير "شيكامارا" الذي لم يحقق
إيرادات تذكر. تقول مي: نعم طلبت زيادة أجري بعد نجاح فيلمي "أيظن" وهذا
حقي لأنه من المعتاد أن يرفع أي فنان أجره بعد نجاح أي فيلم له، لكنني لم
أضع نفسي في مقارنة مع أية فنانة أخرى لأنني لا أشغل نفسي بغيري ولا أغار
من أحد، وعموما عندما أشعر بارتياح للعمل مع منتج دون غيره فهذا حقي ما دام
أنه لا يوجد أي عقد احتكار بيني وبين أي منتج. والمهم في النهاية أن يوفر
لي المنتج سيناريوهات جيدة وإنتاجا مناسبا ودعاية تساعدني على تحقيق النجاح
ولا يوجد نجم يمكنه أن يستمر مع شركة إنتاج واحدة طوال مشواره لأنه مثلما
يقدمني كل مخرج بشكل جديد عن الآخر فإن كل منتج يمكنه أيضا أن يقدم فيلمي
نفسه بشكل جديد من حيث الميزانية والدعاية وغيرهما من التفاصيل الإنتاجية.
أحمد
السقا هو أيضا من أبرز نجوم الانتقالات الأخيرة بين شركات الإنتاج، فبعد
تعاونه مع المنتج هشام عبد الخالق في عدة أفلام مثل "تيتو" و"تيمور وشفيقة"
و"الجزيرة" تردد حدوث خلافات بينهما خاصة بتوقيت عرض فيلم "الجزيرة"، أحدث
أعماله، حيث كان السقا يفضل تأجيله للصيف بينما دفع به المنتج إلى موسم عيد
الأضحى. وزاد من قوة الشائعات عن خلافات السقا وهشام عبد الخالق الاتفاق
الذي تم مؤخرا بين أحمد السقا والمنتج عماد الدين أديب حول انضمام السقا
لنجوم شركة "جود نيوز" بإنتاجها الضخم لتقديم فيلم جديد بعنوان "إبراهيم
الأبيض" إلا أن هذا الاتفاق ليس نهائيا حتى الآن، خاصة أن السقا متحمس
لسيناريو آخر بعنوان "الديلر" ربما يقدمه أولا مع تحالف الثلاثي الذي يعتبر
هشام عبد الخالق نفسه جزءا منه مع محمد حسن رمزي ووائل عبد الله.
أحمد
السقا نفسه يؤكد أنه حتى الآن لم يستقر بشكل نهائي على الفيلم الذي يقدمه
وإن كان متمسكا بألا يكون أقل في مستواه عن "الجزيرة" ويضيف: تعاوني مع
شركة إنتاج جديدة لا يعني أبدا وجود خلاف بيني وبين المنتج هشام عبد الخالق
لأنني أقبل السيناريو الجيد مع أية شركة ما دامت توفر للفيلم إنتاجا ضخما،
لكنني لا أجري وراء من يدفع لي أكثر، فمن الممكن أن ترفع شركة أجري لكنها
لا توفر للفيلم نفسه إنتاجا قويا وميزانية مناسبة، وبالتالي أكون الخاسر في
النهاية ولهذا فالأجر لا يحسم أبدا مسألة انتقالي من شركة إنتاج لأخرى
وإنما تهمني سمعة الشركة نفسها واهتمامها بتقديم سينما جيدة وأنا أرحب
بالعمل مع كل المنتجين دون احتكار.
عروض
كريم عبد
العزيز يعمل مع المنتجة إسعاد يونس منذ عدة مواسم وقدم من إنتاج شركتها
أكثر من فيلم مثل "واحد من الناس" و"محطة مصر" و"خارج على القانون"، ومؤخرا
رفض كريم أكثر من عرض للعمل مع منتجين آخرين، ورغم أنه يؤكد أنه لا يوجد
بينه وبين إسعاد يونس عقد احتكار يتمنى أن يستمر معها لأنها توفر له كل
ظروف النجاح ولا تبخل على أفلامه بشيء سواء في ميزانيات التصوير أو الدعاية
لها. كما أنه يحصل على الأجر الذي يستحقه وكما يقول فإن أي فنان لا يريد
أكثر من هذا مع المنتج الذي يعمل معه وبالتالي لا يوجد سبب لانتقاله لشركة
إنتاج أخرى حتى لو كانت العروض مغرية من الناحية المادية لأن الأهم في رأيه
الراحة النفسية مع أي فريق عمل خاصة المنتج المؤلف والمخرج.
