الليثى.. الرجل الحديدى الذى أثرى تاريخ السينما
المصرية
أعد الملف:
سهير عبدالحميد - أية رفعت - محمد عباس - محمد سعيد
هاشم
بصوت حزين تحدث الإعلامى عمرو الليثى -نجله- قائلا : أبى لم يمت
بمرض معين ولكن حالته الصحية كانت جيدة جدا ولكن رحل على فراشه
والتفاصيل هى أن والدتى دخلت عليه حجرته لتيقظه ليصلى معها الفجر
حاضرا كعادتهما، ولكن لم يستيقظ فهو كان عاشقا للفن والإبداع حتى
اللحظات الأخيرة فى حياته كان يتابع سير مسلسله «صديق العمر» الذى
خاض بسببه معارك ليخرج للنور وانتهى بالفعل من كتابة قصته إلا أنه
كان يشعر أن النهاية قد اقتربت لهذا اعتذر للشركة المنتجة عن كتابة
السيناريو والحوار ولم يكمل الحلقات الأولى، واستكمل والدى مشواره
الفنى الذى كان طويلا فبدأ منذ أن كان فى مرحلة الثانوية، وقام فى
المرحلة الثانوية بإصدار مجلة بعنوان الشارع وكان ثمنها قرشين وبدأ
طباعتها فى مطبعة بفم الخليج مسقط رأسه ثم تعرف على نجيب محفوظ
وإحسان عبدالقدوس وفى إحدى المرات عندما دخل كلية البوليس فى إحدى
الندوات التى حضرها سأله صحفى انجليزى عن اسم كليته فقال «البوليس»
فرد عليه يعنى الشرطة ومن يومها أصدر شعراوى جمعة قرارا بتحويل
كلية البوليس إلى كلية الشرطة، وبدأ عمله بعدها فى «روزاليوسف»
وكان يتقاضى 25 قرشا على الموضوع من إحسان عبدالقدوس إلى أن طالب
عبدالقدوس بفصله من الشرطة ليتفرغ للكتابة وبعدها شغل منصب رئيس
قسم السيناريو فى التليفزيون ثم اختاره نجيب محفوظ فى «ميرامار»
وبعدها «ثرثرة فوق النيل» و«السكرية» وغيرها من الأعمال التى أثرت
السينما وحصل عليها على جائزة الدولة التقديرية على مجمل
أعماله،وعن تكريمه وسيرته الذاتية قال: سيتم إعداد حفل كبير لتأبين
والدى يوم 9 فبراير بحضور وزير الثقافة فى دار الأوبرا المصرية على
مشواره الفنى.
قدم الليثى أعمالا خالدة فى ذاكرة السينما حيث إنه كتب سيناريو
مجموعة من أنجح الأفلام المصرية منها «ثرثرة فوق النيل» وهو من
الأفلام التى أثارت جدلا واسعا عند عرضها حيث رصد فيها العديد من
السلبيات التى تفشت فى المجتمع فى هذه الفترة الزمنية مستعرضا كيف
انقلب زمام الأمور من بين يدى القائمين على قيادة الوطن حينها
الأمر الذى اغضب القائمين على حكم مصر فى عهد الرئيس الراحل جمال
عبدالناصر، الفيلم بطولة أحمد رمزى وسهير رمزى وميرفت أمين وإخراج
حسين كمال وإنتاج عام 1971.
كما قام بكتابة سيناريو فيلم «الكرنك» الذى يحكى عن حالة الاستبداد
السياسى والفكرى والتعتيم الإعلامى الذى انتهجه الحكم المصرى فى
عهد الرئيس جمال عبدالناصر الذى اعتقل المفكرين الذين ينقدون
النظام فى وقتها وتعذيبهم واجبارهم على العمل كجواسيس لصالح
النظام، الفيلم بطولة «سعاد حسنى ونور الشريف ومحمد صبحى وكمال
الشناوى» إخراج على بدرخان وإنتاج عام 1975، كما قدم فيلم
«المذنبون» الذى فضح فيه حالة الفساد السياسى والاجتماعى من خلال
ناظر المدرسة الذى يسرب الامتحان ومدير الجمعية الاستهلاكية الذى
يبيع السلع المدعومة للأغنياء ويوصلها لهم فى منازلهم وأيضا رئيس
شركة المقاولات الذى يساعد الممثلة بطلة العمل فى بناء بعض
العمارات المخالفة.
الفيلم قصة الكاتب نجيب محفوظ بطولة سهير رمزى وصلاح ذو الفقار
وعماد حمدى وكمال الشناوى وحسين فهمى، إنتاج عام 1975.
فيلم ميرامار الذى انتج عام 1969 بطولة شادية ويوسف شعبان الذى
يدور احداثه داخل بنسيون «ميرامار» فى مدينة الإسكندرية ويعيش
بالبنسيون عدد من الشخصيات المختلفة مثل الصحفى المتقاعد والشاب
الوصولى والفتاة الجاهلة ويروى الصراع الشخصيات حول الفتاة التى
تمردت عليهم وذهبت لتتزوج من بائع الجرائد.
