|
العام الذي مضى كان من أكثر الأعوام ثراء على الصعيد السينمائي في
السنوات الأخيرة. يكفي ان نلقي نظرة على قائمة الأفلام المختارة
وتنوع مضامينها وتعدد مصادرها وانتماءاتها واتجاهها، سواء في قائمة
الصالات المحلية او في قائمة المهرجانات. لا تزال السينما الأشد
صموداً من بين الفنون امام ركاكة هذا العصر وانحطاطه، اذ انها تحمل
الينا عاماً بعد عام مفاجآت نوعية واسلوبية تستثمر في عوالم جديدة
وتجد ضالّتها في طاقات شبابية تشكل نواة لسينما الغد. كلا، الفن
السابع لم يمت، كما يدّعي النوستالجيون. انه في ذروة العطاء.
مَن كان يعلم ان دوني فيلنوف سينتقل من مسقطه الكندي الى اميركا
ليستعين بنجوم وينجز واحداً من تلك الأفلام التي تسحق القلب ولا
ندري لمَ؟ ومَن كان يظن ان سبيلبرغ لا يزال لديه ما يصرح به عن
ارتباط تاريخ بلاده بالعبودية بعدما كان قد خصص لها فيلماً قبل
عقدين من الزمن؟ ومَن كان ليراهن، قبل بضع سنوات من الآن، على شاب
من الدانمارك (نيكولاس فيندينغ رفن) ليأخذنا الى دوامة العنف
ببرودة اعصاب تجعلنا نعتقد أن المشروع مجرد استعراض عضلات لا يقيم
للضمير وزناً؟ وكيف كانت لتكون حال السينيفيلية من دون نظرة أساياس
لثورة عادت وابتلعت ثوارها ودجّنت افكارهم؟ وماذا نستطيع ان نقول
عن شخصيات كهاشبابي ودجانغو وجوردان بلفورت وكازانوفا المخرج ألبرت
سيرا والأب اليوناني النتن في "ميس فيالنس"؟ لا شيء. هناك خلف
الأطلسي يلقّبونها بـ"بيغر ذان لايف". انها شخصيات لا يتسع لها لا
طول الشاشة ولا عرضها، مثلما لا تتسع دموع طوم هانكس لعينيه
المقهورتين في آخر "قبطان فيليبس"، حالها حال الطموح الذي تفرزه
المسام في جسم بطل الفورمولا وان نيكي لاودا. الشاشة التي لا تتسع
لشاغلها تصحّ ايضاً في حال ساندرا بولوك حينما تأخذ وضعية الجنين
وهي في قلب مركبتها الفضائية، وحال جولييت بينوش عندما يؤطرها
برونو دومون بكاميراه. وداعاً أيتها البطولة المطلقة، فهذه باتت
منعدمة تقريباً: لننظر الى الموظف البريطاني في "حياة راكدة" والى
المطلّقة الأرجنتينية غلوريا في الفيلم الذي يحمل اسمها، والى
المغنّي الفاشل لوين ديفيس والى فرانسيس ها. كلهم انعكاس لواقعنا،
يشبهونني ويشبهونك.
أيّ كلام يفيد لوصف ما تشعر به أديل حينما تصبح وحيدة في الليل
الفرنسي بعدما تتخلى عنها ايمّا؟ وبم نشكر الراحل الكسي غيرمان
الذي خدعنا بتحفة سينمائية أكدت لنا ان معادلة أن نكون مشاهدين
لعمله توازي صعوبة ان نكون الله. وماذا فعلنا لنستحق فيلماً من
عيار "فعل القتل" الذي يأخذنا الى حافة الجهنم حيث مَن فيه يعتقدون
انهم نزلاء جنة؟ وأي مشهد يتصادم مع الآخر في الذاكرة عندما يخطر
لنا استذكار سيرة خودوروفسكي ورقصته مع الواقع؟ وهل عدنا فعلاً من
الرحلة التي أخذنا اليها سورنتينو الى اقاصي القلق، أم ان طوني
سرفيللو ابقانا هناك في مدينة الجمال العظيم، مدينة الأبدية؟ أسئلة
لا تحتاج الى كلمات، بل الى المزيد من الامعان في المشاهدة.
الأفلام دائماً تحمل الردود بعضها عن البعض الآخر.
أفلامنا الـ15 المفضلة في الصالات المحلية
(*)
1
ـــ "سجناء"
لم نكن نتوقع من المخرج الكندي دوني فيلنوف ("حرائق") فيلماً بهذه
الرشاقة والفاعلية والشهامة. انه إحدى أجمل مفاجآت العام المنصرم
بلا أدنى شك. ضربة كفّ بصرية وانفعالية! منذ زمن، لم يسمّرنا فيلم
في مكاننا لضخ هذا القدر من التشويق في العروق كما يفعله هذا
الفيلم. "سجناء" دراما عائلية تتداخل فيها تيمات الخلاص البشري
بالمعضلة الأخلاقية وهاجس النسل، حيث كل لحظة لها كلمة الفصل في
هذا البازل المبعثر الذي تتلف اعادة تركيبه أعصاب المشاهد. في بيئة
شتائية يغمرها الضباب والأمطار، يقدم فيلنوف تريللراً متوتراً لا
ينفك يتحول لوحة أخرى عن أميركا العميقة؛ تلك البقعة الكئيبة
الغارقة في البارانويا حيث الخوف من الخسارة والفقدان يجعل المرء
جلاداً مع انه "ضحية".
