وائل عمر:
عالم «فيلا 69» جذبني لإنتاجه
كتب الخبر: هند
موسى
في تجربته الأولى مع الأفلام الطويلة، شارك المنتج وائل عمر عبر
شركته
Middle West Films
مع المنتج محمد حفظي في إنتاج فيلم {فيلا 69}، بعدما أخرج أفلاماً
وثائقية وأنتجها ونال جوائز عدة، وهو ما وجده في {فيلا 69} أيضاً،
إذ احتفت به مهرجانات عربية ونال جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم
عربي في {مهرجان أبو ظبي السينمائي}.
عن هذه التجربة وتعريفه للسينما الجديدة وموقفه من المستقلة، كان
اللقاء التالي معه.
·
لماذا ابتعدت عن الأفلام الوثائقية واتجهت إلى الروائية؟
لم أبتعد ولكن السينما التسجيلية والوثائقية التي تهتم شركتيMiddle
West Films
بتقديمها ستستغرق وقتاً طويلاً ليعتادها الجمهور، رغم كونها أهم
أنواع السينما، لذا اخترت عملاً طويلاً إلى أن تتغير الأوضاع.
·
ما الذي جذبك إلى إنتاج {فيلا 69}؟
وجدت فيه ما يدفعني إلى خوض أولى تجاربي الروائية الطويلة من
خلاله؛ أهمها أنه يتيح إمكانية عرض منتج بديل عن المنتجات المطروحة
في سوق السينما، ويتم تناوله في دور العرض والفضائيات، كذلك أعتبره
ضمن السينما الإنسانية لأنه غير مبني على أحداث، بل على حالة
وشخصية واحدة في مكان معين هو الفيلا، لذا جغرافيا عالم الفيلم
المحدودة إحدى أكثر النقاط التي جذبتني إليه.
·
كيف تقيّم التعاون الأول بينك وبين المخرجة آيتن أمين؟
قابلت آيتن في ملتقى {مهرجان القاهرة السينمائي الدولي} عام 2010،
وكان كل واحد في فريق عمل مختلف، ونتنافس على إحدى جوائزه، وبعد
انتهاء المهرجان بفترة حدثتني وأخبرتني أنها انتهت من كتابة قصة
فيلم مع المؤلفين محمد الحاج ومحمود عزت، وتبحث عن منتج له، ثم
عرضت عليّ فكرته والسيناريو الخاص به، فلمست اختلافه عن غيره من
أعمال كنت أفكر في إنتاجها.
·
ما الذي حمسك للتعاون معها كمخرجة؟
إعجابي بمجهودها في الأعمال التي شاركت في إخراجها، وبرؤيتها
كمخرجة، فتحمست لها وللتجربة التي جمعتني مع فريق العمل والنجمين
خالد أبو النجا ولبلبة، ووجوه جديدة أعتبر نفسي منها، وقد شكل
{فيلا 69} فرصة لندعم بعضنا البعض.
·
لماذا قبلت مشاركة محمد حفظي في إنتاج الفيلم؟
لأننا نملك الأسلوب نفسه وطريقة التفكير نفسها؛ شخصياً أفضل أن
أكون أحد صانعي الميديا، وهي ثقافة جديدة يعمل بها منتجون كثر من
بينهم حفظي الذي يتبعها في مشاريعه الإنتاجية سواء في السينما
والتلفزيون، وفي الموسيقى البديلة التي ينتجها راهناً، بالإضافة
إلى أن كلا منا يهتم بتحسين حال الفن في مصر والشرق الأوسط، ويريد
النهوض به، لذا نطرح بدائل في أفلامنا التي لا نعتبرها سينما
مستقلة بقدر ما هي جديدة.
·
وما وجه الاختلاف بين السينما المستقلة والجديدة؟
المستقلة هي السينما التي لا يوجهها أشخاص أو جهات إنتاج بعينها،
أما الجديدة فلا تخرج عن منظومة الإنتاج والتوزيع والعرض لأنها في
النهاية مجموعة مع بعضها البعض. إنما لا أنكر أن المستقلة حافظت
على السينما المصرية ولكنها لم تستطع النهوض بها.
