صدفة رائعة أن يختتم غداً في مكتبة الإسكندرية برنامج سينما
أمريكا اللاتينية الذي افتتح يوم الاثنين، ويفتتح غداً المهرجان الأول
لسينما إسبانيا وأمريكا اللاتينية في القاهرة في معهد سيرفانتس الدقي ومركز
الإبداع في مجمع الأوبرا حتي ٣١ يناير (٦ و٨ مساءً)، ومن السبت في معرض
الكتاب حتي أول فبراير (١٢ و٢ بعد الظهر)، لكن بينما برنامج مكتبة
الإسكندرية من ٤ أفلام، ويقام في إطار البرنامج السينمائي الشهري الذي يعرض
من ٤ إلي ٥ أفلام، يعرض المهرجان الأول ٤٠ فيلماً (٢٨ فيلماً طويلاً و١٢
فيلماً قصيراً).
عرض برنامج المكتبة من البرازيل «قبلة المرأة العنكبوت» إخراج
هيكتور بابيتكو، و«مدينة الله» إخراج فيرناندو ميريليس، ويعرض اليوم في
السابعة مساءً «يوميات دراجة» إخراج والتر سالس من الأرجنتين، وغداً «حفلة
التيس» إخراج لويس ليوس من إسبانيا عن رواية ماريو فارجاس ليوسا التي ترجمت
إلي العربية بهذا العنوان.
أما مهرجان سينما إسبانيا وأمريكا اللاتينية فهو أكبر وأشمل
برنامج من نوعه أقيم في مصر، ويتيح فرصة لم تتح من قبل للباحثين والنقاد
وعشاق السينما لمشاهدة مجموعة من الأفلام الحديثة ما عدا فيلماً واحداً من
٢٠٠١ لضيف المهرجان المخرج الإسباني جونثالو تابيا (لينا) والذي يعرض له
أيضاً (مهمات تربوية) من إنتاج ٢٠٠٧.
وإلي جانب الأفلام الطويلة يعرض المهرجان ١٢ فيلماً قصيراً، ٣
من كل من شيلي وبيرو وفيلماً واحداً من كل من أورجواي وسالفادور والأرجنتين
وبارجواي وأكوادور وهندوراس.
وبينما برنامج مكتبة الإسكندرية من ٤ أفلام عالمية، أي تجاوزت
حدود بلدانها وعرضت في مهرجان «كان» ومهرجان «برلين»، فإن برنامج المهرجان
الذي يقام بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية يعرض ما يمكن اعتباره
أفلاماً محلية، ولذلك فهو فرصة لمعرفة السينما الإسبانية وسينما أمريكا
اللاتينية من «القاعدة» وليس من «القمة» والمعرفة الحقيقية لأي سينما لابد
أن تشمل ما يعتبر «قاعدة» و«قمة» في آن واحد.
ويمنح المهرجان ثلاث جوائز لأحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن
سيناريو، وتتشكل لجنة التحكيم من علي أبوشادي وحسن عطية وعلي بدرخان ونبيلة
حسن وسونيا كاسيتو والمخرج السوري الكبير باسل الخطيب.
المصري اليوم في 24
يناير 2008
فيلم افتتاح فينسيا وأبوظبي يقطع نصف الطريق
للأوسكار
بقلم
سمير
فريد
اليوم تعلن ترشيحات الأوسكار، أهم وأشهر جوائز السينما في
العالم، والتي تعلن ٢٤ فبراير القادم. يوم الثلاثاء الماضي أعلنت التصفية
الأولي لأوسكار أحسن فيلم أجنبي التي تقدم لها ٦٣ فيلمًا من ٦٣ دولة وأسفرت
عن ٩ أفلام: «المزيفون» (النمسا) الذي عرض في مسابقة مهرجان برلين وفي
مسابقة مهرجان أبوظبي، و«بيوفورت» (إسرائيل) الذي عرض في مسابقة برلين،
و«المجهول» (إيطاليا) الذي عرض في مسابقة روما، و«١٢» (روسيا) الذي عرض في
مسابقة فينسيا، و«أيام الظلام» (كندا) الذي عرض خارج المسابقة في كان، و«كاتين»
(بولندا) و«الفخ» (صربيا) و«السنة التي قام فيها والدي بإجازة» (البرازيل)
و«المغول» (كازاخستان).