2
ـــ "لينكولن"
ستيفن سبيلبرغ قاصّ كبير يعانق التاريخ والانسانية والعواطف
الكبيرة في لقطة واحدة. دائماً في خلفية الصورة طيف جبابرة من مثل
جون فورد وسيسيل ب دوميل. مع هذه الملحمة، يدق مسماراً عميقاً في
نعش الرجل ــ الاسطورة ابراهام لينكولن (دانيال داي لويس). لا
يكتفي بقول كلمته في التاريخ انطلاقاً من ايقونة صنعت أميركا
الحديثة، انما يأتينا بدرس في كيفية تمكّن مخرج أن يقتصد في
الموارد السينمائية كافة ليشيد أولوياته على قاعدة التكثيف، غارقاً
في المنمنمات وتفاصيل آلية الحكم. بالنسبة إلى صاحب "لائحة شندلر"،
لا نحصل على التغيير الا بالتمرد على الطاعة، وكسر الثبات والتحلي
بإرادة عظيمة تجعلنا نقف امام مجرى التاريخ.
3
ـــ "وحده الله يغفر"
نميل الى هذا الفيلم لبراعة اخراجه الراديكالي الملهم، ثانياً
للنحو الذي يقدّم به العنف بلا أي خطاب اخلاقي. ثمة خيط رفيع بين
اظهار تأثير العنف في النفس البشرية والاضطرابات المجتمعية التي
يتسبب بها، وبين عرض العنف بنحو سينمائي جذاب يلهي العين ويسحرها.
نيكولاس فيندينغ رفن يلعب على هذا الخيط الرفيع، مورطاً في خطابه
السينمائي احتكاكه الحسيّ بالليل التايلاندي وأشياء اخرى ليست
أقلها شأناً الميتولوجيا الاغريقية. فيلم يسعى الى القول ان العنف
يجرّ العنف والانتقام يجرّ الانتقام، ولا نهاية.
4
ـــ "بعد أيار"
اوليفييه أساياس ينظر الى تاريخ فرنسا الحديث نظرة نقدية، بعيداً
سنوات ضوئية من كل محاولة لأسطرته وحمله على راحات الشوفينية
والتمجيد الأبله. ينفض الغبار عن حقبة تاريخية شكلت ارضاً لأفكار
النضال والثورة الطالبية، مظهراً قلة تسامح مع اليسارية وفروعها.
مَن يبحث عن رسالة سيخيب ظنه حتماً. هنا ثمة تخدير للعاطفة، يستعمل
اساياس فرامل فعالة جداً لتبطيء الانفعال، فينكبّ على محطات صنعت
تاريخ فرنسا المعاصر بمعالجة موضوعية. انه محض أغنية تاريخية، لا
تتملق ولا تساوم، اذ تطرح فكرة ان التاريخ مادة تُعاد كتابته الى
ما لا نهاية.
5
ـــ "مكانٌ خلف الصنوبر"
6
ـــ "جاذبية"
7
ـــ "دجانغو المحرر"
قضية الرقّ في أميركا وفق ذائقة كوانتن تارانتينو، عاشق الأفلام
المشغولة بعجل. هذا الذي يؤله سيرجيو ليوني، والـ"سلاشرز"، وسينما
معروفة بـ"استغلال السود" وأفلام الحركة والكونغ فو. عبر استعارة
قليل من كل شيء، انجز تارانتينو فيلماً هجيناً، يقفز فيه الشريط
الصوتي من انيو موريكوني الى موسيقى الهيب هوب فلحن "فريدوم"
لريتشي هافنز، حدّ اننا نكاد ننسى ان المسألة هي واحدة من أكثر
المسائل جدية: العبودية في الولايات المتحدة. مع التذكير بأنه لا
يمكن الاعتماد على نظرة تارانتينو كرواية رسمية للعبودية في اميركا.
فنحن هنا في عمق الباروديا.
8
ـــ "الرجل الصلب"
9
ـــ "تدافع"
10ـــ
"وحوش البرية الجنوبية"
11
ـــ "ليالٍ بلا نوم"
يبحث هذا الوثائقي لإليان الراهب عن حقائقنا الخفية في اللقاء
الأليم بين الأمس واليوم. يتعامل النصّ مع وقائع معروفة انطلاقاً
من شخصيتين: أسعد الشفتري ومريم السعدي. الفيلم كله في اللحظة
العلاجية التي بين الاعتراف من جهة والانصات من جهة أخرى. تحملنا
الراهب الى تيمة التوبة الكلاسيكية، قبل أن تقذف أمامنا تفاصيل
تساعدنا على فهم ما يعاني منه المجتمع اللبناني وما فعلت به تجربة
الحرب من خراب نفسي وأخلاقي ومعنوي مفتوح لن ينتهي مع انتهاء
الفيلم.
12
ـــ "البحث عن شوغرمان"
فيلم وثائقي بديع لمخرج أسوجي شاب من أصل مغربي يدعى مالك بن جلول.
انجز بن جلول في هذا الشريط تحقيقات للعثور على مغني روك مغمور
طواه النسيان في بلاده اميركا، فيما لا يزال نجماً في جنوب
أفريقيا. "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي استحقها عن جدارة.
13
ـــ "النادي اللبناني للصواريخ"
الفيلم امتداد منطقي لاهتمام جوانا حاجي توما وخليل جريج بالذاكرة،
في منطقة شبه منكوبة. في بداية الستينات، تتحلق مجموعة مغامرين حول
مشروع حلم: اطلاق صواريخ. يجوب الفيلم في ثغر الوعي واللاوعي،
ساعياً الى ربط الفصول المختلفة من تاريخ لبنان والمنطقة في صيغة
متشعبة تكشف كل ما يضمره المخرجان في وجدانهما السينمائي. من خلال
نصّ مشيّد على فكرة التضاد، نصر مقابل هزيمة، نسيان مقابل توثيق،
فردية مقابل جماعة، يحوّل المخرجان ما كان يمكن ان يكون مجرد رحلة
بين زمنين وقارتين، الى صرعة الموسم السينمائي. للأسف، لم يجد
الفيلم ايّ نجاح جماهيري.
