«المهرجون» فيلم قصير أُنتج كمشروع تخرج لنيل درجة الماجستير في السينما المستقلة من كلية الإعلام والفنون البصرية قسم السينما في معهد ساوثهامبتون في المملكة المتحدة ويستغرق عرضه 40 دقيقة تقريبا وقد ألفه وأخرجه المخرج الكويتي ناصر كرماني. الفيلم، وطبقا لكتابة المخرج الواعية، يمكن ان يصنف تحت مدرسة السينما البديلة لرفضه تقاليد السينما التجارية السائدة، ويمكن اعتباره ايضا فيلما أكاديميا ومستقلا وتجريبيا تم انتاجه باستخدام تكنولوجيا السينما الرقمية الواسعة الانتشار حديثا في أوروبا وأميركا وذلك للتغلب على المعوقات الاقتصادية في صناعة السينما التقليدية الباهظة. من منطلق تجريبي، وكما يرى المخرج، فان الفيلم يحاول ممارسة بعض نظريات الاخراج السينمائي وتجريب تطبيقات اللغة السينمائية التجريدية ويدرس تأثيراتها. القصة تدور حول فنان متواضع هو المهرج الذي يعيش في بلد شرقي ومجتمع متأجج سياسيا واجتماعيا. هذا الفنان يجاهد لكي يحقق ذاته ويحلم ان ينجز طموحاته بتكريس جهوده للفن الحقيقي. وفي الوقت ذاته يحاول ان يظهر مشاعره العاطفية الى زميلة له في الفرقة المسرحية، ولكنها تهمله من اجل منافس آخر هو المخرج والمنتج المسيطر. وتصبح ورطة المهرج ان يقرر اما البقاء والكفاح مع فرقته المسرحية من أجل حبيبته، من أجل فرصة كبيرة ومستقبل أكبر أو الرحيل والانسحاب، ويحتدم الصراع ويلجأ المهرج الى عوالمه الداخلية وأصوله وبيئته الشرقية طلبا للملاذ لروحه وعقله والى حد كبير ينجح المهرج في النهاية في الاحتفاظ بصفاء روحه وانسانيته وينجح في مقاومة ان يصبح هو بذاته وحشا ينافس الوحوش التي تقهره في العنف والقسوة. في فيلمه، حاول المخرج المزج بين الأداء المسرحي التعبيري على الخشبة وبين الأداء الواقعي السينمائي، وقد أتاح تبني اسلوب الكولاج السينمائي لبناء الفيلم الى ممارسة الارتجال السينمائي الحر في كل مراحل الفيلم الارتجالية مع المحافظة على الفكرة الرئيسية. ويعني ذلك انه قد تم تطوير موضوع الفيلم بشكل تدريجي خلال كل مراحله من كتابة النص وتصويره مرورا بمرحلتي المونتاج والماكساج حتى وصل الى شكله الحالي. قريبا جدا سيعرض فيلم «المهرجون» ولأنه فيلم مثير للجدل لتفرده وتعدد قراءاته فانه يستحق التنويه والمشاهدة. جريدة الحياة في 8 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
سينمائيات: "المهرجون" وتجربة متفردة عماد النويري |
|