وكانت ثلاثة أفلام عربية قد تقدمت للجائزة «في شقة مصر
الجديدة» (مصر) و«سكر بنات» (لبنان) و«جاني جال» (العراق)، واليوم تعلن
الأفلام الـ ٥ التي ترشح للأوسكار من بين الأفلام الـ ٩ المذكورة.
ويوم الأربعاء الماضي أعلنت ترشيحات الأكاديمية البريطانية (بافتا)
حيث حصل «تعويض» علي أعلي عدد من الترشيحات (١٤) منها أحسن فيلم وأحسن مخرج
يليه «لا وطن للشيوخ)» (٩) و«سيكون هناك دم» (٩). وكان «تعويض» الذي عرض في
افتتاح مهرجان فينسيا وافتتاح مهرجان أبو ظبي قد حصل علي أكبر عدد من
الترشيحات لجوائز جولدن جلوب أيضًا (٧) وفاز بجائزة أحسن فيلم دراما وأحسن
موسيقي، ولم يفز أي فيلم آخر بأكثر من جائزتين، وبذلك قطع نصف الطريق
للأوسكار.
جولدن جلوب تمنح ثلاث جوائز للأفلام الدرامية ومثلها للأفلام
الموسيقية أو الكوميدية و٨ جوائز للنوعين (!) أحسن فيلم درامي «تعويض»
وأحسن ممثلة جولي كريستي عن «بعيدًا عنها» وأحسن ممثل دانييل داي لويس عن
«سيكون هناك دم»، وأحسن فيلم كوميدي أو موسيقي «سويني تود» وأحسن ممثلة
ماريون كوتيلا عن «الحياة وردية» الذي عرض في افتتاح مهرجان برلين، وأحسن
ممثل جوني ديب عن «سويني تود».
الجوائز الثماني الأخري هي أحسن إخراج وفاز بها جولياشنابل عن
«جرس الغوص والفراشة» الذي فاز بنفس الجائزة في مهرجان كان، كما فاز
بالجولدن جلوب لأحسن فيلم أجنبي، وأحسن ممثلة في دور ثاني كيت بلانشيت عن
«أنا لست هناك» الذي عرض في فينسيا وأبوظبي، وأحسن ممثل في دور ثان خافير
بارديم عن «لا وطن للشيوخ» الذي عرض في كان، والذي فاز أيضًا بالجولدن جلوب
لأحسن سينايو، وأحسن موسيقي «تعويض» وأحسن أغنية «في البرية» الذي عرض في
مهرجان روما، وأحسن فيلم تحريك «راتوتويللي».
المصري اليوم في 22
يناير 2008
المركز
الثقافي الفرنسي يحتفل بعيد ميلاد يوسف
شاهين
بقلم
سمير
فريد
يبدأ اليوم في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة الاحتفال بعيد
ميلاد فنان السينما المصري العالمي يوسف شاهين الذي يتم الثانية والثمانين
يوم الجمعة القادم.. يقام الاحتفال يوميا في الثامنة والنصف مساء حتي
الخميس ليلة عيد ميلاد الفنان، اليوم يتم عرض أول أفلامه الروائية الطويلة
«بابا أمين» عام ١٩٥٠، وغدًا «باب الحديد» ١٩٥٨، وبعد غد أحدث أفلامه «هي
فوضي» ٢٠٠٧، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان فينسيا في أغسطس داخل
المسابقة، ويحقق منذ عرضه في مصر الشهر الماضي أكبر نجاح جماهيري لفيلم من
إخراجه.
وفي يوم الخميس تختتم الاحتفالية بعرض ٤ أفلام تسجيلية قصيرة
تحت عنوان «رسالة حب إلي يوسف شاهين» إعداد وإخراج مني غندور، وبعد العرض
يقام حفل عيد الميلاد بحضور أستاذ السينما المصرية الذي يقاوم الوهن
بالعمل، ويستمد من وقوفه وراء الكاميرا القدرة علي مواجهة ضعف الجسد بقوة
الروح والإبداع، ويصاحب العروض من اليوم معرض لملصقات أفلامه أعدته الفنانة
لطيفة فهمي المديرة المصرية للمركز الثقافي الفرنسي.