14
ـــ "ذئب وول ستريت"
نثق بصاحب "الثور الهائج" ليحملنا الى جنّة البورصة ثم ينزلنا في
ظلماتها ناقلاً صعود الحلم الأميركي وهبوطه في ثلاث ساعات أوبرالية
عنيفة. عمل صاخب ومدوّخ يعجّ بالمظاهر السطحية والنكات السخيفة
لمهووسي الربح وثقيلي الظلّ. عمل شديد الحركة والديناميكية، زاخرٌ
بالغمزات الى سينما سكورسيزي نفسه. يبتعد المعلّم عن اعطاء الدروس،
لكن سينماه لا يسعها الا ان تضمر ثنائية الثواب والعقاب. يرينا
سكورسيزي، من جملة ما يرينا إياه، ان للعمل الاقتصادي (الشرعي في
الشق الظاهر منه) امتدادات مافيوزية ولا تخصع لأيّ مناقبية.
15
ـــ "ستوكر"
¶
تشمل هذه القائمة الأفلام التي عُرضت في الصالات اللبنانية في
الفترة ما بين 1 ك2 2013 و31 ك1 2013. غابت من حساب هذه القائمة
بعض الأفلام التي حالت ظروف البرمجة دون ان نشاهدها، وهذه حال
افلام قد تكون مهمة مثل "الحياة السرية لوالتر ميتي" لبنّ ستيللر
و"باسيفيك ريم" لغييرمو دل تورو. في حين اسقطنا من حسابنا أفلاماً
مثل "حبّ" لميشاييل هانيكه (صدر في بيروت عام 2013)، نظراً لأنه
كان مادة اهتمام كثيفة في هذه الصفحة السنة الماضية.
أفلامنا الـ35 المفضلة في المهرجانات الدولية
(*)
1
ــ "حياة أديل" لعبد اللطيف كشيش.
2
ــ "من الصعب ان تكون الله" لألكسي غيرمان.
3
ــ "فعل القتل" لجوشوا اوبنهايمر.
4
ــ "ميس فيالنس" لألكسندروس افراناس.
5
ــ "رقصة الواقع" لأليخاندرو خودوروفسكي.
6
ــ "الجمال العظيم" لباولو سورنتينو.
7
ــ "قصة موتي" لألبرتو سيرّا.
8
ــ "كاميّ كلوديل 1915" لبرونو دومون.
9
ــ "فرانسيس ها" لنوا بومباك.
10
ــ "الرياح تهب" لهاياو ميازاكي.
(بلا
ترتيب)
¶ "في
باركلي" لفريدريك وايزمان.
¶ "غلوريا"
لسيباستيان ليليو.
¶ "سالفو"
لأنطونيو بيازا وفابيو غراسادونيا.
¶ "داخل
لوين ديفيس" لجويل وايتان كوين.
¶ "حياة
راكدة" لأوبرتو بازوليني.
¶ "مجهول
البحيرة" لألان غيرودي.
¶ "الماضي"
لأصغر فرهادي.
¶ "الصورة
الناقصة" لريتي بان.
¶ "دروس
التناغم" لأمير بايغازين.
¶ "سلّم
الى دمشق" لمحمد ملص.
¶ "هي"
لسبايك جونز.
¶ "آخر
الظالمين" لكلود لانزمان.
¶ "العملاق
الاناني" لكليو بارنارد.
¶ "لقاءات
ما بعد منتصف الليل" ليان غونزاليس.
¶ "فيللا
69" لأيتن أمين.
¶ "غران
سانترال" لريبيكا زلوتوفسكي.
¶ "قلعة
في ايطاليا" لفاليريا بروني تيديسكي.
¶ "موقف
طفل" لبيتر نيتزر.
¶ "انهيار
بروكن سركل" لفيليكس فون غرونينغن.
¶ "ايدا"
لبافيل بافليكوفسكي.
¶ "الدفتر
الكبير" ليانوس ساس.
¶ "موبوس"
لكيم كي دوك.
¶ "تحت
الجلد" لجوناثان غلايزر.
¶ "علبة
الطعام" لريتيشا باترا.
¶ "فيلومينا"
لستيفن فريرز.
(*)
في 2013، غطت هذه الصفحة 14 مهرجاناً هي الآتية: مهرجان كليرمون
فيران، مهرجان برلين، مهرجان الخليج، مهرجان تسالونيك للفيلم
الوثائقي ومهرجان تسالونيك الدولي، مهرجان كانّ، مهرجان كارلوفي
فاري، مهرجان البندقية، مهرجان "الليالي السوداء" في تالين، مهرجان
أبو ظبي، مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي القصير، مهرجان روما، مهرجان
مراكش، مهرجان دبيّ.
ظاهرة العام: السينما الهابطة
ظاهرة العام 2013 في لبنان: تسلق السينما اللبنانية الى اعلى
المراتب في شباك التذاكر. فالفيلم الأكثر ايراداً هذا العام هو
"حبة لولو" لليال راجحة (126362 مشاهداً من خلال 14 شاشة). عمل
يندرج في اطار السينما الهابطة سبق أن اعتبرناه "فيلماً لبنانياً
غير صالح للعرض". تربُّعُ مثل هذا الفيلم على رأس البورصة
اللبنانية في مقابل نفور النقد الجدي منه، يعزز مجدداً الهوة بين
رأي الناقد ورأي المشاهد (وإن كان رأي الأخير لا تعكسه بالضرورة
عملية شراء البطاقة). منذ "وهلأ لوين" لنادين لبكي عام 2011، هناك
ظاهرة جديدة في طور التكوين على امتداد المشهد السينمائي اللبناني،
ظاهرة محورها الاقبال التجاري وليس السينما كصناعة وفكر. مجموعة
أفلام هابطة غزت السوق حدّ ان ثلاثة منها دخلت في المراتب العشرة
الاولى لبورصة العام الفائت مستقطبةً نحو 320 ألف مشاهد، أي نحو
عشرة في المئة من مجموع الايرادات لعام 2013. أما الفيلم اللبناني
الرابع في المراتب العشرة الاولى، "غدي" لأمين دره، فهو حتماً ليس
بالفيلم الهابط، وإن لم يشف غليلنا السينمائي، وكان نصيبه من
الكعكة (حتى لحظة كتابة هذه السطور) أقل من غيره.
