فنانون عالميون يحضرون في مهرجان فوتوميد 2014
بيروت- الجزيرة الوثائقية
أطلق مهرجان "فوتوميد" الفوتوغرافي معارضه للعام 2014، مختارا
العاصمة اللبنانية بيروت مساحة لعروضه.
و"فوتوميد" مهرجان فوتوغرافي يشمل دول ومجتمعات حوض البحر المتوسط،
ويهدف إلى تبادل الخبرات الفنيةو الثقافية بين دول المتوسط"، بحسب
مسؤولته الإعلامية ريتا باسيل التي أضافت أن "المهرجان "حدث غير
مسبوق في تاريخ التصوير الفوتوغرافي في منطقة المتوسط، وقد أقيم في
مدينة ساناري سور مير، جنوبي فرنسا، منذ ثلاث سنوات”.
وأوضحت باسيل أن "ما حفز إقامته هو جان لوك مونتيروسو، المدير
الفني للمهرجان، ومؤسس ومدير الدار الأوروبية للتصوير الفوتوغرافي،
وهو يشكل علامة فارقة في تاريخ التصوير الفوتوغرافي المعاصر”.
نشر "فوتوميد" المعارض بين الأشرفية، والأسواق، والمركز الثقافي
الفرنسي على طريق الشام القديمة، وقرية الصيفي، ومحطة جسر الواطي،
وقدم وجوها معروفة في عالم التصوير مثل الإيطالي نينو ميليوري،
وكشف لأول مرة أعمالا عالمية لم يسبق أن عرضت في اي مكان آخر من
العالم كأعمال كوستا غافراس، وعرض تجارب شبابية محترفة لكن جديدة.
أولى المعارض كانت لميليوري الذي قدم نماذج قليلة من أعماله، في
ثلاثة أقسام، أبرزها مجموعة التقطها الفنان أعقاب الحرب العالمية
الثانية 1948، توثق للحياة الاجتماعية في الجنوب الإيطالي، وكلها
بالأبيض والأسود، ومنها لقطة مميزة للغطاس التي يسعد ميليوري
الحديث عنها كلقطة مميزة.
ميليوري قال ل"الجزيرة دوك" أن "التصوير فن خالد، ولن يتراجع أمام
تركيز الإعلام على عناصر مشهدية أخرى كالفيديو والصور الحركية”.
ولا يخفي ميليوري سعادته "بعرض أعماله في لبنان، فهنا يتعرف على
تجارب فنية لم يسبق له أن التقى بهم، ومشاهدة أعمالهم، وأيضا لكي
يتعرف الآخرون على فنه”.
القسمان الآخران من المعرض ركزا على أشكال مدينية حديثة، وعلى
تصاوير متذوقة متنوعة، تحتل الألوان والأشكال فيها صدارة الصورة،
وتعطيها بريقا خاصا في موضوعات حياتية وفنية ومختلفة.
غافراس وآخرون
في سوق الصاغة، في الأسواق التابعة لسوليدير، عرضت مجموعة
للسينمائي اليوناني كوستا غافراس. هي المرة الأولى التي يكشف فيها
غافراس عن صوره الفوتوغرافية الكثيرة بالأبيض والأسود والتي لم
يعرف بها بقدر ما عرف بأفلامه السينمائية.
لقطات غافراس ركزت على البورتريه للعديد من أصدقائه، بينهم شخصيات
تنتمي إلى اتجاه يساري واضح أمثال الرئيس التشيلي سيلفادور الليندي،
وريجيس دوبريه الذي رافق تشي غيفارا في حربه في بوليفيا، ولأصدقائه
مثل ايف مونتان، رفيق دربه منذ التزامه في الحزب الشيوعي، تطوع
للتمثيل معه في أحد أفلامه يوم كان في أزمة، وسيمون سينيوريه،
والكاتب والسياسي جورج سمبروم كاتب سيناريو فيلمي "زد" و”الاعتراف”.
تلاحظ باسيل أن الصور تعكس انتماءات غافراس وميوله السياسية
والصداقات التي بقيت معه في معاركه والتزاماته الكثيرة”.
في صالة أخرى قريبة، أقيم معرض اللبناني طوني الحاج، الذي عرض نخبة
من لقطات أخذها بدايات عمله التصويري أوائل الثمانينات حيث سافر
إلى فرنسا، واشتغل مصورا حرا، كما قال.
معروضاته تركزت على بورتريهات لشخصيات لبنانية وعربية وعالمية في
مرحلة الثمانينات.
المعرض الثالث في "أياس" لليوناني ستراتيس فوجياتزيس تركزت على
حياة صيادي السمك، وحرفتهم تعرض صعوبات حياة الصيادين.
فؤاد خوري وشباب
استضافت قرية الصيفي أعمالا للبناني-العالمي فؤاد خوري، الذي جال
حول العالم، لكنه ظل يفضل لبنان كخيار أول لموضوعات صوره.
كما جرى عرض لبعض الشباب المحترفين للتصوير، منها لكاترين كالويدي،
وكارولين تابت لبنانية ولدت في المهجر، تبحث لقطاتها عن الهوية،
والعلاقة مع المدينة.
جوانا اندراوس صورت قصر ليندا سرسق العثماني، وفيه حارس المكان
اسمه أبو آميل الذي لا يعرف لماذا أسمي كذلك، وقد يكون ذلك تعبيرا
عن فقدان الذاكرة البيروتية.
آميل عيسى اتخذ من جسد المرأة معبرا بين الماضي الغابر، والإيمان
بما يجب أن يكون الآتي، وأعمال لغدي سمات يعبر عن عجز الفرد عن
النجاح لا في العمل الجماعي ولا في العمل الفردي في بلد مضطرب.
انيا طرابلسي، من ام نمساوية واب لبناني، يتصارع في ذاتها الانتماء
للبلدين، وتعبر عن ثنائية واضحة في اللقطات.
لارا زنكول اتخذت من فنجان القهوة نموذجا لمعروضاتها لما للفنجان
من مكانة في المجتمع اللبناني.
مازن جنون صور الشاطيء من الشمال للجنوب، هاجسه تناقض بين حب البلد
والغضب للحالة القائمة فيه.
المركز الثقافي الفرنسي
في المركز الثقافي الفرنسي، أقيم معرض للفرنسي غي ماندري الذي صور
لقطات من حوض المتوسط، عكس فيها تفاعلاته الذاتية مع عناصر
متوسطية: البحر، الليمون، والشطآن، وغروب الشمس، وعدة لقطات
لبنانية مثل ملاحات أنفه، وكنيسة البترون، وأعمدة فقرا ومدينة جبيل،
ومعرض ثان لجاك فيليو وفيه تركيز على مدينة مرسيليا، تعبر عن
التفاعل الذاتي مع المشاهد.
المحطة- الجسر الواطي
في قاعة المحطة في الجسرالواطي، آخر معقل ل"فوتوميد" خصص لعروض
الفيديو، وتم اختيار اربعة منها للاسباني ماريو بوفو، ولعلي كزما
عن أثر الحياة المدينية في العالم الصناعي، ولآلان قنطرجيان عن
محلة الدورة البيروتية، والروماني ميهاي غريسو.
يستمر المهرجان حتى السادس عشر من شباط -فبراير المقبل.
الجزيرة الوثائقية في
|