فيلم «السكرية» وتدور أحداثه حول عائلة السيد أحمد عبدالجواد الذى
يشاهد التحولات السياسية والاجتماعية وتأثيرها على نضج أولاده
وانطلاق أفكارهم حيث يسير نجله عبدالمنعم فى اتجاه دينى بحثا عن
الاخلاص، من وجه نظره بينما يرى نجله الثانى أحمد أن الإخلاص فى
السير فى اتجاه اليسار بحثا عن قيم العدل، لكن الاثنين يسقطان فى
قبضة البوليس، الفيلم بطولة نور الشريف ويحيى شاهين وميرفت أمين
وإخراج حسن الإمام إنتاج عام 1973.
فيلم «امرأة سيئة السمعة» بطولة شمس البارودى ومحمود ياسين ويوسف
شعبان وعماد حمدى وإخراج هنرى بركات إنتاج عام 1973، وتدور أحداثه
حول هناء التى تكتشف أن زوجها شاب وصولى ويدفعها للخطيئة حتى يحقق
طموحاته تستسلم لرئيس الشركة الذى يكافئ زوجها بتعيينه مديرا
للمبيعات.
الجوائز والأوسمة:
اختارته هيئة الاستعلامات كإحدى الشخصيات البارزة فى الموسوعة
القومية للشخصيات المصرية البارزة.
حصل على العديد من الجوائز عن كتابة سيناريو وإنتاج بعض الأفلام
منها: سيناريو «فيلم السكرية» (من وزارة الثقافة)، عام 1974.
سيناريو «فيلم أميرة حبى أنا» (من وزارة الثقافة)، عام 1975.
سيناريو «فيلم المذنبون» (من وزارة الثقافة)، عام 1976.
جائزة الدولة التقديرية فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، عام
1992.
المناصب التى تولاها..
-
رئيس قسم السيناريو بمعهد السيناريو، عام 1967.
-
مراقب النصوص والسيناريو والإعداد، عام 1973
-
مراقب على الأفلام الدرامية، عام 1979
-
مدير عام أفلام التليفزيون، عام 1982
-
رئيس أفلام التليفزيون، عام 1985
-
رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، عام 1985
-
عضو بغرفة صناعة السينما
-
عضو بلجنة التظلمات بالرقابة على المصنفات الفنية
-
نقيب المهن السينمائية فى ديسمبر عام 1989
-
عضو المجلس الأعلى للثقافة
«صديق
العمر» المعركة الأخيرة فى حياة ممدوح الليثى
«المشير
والرئيس» او «ناصر وعامر» هذا هو عنوان آخر مشروع ظل يحارب من اجله
السيناريست الراحل ممدوح الليثى لمدة 13 عاما حتى يخرج للنور ولم
يمهله القدر ليشاهده على الشاشة حيث كان يمثل له معركته الاخيرة
وظل لآخر نفس يحارب من أجله الموضوع بدأ من نهاية عام 2000 عندما
حصل ممدوح الليثى على موافقة بكتابة فيلم سينمائى يحمل عنوان «
ناصر وعامر» الذى يتضمن قصة المشير عبدالحكيم عامر وعلاقته بالرئيس
جمال عبدالناصر وتحول صداقتهما إلى عداء فى أعقاب نكسة يونيو 1967
وانتهى ممدوح الليثى من كتابة سيناريو الفيلم عام 2003 وعرض
السيناريو على الرقابة على المصنفات الفنية ورشح لبطولته فى هذا
الوقت الفنان الراحل أحمد زكى فى دور المشير ونور الشريف فى دور
الرئيس جمال عبدالناصر كما رشح خالد يوسف لإخراج الفيلم وكان وقتها
يعمل مع يوسف شاهين فى إخراج فيلم «إسكندرية نيويورك» لكن الرقابة
على المصنفات الفنية طلبت تغيير اسم الفيلم وتعديل السيناريو
وعندما عرض عليها السيناريو فوجئت انه يتضمن إسقاطات سياسية
مباشرة، خاصة فى الجزء الذى تتحول فيه صداقة المشير والرئيس
عبدالناصر إلى عداء صريح فى أعقاب النكسة خاصة أن الاثنين كانا قد
اتفقا على إذاعة تنحى كل منهما وتعيين شمس بدران رئيساً للجمهورية
ولكن الرئيس جمال عبدالناصر تنحى بمفرده وهو ما سبَّب العداء بين
الاثنين وبسبب هذه الإسقاطات السياسية التى تضمنها الفيلم طلبت
هيئة الرقابة مهلة لعرض الأمر على المخابرات العامة والحربية؛ وقرر
ممدوح الليثى وخالد يوسف اللجوء إلى القضاء الإدارى للحصول على حكم
بتصوير الفيلم والتى حكمت بالموافقة على التصوير من دون حذف أى
مقطع فى السيناريو وأكدت المحكمة أن أسباب وقف تصريح التصوير غير
