بالرغم من أنه أول أعماله السينمائية إلا أنه استطاع إحداث ضجة قبل
وبعد طرح الفيلم في دور العرض، فاتهم بأنه شاذ ويشجع علي انتشار
هذا المرض في مصر، مما يسيء الي سمعة رجال مصر أمام العالم، ولكن
إيمانه بالله وبموهبته جعله يسبح ضد التيار ويصر علي استكمال
العمل، ولم يصرح أو يدافع عن نفسه إلا بعد طرح العمل في دور العرض
لتكون المشاهدة خير دليل.
لذلك تحدثت «الوفد» مع محمد مهران بطل فيلم «أسرار عائلية» وطرحنا
عليه هذه الاتهامات التي لحقت به قبل عرض الفيلم وكيفية مشاركته في
هذا العمل وما خطواته التالية:
·
حدثنا في البداية عن كيف جاءت مشاركتك في الفيلم؟
-
أنا خريج معهد فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 2011، ودائما ما
يكون لدينا الرغبة في العمل، فنذهب الي مكاتب الإنتاج لعمل «كاستنج»
حتي يتعرف علينا المخرجون، وبعد عودتي من المغرب وحصولي علي إحدي
جوائز التمثيل هناك، شاركت في مشروع تخرج أحد الزملاء بالمعهد،
وأثناء البروفة اتصل بي مساعد الأستاذ هاني فوزي وقال لي إن
الأستاذ شاهدني في «كاستنج» ويريد رؤيتي في مكتبه بمدينة نصر وأنه
أمامه ساعة واحدة ويغادر، فذهبت الي هناك بسرعة وقدمت أحد المشاهد
وأعجبوا بأدائي وقالوا لي انهم سوف يقدمون عملا عن المثلية الجنسية
فلم أفهم ماذا تعني الجملة، فشرح لي الأستاذ هاني معناها وماذا
يريد تقديمه خلال العمل، وإعطائي مهلة للتفكير بعدها أعطاني
سيناريو العمل لأتخذ القرار النهائي وقد كان ووافقت علي العمل.
·
بتلك السهولة دون تردد؟!
-
بالطبع لا، أنا ترددت لمجرد سماع أن الفيلم يناقش قضية المثلية
الجنسية ولكن عندما قرأت سيناريو العمل وجدت أن الموضوع يسير في
طرق العلاج وكيفية الخروج من هذه الأزمة وقمت بعرض الأمر علي والدي
بحكم قربه الشديد مني بعد وفاة والدتي، فشجعني بعد اطلاعه علي
السيناريو وكان دافعه في هذا الأمر أنني سأكون قدمت شيئا ذا قيمة
إذا ما قرر أحدهم بعد مشاهدة الفيلم أن يتعالج وأني سآخذ جزءا من
الثواب ومن هنا قررت أن أقنعهم بأدائي كممثل في البداية لأني لم
أكن وقعت عقد العمل وذهبت الي المكتب وقدمت عدة مشاهد من الفيلم
قمت بتوقيع العقد في نفس الجلسة ولكني طلبت منهم وقتا للتحضير
للشخصية لأني لم أكن أفهم معني المثلية الجنسية في البداية.
·
وما كانت تلك التحضيرات؟
-
الأستاذ هاني عرفني علي أحد الأطباء النفسيين مختص في علاج تلك
الحالات فركزت معه علي طريقة كلامهم وحركات جسدهم وهذا ما ركزت
عليه في تقديم الشخصية حتي حركة تمزيق المنديل طوال الفيلم. لم أرد
قضم الأظافر لأنه تقليدي ففكرت في المنديل، وغيرها من الأمور لمدة
شهرين وبعد ذلك بدأنا التصوير.
·
وهل تأثرت بحالة محددة أثناء تلك التحضيرات؟
-
الحقيقة تأثرت بحالة لكنها لم تكن عن الطبيب النفسي بل تعرفت عليها
عن طريق أحد المعارف وهي فتاة مثلية جنسية ذنبها الوحيد في الحياة
أن والدتها تنجب الإناث وجدها من الأب يريد ولد فأثناء فترة حملها
قال لوالدها إنه إذا لم يأت بولد تلك المرة سوف يطرده خارج المنزل
ولكنه كان رجلا مريضا وطريح الفراش وبعد ولادتها قام والدها بالكذب
علي والده وقال له انها ولد وقام بتسميتها بأحد الأسماء التي يمكن
تكون لولد وبنت معا وبعد ثلاث سنوات توفي الجد وظل الأب يعاملها
علي أنها ولد مما جعلها تصل لتلك الحالة.