وربما يتساءل البعض لماذا ينفرد المركز الفرنسي بالاحتفال بعيد
ميلاد أكبر فنان سينمائي مصري من حيث العمر والقيمة معًا، والإجابة بالطبع
أن أي مؤسسة مصرية حكومية أو شعبية لم تبادر رغم أن كلها تقدر يوسف شاهين،
ومن ناحية أخري فأي مركز ثقافي أجنبي هو كذلك من حيث تبعيته لسفارة بلده،
ولكنه جزء من الحركة الثقافية في البلد الذي يوجد فيه، والمركز الفرنسي
نموذجي من حيث تفاعله مع الحركة الثقافية في مصر علي شتي المستويات.
وليس من الغريب أن تحتفل فرنسا بالسينما، فهو البلد الذي شهد
اختراع سينماتوجراف لوميير الذي بدأ السينما، أو أن تحتفل بيوسف شاهين، وقد
ساندته العديد من مؤسسات دعم الإنتاج الفرنسية منذ أكثر من عشر سنوات،
والعديد من أفلامه من الإنتاج المشترك المصري الفرنسي، بل إن هناك مرحلة
كاملة من تاريخ الفنان الكبير يمكن أن تسمي المرحلة الفرنسية.
وعلي الصعيد الشخصي يعتبر يوسف شاهين من أصدقاء العمر القلائل
منذ التقينا لأول مرة عام ١٩٦٩ أي منذ نحو ٣٩ سنة.
وطوال هذه السنوات جمعنا الحب والاحترام المتبادلين، وتشرفت
بالدفاع عنه في المعارك التي خاضها منذ «الأرض» إلي «هي فوضي»، مرورًا بـ
«العصفور» و«إسكندرية .. ليه»، وغيرها من معارك الدفاع عن حرية التعبير من
أجل تطوير وتحديث السينما في مصر. مبروك عيد ميلادك يا أستاذ.
المصري اليوم في 21
يناير 2008
تقرير في «فارايتي» عن اختراق المحرمات في
الأفلام
المصرية
بقلم
سمير
فريد
نشرت «فارايتي» الأمريكية الدولية، وهي أعرق وأهم صحف السينما
اليومية في العالم، تقريراً من مراسلها في لندن، علي جعفر، عن الأفلام
المصرية التي اخترقت المحرمات - علي حد تعبير المراسل - وتحقق نجاحاً
كبيراً في السوق المصرية حتي إنها تتصدر الإيرادات، وتثير مناقشات واسعة في
الصحافة والتليفزيون، كما تثير حفيظة المؤسسة الدينية بطريقة تناولها
للفساد والفقر والجريمة والجنس.
وأشار المراسل، وهو لبناني خبير في سينما «الشرق الأوسط»، إلي
أن نجاح هذه الأفلام يمثل ظاهرة جديدة في السوق المصرية التي سيطرت عليها
في السنوات الأخيرة الأفلام الكوميدية والرومانسية، وهي: «حين ميسرة» إخراج
خالد يوسف، و«الجزيرة» إخراج شريف عرفة، و«هي فوضي»، إخراج يوسف شاهين
وخالد يوسف.
جاء في التقرير أن رجل السينما المصرية الكبير يوسف شاهين في
سن الثانية والثمانين يحقق في فيلمه «الجريمة» أكبر إيرادات عرفها طوال
مسيرته الطويلة في الفيلم الذي يتمحور حول شرطي فاسد، وحسب شركة مصر
العالمية التي أنتجته شاهده حتي الآن ما يقرب من مليون ونصف مليون متفرج.
أما فيلم شريف عرفة فيعتمد علي واقعة حقيقية لأحد «لوردات» تجارة المخدرات
والسلاح، والتجاذبات بينه وبين رجال الحكومة، وقد شاهده مليونا متفرج في
أسبوعين، وأصبح بذلك من أنجح الأفلام في تاريخ السينما المصرية. والفيلم
الأكثر إثارة للجدل بين الأفلام الثلاثة هو «حين ميسرة»، الذي يدور في حي
من أحياء الصفيح علي حدود القاهرة، حيث تلقي أم بطفلها في سيارة، ويتم
اغتصابها، ويحتوي علي مشاهد قتال عنيفة.
ولكن المشهد الذي يثير الضجة الأكبر بين امرأة مثلية (غادة
عبدالرازق)، وعاهرة (سمية الخشاب)، والذي أغضب بعض الدوائر الإسلامية.
