أصغر فرهادي هادئ دائماً ومتمهل في طرح أفكاره. الفائز بـ"الأوسكار"
و"الدبّ الذهب" عن فيلمه "انفصال نادر وسيمين" (2011) يتكلم عن
سينماه بحذر الشاعر الذي يخاف كشف أسرار كتابة القصيدة. لا يريد أن
يقول الكثير كي لا يتطاير سحر الغموض.
الايرادات الفرنسية لفيلمه السابق الذي اطلقه عالمياً، دعمت فكرة
ان ينجز فيلماً فرنسياً يصوّره في ضواحي باريس. فكان "الماضي"
(2013) الذي أدخله الى حلبة الكبار مع دخوله الأول الى مسابقة
مهرجان كانّ الرحب، بعدما كان الايراني الآخر عباس كيارستمي
احتكرها لسنوات. سعي الفرنسيين الى استقطاب سينمائيين ألمعيين من
الأقطار البعيدة، لا يعود تاريخه الى الأمس. هناك تاريخ طويل في
جلب هؤلاء الذين تحاصرهم ظروف العمل الصعبة في بلدانهم، لأسباب
سياسية أو غيرها. بيد ان فرهادي "منفاه" الفرنسي العابر كان فنيّاً
صرفاً، كما صرّح في لقائنا معه في كانّ أيار الماضي وننشره هنا
لمناسبة انطلاق العروض التجارية لـ"الماضي" بدءاً من اليوم في
الصالات المحلية. لقاء يروي فيه أيضاً بعضاً من تفاصيل عيشه في
العاصمة الفرنسية سنتين متواصلتين كي يصبح مشبعاً بثقافتها
وممتلئاً بروحها قبل أن يقف خلف الكاميرا.
أمام الكاميرا حكايةٌ أخرى: بطلنا رجل ايراني اسمه احمد (علي مصفا)
يعود الى فرنسا بعد أربع سنوات غياب، نزولاً عند طلب زوجته (بيرينيس
بيجو، جائزة أفضل ممثلة) التي هجرها. الهدف من الزيارة: اكمال
اوراق الطلاق. الزوجة، ماري، تعيش في ضواحي باريس، وما إن تطأ قدما
أحمد بيتها، حتى يعلم ان ثمة رجلا جديدا (طاهر رحيم) في حياتها.
وفي حين يطارده الماضي اينما حلّ، يقع احمد في فخّ الحاضر الذي
يعدّ له أكثر من مفاجأة. يصوّر فرهادي ضواحي باريس كأنه يصوّر
ضواحي طهران، مبتعداً من الفيلم السياحي. يضع الحكاية في عمق
التجربة الآدمية، ويحمل سينماه المتعاطفة مع الاضطرابات الانسانية
والغنية بالحوارات الى هاجس التفاصيل. كمراقب بارع، يتطرق فرهادي
الى كيفية تغلغل الذنب الى داخل الانسان ويُسقط الأقنعة عن الوجوه
حالما يدرك ان خلفها وجوهاً تتربص بحيوات الآخرين وتلعب بأقدراهم.
·
ما الذي حملك الى تصوير هذا الفيلم في باريس؟
-
لم يكن هناك قرارٌ مسبق. الحكاية هي التي فرضت عليّ فكرة تصويرها
في باريس. كنتُ أريد أن أروي حكاية هذا الرجل الذي يسافر الى
فرنسا... عندما بدأتُ بإنجاز الفيلم، وجرياً على عادتي، لم أقل في
سريّ "هذه التيمة التي اريد طرحها". تركتُ الأشياء تأتي اليّ. كل
الأجوبة عن الأسئلة التي كنتُ أطرحها على نفسي بعد "انفصال" كانت
موجودة في الحكاية هذه. حتى سؤالك "لماذا في باريس؟"، الجواب عنه
موجودٌ في الحكاية: لم يكن ممكناً أن يقوم أحمد بإجراءات الطلاق
وهو في طهران، كان عليه السفر الى فرنسا. في الحقيقة، كنت كتبتُ
سيناريواً آخر، وكنت حتى في صدد البدء بالتصوير والتحدث مع
الممثلين، عندما، خلال احدى جلسات النقاش، خطرت على بالي قصة
"الماضي"، وأطاح المشروع الذي كنت اتهيأ له. ولما أعلنتُ انني اريد
استبدال فيلم بآخر، سادت لحظة من الصمت المطبق وفوجئ الحاضرون.
