أشرف عبدالباقى:
«تياترو مصر» حلم أعادنى لمسرح الجامعة
حوار - محمد سعيد هاشم
استطاع الفنان الموهوب أشرف عبدالباقى أن يحرك المياه الراكدة وفى
الوقت الذى يبتعد فيه صناع الفن عن تقديم تجارب جديدة تحسبا لأى
أحداث طارئة قرر أن يخوض التجربة ويغامر بكل ما يمسك من امكانيات
فنية وقدم رائعة فنية بعنوان «تياترو مصر» التى يعرضها على مسرح
إحدى الجامعات فكانت رسالة مهمة لكل من تسول له نفسه لتخريب
جامعاتنا وفى الوقت الذى يحرق فيه البعض قرر أن يزرع الفرحة ويرسم
البسمة على وجوه الجمهور الذى أعيته نار السياسة والعنف والدم وعن
هذه التجربة وخلفياتها تحدث فى هذا الحوار:
■
لماذا اخترت الفنان عادل إمام فى أولى حلقات برنامج «مصر البيت
الكبير»؟
-
لم اختر النجم عادل إمام بمفردى ولكن كان اختيار جماعى أن تكون أول
حلقة مع فنان بحجم عادل إمام حتى يكون بداية موفقة فى البرنامج
لأنه فنان كبير وله تاريخ طويل ومؤثر فى الجمهور المصرى والعربى
كله.
■
وهل تدخلت للتفاوض معه لحضور البرنامج؟
-
فريق الإعداد هو الذى تولى مهمة المفاوضات مع الزعيم وهو أبدى
موافقته على الفور وهذا كان شيئا جميلا منه لأنه اسعد الجمهور
وأسعدنى شخصيا.
■
وهل تدخل الزعيم فى نوعية الأسئلة التى توجه له مثلما يتردد عنه؟
-
إطلاقا على العكس فعندما اقترح فريق الإعداد أن يعرض عليه الأسئلة
رفض وقال نبدأ الحلقة فورا ولم تكن هناك خطوط حمراء فى الحوار
وبالعكس كانت جميع الأسئلة متاحة وكعادته كان فى منتهى البساطة.
■
هل ستتحدث فى السياسة فى حلقات برنامجك خلال الأيام القادمة؟
-
إطلاقا فالسياسة لها ناسها الذين يجيدون الحديث فيها وجميع البرامج
تتحدث فى السياسة ولكن أنا لن اتحدث فى السياسة ولم أتحدث عن أداء
الحكومة أو أى تقييم لها وسوف أقدم فى حلقتى طرحا جديدا للمشاكل
التى تواجهنا ونبدأ فى التغيير من انفسنا قبل أن نطالب الحكومة مع
إعطاء جرعة أمل للناس.
■
لماذا اقدمت على تقديم مشروعك المسرحى «تياترو مصر»؟
-
حلم تقديم عمل مسرحى كان يراودنى كثيرا وقد حاولت أكثر من مرة أن
أقدم مسرحا ولكن الظروف الإنتاجية للمسرح كانت هى السبب فى توقف
الفكرة مؤقتا إلى أن تحول الحلم إلى حقيقة وتمكنت من عمل «تياترو
مصر» فى هذه الظروف لأساهم فى رسم بسمة على وجوه الناس التى تعانى
من حالة نفسية سيئة بسبب الأحداث السياسية السلبية التى أثرت على
المواطن المصرى بشكل عام.
■
هل الوقت مناسب لهذا العرض من وجهة نظرك؟
-
أرى أن هذا هو التوقيت الجيد لعرض «تياترو مصر» لأن الجمهور يريد
أن يخرج من الحالة السياسية المليئة بالمشاكل التى تسلط القنوات
الفضائية عليه الضوء وحالة الإحباط التى بدأت تلتهم الشعب المصرى
جراء ما يحدث فأردت أن أقدم عملا مسرحيا يأخذ الناس إلى منطقة أخرى
وأيضا أردت أن يدخل الجمهور المسرح لينسى السياسة ويأخذ جرعة جيدة
من الضحك وينسى كل همومه وأتمنى أن أحقق هذا الصدق والحمد لله أشعر
بسعادة كبيرة من الذى وصلنا له ومازال أمامنا الكثير لنحققه
للجمهور.