ويستطرد التقرير: «أحد الأساتذة المختصين في الدراسات
الإسلامية بجامعة القاهرة طالب بمحاكمة الممثلتين، واتهمهما بأنهما جزء من
المؤامرة الصهيونية الأمريكية لإفساد المجتمع المصري». ويقول خالد يوسف إن
الفيلم ليس عن المثلية الجنسية بين النساء، ولكنه عن فقراء يكافحون من أجل
البقاء، وقد تغير جمهور السينما. إنهم يريدون مشاهدة أفلام عن الواقع.
ويقول جعفر إن الكثيرين يرون أن «عمارة يعقوبيان» إخراج مروان
حامد، الذي كان أهم الأفلام المصرية عام ٢٠٠٦، هو الذي فتح الباب للأفلام
التي تخترق المحرمات، والتي تؤثر علي كل العالم العربي، وإن في الطريق
أيضاً «جنينة الأسماك» إخراج يسري نصر الله.
المصري اليوم في 19
يناير 2008
يهودية
دولة إسرائيل كما يراها شارلي شابلن
بقلم
سمير
فريد
لم يوضح الرئيس الأمريكي جورج بوش ماذا يقصد بالتأكيد علي أن
إسرائيل دولة يهودية. هل يقصد أن اليهودية قومية وليست دينًا، أم يقصد أن
إسرائيل دولة دينية، المؤكد أن اليهودية ليست قومية، والمؤكد أن اعتبار
إسرائيل دولة دينية يدعم مطالبة حماس بأن تكون غزة بداية دولة فلسطين
الإسلامية.
وربما تكون الحقيقة أن اليمين المتطرف في إسرائيل يتحالف مع
مثيله في غزة وفي واشنطن وكل الدنيا ضد السلام الحقيقي، والذي لا يمكن أن
يقوم بين دول دينية، فالاختلاف بين الأديان أبدي وغير قابل لأن ينتهي ما
بقيت وسوف تبقي دائمًا، أما الخلاف بين البشر فهو سياسي حيث لا عداوات
دائمة ولا صداقات دائمة وإنما مصالح متغيرة.
تذكرت شارلي شابلن الذي مرت ٣٠ سنة علي وفاته في ٢٥ ديسمبر
الماضي، وينظم أتيليه الإسكندرية مع جماعة الفن السابع موسمًا لأفلامه
يستمر ثلاثة أشهر كل خميس ابتداء من اليوم، فقد علق شابلن علي قرار تقسيم
فلسطين عام ١٩٤٧ تعليقًا ما أحوج الرئيس جورج بوش إلي قراءته. قال شابلن
بالنص: «الكثير من الناس يقولون شابلن يهودي. أنا لم أنكر أصلي أبدًا، كما
أني لم أتباه به.. أنا إنسان لا يختلف عن الآخرين.. هل يقلل أصلي من شأني
أم يضفي علي أهمية أكبر. لا أعتقد أنه ينبغي إرسال اليهود إلي فلسطين. معني
هذا أن يتم إرسال الكاثوليك إلي روما. يتعين علي الأمم المتحدة ألا تعاون
أي دولة للأقليات أو المجموعات العنصرية.
ولو تقرر هذا فإن الأمر يعني أن الحرب كانت دون جدوي (يقصد
الحرب العالمية الثانية من ١٩٣٩ إلي ١٩٤٥) من حق اليهود الذين ولدوا في
دولة ما مثل بولندا أو ألمانيا أن يعيشوا في هذه الدولة مثل بقية
المواطنين، إن مولدهم وحياتهم يكفلان لهم هذا الحق».
واستطرد شابلن: «يتحتم عدم تحويل فلسطين إلي معسكر اعتقال
لليهود. إن هذا (التصدير) لليهود يؤدي في الواقع إلي وجود مشكلة يهودية..
أنا أعرف أن الكثير من اليهود وقعوا ضحية الدعاية. لقد تلوثوا دون وعي
بالكراهية لليهود، ويعيشون في حالة رعب وخجل من أنفسهم، ولاشك أن هذه أكبر
مأساة في عصرنا. إن اليهود يسعون بأنفسهم إلي الهروب، وإلي حفر قبورهم، بل
إلي احتقار ذواتهم.. إن تسلل السم الهتلري في جسد العالم جعل المضطهدين
يضطهدون أنفسهم، لقد تحولوا إلي جلادين لأنفسهم».