14
فيلماً لبنانياً عُرضت في الصالات اللبنانية عام 2013. معظمها أخفق
في ايجاد جمهور له. واذا كان رأس البورصة لبنانياً، فأسفله لبناني
هو الآخر: "وادي الدموع" لماريان زحيل الذي استقطب 75 مشاهداً فقط
لا غير. بين الرأس والذيل، شاهدنا أفلاماً لبنانية جرجرت طموحاتها
خلفها. واذا كان الاقبال الشحيح على الأفلام الوثائقية قابلاً
للفهم كون الجمهور لم يتعود على دفع المال للسينما التسجيلية، فمن
الصعب في المقابل تبرير الفشل الجماهيري الذريع الذي تعرض له فيلم
"عصفوري" لفؤاد عليوان (3289 مشاهداً) سوى القول ان الجمهور
اللبناني طوى صفحة الماضي نهائياً. سُحب الفيلم من الشاشات الـ11
قبل أوانه، وظل صامداً في صالة واحدة فقط. في ضوئه نسأل: ألم يحن
الأوان لفرض كوتا معينة على الصالات لتشجيع الانتاج المحلي؟
في المقابل، لم يساهم ازدياد عدد الصالات المحلية في ازدياد عدد
المشاهدين. 7.87 هي نسبة ارتفاع الاقبال على الصالات في العام 2013
مقارنة بـ2012، اذا بلغ المجموع 3404748 مشاهداً (مقابل تراجع
بنسبة 6 في المئة بين عامي 2012 و2011). سلسلة "غراند" هي التي
تهيمن على السوق حالياً بنسة 40 في المئة، علماً ان الاقبال عليها
تراجع بنسبة 1.36 في المئة مقارنةً بعام 2012. المرتبة الثانية
تحتلها سلسلة صالات "أمبير" (التي تتشاركها مع مؤسسة "برايم")، هي
الاخرى تراجعت اعمالها بنسبة 23 في المئة، أكبر نسبة تراجع لهذا
العام، مع انها لا تزال تملك 30 في المئة من مجموع الايرادات
المحلية. في المرتبة الثالثة، وافد جديد هو "فوكس" خطف 12 في المئة
من مجموع الايرادات. اما ما تبقى من حصة السوق فموزع بين "سينيمول"
ضبية وسلسلة "بلانيت". هذه الارقام لا تقول الا شيئاً واحداً: لا
يزداد المشاهدين مع ازدياد عدد الصالات. وهذا مرتبط بواقع ان عدد
الأفلام ليست الى ازدياد مع ارتفاع عدد الصالات. 220 فيلماً عرضت
في 2013 والعدد نفسه تقريباً في السنتين السابقتين، لا أكثر ولا
أقل. القرصنة، الرقابة، الغلاء، الوضع الامني غير المستقر، هذه
كلها تعوق الطريق الى الشاشات. 3 ملايين ونصف مليون مشاهد ليس
بالرقم الكبير، هذا يعني أن كل لبناني زار السينما مرة واحدة طوال
العام. هذا الرقم هو ما حققته سينمات لبنان مجتمعة عام 1998، في
مرحلة كان عدد الصالات فيها أقل وعدد الأفلام المعروضة ايضاً. عام
1998 كان الأفضل من حيث الاقبال على مدار 13 سنة، والسنوات اللاحقة
لهذا التاريخ تراجع الاقبال حتى وصل الى مليوني مشاهد في الأعوام
الثلاثة الصعبة التي مرت على لبنان (2005، 2006، 2007).
الى افتتاح الصالات الانيقة التابعة لسلسلة "فوكس" في مجمع سيتي
سنتر (مكلس)، شهد أواخر عام 2013 عودة السينما الى بيروت، المدينة
التي كانت تزدحم بالسينمات في مرحلة ما قبل الحرب. من خلال 14 صالة
تابعة لـ"سينماسيتي" فتحت ابوابها في أسواق بيروت في نهاية العام
الماضي، نستطيع أن نقول ان العاصمة اللبنانية باتت تحتضن واحداً من
أهم المجمعات السينمائية في الشرق الاوسط.
يبقى السؤال الطموح: كم عدد المشاهدين لأفلامنا الـ15 المفضلة في
الصالات اللبنانية لعام 2013؟ عملية حسابية سريعة تظهر أن مجموع
ايراداتها تبلغ الـ205 آلاف مشاهد، أي نحو ضعف ما استقطبه "حبة
لولو".
hauvick.habechian@annahar.com.lb
"النهار"
سألت 50 ناقداً من القارات الخمس: ما فيلمكم المفضل؟
عبد اللطيف كشيش أول وباولو سورنتينو ثانياً وألفونسو كوارون
ثالثاً
جرت العادة في الصحافة السينمائية أن يسأل المهتمون بالسينما بعضهم
بعضاً عن أفلامهم المفضلة. لعبة سادية تقتضي اقصاء عدد هائل من
الأفلام التي رآها المرء على مدار عام كامل، لمصلحة لائحة صغيرة من
العناوين التي ستصمد في العقل والاحساس أكثر من سواها. في الأيام
القليلة التي تفصل نهاية العام عن مطلعه، يطالعنا معظم النقاد
باختياراتهم، عساها تعيد بعضاً من الاعتبار الى أفلام لم تنل
فرصتها في الصالات التجارية. "النهار" سألت 50 ناقداً وصحافياً في
مجال السينما (من القارات الخمس) عن فيلمهم المفضل، وجاءت النتيجة
على النحو الآتي: "حياة اديل" (8 أصوات)، "الجمال العظيم" (7
أصوات)، "جاذبية" (5 أصوات).
