من برنامج
Grindhouse
المُزدوج لكوينتين تارانتينو، تمّ اختيار
Death Proof
فقط في المسابقة الرسمية للدورة الـ 60 لمهرجان كان
السينمائي، على شاطئ الكروازيت، لم يجد منظمو المهرجان
مناسباً تضمين فيلم روبرت رودريغيز
Planet Terror،
والذي حاول أيضاً الإشادة بنوعٍ سينمائي خاصّ جداً:
سلسلة
أفلام من فئة B.
الاختيار مبررٌ، حتى لو تبين أن عمل تارانتينو قاصرٌ
إلى حدٍّ ما في قائمة أفلامه، يبقى الأمر كما هو أن
Death Proof
يظلّ متفوقاً إذا قارناه بأخيه الثاني (المقصود فيلم
Planet Terror).
***
تعتمد سلسلة أفلام
B،
أو سلسلة أفلام
Z
على أفلام رخيصة، ومع ذلك، تمكنت هذه الأعمال من جمع
ما يكفي من المتابعين بحيث أصبحت نوعاً سينمائياً
محترماً منذ ذلك الحين، وتقليدها إلى ما لا نهاية.
في الأساس، فإن السلسلة
B
هي كاريكاتورية للغاية لدرجة أنها أصبحت كوميدية لعددٍ
كبير من السينيفيليين على حدود الهزل، ومن خلال ذلك،
يمكن قبولها.
حاول المخرجان رودريجيز/تارانتينو جنباً إلى جنب،
واللذان يُعدّان بلا شكّ من عشاق الحنين إلى الماضي من
هذا النوع، إعادة إنشاء فيلمٍ مزدوج بكل التفاصيل،
"فيلمان بسعر واحد!" كما تمّ الإعلان عنه في ذلك الوقت.
خدوشٌ خشنة، مَشاهدَ محذوفة، مونتاجٌ خاطئ، طقطقة تلك
الفترة الزمنية حتى تصل إلى استراحاتٍ إعلانية كاذبة،
وإعلاناتٍ دموية بين الفيلمين.
مع فيلميّ
Grindhouse،
نكاد نصدق ذلك، باستثناء أن كلّ شيء مبالغٌ به لدرجة
أن التأثير لا يخدع أحداً، ولتصميمه، استفاد المخرجان
من ميزانيةٍ معقولة، من الواضح أنها كانت أكثر من
اللازم لإعادة تأهيل النوع الذي كانت إحدى مفارقاته
الاكتفاء بالقليل لإنجازه.
نظراً لأنها أبعد أن تكون مخصصة للمهرجانات الكبرى،
حيث كانت الأفلام من سلسلة B
تعرض في صالات الأحياء البائسة في السبعينيّات، تفصيلٌ
يمكن أن يصنع الفارق.
الجزء الأول من البرنامج المُزدوج
Planet Terror
هو فيلم رعبٍ على خطى
Night of the Living Dead
بعد
غزوّ المسوخ التي أصابتها العدوى هي فرصة لرودريجيز
للحصول على المتعة، الكل في حالة جنونٍ تماماً،
وأحياناً مضحكة، ورديئة نوعاً ما.
ينطلق الرصاص في كل مكان، من البداية إلى نهاية
الفيلم، في النهاية، الفيلم لا يستقرّ طويلاً في
الأذهان، ونأمل كثيراً في فيلم تارانتينو.
Death Proof
أكثر إثارةً للاهتمام، بادئ ذي بدء، لأنه مزعجٌ
بصراحة، وقحٌ بجنون.
فيلمٌ في حالة تناقض (ضحايا إناث، جلادات)، تارانتينو
يحلل سلسلة أفلام
B
من تلك الفترة بشكلٍ أفضل، ويتمكن من رفع مستوى هذا
النوع، على سبيل المثال، في المشاهد التي تنظر فيها
الممثلة روز مكجوان بريبة إلى السيارة السوداء التي
يبدو أنها تتبع مجموعة فتياتها، يمكننا الشعور بالجوّ
المخيف لأفلام الرعب في السبعينيات، مثل
Halloween
، أو بعض أفلام جون كاربنتر.
في Death Proof
، نجد النزوات العزيزة على المخرج: حواراتٍ لا تنتهي،
وشخصياتٍ نسائية قوية لا هوادة فيها، واستخدام
مقطوعاتٍ موسيقية حكيمة.
يتقن تارانتينو كلّ شيءٍ بوحشيةٍ، وإطالة، توقيع
المخرج هنا، يلعب بالأساليب، يحرك كاميرته، حيث عينها
تصوّر فتياتٍ ممتلئات، وراكبي سيارة بفرحة لا تُضاهى،
وبمهارة، مزيجٌ متفجرٌ حقيقيٌّ من السيارات الصاخبة.
الفيلم على مرحلتين، نتبع أولاً، وقبل كلّ شيء، في
الجزء الأول، قاتلٌ مجنون يُدعى مايك ممثل الأدوار
الخطيرة في السينما (كيرت راسل).
في
منطقةٍ نائية من تكساس، يستمتع بتتبع فتياتٍ بحثاً عن
الإثارة في سيارته غير القابلة للتدمير.
يسحقهم حرفياً، ومن الأمام في مركبة الضحايا المساكين،
من بين هؤلاء المراهقات الفاتنات، لم يتبق الكثير بعد
الصدمة، تصبح السيارة رمزاً ذكرياً مُدمراً؛ السائق،
مختلٌ عقلياً، وشهوانيّ.
خلال الجزء الثاني، نجد مايك ممثل المَشاهد الخطرة
يبدأ في مطاردة مجموعةٍ أخرى من الفتيات الجميلات.
على عكس السابقات، هذه المرة، هنّ قوياتٍ جداً، الفتاة
مؤدية المشاهد الخطرة زوي بيل - تلعب دورها الحقيقي
هنا - ليست هي التي تثير إعجابنا بهذه السهولة.
في النهاية، يتحول مايك من مجرمٍ إلى ضحيةٍ، تلاحقه
الفتيات، وتطارده على الطريق السريع، أمازونيات
حقيقيات بنزعاتٍ قاتلة.
النهاية، مشهدٌ أنطولوجي رائع، يُتوّج بانتقامٍ أنثويّ
متحرر من كل العقبات.
يدمج تارانتينو العديد من المراجع السينمائية في
أعماله، ولكن، لا شيء مجانيّ، أو مُصطنع.
نعثر على غضبه السينمائي في جميع اللقطات، إنه صانع
موضة، ورجل دعاية يتمتع بذكاء كبير، بعد إعادة الحياة
إلى الممثلين الذين قيل إنهم قد انتهوا (جون ترافولتا،
ديفيد كارادين)، يستمتع الآن بإحياء ذروة البرامج
المزدوجة (فيلمان بأن واحد)، الاثنان متفاوتان، لكن،
بصراحة، لا يوجد سبب للتعبير عن متعته.
GRINDHOUSE
في برنامج مزدوج - الولايات المتحدة ، 2007 ، 191
دقيقة
إخراج : روبرت رودريغيز، كوينتين تارانتينو.