·
للمرأة دورٌ حقيقي في هذا الفيلم كما في أفلامك الماضية. ثم، ليس
هناك بطل أوحد...
-
في افلامي، يستطيع المُشاهد ان يتابع الشخصية التي يريدها ويعتبرها
البطل من وجهة نظره الخاصة. هذا يتعلق بمدى حساسيته، فالبعض مثلاً
اعتبر ان الفتاة التي تعمل في المغسلة هي الشخصية الرئيسية.
بالنسبة لي كلهم أساسيون، لا أصنّف شخصياتي. أحاول دائماً ان أقف
على مسافة واحدة منهم جميعاً، وألا أفضّل واحداً على آخر. في
أفلامي، النساء أكثر ميلاً للتغيير فيما الرجال ينحازون الى
الاستقرار. عندما أبني حكاية، احتاج دائماً الى هذا اللقاء بين
التغيير والاستقرار، لذا سترى دائماً أن المرأة هي التي تقود
الحكاية، لأن الذي يغيّر هو الذي يكون في الطليعة.
·
لماذا اخترت ان تجري الأحداث في ضواحي باريس وليس في باريس نفسها؟
-
عندما قررتُ نقل أحداث الفيلم الى خارج ايران، كنت اواجه خطراً
كبيراً وهو أن أقع في فخّ الفيلم السياحي. لذا، مكثتُ فترة في
باريس كي اعتاد على أجوائها. في النهاية، بقيتُ فيها سنتين. بعد
ذلك، أدركتُ انه يجب عليّ كسر هذه الطبقة البصرية الموجودة وان
أذهب مباشرة الى حياة البشر اليومية، وحينها قررتُ التصوير في
الضواحي.
·
واضح ان النظرة التي تلقيها على البيئة الفرنسية نظرة الغريب التي
تستنفر - اذا جاز التعبير - امام ما لم تعتد على رؤيته. لفتتني
مثلاً الكيفية التي استخدمت فيها الشريط الصوتي ووظفته لرفع مستوى
الاحتقان في مشهد المترو. لذا، اعتقد أنك استطعت ان تلتقط كلّ ما
يصعب على المخرج الفرنسي التقاطه كونه لم يعد يرى كل تلك التفاصيل...
-
في هذا النوع من السينما، الصوت أكثر اهمية من الصورة. عندما تسمع
كلّ هذه الأصوات، فهذا يوسّع آفاق مخيلتك. ما إن ترى الصورة حتى
يتراجع المدى الذي تتحرك فيه مخيلتك لتصبح بحجم ما تراه أمامك.
كوني لم أكن أريد موسيقى تصويرية، لجأتُ الى كلّ أنواع الضجيج الذي
نجده في محيطنا. سبق أن قيل لي ان بعض الأشياء قد لا يراها المخرج
الفرنسي لكثرة ما تحولت الى شيء عادي بالنسبة له، ولكن لستُ
متأكداً من ذلك.
·
تستعمل القليل من الموسيقى في أفلامك، أو تجعلها تقتصر على بعض
النوتات هنا وهناك. لكن، هل من قاعدة لديك؟
-
أعتقد أنه في أفلامي موسيقى أكثر مما هي موجودة في أفلام الآخرين،
لكنها موسيقى لا تُعزَف على الأوتار والآلات الموسيقية، بل تصدر من
أمواج البحر او من السكة الحديد. عندما أضع احياناً موسيقى حقيقية
في نهاية الفيلم، ذلك انني أطلب الى المُشاهد ان يخرج من الحالة
الانفعالية التي هو فيها ويعبر الى الحيز المنطقي وأنا أحب أن
ارافقه في هذا العبور على طريقتي. أجد نفسي في كلّ مرة في حاجة الى
جسر موسيقي كي تحصل هذه النقلة.
