زوم
الرقابة وافقت.. لماذا يرفض آخرون ويتحرّكون؟!
يرفض آخرون ويتحرّكون؟!
بقلم محمد حجازي
«نداء
عاجل إلى الأمن الوطني، إلى الكنيسة المصرية، وإلى رئيس الجمهورية
يوجد فيلم في الأسواق إسمه «لا مؤاخذة» سوف يدمّر مصر، وسيُحدِث
فتنة طائفية على المدى البعيد بعض عرضه على القنوات الفضائية،
وركّزوا فيه على شخص إسمه محمد حفظي، وإبحثوا عمَّنْ وراءه، أنتم
مُستهدفون الآن، أنقذوا أنفسكم قبل فوات الأوان، هؤلاء المنتجون
سبب فساد مصر.. اللّهم قد بلّغت، اللهم فاشهد».
هذا الكلام كتبه الملحّن عمرو مصطفى على صفحته الخاصة بالفايسبوك،
متناولاً الشريط الذي أخرجه عمرو سلامة، وأنتجه محمد حفظي
السيناريست، الذي تحوّل إلى منتج وأحد أعضاء لجنة السينما المعنية
من قِبل وزير الثقافة محمد صالح عرب ويتقاسم البطولة هاني عادل
(فتاة المصنع) والسورية كندة علوش، والمشكلة هي في النص، الذي
يتناول طفلاً قبطياً يتم نقله من مدرسة دولية إلى أخرى حكومية
ويعيش هاجس عدم الكشف عن دينه، أمام رفاقه المسلمين.
هذا موقف لملحّن، عُرِفَ بإثارته لمعارك ومواجهات في أكثر من
مناسبة، لكنّه يتحدّث عن شريط وافقت عليه الرقابة على المصنّفات،
وافتتح به مهرجان الأقصر السينمائي عروضه مؤخّراً، وسمعنا كلاماً
إيجابياً جداً عنه، لكنّه الآن مثار أخذ ورد، لأنّ هذا الملحن وجد
فيه مُناخاً أرعبه، فشعر بأنّ هناك ترتيباً أو خطة معيّنة تهدف إلى
إيذاء المجتمع المصري من خلال أطفاله، وإيصال مناخ الطائفية إليهم.
لكن هذه ليست المرّة الأولى التي يقدّم فيها فيلم مصري إسلاماً
وأقباطاً معاً ولم يحصل شيء، وربما كان آخر ما واكبناه ما قدّمه
محمود حميدة وليلى علوي وكانا قبطيين في فليم «بحب السينما» لـ
أسامة فوزي (قبطي)، وكان عملاً جريئاً، لكن رد المخرج كان
مُفحِماً: لن تحبّوا دينكم أكثر مني.
وكذلك ما قدّمه عمر الشريف وعادل إمام حيث تبادلا ملابس الدين في
فيلم: حسن ومرقص، وكان فيلماً ناجحاً، حاولا من خلاله تأكيد الوحدة
الوطنية على أساس أنّها ليست هشّة على الإطلاق.
والسؤال هنا كيف توافق الرقابة على عرض فيلم ثم نسمع كلاماً من
أوساط أو جهات أو جمعيات تعترض على الفيلم نفسه؛ هم ملوك أكثر من
الملك، ودائماً هناك تأويل مثلما حصل مع فيلم: «حلاوة روح» الثاني
لـ هيفاء وهبي، بعد «دكان شحاتة» وتعرضه صالاتنا في 27 شباط/فبراير
2014.
الفيلم أحدث انشقاقاً في الرقابة نفسها: «نظراً لزيادة عدد الأفلام
المتردية من إثارة شهوات وغرائز المراهقين، ونظراً لسيطرة بعض
شركات الإنتاج التي تهدف إلى الربح المادي، وإنْ كان على حساب
تدنّي أخلاقيات المجتمع المصري وتدمير شبابه والإخلال باستقراره،
وتلك الشركات التي تسيء إلى المجتمع المصري، وتدمر مكتسبات الثورة
وتهينها بل تسيء إلى الدستور الذي أقرّه الشعب المصري».
هذه مقدّمة بيان أصدره ما سُمِّيَ بـ «الرقباء الأحرار» بخصوص فيلم
«حلاوة الروح» بطولة هيفاء وهبي، وأضافوا: «إنّنا نتبرّأ من مسؤلية
عرض فيلم: حلاوة روح، الذي أجمع غالبية الرقباء على رفض عرض
المقدمة، لمخالفتها للقوانين الرقابية وتضمّنها مشاهد وكلمات
مخالفة للآداب العامة، وخادشة للحياء العام».