■
وما أكثر الأشياء التى جعلتك تتحمس لهذا العمل المسرحي؟
-
التجربة مختلفة فى كل شىء وأعتبرها حالة جديدة بكل المقاييس وأكثر
شيء حمسنى هو الشباب حيث يعمل معى 22 شابا فى منتهى الحيوية
والتميز ولديهم موهبة جيدة جدا والعمل معهم يسعدنى جدا ويزيدنى
بالفرحة والأمل لمستقبل هذا الجيل الذى لديه رؤية ونشاط وطموح.
■
لماذا رفضت الاستعانة بالنجوم المعروفين؟
-
إطلاقا ولكن مع احترامى لكل النجوم هذه التجربة تقوم على الشباب
ليخرج على الساحة الفنية مجموعة من الوجوه الجديدة لديها الموهبة
وهذه ليست رؤيتى فقط ولكن اتفق معى منتج العمل أيضا أن تقدم عملا
مسرحيا به مجموعة من الشباب على مسرح الجامعة لتوصيل رسالة للشباب
والجامعات والمجتمع كله وهذه هى خصوصية تجربتى فى «تياترو مصر».
■
قمت بإعادة الفن على مسرح الجامعة وسط ما تشهده الجامعات من شغب
طلاب الإخوان هل تعمدت توصيل رسالة للطلاب؟
-
فى الحقيقة لن أقوم بالادعاء لرغبتى فى إعطاء دروس لطلاب الجامعات
أو أشياء من هذا القبيل خاصة أن فكرة هذا المسرح كانت تراودنى قبل
الأحداث والتخريب الذى يقوم به بعض الطلاب فى الجامعات ولهذا لن
أدعى أننى تعمدت مواكبة الحدث وعلى الجميع أن يعود للعقل ولكن فكرة
المسرح الجامعى لعبت دورا مهما فى تنوير العقول والارتقاء بالذوق
العام لأجيال كثيرة من الذين حققوا النجاح والاعتدال فى حياتهم
ولكن تعاقدت لتقديم المسرحية على مسرح الجامعة قبل أحداث الجامعات
ولكن الحمد لله أجد أن التوقيت مناسب جدا.
■
هل ترى أن الجمهور سيعود للمسرح من جديد من خلال تجربتك الجديدة؟
-
أتمنى أن أنجح فى ذلك وأعيد الجمهور للمسرح مرة أخرى وأن يكون
مشروعى خطوة نحو العودة للمسرح فى سابق عهده حيث مر بظروف صعبة فى
السنوات الماضية الأمر الذى جعل البعض يقول أن المسرح المصرى قد
انتهى ولكن أنا أرفض هذا المصطلح وأتمنى من جميع الفنانين أن
يقدموا مثل هذه التجارب المسرحية التى تعيد المسرح إلى رونقه وتعيد
الجمهور له من خلال أعمال جيدة تنال استحسان الجمهور.
■
صرحت بأنك لن تتحدث فى السياسة فى «تياترو مصر» وعندما شاهدنا
العمل وجدنا إسقاطات سياسية واضحة على نظام مبارك وأيضا مرسي؟
-
بالفعل هناك سقطات أقدمها ولكن أنا أقدم عملا مسرحيا كل أسبوع
فبالتأكيد سوف يكون هناك عمل أو أكثر يتحدث عن الواقع الذى نعيشه
كمصريين من غلاء وأيضا آداء الحكومة ولكن لن تكون جميع العروض
المسرحية بها سياسة.