·
كيف كانت تجربة العيش في باريس لمدة سنتين؟
-
جئت اليها مع زوجتي وابنتيّ. في البداية، كانت تجربة صعبة لهنّ.
هذا الانتقال أرغم زوجتي على التوقف عن العمل. لو لم تقم بهذه
التضحية، لكان صعب عليَّ أن أنجح في اتمام هذا المشروع. يجب ان
تعلم ان في أفلامي هناك دائماً مخرجين: المخرج الذي هو أنا والذي
يعرفه الكلّ، والمخرج الذي لا أحد يعرفه ولا أحد يتحدث عنه وهو
زوجتي. بعد شهر من اقامتنا في باريس، التحقت ابنتاي بالمدرسة والآن
تتحدثان الفرنسية جيداً.
·
هل أنت على إتفاق تامّ معها؟
- (ضحك).
لا، بل تنتقدني كثيراً. وهي قاسية في آرائها.
·
هل ستبقى في باريس؟
-
لا، بعد عرض الفيلم هنا في كانّ، سأعود الى دياري. هناك بعض
المحدودية في ايران، لكن لدينا الكثير من الأشياء التي يمكن المرء
أن يتباهى بها، كالذكريات والتراث، ولا أريد ان تنقطع ابنتاي عنها.
لستُ من الذين يؤمنون بأنه علينا مغادرة البلاد، حين تواجهنا مشكلة
ما...
·
هل وجدت نفسك أكثر حرية وأنت تصوّر هذا الفيلم في فرنسا؟
-
أنا من الذين يؤمنون انه اذا اعتدت العمل في مكان يقيد حريتك ثم
ذهبت للعمل في مكان أكثر حرية، فستظل تعمل كما اعتدت ان تفعله في
مكانك الأول. جزء من تلك المحظورات التي فُرضت علينا على مدار
السنوات في ايران صار منا وفينا إلى درجة لا نعود نلاحظه. أحياناً،
تساعدنا الممنوعات على ان نتجاوز انفسنا ونصبح خلاّقين ونجد حلولنا
الخاصة.
·
في رأيك، بأيّ طريقة أثّرت "محظوراتك" وأنت تنجز هذا الفيلم؟
-
عندما أقول ان المحظورات تعيش في داخلي، أوضح دائماً أنها فيَّ
بشكل غير واعٍ. لو كنت استوعبها وأعيها، لدمرتها.
·
لماذا قررت ان تمنح شخصية الايراني (أحمد) طابعاً ايجابياً أكثر
ممّا هي الحال مع غيرها من الشخصيات، اذ نراها تملك الحلّ لكل شيء
تقريباً...
-
لا ارى أحمد صاحب حلّ. هو فقط يحاول مساعدة الآخرين، لكن، شيئاً
فشيئاً، سيشعر بذنب شديد حيال الماضي الذي يحاول اصلاحه بطريقة او
بأخرى.
·
ما هي المرحلة من صناعة الفيلم تجد فيها متعة أكبر؟
-
الكتابة، لأنها تتيح لي أن أكون موجوداً مع شخصياتي في اطار حميمي
جداً وأن أتجول بينها. هذا أكثر ما أحبه.
·
هل توقظك شخصياتك أحياناً في منتصف الليل؟
-
انه عمل على مدار الساعة. لا يتوقف. حتى عندما ينتهي الفيلم، تظل
الشخصيات معي. أحياناً أسأل نفسي: ماذا يا ترى تفعل شخصيات أفلامي
السابقة وماذا حلّ بها؟ أستطيع أن أقول حتى انه عندما أباشر العمل
على فيلم جديد وادرج فيه شخصيات جديدة، ينتابني شعور بأن شخصيات
أفلامي القديمة غضبت مني واتهمتني بالخيانة.
·
في الفيلم ايضاً مكانٌ للأطفال الذين هم الأبطال الدائمون للسينما
الايرانية...