وعندما اشتركت إسرائيل في الحرب ضد مصر بعد تأميم القناة عام
١٩٥٦ قال شابلن: «إن قواعد الاستعمار العسكرية كإسرائيل ستلغي جميعًا
بإرادة الشعوب» وقال: «إن الدولة التي يقوم كيانها علي دعوة عنصرية دينية
مثل إسرائيل لا يمكن لها البقاء».
المصري اليوم في 17
يناير 2008
مرة أخري.. اختلاف الآراء غير التحريض أو
المطالبة
بالمنع
بقلم
سمير
فريد
تعليقاً علي «مبروك يا خالد يوسف عدد خاص ضد فيلميك.. (صوت
وصورة ٧ يناير) وصلنا من الصديق القديم الكاتب الكبير محمد يوسف القعيد
الرسالة التالية :
لك اهتمام قديم بالأدباء الذين كتبوا عن السينما. بل ولعبت
دوراً في الكتابة عن علاقة الأدباء بالسينما. ابتداء من تحويل مسرحيات
شكسبير لأفلام حتي ما كتبه صلاح عبدالصبور ويحيي حقي عن السينما. ويخيل إلي
أن إعجابك باهتمام الأدباء بالسينما له شرط وحيد أن يكونوا من الموتي.
وصفتني أنني شاركت في حملة «روزاليوسف» ضد المخرج خالد يوسف
وفيلمه «حين ميسرة». وأنا لا أشارك في حملات ضد أحد. لأنني ضد «الاستخدام»
من أي جهة كانت. والذي حدث أن زميلاً أتصل بي - من «روزاليوسف» المجلة -
وسألني عن الفيلم السياسي.
وضمن الأسئلة سؤال: هل يعتبر «حين ميسرة» فيلماً سياسياً؟
وسؤال: هل يعتبر «هي فوضي» فيلماً سياسياً؟ ولعلك متأكد أن من يطرح علي
سؤالاً لا يمكن أن يشير علي بطريقة الإجابة عنه. وبالتالي فأنا لم أكن أقيم
خالد يوسف. ولا مشروعه السينمائي. ولا فيلمه الأخير «حين ميسرة». ولكني كنت
أتكلم عنه باعتباره فيلماً سياسياً.
وكلامي أيضاً عن فيلم يوسف شاهين: «هي فوضي». كان انطلاقاً من
هذه الزاوية. وقد عجبت لأنك نقلت عنواناً يخدم وجهة نظرك. ولكنك لم تتوقف
أمام ما هو موجود في صلب كلامي عن الإشادة بفيلم خالد يوسف: «العاصفة».
والكلام عن جماليات سينما يوسف شاهين السابقة. وأعتقد أن إعجابك بعمل لا
يصادر آراء الآخرين فيه.
كنت أتصورك ليبرالياً حقيقياً. تقبل الاختلاف وتقره وتسعد به.
ثم أنني لم أحبس نفسي داخل نص الفيلم. سواء «حين ميسرة» أو «هي فوضي».
ولكني حاولت إلقاء نظرة علي مصر من خلال طرح السؤال: ما الذي أوصلنا إلي
المربع الذي وصلنا إليه. وهو سؤال مجتمعي سياسي. أكثر منه سينمائي». (انتهت
الرسالة).
كل ما هناك أنني لاحظت في عدد «روزاليوسف» تكرار الهجوم علي
فيلمي «حين ميسرة» و«هي فوضي» في أكثر من مقال تحت العنوان الشامل للعدد
«سينما مصر ضد مصر»، ولم أكن أناقش ما جاء في هذه المقالات. وقد سعدت بقول
الكاتب إنه لا يشارك في حملات ضد أحد وأنه ضد «الاستخدام» من أي جهة كانت،
ولكني عجبت بقوله إنني أصادر آراء الآخرين، فمن حق أي كاتب أن يري مثلاً أن
هذين الفيلمين رديئين بينما لا أراهما كذلك، ولكن الاختلاف في الرأي شيء
والمطالبة بالمنع أو التحريض عليه شيء آخر. وأعتقد أن عنوان «سينما مصر ضد
مصر» تحريض واضح تماماً.