·
وماذا عن شخصية بطل الفيلم الحقيقية هل جلست معه؟
-
الأستاذ هاني رفض هذا الأمر من البداية لعدم إحراج مشاعره.
·
وما الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
-
الصعوبات كانت في مرحلة التحضير للفيلم من خلال الشكل وطريقة
التقديم أما التصوير فلم يكن صعبا خاصة أني أثناء دراستي في فرنسا
نصحوني بأني طالما معي مفاتيح الشخصية سأقدم أي مشهد يطلب مني،
وهذا ما حدث ولكن أصعب مشهد قابلته كان مشهد مواجهة الأب للابن
ومعرفته بحقيقته، لقد تعبت في ذلك المشهد ومن كثرة الانفعال مرضت
وأصبت بورم في الرقبة.
·
ما أسباب الهجوم الشديد علي الفيلم؟
-
هذه النقطة تركتها للجمهور هو من يحكم عليها، فالرقابة ظلمته وكتبت
13 ملحوظة عن الفيلم ولم يكن به أي شيء مخل بالآداب، ومن الأشياء
التي اعترضت عليها الرقابة مشهد عصير الليمون الذي يبصق فيه البطل
في الكوب انتقاما من المدرس، ومشهد آخر وهو مع المدرس في السرير
اعترضوا علي كادر الكاميرا بدلا من يعرض المشهد من فوق أخذ بالجنب.
·
ألم تقلق من كل هذا الجدل الذي أثير حول أول بطولة لك؟
-
نظرت الي الأمر أن الله سبحانه وتعالي هو من أكرمني بهذا العمل،
وقمت بالاجتهاد في الشخصية لكي يقول الجمهوري أني ممثل جيد، بجانب
أني تعودت منذ دراستي في المعهد أن المخرج هو سيد العمل وحتي عند
العمل مع زملائنا طالما يوجد ثقة بيننا وتوافق علي العمل الذي
نقدمه لا نتحدث في أي أمر لذلك كنت أترك الأمر للمخرج هاني فوزي
ولم أتدخل في أي أمر وأثق فيه.
·
هل خشيت أن يلصق بك وصف أنك شاذ؟
-
يوجد أشخاص كثيرة في الوسط الفني سألوا عني هل أنا شاذ فعلا أم أنا
ممثل جيد، ويوجد كثير من الناس نصحوني بألا أجتهد في الدور لكي لا
تقتنع الناس بأني كذلك، فمن يعرفني سوف يقول إنني ممثل جيد أما
الآخرون فسوف يتساءلون عني وبالتأكيد سوف يوجد من يرد عليهم، وأول
يوم عرض الفيلم نزلت الي سينما وسط البد لأعرف رد فعل الجمهور
فبكيت من تصفيق الناس في مشهد مواجهة الأب وابنه فالجمهور لم يشغل
باله بأني شاذ أم لا بل بالقضية التي أقدمها.
·
لدي تعقيب علي مظهرك منذ مدة وأنت تارك لحيتك وشعرك هل هذا له
علاقة بالابتعاد عن شخصية الفيلم؟
-
لا أبدا، لقد كنت متعاقدا مع المخرج عمرو عرفة في مسلسل «سرايا
عابدين» فطلب مني ترك لحيتي وشعري لأني كنت سأقدم شخصية أخو الخديو
ولكن التصوير تم تأجيله فقمت بالاعتذار عن العمل بعد تعاقدي علي
مسلسل «قلوب» حيث أفكر في الانتشار بشكل جيد في الأعمال الدرامية
مهما كان حجم الدور.
هانى فوزى: الاحتياج وراء طرح أسرار عائلية
كتب - علاء عادل:
أكد المخرج هاني فوزي مخرج فيلم أسرار عائلية أن لجنة التظلمات
أنصفته ولم يحذف من الفيلم مشاهد بل طلب كتم الصوت في لفظ واحد قيل
آنذاك، و3 لقطات تم حذفها كانت تجمع بين الولد والمدرس الخاص به في
السرير بالرغم من أنهما كانا ينامون بعيدين عن بعضهما، وقال:
الرقابة عطلت العمل وأجلت طرحه في دور العرض لأكثر من شهرين وأحب
التأكيد علي أنها لم تكن مشكلة الرقابة مفتعلة بل موقف حقيقي لم
يكن الغرض منه الدعاية للفيلم.