1 - "حياة
أديل"
في هذا الشريط المقتبس من قصة متسلسلة لجولي مارو، يحملنا عبد
اللطيف كشاش الى حكاية مكبوتة الاحاسيس وتفيض بها في آن واحد: اديل
(اديل اكساركوبولس) مراهقة في طور تكوين هويتها الجنسية واكتشاف
رغباتها. بكاميرا تلحقها "على الدعسة" ولقطات "كلوز أب" بديعة،
يلتقط كشيش بزوغ الرغبة عندها، منذ علاقة جنسية اولى مع شاب الى
ظهور ميلها للفتيات.
هذا كله في اطار بحثها عن وعيها الحسيّ واكتمال انوثتها. تلتقي
أديل من طريق المصادفة بفتاة ذات شعر أزرق (ليا سايدو)، وتتعزز
المعرفة بينهما عندما تلتقيها ثانية في حانة للسحاقيات، والنتيجة:
علاقة غرامية يصوّرها كشيش بتفاصيلها الدرامية والنفسية والشهوانية
والجسدية، ليبلغ في بعض اللقطات جماليات المنحوتات واللوحات
التشكيلية، ولا سيما تلك التي تجمع اديل وايما في فراش الحبّ
واكتشاف الذات والآخر. اديل وايما، كلٌّ منهما تأتي من خلفية
مختلفة عن خلفية الأخرى. اديل تطمح إلى ان تكون مدرّسة، والداها لا
يتقبلان فكرة ان تحب فتاة، في حين ان ايما رسامة ومثقفة، ومن عائلة
منفتحة. اللقاء بينهما صدمة على أكثر من صعيد. يعرف كشيش كيف يؤطر
هذه الدراما الانسانية التي تجرف كل الأفكار المسبقة، كما انه يحسن
التقاط النشوة الجنسية والاكتفاء العاطفي على الاجساد والشفاه.
الصحافة الفرنسية بدت متحمسة جداً تجاه الفيلم، فمنها ما ربطت
النحو الذي صوّر فيه كشيش الوجوه بطريقة جون كاسافيتيس، وبعضها
اعتبرته افضل فيلم راقب المجتمع الفرنسي منذ افلام جان رونوار
وموريس بيالا.
هوفيك حبشيان
2
ـــ "الجمال العظيم"
قرأتُ الكثير والكثير عن تشبع "الجمال العظيم" بروح سينما فيلليني،
الأمر الذي وصل لتأكيد البعض أن خروجه من مهرجان كانّ بلا جوائز
كان سببه هذا التشبع، الذي حرم الفيلم - حسب ما قيل - من أن تكون
له أصالته. من جانبي، وجدت إن هذه المساحة من "التشابه" هي سر
التميز والأصالة. فإذا كان ثمة من يرى أن هناك تشابهاً شكلانياً
بين جمال سورنتينو وروما المقدس فيلليني، فهو تشابه في القدرة على
صوغ عمل كبير، عمل عظيم يأخذ الأنفاس ويسحب المشاهد للأساطير وهو
يشاهد حكاية تجري احداثها في مدينة معاصرة. سورنتينو شبيه
بفيلليني، مخرج ذو طموح شاهق، رغب في صناعة فيلم مبهر حتى لمن يصعب
إرضاؤهم، وكان له ما أراد. لكن بين جماله العظيم وروما فيلليني
تباعد وفارق كبير، هو فارق العقود التي تفصل بينهما وتُشكل علاقة
صانعيهما بالمدينة الساحرة، التي كانت وقت فيلليني مبهرة لامعة
يمكن لعاشق موهوب أن يخلدها في فيلم، فصارت الآن عجوزاً ذات روح
شائخة، خبرت يوماً الجمال العظيم وعاشت على أطلاله عقوداً. روما
سورنتينو وبطله غامبرديلا وجهان لعملة واحدة، عملة اسمها جمال
الأصل وثراء الصورة من جهة، وخواء الروح ووهنها من جهة أخرى. روما
وغامبرديلا لم يعد في الإمكان أن يظلاّ كما كانا طوال العقود
الماضية، فقد وصلا إلى نقطة اللاعودة، فإما أن يجدا طريقهما ويدركا
أن الكمال لن ينوجد طالما شغلت نفسك بالبحث عنه، وإما أن يذهبا إلى
طيّ النسيان، وهو ما لن يكون للمدينة العظيمة طالما كانت قادرة على
توليد أبناء بمهارة باولو سورنتينو.
أحمد شوقي
3
ــ جاذبية
في "جاذبية"، قرر المخرج (المكسيكي الأصل) ألفونسو كوارون أن يبتعد
عن أعماله السابقة وعن اتجاهات حديثة للخيال العلمي ويجرف من حبّـه
لتقديم المختلف عنها جميعاً. المختلف لا يمكن إلا أن يُـقارَن
بفيلمين يعرف هو موقعهما في السينما وتاريخها: "2001: أوديسا
الفضاء" لستانلي كوبريك (1968) و"سولاريس" لأندره تاركوفسكي
(1972). كما الحال في هذين الفيلمين (وأستطيع إضافة "ستوكر"
لتاركوفسكي وإن بحدود) هناك خروج عن التقليدي في ما يعرض من
بصريات. خروج عن الحكاية المؤطرة أيضاً التي يمكن التقاطها من نقطة
حتى لو كانت نصفية ثم العودة بها إلى الوراء أو التقدّم بها إلى
الأمام. هو أيضاً من تلك التي لا ينفع فيها سرد حكايتها لأن
الحكاية ليست شاغله.
