تم العثور على مخرج لإعطاء إجازة عرض لفيلم «أسرار عائلية» من
إخراج هاني فوزي، عن نص لـ محمد عبد القادر، ويتناول لأوّل مرّة
موضوع المثليين جنسياً، بحيث أعلن رئيس الرقابة أحمد عواض عن أن
هناك بعض التعديلات طُلِبَتْ على الشريط كي يُوافَق على عرضه.
الفيلم يُطرح للعرض خلال أسبوع مع محمد مهران، سلوى أحمد علي،
وبسنت شوقي، وكان المخرج فوزي قد خاض معركة كبيرة لأخذ إذن عرض،
كون السيناريو حاز سابقاً موافقة الرقابة.
نحن مع أنْ تُتاح الفرصة لجميع المبدعين، كتبوا، أخرجوا، أو
مثّلوا، كي يتحرّكوا بحريّة في مجال تقديم ما يُفيد مجتمعهم،
ويواكب الظروف التي تعيشها مصر هذه الأيام، وهي حالة من الفرح
والأمل بقدوم عهد جديد عليهم، ربما لهذا الموضوع أيام أخرى يستغل
فيها مناخ الحرية المُتاح، بينما لماذا لا تكون هناك حملة حالياً
تدعم المناخ الوطني الجامع تأييداً ودعماً للرجال الشرفاء، تماماً
مثلما كان الفنّانون في مراحل مختلفة من حُكم الرئيس جمال عبد
الناصر يخوضون الحملات غناءً وتمثيلاً (أفلام ومسرحيات) وندوات،
بحيث يكون الشعب كلّه على بيّنة من أهميّة الواقع الذي تعيشه
الأمة، وبالتالي حصول حالة من التكاتف لا يستطيع أحد فك تعقيداتها
أو تلاحمها.
جيد أنْ يجد الزعيم شعبه معه ووراءه، ولا يحصل هذا إلا من خلال
الانخراط في «تظاهرات دعم» بالعمل والفعل الفني الذي أثبت أنّه
ناجح جداً، فالذي قام به الفنّانون المصريون من خلال تصريحاتهم،
ووقفاتهم ومواقفهم يُعتبر أنموذجياً وخدم الـ «نعم» التي تسعى
إليها السلطة بشكل كبير.
نعم أحببنا الشريط الإعلاني الدعائي الذي صوّرته المخرجة ساندرا
نشأت، ودعت فيه إلى أوسع مشاركة في الاستفتاء، وهناك حملات أخرى
مناسبٌ جداً التعاطي معها على أنّها تخدم الهدف العام، وهو ثبات
الواقع الذي تأسّس بعد 30 يونيو/ حزيران الماضي، حيث فُتِحَ باب
الأمل على مصراعيه عند المصريين مستبشرين بقائد جديد وُضِعَ في
طريقهم، كي يمشي في مقدّمتهم صوب خلاصهم من شوائب الماضي، وعبء
السلطة الماضية والتعاطي مع الغد على أنّه أهم وأفضل ولا مجال فيه
إلا للعمل الدؤوب على أكثر من صعيد.
نقول ذلك لأنّ الفن أثبت أنّه قادر على توصيل الرسائل بشكل أسرع
وأضمن، ومن خلاله تكون الحملات شاملة، متضامنة، وناجحة، بكل بساطة،
إنّ الفنانين يلعبون دوراً طبيعياً، إنْ نجحوا فيه خدموا البلاد
والعباد وأزاحوا الغمامة عن صدر مصر في ظرف دقيق، مُلحٍّ، ولا
يحتمل أي تردّد.
مثلما صاغ الشعراء أيام عبد الناصر الكلمات ولحّنها كبار الفنانين
ليغنيها «أساطين الغناء« في الستينات وما تلاها، هناك إمكانية لأنْ
يتقدّم كتّاب السيناريو بنصوص مناسبة تلبّي احتياجات ميدانية
مُلحّة يتوجب أنْ تُُفيد القادة الجُدُد في مسعاهم لرسم أجمل صورة
لمصر المستقبل، القريب والبعيد، خصوصاً في مجال الإبداع الفني الذي
تراجع الاهتمام به منذ انطلاق شرارة الثورة في البلاد، التي أسقطت
سريعاً النظام السابق، ثم عندما تدخّل الجيش وأسقط النظام الذي
تلاه، وها هو يستفتي الشعب على خطوته الكبيرة التي تقدِّم الصورة
الواضحة والوطنية لمصر الغد.