■
لماذا لم تقدم «تياترو مصر» على مسرح الدولة؟
-
لم يعرض علىَّ من قبل أن أقدم عملا على مسرح الدولة ولكن أرفض فى
مسرح الدولة الروتين والإجراءات الشكلية التى تعطل كل شىء فالمسرح
الخاص ليس له أى قيود والمنتج يسهل أى شىء فى صالح العمل دون أى
تردد ولكن مسرح الدولة إذا طلب المخرج تغير لوحة فى الديكور تأخذ
أكثر من شهر بسبب الإجراءات الروتينية ولهذا قررت أن أبتعد عن مسرح
الدولة لأتحرر من قيوده.
■
قمت بتأخير عرض المسرحية يوم رأس السنة لتحتفل مع الجمهور بالعام
الجديد كيف رأيت ردود الأفعال؟
-
بالفعل قمت بتأخير المسرح لينتهى العرض الساعة 12.30 صباحا بدلا من
11 مساء وكان رد الفعل أكثر من رائع من الجمهور ففى الثانية عشرة
أوقفنا المسرحية عشر دقائق واحتفلنا مع الجمهور بالعام الجديد
وقمنا بتوزيع الهدايا على الجمهور وكان يوما مختلفا ولن ننساه خاصة
بالنسبة لى لأننى شاهدت فرحة الموجودين كيف كانت جميلة ثم بعد ذلك
استكملنا عرض المسرحية وكنت حريصا على أن أحتفل بالعام الجديد وسط
جمهورى الذى أحبه كثيرا واستلهم كل شىء منه.
■
البعض لاحظ أن عرض «وإسلاماه» جسد الحالة المصرية فى ثورة 30 يونيو
وأبرز دور السيسى بالاسقاط على محمود قائد الجيوش المصرية؟
-
لم أتعمد الاسقاط ولكن من خلال العرض سوف يعرف الجمهور أن التاريخ
يعيد نفسه وما نعايشه اليوم هو محاكاة للأمس كما أن مصر طوال عمرها
مستهدفة ومحاطة بالقوى المختلفة الطامعة فى ثرواتها وكل طامع له
الأسلوب الذى يسلكه لاغتنام المكاسب والنيل بقلب مصر مهما اختلفت
الاسماء وتنوعت الجنسيات ولكن الأهداف متشابهة جدا وبالرغم من أننا
لم نتعمد الاسقاطات إلا أن مصر من خلصها من الطامعين هو الجيش
المصرى العظيم والمؤسسة القوية مهما اختلف اسم القائد بغض النظر عن
اسم الفريق أول عبدالفتاح السيسى ودوره العظيم فى ثورة 30 يونيو..
■
ولكن البعض أيقن أنك تتحدث عن مرسى وعن خداعه من خلال جملة على
لسان أيبك الذى كان يدعى العمل بآيات القرآن؟
-
هذا أيضا لم نخترعه على العكس تماما فهذه المواقف والأحداث كتبها
على أحمد باكثير منذ عشرات السنين وكما ذكرت التاريخ يعيد نفسه
وهذه الجملة ذكرها بطل الفيلم الفنان عماد حمدى عندما اكتشفت شجرة
الدر حقيقته ووقتها أعلنت أنها انخدعت فيه لأنه كان يسعى للحصول
على الكرسى فقط والحالة بالفعل تكررت وهذه هى عظمة الإبداع فى هذه
الرواية.
■
وما العروض التى تنوى تقديمها الفترة المقبلة؟
-
من خلالكم أفتح الباب لكل من لديه موهبة حقيقية ويريد تقديم نصوص
وأقواله سوف نتلقى النصوص وما سيتم عرضه سوف تأخذ مقابله المادى
دون ذلك لست ملتزما بشىء. ومن هنا «تياترو مصر» يصنع الفرصة
للمبدعين وهم كثير فى هذا البلد وهناك أيضا ورشة كبيرة من المبدعين
والشباب والتعاون معهم بالطبع لتقديم أفضل ما لدينا.
روز اليوسف اليومية في
|