ولا أدري لماذا يري القعيد أن اهتمامي بالعلاقة بين الأدباء
والسينما يقتصر علي الموتي. لماذا ينسي مقالاتي عن «زيارة السيد الرئيس»،
ومساندتي لـ«المواطن مصري» من الأفلام المأخوذة عن أعماله، ولماذا ينسي ما
كتبته عن «الشرف» و«خريف آدم»، من أعمال البساطي، وتطول القائمة وتتجاوز
حيز هذا المقال. بل إن ما كتبته عن يحيي حقي كان بناء علي رغبته عندما طلب
لفرط تواضعه أن يعرف رأياً منشوراً في كتابه عن السينما.
المصري اليوم في 16
يناير 2008
..
ولكن ليس هكذا تكون المواجهة مع
الرقابة
بقلم
سمير
فريد
أعلن محمد عبدالفتاح، مدير مهرجان القاهرة للسينما المستقلة
والذي عقد دورته الأولي عام ٢٠٠٦، ولم تقم دورته الثانية العام الماضي بسبب
طلب الرقابة مشاهدة الأفلام قبل عرضها، أنه اتفق مع المركز الثقافي الفرنسي
في القاهرة علي إقامة الدورة الثانية في فرنسا تحت عنوان «مهرجان القاهرة
للسينما المستقلة في فرنسا» بمشاركة ٢٦٨ فيلماً من ١٦ دولة.
وكما جاء في الخبر الذي نشرته «المصري اليوم» عبر عبدالفتاح عن
استيائه من إقامة المهرجان خارج مصر، وقال: «بذلنا جهداً كبيراً لإقامته في
القاهرة، لكن مخرجي أفلام المهرجان رفضوا أي تدخل للرقابة».
كنت الناشر لأول كتاب بالعربية والإنجليزية عن السينما
المستقلة في مصر من إعداد أحمد حسونة ومحمد الأسيوطي عام ٢٠٠٥، وصدر في
إطار أكبر برنامج عن هذه السينما أقيم في المسرح الصغير بدار أوبرا القاهرة
علي هامش المهرجان الثاني لأفلام دول الاتحاد الأوروبي، وشرفت أن أكون أول
ناقد يكرم في مهرجان القاهرة للسينما المستقلة في دورته الأولي، حيث حصلت
علي أفقر وأجمل تكريم من الشباب الذين يساهمون في صنع مستقبل السينما في
مصر.
ولكن من الغريب جداً أن تقام الدورة الثانية في فرنسا،
والأغرب أن يقول مدير المهرجان: إنه «مستاء» من ذلك، ولكن مخرجي أفلام
المهرجان رفضوا أي تدخل للرقابة، فمدير أي مهرجان في العالم هو الذي يقرر
زمان ومكان المهرجان وليس مخرجي الأفلام، وإدارة أي مهرجان هي التي تضع
لائحته وعلي المخرجين قبولها أو عدم قبولها.
والأهم من ذلك أن موافقة المخرجين علي إقامة المهرجان في
فرنسا، ورغم استياء مدير المهرجان، تدل علي توجه خاطئ تماماً، وهناك فرق
بين الخطأ ووجهة النظر، فهذا يعني أنهم لا يتوجهون بأفلامهم إلي جمهورهم في
بلادهم، ولا يوجد فنان في العالم لا يصنع أعماله لجمهوره في بلده، بل ولم
يوجد من قبل في التاريخ.
وعلي سبيل المثال نفترض أن هناك فيلماً عن تعامل فظ لشرطي مع
مواطن ويخشي مخرجه أن تمنعه الرقابة عندما تشاهده، فهل عرض الفيلم في فرنسا
يحقق الغرض من الفيلم وهو فضح وإدانة سلوك الشرطي أمام الرأي العام!
ومن ناحية أخري، فإن رفض العرض علي الرقابة من حيث المبدأ
امتداد لما يطلق عليه في عالم السياسية «مرض الطفولة اليسارية»، فهو قفز
فوق الواقع، ولا يتغير الواقع بالقفز فوقه، ولم يتغير بهذا السلوك أبداً.
وفي كل دول العالم هناك رقابة بدرجة أو أخري، وبشكل أو آخر،
وفي كل دول العالم يرفض أي مثقف حقيقي أو فنان حقيقي الرقابة، ويدخل معها
في صراع دائم، ولكن في بلده، وليس في أي بلد آخر.
المصري اليوم في 15
يناير 2008
|