إنّ أكثر ما يُثير الحميّة في هذا الواقع هو كون المرحلة لا ترحم،
ولا تأجيل سيكون مريحاً، بل عمل فوري فالاستحقاقات متتابعة، ما بين
انتخاب رئيس للجمهورية بات اسمه محسوماً عند الناس، ومجلس شعب
يُفترض فيه أنْ يكون ممثِّلاً حقيقياً لكل الشرائح الشعبية التي
ناضلت، وفي ذاكرتها كل البؤس الذي عانوه في عقود سابقة من تهميش،
وإفقار، وتجويع، باتت الأمور لا مفر من إعلانها واضحة مباشرة:
دستور جديد ودولة عصرية ترعى مواطنيها وتعوّضهم ما فات من هوان.
فنّانو مصر عليهم أنْ يتحرّكوا فوراً، لكن للأسف هم يتحدّثون أكثر
مما يفعلون. ساعة العمل حانت، ولا مبرّر لأي تردّد عند أي فنّان،
فأمّة العرب لطالما نظرت إلى مصر، نظرة المثل الأعلى للاقتداء بها،
و«إذا مصر بخير.. العرب بخير»، لذا على الفنانين أنْ يلتحموا
بقاعدتهم الشعبية التي حسمت خيارها، وأن يعمل الطرفان - الشعبي
والفني - لخدمة هذا التوجّه وهذا القرار، وبعدها يحين دور التفاصيل.
عروض
«مانديلا»
يمشي على شاشاتنا إلى الحرية مع رديفه الرائع إدريس إلبا
«جاك ريان» ينقذ مانهاتن من تفجير روسي مروِّع بسيارة مفخّخة
نحن في واقع هستيري، مهني من التعاطي مع الجوائز الوافدة من أميركا
مع الـ«غولدن غلوب»، ثم مع ترشيحات «الأوسكار» التي أُعلِنَتْ
الخميس الماضي بانتظار توزيع الجوائز في الثاني من آذار/ مارس
المقبل، أو تلك التي تُمنح في الخارج الغربي عموماً لأفلام أميركية
ضخمة حكمت العام المنصرم 2013 يتقدّمها دون منازع في المستوى نفسه
«12 عاماً من العبودية»، لـ ستيف ماكوين، الذي مهّد له 86 ناقداً
أجنبياً في لويس أنجلوس مجال العبور إلى الأوسكار، لكن هل يكفي هذا
فعلاً، الأيام وحدها كفيلة بحسم هذا الأمر.
وكذلك هي الحال في الأفلام المتوافرة على مواقع خاصة عبر الإنترنت
لتقديم أحدث الإنتاجات في نسخ مقرصنة، أو التي تتم برمجتها على
شاشاتنا، وقد اخترنا منها اثنين:
{ (Mandela: Long Walk to Freedom):
-
إنّه الزعيم العالمي الذي جمع في جنازته كل قادة العالم، جاؤوا
وشاركوا في تشييعه يوم 15 كانون الأول/ ديسمبر المنصرم، وفي الليلة
نفسها شاهدنا الفيلم في الصالة العملاقة لمهرجان دبي السينمائي
العاشر، مع تحية لـ نلسون مانديلا.
هاستن شادويك أخرج شريطاً مؤثّراً وقوياً مدّته 139 دقيقة، باشرت
الصالات الأميركية عرضه في 25 كانون الأول/دذيسمبر المنصرم، ويتحدث
اللغات: الإنكليزية، والإفريقية والـ
(Xhosa)،
عن نص لـ ويليام نيكولسون استناداً إلى سيرة الزعيم مانديلا، حيث
استوقفنا كثيراً الكاستنغ الذي جاء بالممثل إدريس إلبا للعب الدور
الرئيسي، وكان الخيار لـ مونيين لي.
إلبا جسّد الرجل قلباً وقالباً، حتى الصوت كان واحداً، والتأثر
الذي بدا عليه كان رائعاً، واللافت أنّ اختيار ممثّل للأدوار
الثانوية جاء بهذا الاكتشاف لموهبته الفذّة فلم يكن الرجل خائفاً
أو مرتبِكاً من تقمُّص شخصية معروفة جداً عالمياً، بل كان هادئاً،
واثقاً، ولاعباً محترفاً في نقل الشخصية كما يعرفها الناس.