لكن "جاذبية" ليس فيلماً رائعاً بلا حدود. نعم بصرياته ومؤثراته
توازي ما خالج مخرجه من رغبة في إنجاز نقلة مختلفة وصارمة في سينما
الخيال العلمي وأفلام الفضاء، لكن الخروج عن الحكاية المؤطرة ليس
الحل الصحيح.
يفتقر "جاذبية" إلى عمق فيلمي تاركوفسكي وكوبريك ودلالاتهما. هذا
وحده يرفع من شأن الفيلمين إلى القمّـة وليس عند فيلم كوارون ما
يكفي ليحتل المنزلة نفسها. هو مجرد جار قريب.
إنه كما لو أن عصر الديجيتال الذي اتاح وجود هذا العمل لم يستطع،
بسبب سيناريو خال من الأبعاد، احتواء جوهر إنساني أو بعد فكري
كافيين.
محمد رضا
اختيارات
النقّاد
-
ستيفان دولورم ("دفاتر السينما" ــ فرنسا): "لينكولن".
-
بشار ابرهيم (مستقل - سوريا/ الامارات): "الجمال العظيم".
-
أحمد شوقي ( مستقل -ـ مصر): "الجمال العظيم".
-
زياد الخزاعي (مستقل - بريطانيا): "حياة اديل".
-
جان فيليب تيسيه ("دفاتر السينما" - فرنسا): "لينكولن".
-
بيتر ترافرس ("رولينغ ستون" - اميركا): "12 سنة عبداً".
-
جو برانس ("أم تي في" - لبنان): "جاذبية".
-
جان سيباستيان شوفان ("دفاتر السينما" - فرنسا): "لينكولن".
-
مجلة "سايت أند ساوند": "فعل القتل".
-
ريتشارد كورليس ("تايم" - الولايات المتحدة): "جاذبية".
-
مجلة "امباير: "جاذبية".
-
اريك كون ("اينديواير" - الولايات المتحدة): "12 سنة عبداً".
-
مجلة "دفاتر السينما": "مجهول البحيرة".
-
تود مكارثي ("ذا هوليوود ريبورتر"): "داخل لوين ديفيس".
-
ديفيد ادلستاين ("فالتشر" - الولايات المتحدة): "هي".
-
دانا ستيفنز ("سلايت" - الولايات المتحدة): "فعل القتل".
-
بلال مرميد ("راديو ميدي 1" - المغرب): "حياة أديل".
-
ارييل شفايتزر ("دفاتر السينما" -ـ فرنسا): "حياة أديل".
-
غوتامان باسكاران ("تايم" الهندية - الهند): "فيلومينا".
-
جاستن تشانغ ("فرايتي" - اميركا): "قبل منتصف الليل".
-
دافيد سبيرانسكي ("كلاب" - فرنسا): "حياة أديل".
-
بيتر برادشو ("ذا غارديان" - بريطانيا): "الجمال العظيم".
-
مارتن برادلي (مستقل - ايرلندا): "الجمال العظيم".
-
موقع روتن تومايتوز: "جاذبية".
-
صحيفة "ذا غارديان" (بريطانيا): "فعل القتل".
-
مايك راين ("هافينغتون بوست" - اميركا): "احتيال أميركي".
-
جوناثان روزنبوم ("جوناثانروزنبوم.كوم): "محطة فروتفايل".
-
ابرهيم العريس ("الحياة" - لبنان): "داخل لوين ديفيس".
كينيث
توران ("لوس انجليس تايمس"): "القبطان فيليبس".
-
ستيفن هولدن ("نيويورك تايمس"): "قبل منتصف الليل".
-
ريتشارد برودي ("ذا نيويوركر" - اميركا): "ذئب وول ستريت".
-
جو ويليامز ("سانت لويس" - الولايات المتحدة): "12 سنة عبداً".
-
روبي كولين ("ذا تلغراف"- الولايات المتحدة): "الجمال العظيم".
-
قيس قاسم (مستقل - العراق/ أسوج): "حياة أديل".
-
خليل حنون ("الجزيرة" - لبنان/ قطر): "الجمال العظيم".
-
فراس الشاروط (مستقل - العراق): "الجمال العظيم".
-
ألين تاشيان ("ميلييت" - تركيا): "برداية".
-
محمد رضا ("الخليج" - لبنان): "روح 45".
-
مجلة "توتال فيلم": "جاذبية".
-
ريتشارد لاوسون ("فانيتي فير" - الولايات المتحدة): "نبراسكا".
-
آن هورنداي ("واشنطن بوست" - اميركا): "12 سنة عبداً".
-
جيم كويلتي ("دايلي ستار" - لبنان/ كندا): "حياة أديل".
-
سعيد المزواري ("سينماك" - المغرب): "ستوكر".
-
عبد الكريم واكريم (مستقل - المغرب): "حياة أديل".
-
مصطفى المسناوي: "داخل لوين دافيس".
-
دوبرافكا لاكيك (صربيا): "ميس فيالنس".
-
سريز هاورد (مستقلة - أوستراليا): "فعل القتل".
-
رامي عبد الرازق ("المصري اليوم" - مصر): "ميس فيالنس".
-
عبد الستار ناجي ("النهار" - الكويت): "هي".
-
هدى ابرهيم ("بروميير" - فرنسا): "حياة أديل".