وختموا: «إنّ رأي الرقباء ليس الرأي الملزم، إذ إنّ رأي رئيس
الرقابة يتجاوز كل الآراء، ورئيس الرقابة وهو الرأي الوحيد الذي
بإمكانه السماح بالعرض أو المنع لأي مصنّف فني».
أين المشكلة إذن في هذا الوضع.
إنّهم أصحاب الغايات والنوايا والخطط، ومن قال بأنّ الناس لا تميّز
بين الغث والسمين، وبين الصالح والطالح، بل إنّها تعرف العمل الذي
يحمل بذوراً شيطانية، من الذي فيه نوايا طيّبة ورغبة في توجيه
رسالة ما إلى الجمهور العريض.
لا شيء أفضل من معالجة قضايانا الخلافية أو طرحها على بساط
التواصل، وإذا كانت من ملاحظات فلتُعطى، لا أنْ نسمع بمطالب لوقف
فيلم أو منعه لمجرّد أنّه دخل منطقة الخطر، وقال ما لا يُقال في
الأوقات العادية.
أما هيفاء فهي نمط من الفنانين له صورة، وامتداد، ولا ندري ماذا
يريد الرقباء الأحرار، عندما يوافق جهاز الرقابة على عرض فيلمها
«حلاوة روح».. فلنشاهد ثم نناقش.
مارك والبرغ وعلي سليمان ثم كايت وينسليت وجوش برولن
أفغاني ينقذ جندياً أميركياً من عقاب «طالبان» ويسلّمه لرفاقه
أميركية تحمي مطلوباً لجأ إلى منزلها ثم تنتظره 10 سنوات
فيلمان قويان اخترناهما من برمجة الأسبوع.
كلاهما أميركي يعتمد على الرصاص سبيلاً لبلوغ
غاياته؛ الحرب والجريمة، والعقاب والزمن... ثم الإنسان.
{ (Lone Survivor):
-
وزّعته يونيفرسال لـ بيتر بيرغ، مأخوذ عن قصة حقيقة تحمل العنوان
نفسه، وضعها: ماركو لوفيرول وباتريك روبنسون، وتولّى المخرج بيرغ
صياغة السيناريو الذي يقدّم مارك والبرغ لاعباً للشخصية الرئيسية
ماركوس، وفي الوقت نفسه مساهماً في ميزانية الإنتاج (40 مليون
دولار) استعادها إلا مليون واحد في عروضه الأميركية الداخلية حتى
العاشر من كانون الثاني/ يناير الماضي، بعدما صُوِّرَ في نيومكسيكو.
على مدى 121 دقيقة، لم تهدأ المواجهات على الشاشة بإشراف خبيرَيْ
المؤثّرات الخاصة والمشهدية (مع فريقيهما من الاختصاصيين): برونو
فان زيبوك، وفريدي شافيز أوملوس في أحداث تدور في أفغانستان عن
فريق من العسكريين في عملية
(Red Wings)...
ونظراً لانقطاع الاتصال مع غرفة العمليات الرئيسية في قاعدة باغرام
الجوية، اضطرت المجموعة غير المسلّحة جيداً لمواجهة عشرات
المقاتلين من «طالبان» بعد وقت قصير من توقيفهم لراعٍ وولديه مع
قطيعهم من الماعز.
مواجهة دموية وعن قرب مع عشرات المقاتلين، يُقتل في الفترة الأولى
جنديان، ثم يُقتل آخرون بالرصاص مع تحطّم أجسادهم على الصخور وهم
يقعون فوقها من أماكن مرتفعة... وبعد معارك طاحنة لم يبق في
الميدان إلا ماركوس الذي يتحرّك وحيداً حتى يصل إلى منطقة سهلية
خضراء، حيث يوجد نهر، فغطس فيه واستحم لدقائق وعندما خرج من الماء
وجد رجلاً عادياً مع نجله الصغير بانتظاره وقد تحدّث إليه بهدوء
وحنان، واستطاع إقناعه بأنْ يرافقه إلى منزله حيث سيكون في أمان.
الرجل يُدعى محمد جلاب، قام بإبعاد عناصر «طالبان» عن منزله،
ومنعهم من الوصول إلى الجندي الأميركي، وقام بتقديم المساعدة
الطبية لـ ماركوس، الذي حصل على سكين استعمله في استئصال رصاصتين
من رجله.
وكان أحد الجنود وقبل أنْ يسقط نجح بالتحدّث مع قاعدة باغرام من
هاتفه الخاص المفتوح بعدما عجز عن تشغيل جهازه اللاسلكي، وإذا
بطوّافتين تصلان إلى المكان، وتحترق إحداهما بنيران «طالبان»،
فأرسلت القاعدة طوّافة ثالثة، هبطت في القرية المقصودة لاستعادة
ماركوس، وتحصل معركة طاحنة، ينجح خلالها ماركوس في العودة مع رفاقه
بعدما ودّع منقذه جلاب.