-
الأطفال يحملون دائماً معهم عنصرين الى الفيلم. الأول هو الانفعال
والثاني الصدقية. عندما تكون الحكاية التي نضعهم فيها عصيبة
والعلاقة بين الشخصيات غير واضحة، وجودهم داخلها يلطف الأجواء
ويظهر التناقض بين نزاهتهم ونفاق مَن يكبرهم سنّاً. الأطفال هم
الوحيدون الذين يعيشون في الحاضر. صغر سنّهم لا يسمح لهم بتراكم
ماضٍ، وعدم امتلاكهم عقلاً حسابياً يحول دون أن يفكروا في
المستقبل. لهذا السبب هم نزهاء وهم أول ضحايا قرارات الكبار. في
"الماضي"، حتى الطفل الذي لم يلد بعد نشعر بأنه سيتأذى جراء كل ما
يحصل. يبدأ هذا عندما تبدأ أمه بالتدخين، ثم عندما تلحق الأذى
بنفسها...
·
ماذا عن خيارك لبيرينيس بيجو لدور ماري؟
-
أول مرة شاهدتها، كان في فيلم "الفنان" في الولايات المتحدة. بسرعة
أدركتُ انها ممثلة موهوبة. النحو الذي مثّلت فيه في "الفنّان" يظهر
مدى ذكائها، لأنها اعادت انتاج ما كان عليه التمثيل في زمن السينما
الصامتة.
·
فيلمك هذا انجزته بزمن أقل مما تطلّب انجاز أفلامك السابقة...
-
النجاح الذي ناله "انفصال" أثقل كاهلي، فإنجاز هذا الفيلم كان
طريقة للتخلص من هذا العبء.
·
اللافت ان لكلٍ حقيقته في الفيلم، وليس هناك حقيقة واحدة...
-
الواقع ليس شيئاً جامداً نحتفظ به في الثلاجة. كل منّا يمكن أن
يكون له حقيقته الخاصة. لا تتوقع أن تكون حقيقتك مطابقة لحقيقة
الآخر. ليس هناك فريق يحتكر الحقيقة. الحقيقة موزعة على الجميع،
انها كسائل، كالأوكسيجين.
Le passé -
يُعرض في "متروبوليس".
hauvick.habechian@annahar.com.lb
برلين 64: دورة الوافدين الجُدد!
برلين ــ ه. ح.
مهرجان برلين يبدأ هذا المساء. انها الدورة الرابعة والستون التي
ستستمر الى السادس عشر من الجاري. أفلام كثيرة بتواقيع شابة في
انتظار الوافدين الى عاصمة الصقيع الألمانية. 20 فيلماً ستتسابق
على جائزة "الدب الذهب" طوال 11 يوماً من المشاهدة الأكولة في
تظاهرة يلتف حولها عشرات الألوف من السينيفيليين. أقسام أخرى تضمّ
ايضاً عدداً غير قليل من العناوين الشيقة التي ينتظرها عشاق الفنّ
السابع على أحرّ من الجمر: 3 أفلام في خانة "خارج المنافسة" و37
فيلماً في قسم "بانوراما" و10 أفلام في عروض الـ"غالا" الخاصة، و6
أفلام ضمن برنامج كلاسيكيات البرليناله المرممة، البرنامج الذي
سيعيد احياء "عيادة الدكتور كاليغاري"، رائعة روبرت فيين. انه
الاحتفال السينمائي المنتظر في شهر شباط من كل عام، يترأس لجنة
تحكيمه هذه المرة كاتب السيناريو الأميركي جيمس شايمس.
