مٌخرجات واعدات على طريق السينما المصرية
عايدة الكاشف : نحاول تشكيل هوية جديدة لكنها قد
تصطدم بالتقليدية
مريم أبوعوف: لدينا آراء متمردة ووعى فنى وطموح بلا
حدود
تحقيق :عبير سرى
برغم ارتباك المشهد السياسي وتأثيره علي الحياة في مصر بشكل عام،
وبعيدا عما تشهده السينما في هذة الفترة من الاقبال الضعيف
والمردود المادي المتردي لكن هناك ظاهرة ايجابية لا يستطيع أحد أن
ينكرها, وهي ظهور العديد من أسماء المخرجات المصريات الشابات
الواعدات على الساحة الفنية اللاتي لم يقتصر دورهن علي تقديم
أفلاما تمر مرور الكرام بل انهن حملن على عاتقهن مسئولية تقديم
افلام تحمل شكلا ورؤية جديدة ومختلفة عن الافلام السينمائية
السائدة وبالفعل استطعن تقديم أفلام مميزة حصدت لمصر العديد من
الجوائز في السينما العربية والعالمية وأحدثت ضجة عالية على
الساحة.
والجدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي أعلن أن أكثر من40% من
الأعمال السينمائية المعروضة كانت من إخراج نساء سواء في مجال
الأفلام التسجيلية أو الروائية ومن هؤلاء المخرجات المتميزات
المخرجة’ ماجي مرجان’ والتي قدمت تجربتها الروائية الطويلة الأولي
في فيلم بعنوان’ عشم’, وهو فيلم متميز وشديد الرهافة والذي صاغت له
السيناريو والحوار بذكاء شديد, وتفاصيل صغيرة مترابطة ورصدت من
خلاله حيوات لشخصيات تنتمي لشرائح اجتماعية مختلفة, ومنهم عاملة
نظافة في حمامات مول كبير وعامل أسانسير, وممرضة وطبيب وزوجة تنتظر
الفرح, وزوجة كل أملها ألا يكون زوجها مريضا, وجميع شخصيات العمل
تعيش علي الأمل أو العشم في غد أفضل أو فرصة أحسن، والفيلم مثل مصر
في العديد من المهرجانات ونال جوائز من مهرجان دبي السينمائي في
دورته قبل الماضية, ومهرجان وهران السينمائي، أيضا المخرجة نادين
خان، والتي أبدعت في إخراجها لفيلم “هرج ومرج”، ليكون ضمن قائمة
الأفلام الروائية الطويلة التي تعتبر مخرجته من مخرجي السينما
المصرية المستقلة، ليكون الفيلم علامة جديدة من علامات السينما من
خلال أحداثه التى تدور فى حول البؤس الذي يعاني منه أغلب الشعب
المصري وشعوب كثيرة أخرى من خلال أبطاله “آيتن عامر ومحمد فراج”.
ونجحت هالة لطفى فى أولى تجاربها الروائية الطويلة “الخروج للنهار”
فى أن تحجز لنفسها مكانا مميزا وسط المخرجات الجدد رغم أن العمل لم
يعرض تجاريا، حيث عرض الفيلم فى العديد من المهرجانات السينمائية،
ونال جائزتى فيبريسكى وأفضل مخرج فى العالم العربى فى مسابقة آفاق
جديدة من مهرجان أبوظبى السينمائى، بالإضافة إلى التانيت البرونزى
فى المسابقة الرسمية لـمهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة الأسد
الذهبى فى المسابقة الرسمية بـمهرجان وهران للفيلم العربى، وجائزة
أفضل فيلم إفريقى من مهرجان السينما الإفريقية فى ميلانو.
وتدور أحداث “الخروج للنهار” حول محنة أسرة فقيرة فى أحد أحياء
القاهرة الشعبية، مكونة من أب قعيد “أحمد لطفى”، وأم ممرضة “سلمى
النجار”، مع ابنة “دنيا ماهر” تواجه مشكلات فى التعبير عن مشاعرها
وأحلامها بعد أن أصبحت فى الثلاثين من عمرها ولم ترتبط بعد ولا
تفعل شيئاً سوى رعاية أب غائب عن العالم.
جاءت المخرجة “أيتن أمين” من أرضية مختلفة تماماً، وتحديداً من
السينما البديلة أو نوعية الأفلام الخارجة عن إطار السوق
السينمائي المتعارف عليه (بعيدة عن الافلام التجارية المكتسحة سوق
السينما المصرية ). لذا نجد فيلمها “فيلا 69″ من نوعية الأفلام
التي لا تنطبق عليها شروط السوق بل يغلب عليه الحرية في صناعته فهي
بالفعل لم تكن مقيدة بالتفكير بطريقة السوق.
الفيلم بطولة خالد ابوالنجا ولبلبة والفنانة الشابة أروي جودة
ويتناول الفيلم موضوعات الحب, والمودة والموت, وتدور أحداثه حول’
حسين’ رجل يعيش في عزلة ببيته, ولكن تأتيه شخصيات من ماضيه لتقتحم
عزلته وتتغير حياته بعد مقابلته شقيقته وابنها سيف.
والجدير بالذكر ان المخرجة ايتن امين نالت عنة جائزة افضل مخرجة
شابة عن الافلام الروائية.
وأخيرًا المخرجة، مريم أبو عوف، التي حازت على أكثر من جائزة عن
أفلامها الروائية والتسجيلية، مثل فيلم “تاكسي”، والتي حصلت عنه
على عدة جوائز، وإخراجها أول مسلسل تليفزيوني “هالة والمستخبي”،
بطولة ليلى علوي، والذي نالت عنه الإشادة من الجمهور والنقاد.
التقت “الاهالى ” ببعض هؤلاء المخرجات سألنا مريم ابو عوف عن مدى
اهمية ازدهار السينما المستقلة على الساحة السينمائية المصرية التى
أكدت ان السينما المصرية سوف تشهد طفرة كبيرة فى وجود السينما
المستقلة لأنها لا تعتمد على الانتاج الضخم ولا تعتمد على شركات
الإنتاج قائلة الأفلام المستقلة تعتمد على الجهود الذاتية مضيفة
أن الأفلام المستقلة سوف تصل إلى العالمية مثلما وصلت الأفلام
المستقلة فى العالم كله إلى مهرجانات عالمية.
وبسؤالها عن اهم اسباب صعود المخرجات الواعدات في هذة الفترة من
وجهة نظرها فقالت ان المخرجات المصريات لديهن آراء متمردة ووعي
فني وطموح سينمائي كبير واضافت ان اهم ما يميز هذا الجيل من
المخرجات هو عدم اقتصار اعمالهن بنمط أفلام معينة فهي لم تتخذ من
هموم ومعاناة النساء موضوعا أثيرًا في أفلامهن بل تناولن موضوعات
ترضي الفن والسوق واضافت ان مثل هذة المميزات تكفي لظهور هذا الجيل
من المخرجات على الساحة الفنية.
وفي لقاء مع المخرجة عايدة الكاشف قالت: الكثير من المخرجات
الشابات حاليا لهن علاقة وطيدة بعالم الانترنت و يحاولن تشكيل هوية
جديدة, هذه المحاولات تصطدم مع التقليديين في البيئة المحيطة بهم،
“واعتقد انه يخلق توترا جميلا يجعل منهن مخرجات متميزات”.
الأهالي المصرية في
|