يخوض المؤلف والمخرج بيتر ميمي تجربة جديدة في فيلم «سعيد كلاكيت»،
في محاولة منه لصناعة اسمه كمخرج سينمائي عبر أعمال تنال استحسان
الجمهور وخالية من مشاهد خارجة حتى لو ضمن السياق الدرامي.
عن «سعيد كلاكيت» وظروف تصويره كان اللقاء التالي معه.
·
حدثنا عن {سعيد كلاكيت}.
الفيلم سيناريو محمد علام وحواره، يتمحور حول عامل كلاكيت لا طموح
له تستغله رموز كبيرة لتحقيق رغباتها بعدما تلمس معاناته من مرض
الانفصام في الشخصية. يشارك في البطولة: عمرو عبد الجليل، علا
غانم، محمد شرف، نضال نجم، ومجموعة من الوجوه الجديدة.
·
لماذا اخترت عامل كلاكيت بطلا لقصتك؟
لأنه يرمز إلى العمال الغلابة الذين يعيشون حياة مادية صعبة مقارنة
بالفنانين وباقي الصانعين في مجال الفن، رغم أن وجودهم ضروري في أي
عمل، ويعرفون معلومات كثيرة عن المشاهد التي صوّرت أو ستصور، لذا
اتخذت من اسمه عنواناً للفيلم.
·
ما الذي دفعك إلى إسناد مهمة القتل إليه وليس إلى المسؤول عن
الأكسسوارات؟
كان من الممكن أن تسير الأحداث هكذا في حال كان هذا العامل شخصاً
طبيعياً، ولكن مرضه يوحي للأشخاص المحيطين به بسهولة استغلاله من
دون أن تنكشف حقيقة الأمر، حتى وإن اعترف بجريمته فسيعامل على أنه
مريض، ولن تُعتمد أقواله، وإذا اعتمدت فسيدخل مستشفى أمراض عقلية
وليس السجن.
·
أمور كثيرة غير واضحة للمشاهد منها حقيقة زواج الشخصية التي تجسدها
علا غانم من الشخصية التي يجسدها عبد الجليل.
طبيعة القصة نفسها تعتمد على الغموض والتشويق. في النهاية، يتضح
للمتفرج أنها بالفعل زوجته عندما أعطت الضابط وثيقة زواجهما، ويرجع
بكاؤها إلى حزنها على سوء حالته المرضية التي تجعله يتخيل وقائع
وأشخاصاً غير موجودين. وقد تكون حالة الارتباك لدى المشاهد أتت من
نظرة عبد الجليل إليها، منذ بداية الفيلم، على أنها امرأة لعوب،
لذا يمكن للجمهور متابعته مرة ثانية ليفهم جوانب الشخصيات، وتسلسل
الأحداث.
·
ماذا عن الإفيهات التي يطلقها عبد الجليل ضمن الأحداث؟
كانت جميعها من لمساته، ولم أتدخل في وضعها؛ إذ اتفقنا معه على
تحديد مواقع الضحك وتركنا له مساحتها، لأننا لن نصل بخيالنا إلى
مستوى الألفاظ أو الجمل التي تستدعي ضحك المشاهد، هذا في الجانب
الكوميدي فقط، أما باقي المشاهد الدرامية فكانت بالمشاركة بيننا.
·
وما أصعب المشاهد التي واجهتها في الفيلم؟
رغم الظروف المحيطة بنا وعدم الاستقرار الأمني في البلد، فإنني لم
أعانِ أثناء تصوير أي مشهد، يرجع ذلك إلى كون فريق العمل يتألف من
محترفين يجيدون عملهم، ثم استغرقت تحضيرات الفيلم شهراً ونصف
الشهر، ما يسّر التصوير الذي استغرق شهراً.
·
كيف اخترت فريق العمل؟
بالاتفاق بيني وبين شركة الإنتاج وعمرو عبد الجليل؛ إذ عقدنا جلسات
عمل اقترحنا فيها أسماء النجوم للمشاركة في الفيلم، إلى أن
استقرينا على الشكل النهائي.
·
هل وجدت صعوبة في التعامل مع ممثلين جدد؟
لا، لأنهم، في غالبيتهم، كانت لهم تجارب درامية سابقة، مثل سارة
سلامة، لذا كان من السهل توجيههم لتجسيد شخصياتهم، والدليل اقتناع
الجمهور بهم وبقدراتهم التمثيلية.
·
كيف تقيّم منافسة {سعيد كلاكيت} للأفلام المطروحة في موسم نصف
العام؟
لا أهتم بهذه الأمور الإنتاجية لأنني لا أفهم الطريقة التي يعتمدها
المنتجون والموزعون لتحديد الموعد الملائم لطرح الأفلام، لكنني
أراها ظاهرة صحية، ويجب الدفع بأعمال كثيرة من دون التحجج بظروف
البلد السيئة، وعلينا أن نكف عن الحديث في السياسة والتظاهرات،
وليعمل كل فرد في مجاله ونرسم مستقبلنا.
·
وتجربتك الإخراجية الثانية؟
سعيد بها للغاية، لا سيما أنني تعاونت مع فنانين أصحاب موهبة
متميزة، يعرفون كيفية تجسيد أدوارهم بحرفية لافتة، والحمد لله
كانوا راضين عن نتيجة الفيلم النهائية.
·
لكن دور علا غانم محدود وصغير.
صحيح، إلا أنه مؤثر في مجرى الأحداث؛ فهي التي تكشف الحقيقة في
النهاية، وتؤكد مرض عامل الكلاكيت بالانفصام، وتنفي وقائع كثيرة
يعتقد أنها حدثت. قبول علا للدور يعني أنها ممثلة محترمة لا تحسب
دورها بعدد المشاهد، إنما بمدى ارتباطه بالأحداث، كذلك الحال
بالنسبة إلى أحمد فؤاد سليم الذي قبل المشاركة في مشهد واحد، لكنه
مؤثر أيضاً، وإذا حذف لا يمكن متابعة العمل، فهو جزء رئيس في تتابع
الدراما.
·
كيف تردّ على تحفظ البعض على رسالة {سعيد كلاكيت}؟
أؤكد أن رسالته واضحة وهي دعوة الجميع لأن يشغلوا عقلهم، ويعتمدوا
على التفكير في الأحداث اللاحقة وربطها بالسابقة؛ فالفيلم اجتماعي
تشويقي، لا نناقش فيه أحداثاً سياسية، ولا يشتمل مشاهد خارجة، حتى
الرقابة أجازته من دون إبداء ملاحظات عليه.
·
وهل تعمدت خلوّه من مشاهد إباحية؟
بالطبع؛ أرفض تقديم هذه النوعية من المشاهد، مهما كانت المبررات،
حتى لو تطلبها السياق الدرامي، فنحن من يُسخّر ويصنع الدراما وليس
العكس.
·
{سعيد
كلاكيت} هو ثاني تجربة إخراجية لقصة من تأليفك بعدما كتبت وأخرجت {سبوبة}
أيضاً... هل ستعتاد هذا الأسلوب؟
حسب ظروف كل عمل، وبالطبع إذا عُرضت عليّ قصة جيدة سأقبل إخراجها،
أو إذا كانت لدي فكرة فيلم أطرحها على سيناريست يكتبها، وهكذا.
·
هل تنوي الاستمرار كمخرج سينمائي؟
بالطبع، لأن السينما فن عظيم، يختلف عن الدراما التلفزيونية. أقوى
المسلسلات قد تُعرض مرات عدة، في حين الأفلام تُعرض باستمرار لذا
تضمن لصانعيها حضوراً دائماً.
الجريدة الكويتية في
|