جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

أحمد بدرخان

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

وفي أثناء تواجده في باريس، استلم "بدر خان" من أستوديو مصر قصة "وداد" ليعد لها السيناريو، ولتكون باكورة إنتاج الأستوديو.. وفي أكتوبر 1934 عاد "بدر خان" من بعثته، وعيِّن مخرجاً سينمائياً بأستوديو مصر، بمرتب قدره عشرون جنيهاً شهرياً.

لقد كان من المفترض أن يكون فيلم (وداد ـ 1936)، وهو من بطولة "أم كلثوم"، أول مشاريعه الإخراجية، فقد بدأ بالفعل في تصوير بعض من مشاهده الخارجية، إلا أنه ـ وبسبب خلاف شخصي مع مدير الأستوديو "أحمد سالم" ـ تم تنحيته عن الإخراج وإسناده إلى الخبير الألماني "فريتز كرامب"، واحتجاجا على هذا التصرف، قدم "بدر خان" استقالته من الأستوديو.

وفي العـام التـالي اختارت "أم كلثوم" بنفـسـها "أحمد بدر خان" لإخراج ثاني أفلامها وهو (نشيد الأمل ـ 1937)، والذي أنتجته شركة "أفلام الشرق" في أولى مشاريعها الإنتاجية.. وكان هذا الاختيار بمثابة رد الاعتبار لـ"بدر خان".. ثم بعد ذلك قام بإخراج جميع أفلام "أم كلثوم"، ما عدى فيلم (سلاّمة) الذي أخرجه منتجه "توجو مزراحي".. حتى أن "أم كلثوم" قد اختارت "بدر خان" أيضاً لإخراج أغنيتها (إلى عرفات الله) عندما أراد التليفزيون أن يصورها.

وقد تميز "أحمد بدر خان" بإخراج الأغنية السينمائية، حيث تفوق علي بقية زملائه المخرجين، وذلك لأنه كان شاعراً وزجالاً، وكان يضع أفكار أغاني أفلامه، هذا إضافة إلى أنه قد كتب كلمات بعض أغاني أفلامه.

فقـد قـام "بدر خان" بإخراج أول أفـلام "فريد الأطرش" مـع شقيقته "إسـمهان"، وهو فيـلم (انتصار الشباب ـ 1941).. ثم أخرج مجموعة من الأفلام قام بإنتاجها وبطولتها "فريد الأطرش"، وهي: ماأقدرش، أحبك انت، عايز أتجوز، عهد الهوى، آخر كدبة، إزاي أنساك.. كما أخرج فيلم (تاكسي حنطور ـ 1945) لـ"محمد عبد المطلب"، ولـ"عبد العزيز محمود" فيلم (علشان عيونك ـ 1954)، ولـ"محمد الكحلاوي" فيلم (أنا وانت ـ 1950)، ولـ"محمد فوزي" و"نور الهدى" فيلمين (مجد ودموع ـ 1946) و(قبلني يا أبي ـ 1948)، ولـ"عبد الغني السيد" و"نجاة علي" فيلم (شيء من لاشيء ـ 1938)، و فيلم (غريبة ـ 1958) وهو أول أفلام "نجاة الصغيرة".

وفي عام 1944 كوَّن "بدر خان" مع "أمينة رزق" و"عبد الحليم نصر" و"حلمي رفلة" شركة إنتاج تحت اسم شركة اتحاد الفنانين، وقدمت أفلام مثل: قبلة في لبنان، القاهرة ـ بغداد، سجى الليل، عدل السماء، وغيرها.

ويعتبر "أحمد بدر خان" أول من نادى بإنشاء معهد للسينما، وذلك من خلال ما كتبه في الصحافة.. هذا إضافة إلى أنه ألف أول كتاب عن السينما باللغة العربية عام 1936.

وقد أنتخب "بدر خان" نقيباً للسينمائيين ورئيساً لاتحاد النقابات الفنية، وتولى منصب عميد المعهد العالي للسينما بعد استقالة "محمد كريم".. كما تولى عدة مناصب في وزارة الثقافة، كان أولها مدير شؤون السينما عام 1959، ثم أصبح المستشار الفني لمؤسسة السينما، حيث رأس الوفود السينمائية في كثير من المهرجانات الدولية، واستمر يشغل منصبه هذا حتى يوم وفاته في 23 أغسطس 1969.

هذا هو "أحمد بدر خان"، الفنان الكبير ذو الإحساس المرهف والهادئ لدرجة من الصعب إثارته، هذا بالرغم من كونه في موقع قيادي صعب كمخرج.. فهو علي عكس الكثير من المخرجين، يحتفظ دائماً بهدوئه وشاعريته داخل الأستوديو.

وهكذا كان "بدر خان"، الفنان الذي أبى ألا أن يكون له ابن يواصل مسيرته الفنية، ويمارس عشقه للسينما.. وها نحن نعيش في زمن سينمائي، يتربع على إحدى عروشه، ابنه المخرج "علي بدر خان"، كواحد من بين أهم المخرجين العرب.

 

أخبار الخليج في

29.12.2018

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)