جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

أحمد بدرخان

( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

في أغسطس من كل عام، يصادف ذكرى رحيل المخرج المصري الكبير "أحمد بدر خان"، والذي يعد رائداً من رواد السينما المصرية.. وإنه لابد لأي كاتب أو باحث سينمائي، عند الحديث عن تاريخ السينما المصرية، أن يتوقف كثيراً عند تجربة "أحمد بدر خان".. فقد ساهم هذا الفنان الكبير بدور فعال في تأصيل السينما المصرية على أسس منهجية سليمة.

ولا يمكن إلا أن نشير، في بداية حديثنا، بأن "أحمد بدر خان" كان وراء إقدام الاقتصادي "طلعت حرب" على إنشاء أستوديو مصر، هذا الصرح الذي يعد بمثابة الجامعة التي خرَّجت أجيال من العاملين في الحقل السينمائي فيما بعد.. هذا إضافة إلى أنه قد تخصص أكثر في إخراج الفيلم الغنائي، بل أصبح رائداً من رواده.. فقد قدم أفلاماً لأهم عمالقة الغناء في مصر، أمثال: أم كلثوم، فريد الأطرش، إسمهان، نجاة الصغيرة، محمد فوزي، محمد عبد المطلب، وغيرهم كثيرون.

وهذا لا ينفي ـ بالطبع ـ من أنه قدم أيضاً للسينما موضوعات متعددة وبعيدة عن الطابع الغنائي، عاطفية واجتماعية وسياسية، إلا أن جميعها تندرج ضمن أسلوب سينمائي واحد، تميز به "بدر خان"، وهو الأسلوب الرومانسي.

ولد "أحمد بدر خان" في الثامن عشر من أكتوبر عام 1909 بالقاهرة، وحصل على الشهادتين الابتدائية والثانوية من مدرسة "الفرير".. وبدأ تعلقه بالسينما وهو في الثانية عشرة، حيث كان يتردد كثيراً علي دار سينما "الكوزمو" بشارع عماد الدين، وكان أحد أفلام "شارلي شابلن" الصامتة، هو أول ما شاهده "بدر خان" من أفلام، فأعجب به كثيراً وأحب التمثيل من خلاله، وبالتالي صمم أن يظهر على الشاشة.. وكانت صداقته بزميل الدراسة "جمال مذكور"، والذي يشاركه نفس الهواية، سبيلاً لإشباع هواية التمثيل لديه.. فقد كانا يترددان على مسرح رمسيس باستمرار لمشاهدة المسرحيات وحضور بروفاتها.

وعندما أراد "بدر خان" أن يطور من موهبته للتمثيل، التحق بمعهد التمثيل الذي أنشأه "زكي طليمات" عام 1930، إلا أنه لم يستمر بالدراسة فيه، نظراً لإغلاقه.. وبعد حصوله على شهادة الكفاءة الفرنسية، التحق "بدر خان" بالجامعة الأمريكية، وشارك في نشاط فريق التمثيل، والذي كان "جورج أبيض" يتولى تدريبه.. كما أن "بدر خان" نفسه قد كوَّن فريقـاً للتـمثـيل أطـلق عليه اسم (فريق الطليعة)، وقام بتمثيل دور البطولة في مسرحية (الأديب) التي قدمها على مسرح رمسيس.

بعدها، التحق "بدر خان" بكلية الحقوق لدراسة القانون تلبية لرغبة والده، وفي نفس الفترة أيضاً بدأ في مراسلة معهد السينما في باريس، حيث كانت تصله محاضرات ودراسات في السينما، استطاع أن ينشر معظمها في مجلة "الصباح"، والتي أُسند إليه فيما بعد تحرير قسم السينما الأسبوعي فيها.

ومن خلال كتاباته في السينما، استطاع "بدر خان" أن يلفت إليه انتباه الاقتصادي الكبير "طلعت حرب"، والذي استدعاه فيما بعد وطلب منه تقريراً وافياً عن إمكانية إنشاء أستوديو سينمائي في مصر.. فعكف "بدر خان" علي كتابة هذا التقرير، مستعيناً بما لديه من كتب ومقالات عن الاستوديوهات.. هذا إضافة إلى المعلومات والتفاصيل الفنية بالاستوديوهات، والتي زوده بها صديقه "نيازي مصطفى" الذي كان يدرس السينما في ألمانيا.. ومن ثم حاز هذا التقرير على الموافقة من "طلعت حرب"، وبدأ في المشروع بتنفيذه.. والى أن يتم تنفيذه، أرسل "حرب" بعثتين لدراسة السينما بفرنسا وألمانيا، وكان "بدر خان" على رأس بعثة فرنسا، وهناك في باريس التقى بـ"نجيب الريحاني" أثناء تصوير فيلمه (ياقـوت أفـندي ـ 1934) فعمل مساعداً لمخرج الفيلم "أمـيل روزييه".

 

أخبار الخليج في

23.12.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)