الانطلاقة مع "فندق بودابست الكبير" ، إخراج وسّ أندرسون الذي
يحملنا الى أجواء طريفة، ملوّنة، مشبعة بالحركة وملأى بالشخصيات
الغريبة. هذا كله سبق ان صنع عالمه الخاص الذي تجلى في أفلامه
التسعة. في جديده هذا، يستعين اندرسون بالوجوه التي ملأت أفلامه
السابقة مع بعض الوجوه الجديدة: أف موراي ابراهام، ماتيو امالريك،
وليم دافو، جود لو، هارفي كايتل، بيل موراي، أدوارد نورتون، اون
ويلسون، ورالف فاينز الذي يضطلع بدور البطولة. اذاً، سنكون هذا
المساء امام استعراض مشهدي باذخ يأتي بأندرسون الى البرليناله
بعدما كان قد افتتح كانّ في دورته ما قبل الأخيرة، علماً ان الفيلم
تمّ التقاط مشاهده في برلين واستخدم اندرسون ثلاثة أنواع من
القياسات الفوتوغرافية للحصول على نتيجة معينة. تجري أحداث الفيلم
في مطلع العشرينات من القرن الماضي، في جمهورية اسمها زوبروفسكا.
غوستاف، ناطور الفندق الشهير، يتورط في عملية سرقة محورها لوحة
كانت سيدة اسمها "مدام د"، اعطته إياها بعد ليلة غرامية، قبل ان
تُقتل. وها ان ابنها ديمتري صار يطالب بحقه مناشداً بفعل الانتقام.
ليس هذا الفيلم الوحيد الذي صُوِّر في ألمانيا وتحديداً في
ستوديوات بابلسبرغ، بل هناك أيضاً كلٌّ من "الجميلة والوحش"
لكريستوفر غانز و"رجال الآثار" لجورج كلوني، وكلاهما يُعرَض خارج
المسابقة. يقدم غانز استعادة عصرية لرواية غبريال سوزان دو فيلنوف
التي سبق ان كانت مادة لفيلم شهير انجزه جان كوكتو. الفيلم من
بطولة ليا سايدو وفنسان كاسيل. في مقابلة مع مجلة "فرايتي"، قال
غانز، المتوارى عن الأنظار منذ عام 2006، إن نسخته هذه ستكون من
وحي أعمال هاياو ميازاكي التي تنطوي على احساس بالسحر. أما كلوني
فيأتي باقتباس لرواية روبرت ادسل التي ظهرت عام 2009 تقول الآتي:
عام 1944، أسس الجنرال ايزنهاور وحدة مخصصة باسترجاع التحف الفنية
التي نهبها النازيون خلال الحرب. وحدة مؤلفة من ستة مديري متاحف
يخاطرون بحياتهم لإنقاذ التراث الثقافي الأوروبي من يد هتلر الذي
كان يرغب في اقتناء اوسع تشكيلة من اللوحات، علماً انه كان ينوي
تدمير جزء منها.
نصف عدد الذين يشاركون في المسابقة هذه السنة يدخلونها للمرة
الاولى. أسماء جديدة غير معروفة لا من الجمهور العريض ولا من
النقاد يراهن عليها فريق المهرجان بقيادة ديتر كوسليك الذي يرى
فيهم أمل السينما المقبلة. بعيداً من سجادة كانّ الحمراء (ادعت
ادارة برلين دائماً بأنها تملك الأفلام الجيدة، فيما كانّ لديه
السجادة)، والنجوم والباييت والغلامور، يحتضن البرليناله هذه السنة
62 فيلماً ضمن الأقسام كافة سبق لأصحابها إن كانوا في قسم "مواهب
البرليناله"! طبعاً، الى جانب هؤلاء هناك بعض المخضرمين القلائل،
ومنهم ألان رينه، وهو ليس أيّ مخضرم. فالمخرج الفرنسي الكبير صار
في الـ92 من العمر، لكن عنوان فيلمه الجديد "أن نحبّ، أن نسكر، أن
نغنّي"، يشير الى أننا امام سينمائي شاب لا يزال متعطشاً للحياة
والتجريب. صدق من قال يوماً "لم تشاهدوا شيئاً بعد" (عنوان فيلمه
الأخير). طبعاً، من يغيّر عادته تقل سعادته، لذا لا يزال رينه يعمل
مع فريقه المعتاد، في مقدمهم سابين ازيما واندره دوسولييه.
النهار اللبنانية في
|