المهارة طالت أيضاً نعومي هاريس في دور ويني ماديغيزيلا التي
أحبّها، ثم تزوّجها، وعندما لمع نجمه في جنوب إفريقيا كمحفّز على
الحرية بدت حاسدة، وبدا ذلك جلياً حين قرّر التواصل سياسياً
وسلمياً مع الرئيس الجنوب إفريقي دوكليرك (غيس دوفيلييه) حيث رغب
من أنصاره وقف المواجهات والعنف، وانتظار محادثات السلام التي أفضت
لاحقاً إلى تسليم السلطة إلى «السود» بقيادة مانديلا، وعندما شعر
بأنّها باتت مزعجة أوقفها بالقوة، وطلّقها.
{ (Jack Ryan: Shadow Recruit):
-
شريط جميل ورائع للإنكليزي الذي يحب شكسبير كثيراً كينيث براناه،
الذي لم يقدّم جديداً فنياً منذ أربع سنوات تقريباً، وها هو يدخل
بازار الأكشن من خلال هذا الشريط الذي صدر في لندن، ويقدّم بطلاً
أميركياً أنقذ مانهاتن من سيّارة مفخّخة أرادت مجموعة روسية
تفجيرها تحت مانهاتن لإسقاطها، عن نص لـ آدم كوراد، وديفيد كوب مع
راسم تفاصيل الشخصيات توم كلانسي، الذي اعتمد أيضاً على فريق رباعي
من الكاستنغ (ديبوراه آكيلا، إيلين كرينغر، لوسنيدا سيزون، وتريسيا
وود) أتى بمجموعة من الممثّلين بدت وكأنّ غيرها لا يمكن أنْ يقوم
بالمهمة إياها، ونقصد: كريس بين في دور جاك ريان، كيفن كوستنر
العائد (ويليام هارير مسؤول المخابرات الأميركية الذي جنّد ريان)
كايرا نايتلي (كاثي حبيبة ريان) وصولاً إلى براناه نفسه، الذي
يجسّد دوراً سلبياً لجاسوس روسي يُدعى فيكتور شيروين يكون مطلوباً
منه تأمين السيّارة التي توضع في مكان حسّاس لإحداث أكبر قدر من
الخسائر في نيويورك.
ريان الذي يبدأ متعاوناً مع الـ
CIA،
ليُسمَّ سريعاً عميلاً بعدما نجح في قتل عملاق أسوق حاول قتله في
فندقه، ثم باتت المواجهة مباشرة، ينجح خلالها أحد رجال فيكتور
بتوصيل سيارة إسعاف مفخّخة إلى المكان المطلوب، وهو ما يعرفه ريان
ويستميت في سبيل الوصول إلى السائق، ويكون بينهما قتال مرير، ثم
يكونان على موعد مع مَنْ يأخذ السيارة، وينجح ريان في قيادتها
وإخراجها من تحت مانهاتن، ودفعها إلى الماء كي نواكب انفجاراً
كبيراً ومُذهِلاً أنقذ حياة الكثير من المواطنين.
أدار التصوير هاريس زامبرلوكوس، وصاغ الموسيقى باتريك دويل، وتولّى
المؤثرات الخاصة والمشهدية: شارني كرافاك، ومات جنسن.
وجه
انطلقت أمس الأحد فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الأقصر للسينما
المصرية والأوروبية والتي تستمر ستة أيام (حتى 25 الجاري).
شريط «فتاة المصنع» لـ محمد خان، سيناريو وسام سليمان وبطولة
ياسمين رئيس، يتبارى في المهرجان، بعدما فاز بجائزتين في مهرجان
دبي السيمائي الأخير.
الفيلم يُعدُّ اكتشافاً حقيقياً للممثلة ياسمين من أب فلسطيني وأم
مصرية، وهي متزوّجة من المخرج هادي الباجوري، والتي يُفترض أنْ
تكون قد ولدت ابنهما الأول، وهي وجه جديد تماماً على الدراما
المصرية كشكل وأداء؛ مع شخصية فتاة عادية تعمل في أحد مصانع
الخياطة، لتقع في غرام مدير المصنع الجديد (هاني عادل) وتتعرّض
جراء ذلك للعديد من المواقف التي تذلّها.
نقد
الأفضل في أميركا
«حياة
آديل» للمخرج التونسي عبد اللطيف كشيش والفائز بالسعفة الذهبية من
مهرجان كان 66 الأخير، منحته الجمعية الوطنية لنقّاد السينما في
أميركا جائزة أفضل فيلم أجنبي شاهدوه في أميركا طوال العام 2013.
الشريط هو أول عمل فرنسي يفوز بالسعفة منذ العام 2008 وهو يتابع
يوميات مراهقتين في الخامسة عشرة من عمرها (آديل إكساتوبولوس، وليا
سيدو) ويوميات العلاقة الجنسية المضطربة بين هاتين الفتاتين.
اللواء اللبنانية في
|