جديد حداد

 
 
 
 

من رواد السينما المصرية..

محمد كريم.. المعلم الأول

( 5 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

كان المعلم الرائد محمد كريم دقيقاً في عمله، يحب النظام والنظافة الى أبعد الحدود، وكان يقوم بنفسه بعمل مونتاج أفلامه، وكتابة سيناريوهاتها، والدعاية لها أيضاً، وكان يعتبر بلاتوه التصوير كالحرم المقدس، ولا يسمح لأي إنسان ليس له عمل بالتواجد فيه، لدرجة أنه قد طرد مرة منتج أحد أفلامه من الأستوديو لأنه كان يتكلم بصوت عالي.

ولقد كان أسلوب محمد كريم في الإخراج، يمتاز بالعناية الفائقة في المشهد، ويهتم بكل صغيرة وكبيرة فيه، يدقق في اختياره للموضوع والممثلين والفنيين، ويميل الى تصوير الطبيعة الراقية، أي إنه يحاول كثيراً تجميل الواقع، أو إنه يقدمه كما يجب أن يكون.. وكان عصبي المزاج يثور لأقل الأشياء، لكنه في نفس الوقت يحمل قلب فنان كبير.

وقد كانت لمحمد كريم الريادة السينمائية دائماً، فهو أول ممثل سينمائي مصري، وهو أول مخرج يقدم رواية أدبية للسينما المصرية، وهو مخرج أول فيلم مصري ناطق، وهو المخرج الوحيد الذي سجل طفولة الفنانة فاتن حمامة على الشاشة، فظهرت فاتن لأول مرة وهي في سن الثامنة في فيلم (يوم سعيد)، وفي الحادية عشرة في فيلم (رصاصة في القلب)، وفي الرابعة عشرة في فيلم (دنيا).

كما كان له الفضل في اكتشاف الكثيرين من نجوم السينما المصرية، فقد كان حريصاً على أن يقدم وجهاً جديداً في كل فيلم من أفلامه. فهو الذي قدم بهيجة حافظ في فيلم (زينب)، وسميرة خلوصي في (الوردة البيضاء)، ونجاة علىّ في (دموع الحب)، وليلى مراد وزوزو ماضي في (يحيا الحب)، ورجاء عبده في (ممنوع الحب)، وراقية إبراهيم ومديحة يسري وليلى فوزي وسراج منير وزكي رستم وإلهام حسين، وغيرهم كثيرون.

هذا إضافة الى أن محمد كريم قدم أول اللقطات الملونة التي عرفتها السينما المصرية، وذلك في فيلم (زينب) الصامت. كما أتيحت له فرصة إخراج أول فيلم مصري بالسينما سكوب في فيلم (دليلة).

ومحمد كريم ـ كما ذكرنا سابقاً ـ أول نقيب للسينمائيين، وأول عميد لمعهد السينما بالقاهرة، وأول من كتب مذكراته الفنية في جزئين بعنوان »خمسين سنة سينما«، وهو مخرج أول فيلم مصري يعرض رسمياً في مهرجان برلين الدولي عام 1953، ألا وهو فيلم (زينب) الناطق.

وقد نال محمد كريم عدة جوائز تقديرية من الدولة، ففي عام 1955 نال جائزة الدولة في الإنتاج والإخراج والسيناريو عن فيلم (جنون الحب)، وهو الفيلم الذي اضطره لبيع أثاث منزله ليقوم بإنتاجه. كما حصل على وسام الدولة في الفنون من الدرجة الأولى عام 1963. وحتى بعد رحيله، في السابع والعشرون من مايو 1972، نال اسمه جائزة الدولة التشجيعية في الفنون.

إن تاريخ الفنان محمد كريم، والزاخر بالإنجازات الفنية، يجعل منه ـ حقاً ـ رائداً كبيراً، يستحق أن نطلق عليه لقب "الأب الروحي للسينما المصرية".

 

أخبار الخليج في

22.06.2019

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004