النجم
الشاب أحمد عز يتعاون مع المنتج وائل عبد الله منذ فترة طويلة وقدم معه
أفلام "ملاكي إسكندرية" و"الرهينة" و"الشبح" و هو الفيلم الأخير في عقدهما
معا ولذلك بدأ أحمد عز يتلقى عروضا من شركات إنتاج ضخمة للعمل معها، لكنه
رفض وأصر على مواصلة مشواره السينمائي مع وائل عبد الله. وعن السبب يقول:
تربطني بوائل علاقة أكبر من مجرد عقد انتهت مدته، فبيننا صداقة قوية وهو
كمنتج يوفر لي كل ما أحتاجه ولا أنكر أنه جاءتني عروض من شركات إنتاج أخرى
وهي شركات كبيرة وشعرت بالنجاح لمجرد أنني تلقيت مثل هذه العروض لكنني لا
أنسى أن أحد أهم أسباب نجاحي وقوف المنتج وائل عبد الله بجواري من البداية
ولذلك أفضل الاستمرار معه، أما مسألة حصولي على أجر أكبر مع شركة أخرى فهي
لا تشغلني كثيرا لأنني أحصل على أجر يرضيني ويزيد بالطبع مع نجاح أي فيلم
جديد لي.
عناصر
المنتج
محمد السبكي يعترف بوجود شركات إنتاج تسعى لخطف النجوم من الشركات الأخرى
خاصة النجوم الذين يحققون نجاحا يلفت الأنظار في أي فيلم لهم ويضيف: هذا ما
حدث معي شخصيا عندما قدمت في أفلامي نجوما نجحوا وحققوا إيرادات فبدأت
شركات الإنتاج الأخرى تسعى إليهم، وللأسف بعض النجوم يجرون وراء تلك
الشركات لمجرد أنها ستدفع لهم أكثر، لكن المشكلة التي لا يدركها النجم
أحيانا أن هناك منتجا يفهم شغله، وآخر يدفع فقط ولذلك فقد يفشل هذا النجم
مع المنتج الذي يدفع له أكثر لأنه عوّض زيادة أجره من عناصر إنتاج أخرى مثل
الدعاية أو عدد النسخ. ومثلا عندما قدمت مي عز الدين في بطولة مطلقة من
خلال فيلم "أيظن" نجحت وحققت إيرادات أكبر بكثير من إيرادات فيلمها الأخير،
كما أن هيفاء وهبي تلقت عروضا كثيرة للتمثيل في السينما لكنها وقعت معي
أولا وأعطي النجوم حقهم بشرط ألا يؤثر هذا في بقية عناصر الفيلم.
"العقد
شريعة المتعاقدين" هذا ما يؤكده المنتج والموزع السينمائي محمد حسن رمزي،
ويضيف: علاقة النجوم بالمنتجين الآن لا يمكن أن تعتمد على "كلمة شرف" كما
كان يحدث زمان، وإنما تعتمد على العقد المكتوب بينهما، وبالتالي انتقال
النجم من شركة إنتاج لأخرى حق له ما دام لا يخل بأي تعاقد كتبه مع المنتج
الأول. ومسألة الأجور في رأيي لا تمثل مشكلة كبيرة لأن أجور النجوم كلها
معروفة على الأقل بالنسبة لنا كمنتجين وأي زيادة قد يجدها النجم عند منتج
دون آخر لا تكون خيالية بالطبع ولذلك فبعيدا عن الأجر علاقة النجم بالمنتج
ومدى التفاهم بينهما هما ما يحسم بالفعل هل يستمران معا أم ينفصلان ليبحث
النجم عن منتج آخر.
الخليج الإماراتية في 21
يناير 2008
|