·
كيف تقيّم احتفاء مهرجان أبو ظبي بالفيلم؟
منذ خوض الإمارات العربية المتحدة، عموماً، المشهد السينمائي
العربي، ومنحها جوائز مادية وعينية لمقدمي الأفلام المستقلة،
ابتكرت مساحة لم تكن موجودة للفيلم المستقل أو التجريبي أو الأفلام
التي لم تجد الترويج الذي يوفر لها جماهيرية؛ فهي تمنح المشروع
أسساً ليثبت حضوره، ويحقق أهدافه، في ما يتعلق بـ {فيلا 69} فقد
منحه مهرجان أبو ظبي الشهرة، إذ عرض إعلاناته على الفضائيات.
·
وما فائدة هذه المهرجانات لصنّاع السينما؟
تحقق فرصاً للتواصل بينهم وتبادل الخبرات والمقارنة بينها
والمنافسة، وبالتالي تشكل مناخاً سينمائياً صحياً ملائماً، وهذا
التواصل تقوم عليه صناعة السينما في بلدان عدة منها هوليوود.
·
حقق {فيلا 69} نجاحاً على المستوى النقدي... برأيك ماذا ينقصه
وغيره من هذه النوعية لتحقيق جماهيرية؟
يتعلق الأمر بمدى الاستمرارية في تقديم هذه النوعية، والدفع بمزيد
منها حتى لو عرضها سيتم على شاشة واحدة، وبالتأكيد الاختلاف
الموجود فيها سيجذب الجمهور لمتابعتها والاطلاع على القصص الجديدة
التي تتناولها، والدليل على ذلك امتلاء دور العرض الثقافية في مصر
بهذه الأفلام، وارتفاع نسبة الإقبال عليها، من بينها المركز
الثقافي الفرنسي وساقية الصاوي.
·
إلامَ تعزو ذلك؟
إلى بناء هذه المواقع جسر تواصل جماهيري مع المتفرج الذي أصبح يعرف
هذه الأفلام ويهتم بمشاهدتها، وأعتقد أنه في المستقبل سيصبح لكل
سينما جمهورها.
·
ومن هو جمهور السينما الجديدة؟
جيل الثورة والثورجية، كذلك الجيل المتعطش لمشاهدة نوعية مختلفة من
السينما، لا سيما إذا كان متابعاً للأعمال التي يتم تقديمها في
الخارج، ويحلم بأن يشاهد مثيلا لها في مصر، وبالتالي سيُقبل عليها
لمجرد كونها مختلفة في البداية على أن يتحسن اختياره لأفلامه
تدريجاً ويشاهدها في ما بعد عن اقتناع، وبالطبع سيحدث ذلك، لكنها
مسألة وقت.
·
هل تستطيع السينما الجديدة منافسة التجارية؟
يتوقف الأمر على كيفية توصيل المنتج للمشاهد؛ إذ اعتدنا في مصر على
أن تكون الدعاية في أكثر الصحف شهرة، مع حملة إعلانية على قنوات
منوعات ذات جماهيرية، أو بمعنى آخر الشبكات الواسعة، خلافاً لما
يحدث في الخارج؛ فالأسلوب الدعائي المتبع مفاده أن يتم تحديد مشاهد
كل عمل، والتوجه إليه بالإعلانات في الوسائل التي يشاهدها، وهذه
النقطة التي تنقص السينما الجديدة لتتمكن من المنافسة، ونحاول مع
شركائنا في التوزيع، كذلك المنتجين وأصحاب دور العرض ليساعدونا على
تحقيقها.
·
وهل تنوي الاستمرار في تقديم هذه الأفلام؟
بالطبع، أتمنى أن تغلب السينما الجديدة التجارية وتصبح هي السائدة،
عندها ستختفي مصطلحات {الجديدة} و{القديمة} و{التجارية} و{المستقلة}.
·
لماذا لا تفكر في إنتاج أفلام مستقلة؟
أكثر ما ينفرني في هذه السينما أنها تقدم أفلام مهرجانات، ولا تحقق
نجاحاً جماهيرياً في السوق، وبالتالي كمنتج لن أغامر بأموالي
ومجهودي فيها. في المقابل، سأدفع بقدراتي في أعمال لها سوق، ومشاهد
مهتم بمتابعة جديدها.
·
وما جديدك؟
ثمة مشاريع سينمائية كثيرة؛ منها فيلم تسجيلي عن مسرحية {مدرسة
المشاغبين} سيعرض في 2015، وآخر لن أصرح به حتى توقيع العقود مع
صنّاعه، يؤدي بطولته نجوم ووجوه الشابة وفنانون لم نشاهدهم منذ
سنوات بعيدة، وسيكون ضمن نوعية السينما الجديدة بين التسجيلية
والروائية أيضاً.
الجريدة الكويتية في
|