تايلور كيتش، إميل ميرش، بن فوتر، علي سليمان (في دور جلاب) إريك
بانا، الكسندر لودفيغ، جيري فيرارا، سامي شيخ، زارين رحيمي.
{ (Labor day):
-
جايسون ريتمان يقدّم شريطاً جميلاً في 11 دقيقة، باشرت الصالات
الأميركية عرضه بدءاً من 31 كانون الثاني/ يناير 2014، بعد تصويره
في شيلبورن - ماساتشوستش.
ريتمان استند إلى رواية لـ جويس مانيارد، واستعان بفريق قوي من
المؤثّرات المشهدية يقوده سكوت. م. دافيتس في رواية سهلة عادية
قصيرة لكنّها مؤثّرة وترصد حالة حب حقيقية قوية بين مجرم مطلوب فار
هو فرانك (جوش برولن) وسيدة جميلة تدعى أديل (كايت وينسليت) تعيش
مع إبنها الفتى الذي احترم وارتاح للرجل، وكان معنياً بالتواصل
معه، والبقاء على تماسٍّ به، وبالتالي فهما قدّما له الحماية
والرعاية، لكنه حين حصل ضغط عسكري للقبض عليه، أبلغها بأنّه سيسلّم
نفسه، لأنّه يريد أنْ يبقى حياً على الأقل يمتلك فرصة طيّبة للعودة
إليها بعد تمضية عقوبة السجن.
عشر سنوات في السجن، ثم يخرج يجد أديل في انتظاره، ويمضيان معاً
كما لو أنّ شيئاً لم يحصل، وكما لو أنّ السنوات التي مرّت كانت
مجرد وقت عبر ككل الأيام، لقد صبرا ونالا ما كانا يريدانه: العيش
معاً.
شارك في التمثيل: توبي ماغواير، ديلان فينيث، غاتلين غريفين، توم
ليبتسكي، مايكا مونرو، وبروك سميث، مع موسيقى مؤثرة صاغها: رالف
كانت.
تكريم
عرض خاص..
مساء غد يطل المخرج اللبناني الراحل مارون بغدادي على شاشة مترو
المدينة من خلال فيلم: نتابع المسيرة، نفذه قبل 34 عاماً (1980)
ومدته 72 دقيقة، من تنظيم نادي لكل الناس.
(We Follow The March)
يقدّم عند السابعة مساء، والدخول مجاني للجميع،
وكان خضع لعملية ترميم وسيكون عرضة هو الأول منذ تنفيذه، ويتناول
في عنوانه عبارة من خطاب للرئيس إلياس سركيس، وبالتالي يستخدمها
للإضاءة على بيروت قبل الحرب التي سببها الاجتياح الإسرائيلي من
خلال لقطات ميدانية لطرفي العاصمة في الأيام العادية والهانئة،
وفيه لقاءات مع شخصيات مختلفة من المجتمع اللبناني.
وكان النادي أحيا في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر المنصرم الذكرى
العشرين لرحيل بغدادي وعرض عدداً من أعماله بينها «نتابع المسيرة».
11
فيلماً لـ شابرول...
تتواصل على شاشة متروبوليس تظاهرة «مرايا وأقنعة» راصدة 11 فيلماً
للمخرج الفرنسي كلود شابرول (توفي في أيلول/ سبتمبر 2010) منها:
الدكتور بوبول، الأقارب، سيرج الجميل، المحقق لافاردان، الجحيم،
المرأة المقطعة إلى نصفين، والختام في الخامس من شباط/ فبراير مع:
الاحتفال، الذي صوّره وأطلقه عام 1995.
شابرول نموذج خاص من المخرجين طغت أحياناً بعض صفاته على نوع
سينماه التي اختلفت حتى عن رفاقه الأقرب فيما سمّي: الموجة الجديدة
في السينما الفرنسية (غودار، تروفو، رينيه).
إصدار
أفلام عرقتنجي..
وقّع المخرج فيليب عرقتنجي مجموعة أفلامه الوثائقية والقصيرة، على
أسطوانة «دي في دي» بعنوان: الأفلام القصيرة والوثائقية، وهي تتضمن:
-
بيروت أحجار وذكريات.
-
حلم الطفل البهلوان.
-
طيران حر.
-
دروب نساء.
-
وادي قاديشا.
-
البوسطة
-
تحت القصف.
-
أرض الإنسان (مقابلة مع غسان تويني).
-
من عيون الأمهات.
إشارة إلى أن آخر أفلام عرقتنجي بعنوان: ميراث، سيعرض على الشاشات
المحلية بدءاً من 27 آذار/ مارس المقبل.
اللواء اللبنانية في
|