موضوعية وتعسفية لأن سيناريو الفيلم لا يتضمن أية إساءة إلى الجيش
المصرى أو أى أسرار عسكرية وبعد ان شرع خالد يوسف فى التحضير
للفيلم وقفت أسرة المشير عائق آخر امام الفيلم حيث كان ممدوح
الليثى قد وضع نهاية الفيلم بأن المشير قد مات منتحرا وهذا ما أغضب
ابن المشير وزوجته الفنانة الراحلة برلنتى عبدالحميد وهددوا للجوء
للقضاء لأنه يشوه المشير لحساب عبدالناصر وتوقف المشروع إلى أن
عادت إليه الحياة يناير من العام الماضى عندما قرر الليثى تحويل
الفيلم إلى مسلسل تليفزيونى بعنوان «صديق العمر» وتصالح مع أسرة
المشير وأعاد كتابة القصة واتفق مع فريق عمل جديد وهم المنتج عادل
عبدالله والمخرج عثمان أبولبن وأسند كتابة السيناريو والحوار لورشة
كتابة بقيادة السيناريست محمد ناير وذلك بسبب سوء حالته الصحية وقد
رشح لبطولة المسلسل فى البداية السورى تيم حسن والأردنى إياد نصار
لكن اختلفا على مواعيد التصوير والأجر فوقع الاختيار بشكل نهائى
على جمال سليمان لتجسيد جمال عبدالناصر وباسم سمرة لتجسيد المشير
ودرة لبرلنتى عبدالحميد وصبرى فواز محمد حسنين هيكل وحددوا أول
فبراير لبداية التصوير وظل الليثى لآخر يوم فى حياته يتابع كل
كبيرة وصغيرة فى العمل إلى أن أتاه الأجل.
نجوم الفن:
صاحب حجر أساس فى السينما
نعى عدد من النقاد والفنانين وفاة المنتج والسيناريست الراحل ممدوح
الليثى خاصة لما تركه من بصمة واضحة فى مجالى السينما والتليفزيون،
وقد بدأ الناقد كمال رمزى حديثه عن الليثى واصفا إياه بأنه رجل
الصمود والحسم والنجاح والتفوق وهم على حد وصفه سمة من سماته
الأساسية.. حيث قال: «يعتبر الليثى عصرا كاملا من الفن بل مناخا
خاصا خاصة انه حقق نجاحا ملحوظا فى كل المناصب التى شغلها فهو من
النوع المتفانى فى عمله وطموحه بالغ الضخامة، وأكبر دليل على كلامى
الانجازات التى قدمها فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون حينما تولى
رئاسته وقدم خلال فترة توليه مجموعة من اهم الأعمال التى شهدتها
الدراما التليفزيونية ومنها أعمال الراحلين أسامة انور عكاشة ويحيى
العلمى وغيرهما.
كما كان يتمتع بقدر كبير من الابداع خاصة فى السيناريوهات التى
كانى كتبها والتى تتمتع بالقوة والرومانسية والجبروت وغيرها من
العوامل المتشابكة ونذكر منها سيناريو مسلسل «أنا لا أكذب ولكنى
اتجمل» الذى قدمه العظيم أحمد زكى، كما ان فيلم «الكرنك» رغم
اعتراض البعض عليه إلا أنه استطاع ان ينقل صورة التناقد بين الناس
الغلابة والضابط المتسلط بشكل مؤثر ولعل عمله السابق كضابط شرطة
ساعده فى كتابة هذا الدوار.
الفنانة يسرا قالت ممدوح الليثى مبدع لن يتكرر فهو فنان بمعنى
الكلمة له قدرة خاصة على كتابة السيناريوهات الخاصة به بطريقة
ساحرة تجعل من يقرأ السيناريو يشعر انه أمام سينما من طراز خاص حتى
قبل تصويرها فهو صاحب موهبة وذكاء ميزه على مدار مشواره ودوره
البارز فى تاريخ السينما يجعله فى ذاكرة التاريخ فهو صاحب حجر أساس
فى السينما.
أما الفنان محمود ياسين فقال إن الليثى كان صاحب الفضل فى إنقاذ
صناعة السينما حيث إنه قبل رئاسة جهاز السينما وقتما كانت الصناعة
فى حالة خراب نتيجة الانتقال بين العصور الاقتصاية وتحول البلد من
الاشتراكية إلى الاقتصاد الحر. ما جعله يضاعف مجهوده وقام بإصلاح
معمل الطباعة والتحميض بعد أن كان طبع وتحميض الأفلام يتم فى الدول
الأوروبية وأعاد بناءه مرة أخرى عام 1999.
بينما أشار محمد فاضل أن المنتج الراحل كانت لديه قدرة على الجمع
بين الفن والإدارة فى نفس الوقت، وكانت له بصمة فى أعماله التى
نهضت بالدراما التليفزيونية وجعلتها رائدة بالمنطقة العربية. وقدم
فى عهده التليفزيون اكثرالأعمال ازدهرا فى تاريخه.
روز اليوسف اليومية في
|