12
فيلماً
ستجنّن 2014
■ "فرانكوفونيا"
فيلم سوكوروف الجديد الذي التقطت مشاهده في اللوفر. المخرج الروسي
الكبير يعود الى التصوير في متحف للمرة الثانية في حياته، كان
أولها يوم انجز "الفيلق الروسي" في الارميتاج. استعان سوكوروف
بمدير التصوير برونو دلبونيل الذي شكل صورة "أميلي بولان". لا نعرف
الكثير عن الفيلم الذي لا يزال يتكتم عليه المنتجون، لكن الصور
التي خرجت للعلن تظهر شخصيات بملابس كانت دارجة في حقبة الثورة
الفرنسية، مع ان العنوان الفرعي للفيلم واضح: "اللوفر تحت الاحتلال
الألماني". لننتظر ونرَ. من اقوى المرشحين لدخول منافسة كانّ.
■ "الجميلة
والوحش"
استعادة عصرية لرواية غبريال سوزان دو فيلنوف التي سبق ان كانت
مادة لفيلم شهير انجزه جان كوكتو. هذه المرة تُنقل الحكاية بتوقيع
احد أكثر المخرجين اطلاعاً على تاريخ السينما وبطولة ليا سايدو
وفنسان كاسيل. في مقابلة مع مجلة "فرايتي"، قال المخرج كريستوف
غانز، المتواري عن الأنظار منذ عام 2006، إن نسخته هذه ستكون من
وحي أعمال هاياو ميازاكي التي تنطوي على احساس بالسحر، واعداً بأنه
سيطلق العنان لمخيلته لكن من دون نسف الحكاية الاصلية.
■ "نوح"
الدعاية التي ظهرت في نهاية العام الماضي تؤكد ان الفيلم حظي
بموازنة ضخمة وانه سيكون هوليوودياً بامتياز، بالمعنى التجاري
والتوزيعي للكلمة. لكن السؤال الذي يهمّ مواكبي المسار التطوري
لأرونوفسكي: كيف سيجد مخرج "البجعة السوداء" نفسه وسط هذا الكمّ من
المؤثرات البصرية التي من شأنها ان تستعيد اسطورة نوح، الشخصية
المأخوذة من العهد القديم، التي اسندت الى راسل كرو؟ أيجوز لفنان
بدأ بسينما حميمية ان يبيع روحه لمصنع الأحلام؟
■ "بين
النجوم"
كل فيلم جديد لكريستوفر نولان ينتظره الجمهور بلهفة، حتى عندما
يكون محوره مغامرات باتمان المستهلكة، فهو يعرف كيف يطعمه بكآبة
العصر وهواجسه. جديده من نوع علم الخيال الذي طوّر عناصره في فيلمه
"استهلال"، وهو يحكي عن مجموعة من المستكشفين يستعينون بنفق من اجل
بلوغ عالم لم يتم اكتشافه بعد ولتجاوز حدود الغزو الفضائي. المشروع
الذي كان من المفترض ان ينجزه سبيلبرغ وقع في يد نولان.
■ "رجال
التحف"
اقتباس لرواية روبرت ادسل التي ظهرت عام 2009 يروي الاتي: عام
1944، يؤسس الجنرال ايزنهاور وحدة مخصصة لاسترجاع التحف الفنية
التي نهبها النازيون خلال الحرب. وحدة مؤلفة من ستة مديري متاحف
يخاطرون بحياتهم لإنقاذ التراث الثقافي الاوروبي من يد هتلر الذي
كان يرغب في اقتناء اوسع تشكيلة من اللوحات، علماً انه كان ينوي
تدمير الجزء الذي لم يكن يعجبه منها. كلوني شارك في كتابة سيناريو
الفيلم مع غرانت هيسلوف، ويتولى البطولة الى جانب مات دايمون وكايت
بلانشيت. من تشكيلة برلين 2014.
■ "جرسي
بويز"
المخرج الأميركي الكبير كلينت ايستوود يأخذ منعطفاً جديداً في
مساره وهو في منتصف الثمانينات من عمره: الفيلم الميوزيكال. هذه
المرة يقتبس مسرحية قدمت على خشبة برودواي للمرة الاولى عام 2005،
مع ممثلين مسرحيين. اربعة شبان ينحدرون من بيئة فقيرة يؤسسون في
الستينات فرقة "فور سيزنز"، اغانيها ستطرب جيلا كاملا وتؤثر في
وجدان الشعب. تاريخ نزول الفيلم الى الصالات (20 حزيران) يفتح
المجال واسعاً لمشاركة الفيلم في كانّ.
■ "فندق
بودابست الكبير"
بعدما افتتح مهرجان كانّ في دورته ما قبل الاخيرة بفيلمه "مملكة
صعود القمر"، يفتتح وس اندرسون برلين مع فيلم أقل ما يمكن القول
فيه انه مدعاة انتظار. تدور الاحداث في عشرينات القرن الفائت. حارس
ذائع الشهرة يعمل في احد الفنادق الكبرى يتورط في عملية سرقة لوحة
من عصر النهضة. أضف الى ذلك المعركة التي يزج بها حول ثروة عائلية.
هذا كله وأوروبا في طريقها الى الانزلاق نحو الحرب العالمية
الثانية. اندرسون استعان بوجوهه الاعتيادية، من بيل موراي الى اون
ويلسون مروراً بتيلدا سوينتون في كوكتيل سينمائي تشي دعايته بأنه
سيثير الكثير من دموع الفرح.
■ "غريس
موناكو"
اشتهر الفرنسي أوليفييه داهان بأفلمته لسيرة أديت بياف في "لا موم".
مع جديده، يتطرق الى اسطورة أخرى هي غريس كيلي، الأميرة الشقراء
التي توفيت في حادث بعدما كانت احدى ملهمات ألفرد هيتشكوك. ترى كيف
يروي داهان الحياة الاسرية والمهنية لنزيلة موناكو، وخصوصاً ان
تفاصيلها شائكة وقد عبّرت عائلتها عن رأيها غير الايجابي
بالسيناريو المستعان به. الفيلم الذي كان مفترضاً ان تبدأ عروضه
التجارية في نهاية هذا الشهر تم ارجاؤه لأسباب غير معلنة. في غضون
ذلك، أعرب داهان عن امتعاضه من القطع الذي تريد شركة "ميراماكس"
فرضه عليه، قائلاً بأنه "كارثيّ".
