جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

وداعاً أحمد زكي.. !!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

"الموت" جاء إلينا ـ هذه المرة ـ في جسد الفنان العملاق أحمد زكي.. رحل هذا النجم الأسطورة.. ليأخذنا اليوم معه، إلى متاهات المرض والخوف والموت.. متحدياً بذلك كل وصفات الأطباء في العالم، فقد كان التمثيل ملاذه الأخير، بل كان الكنز الذي يختزنه في خلاياه البلورية المليئة بالكثير من المشاعر والأحاسيس.

رحل هذا العملاق قبل أن يكمل مشروع حياته (حليم).. بل أنه رحل ليجعل الخسارة والحيرة تعلو وجوه الكثيرين ممن ينتظرون شفائه، لتنفيذ المشاريع الكثيرة التي كانت مكتوبة خصيصاً له. 

نجمنا أحمد زكي.. الفنان المثابر من رأسه إلى أخمص قدميه.. عشنا معه صعوده إلى القمة منذ بدء في السبعينات.. ومتعتنا كانت حقيقية بتلك الأدوار والشخصيات المتميزة التي قدمها خلال مشواره السينمائي الطويل. شخصيات كثيرة متنوعة شاهدناها من خلاله.. لم نتخيل أي ممثل آخر يؤديها غيره. خصوصاً  تلك الشخصيات الشعبية والبسيطة التي نشاهدها يومياً في حياتنا.. تألق أحمد زكي في هذه النوعية من الشخصيات.. شخصيات من الطبقة الفقيرة، البعيدة عن شخصية الأفندي التركي، وراح في كل مرة يقدم وجهاً أكثر صدقاً للمصري الأصيل. 

اعتقد جازماً.. بأن النجم الأسمر أحمد زكي، يستحق بجدارة لقب نجم الثمانينات والتسعينات. فنحن أمام فنان مجتهد جداً، يهتم كثيراً بالكيف على حساب الكم، يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه، وأعماله تشهد له بذلك، منذ أول بطولة له في فيلم "شفيقة ومتولي" وحتى آخر أفلامه "معالي الوزير"، مروراً بالعديد من الأفلام والشخصيات التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء.

هذا المشوار الطويل من الأداء التمثيلي الخلاق، جاء بعد معاناة، ومن خلال طريق صعب ومليء بالإحباطات والنجاحات.. طريق قطعه أحمد زكي حتى يصل إلى ما وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري منقطع النظير، جعله يتربع على قمة النجومية. حصد العديد من الجوائز المحلية والدولية، واحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة.

كل هذا جاء، بعد أن شعر أحمد زكي بأنه يريد أن يهرب من وحدته بأي طريقة، بل كان يريد أن يهرب من حزن عينيه حين كره كلمة يتيم.. لذا لم يجد سوى بيوت الأصدقاء ليحاول أن يضحك.. حتى ظن الطفل الطري العود أنه كبر قبل الأوان.

ذكر أحمد زكي ـ ذات مرة ـ بأنه لم يضحك بما فيه الكفاية، ولم يبك بما فيه الكفاية.. لكنه صمت بما فيه الكفاية.. وحين أراد أن يهرب إلى الكلام، وجد في التمثيل متنفسه، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية. 

إنها لخسارة عظيمة بفقدان فنان كبير لا يتكرر أبداً.. مثله مثل النجوم الكبار الذي خلدهم التاريخ العربي.. زكي رستم، محمود المليجي، سعاد حسني.

ونحن في "هنا البحرين" بدورنا نشعر بمدى الفراغ الذي سيتركه هذا الفنان العملاق.. لذا كان لزاماً علينا أن نحتفي بهذا الفنان حتى في "الموت"، وخصص هذا العدد تكريماً له ولفنه الخلاق.. إنه يستحق منا ومن محبيه أكثر من ذلك.. وداعاً أحمد زكي.. سلاماً على روحك الطاهرة.

 

هنا البحرين في

06.04.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)