وأضاف: كل من شاهد الفيلم اعتقد أننا افتعلنا مشكلة مع الرقابة،
وذلك لعدم وجود ما يخدش الحياء أو ما يسيء لسمعة مصر مثلما تردد،
ففي النهاية كان يوجد احتياج لطرح الموضوع ومناقشته لتعديل أفكار
المواطن تجاه هذه الطائفة من الناس التي أصبحت موجودة بيننا ولا
أحد ينتبه اليها، ولذلك فم نكن نشجع علي الشذوذ بل بحثنا عن طريقة
لعلاج هذا المرض النفسي، الذي يقع فيه أفراد هم غالبا يكونون ضحايا
مجتمع، فهم موجودون في المجتمع بنسبة كبيرة لكن ليس بالنسب التي
تعلن في الصحف الأجنبية، وأي ادعاءات عن أن الفيلم يسيء لسمعة مصر
ورجالها هو نوع من «الهبل».
وعن رحلة العمل وكيف جاءت فكرته قال: الفيلم كان عبارة عن فكرة عند
المؤلف وكان يتردد في كتابتها وأخذنا كثيرا من الوقت لكي نبدأ في
تنفيذها، ظهرت في 2010 وقررنا البدء في الكتابة نهاية 2011 وبعد 6
أشهر بدأنا رحلة البحث عن منتج يقبل دفع أموال في هذا العمل، ولم
يكن أمرا سهلا حيث إن المنتجين كانوا خائفين وبعد رحلة طويلة من
مكتب الي آخر وجدت الاستاذ إيهاب خليل منتج العمل، والذي اقتنع
بالسيناريو بعد قراءته الأولي فهو طبيب نفسي ولديه خلفية عن هذا
المرض.
وواصل حديثه قائلا: بعد ذلك بدأنا رحلة أخري وهي البحث عن ممثل
يقدم العمل، وعرضت الدور علي 15 ممثلا قبل محمد مهران بطل الفيلم
رفضوا جميعا، وكان منهم ممثلون معروفون لكن الجميع كان خائفا من
الموضوع وشكلهم الاجتماعي بالرغم من أني لم أضع صفات محددة لبطل
العمل غير أن يكون عمره مناسبا للدور.
وأشار «فوزي» الي أن أي فيلم آخر كان سيقابل نفس المشكلات التي
واجهت فيلمه، وأن الأمر لم يكن له علاقة بموضوع الفيلم وأنه يناقش
المثلية الجنسية وهو موضوع جديد علي أنواع الدراما التي نقدمها في
السينما، مؤكدا أنه مازالت «التابوهات» ثابتة في السينما عن الجنس
والسياسة والدين، وقال: بالرغم من كل ذلك أنا راض بالشكل النهائي
الذي خرج فيه الفيلم مع أني أتمني عدم وجود جهاز الرقابة.
ونفي «هاني» ما تردد حول وجود مشهد ينظر فيه «مروان» بطل العمل
لبعض البنات في نهاية الفيلم، وقال: النهاية كانت واضحة وتبعث علي
الأمل ويوجد جملة قيلت علي لسان طبيبه تؤكد أنه تم علاجه، حيث قال
له: إنه مثل من يتسلق جبلا ومن الممكن أن ينزلق أثناء صعوده ولكنه
لن يعود للبداية مرة أخري.
سينما تصدم المشاهد وتعالجه
رحلة "أسرار عائلية" من مقص الرقيب لدور العرض
كتب - علاء عادل:
«أسرار
عائلية» أحد الأفلام التي أثارت جدلا في الآونة الأخيرة لجرأة
موضوعه واقترابه من دنيا المسكوت عنه، في حياتنا اليومية.
لقد حظي الفيلم بسلسلة متواصلة من الانتقادات من الرقابة، وبذل
المخرج جهودا عالية في الخروج به الي حيز التنفيذ خاصة بعد أن رفض
أكثر من 15 ممثلا القيام بدور البطولة.
الوفد المصرية في
|