■ "أن
نحبّ، أن نسكر، أن نغني"
ألان رينه في الـ92 من العمر، لكن عنوان فيلمه الجديد يشير الى
أننا امام سينمائي شاب لا يزال متعطشاً للحياة والتجريب. صدق من
قال يوماً "لم تشاهدوا شيئاً بعد" (عنوان فيلمه الأخير). طبعاً، من
يغيّر عادته تقل سعادته، لذا لا يزال رينه يعمل مع فريقه المعتاد،
في مقدمهم سابين ازيما واندره دوسولييه. مرة اخرى بعد "قلوب"،
يقتبس مسرحية لألان ايكبرن. الفيلم الذي سيشارك في "برلين 2014"،
يروي انقلاب حياة ثلاثة ازواج رأساً على عقب مع وصول شخصية غامضة
تدعى جورج ريلي.
■ "خطيئة
متأصلة"
مرة ثانية بعد "المعلم"، يستعين بول توماس اندرسون بيواكين فينيكس
مانحاً اياه دور تحرٍّ مدمن مخدرات يتورط في قضية اختفاء احدهم.
الشريط مقتبس من رواية لتوماس بينتشون وتجري الاحداث في لوس انجليس
السبعينات، وقد كشف اندرسون أخيراً عن صورة التقطت خلال التصوير
تظهر فيها سكة طويلة حملتها كاميراه السينمائية، وهو من الذين لا
يزالون يصرون على العمل بالشريط السينمائي وليس بالديجيتال.
اندرسون شبّه عملية اقتباس الفيلم بــ"أن تسرق سيارة والدك وتقوم
بجولة بها".
■ "وداعاً
ايتها اللغة"
اول فيلم بالأبعاد الثلاثة لجان لوك غودار، البالغ الثالثة
والثمانين من العمر، وهو يعد ثالث سينمائي مهماً لجأ الى هذه
التقنية بعد الألمانيين فيرنير هيرتزوغ وفيم فاندرز. ابتكر المعلم
السويسري معدات خاصة تمكّنه من تصوير هذا الفيلم. أما الحكاية بحسب
ما ورد في بعض المصادر، فهي عن زوجين لم يعودا يتكلمان اللغة
نفسها، فيساعدهما كلبهما الجديد في ان يعود التواصل بينهما.
■ "فرسان
الكأس"
بعدما تسارعت وتيرة عمله، بات تيرينس ماليك لا يكفّ عن التصوير.
فيلمه الجديد سيكون جاهزاً هذا الصيف وربما يشارك في كانّ، بعد
سنتين من نيله "السعفة" عن "شجرة الحياة". لا معلومات متوافرة عن
الفيلم، ما عدا انه يجمع (كعادة ماليك) العديد من مشاهير السينما،
في مقدمهم ناتالي بورتمان وكايت بلانشيت وكريستيان بايل، ولا نعرف
اذا كان سيحتفظ بهم في المونتاج النهائي.
الغائبون
ناغيسا أوشيما (1932)
انه الياباني الأشهر عالمياً بعد كوروساوا. فنان غاضب صار رمزاً
للموجة اليابانية الجديدة. عن سينماه القاتمة، قال ذات يوم:
"الموضوع الرئيس الذي يتطرق اليه عملي، هو هذا العالم الذي لا يمكن
ان نعيش فيه من دون ان نتحول أشخاصاً آخرين، حيث الحياة ليست ممكنة
الا اذا اصبحنا غير ما نحن عليه".
كريستيان غازي (1934)
توفيق صالح (1926)
أيضاً...
-
جوان فونتين، ممثلة أميركية (1917).
-
بيتر اوتول، ممثل إيرلندي (1932).
-
ادوار مولينارو، مخرج فرنسي (1928).
-
بول والكر، ممثل أميركي (1973).
-
جورج لوثنر، مخرج فرنسي (1926).
-
انطونيا برد، مخرجة بريطانية (1959).
-
دانيال دوفال، ممثل فرنسي (1944).
-
باتريس شيرو، مخرج فرنسي (1944).
-
حميدو، ممثل مغربي (1935).
-
تد بوست، مخرج أميركي (1918).
-
برناديت لافون، ممثلة فرنسية (1938).
-
دوني دو لاباتوليير، مخرج فرنسي (1921).
-
جيمس غوندولفيني، ممثل أميركي (1961).
-
بيغاس لونا، مخرج اسباني (1946).
حاورنا في 2013...
-
فاتي أكين، مخرج تركي.
-
دانيس تانوفيتش، مخرج بوسني.
-
اليان الراهب، مخرجة لبنانية.
-
فيليب غاريل، مخرج فرنسي.
-
ألبرتو باربيرا، ناقد ايطالي.
-
ايزابيل أوبير، ممثلة فرنسية.
-
انييس ب.، مخرجة فرنسية.
-
مرزاق علواش، مخرج جزائري.
-
فاليريا بروني تيديسكي، ممثلة فرنسية.
-
هينر سليم، مخرج كردي.
-
تيودور بيشتك، مصمم تشيكي.
-
عتيق رحيمي، مخرج أفغاني.
-
جيمس غراي، مخرج أميركي.
-
خليل جريج، مخرج لبناني.
-
جوانا حاجي توما، مخرجة لبنانية.
-
ليلى كيلاني، مخرجة مغربية.
-
بهمان قبادي، مخرج ايراني.
-
نديم تابت، مخرج لبناني.
-
عبدالله الطايع، مخرج مغربي.
النهار اللبنانية في
|
