التونسية فاطمة ناصر:
لا يوجد سينما مستقلة في مصر.. وما يحدث سرقة
لأحلام الشباب
كتب: حاتم سعيد
قالت الفنانة التونسية، فاطمة ناصر، إنها لا ترى أي تواجد حقيقي
للسينما المستقلة في مصر، رغم أن هناك أفلامًا تنتج تحت اسم
السينما المستقلة، معتبرة أن السينما المصرية اكتفت باستنساخ
السينما الأمريكية، وتركيزها دائمًا على الميلودراما، ولذلك لا
تستقطب المهرجانات العالمية.
وأضافت «ناصر»، في حوار لها مع «المصري اليوم»، أن السينما
التونسية فرصها أفضل في أوروبا، خاصة أنها تتواجد في مهرجانات
دولية عديدة سواء في فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا، وهذا يعود إلى
أن الأفلام التونسية تشبه كثيرًا الأفلام الأوروبية، وأقرب إلى
المشاهد الأوروبي، سواء في الموضوع أو الشكل، وإلى نص الحوار..
■
بما تفسرين عدم انتشارك جماهيريًا رغم تواجدك في مصر منذ عام 2007؟
- في الحقيقة لا أجد ردًا مناسبًا لهذا السؤال، خاصة أنني لا أفضل
استخدام مصطلح الحظ في إجاباتي، حتى وإن كان الحظ له دور بالفعل في
مشوار بعض الفنانين والفنانات، وكل ما أستطيع قوله، إن الوقت قد
يكون لم يحن بعد لانتشاري جماهيريًا، لكن أعتقد أن المشكلة
الرئيسية تكمن في أن معظم مشاركاتي كانت في أعمال تم تأجيلها،
وعرضها فيما بعد في وقت غير مناسب، مثل مسلسل «عابد كرمان» الذي تم
تأجيله عام كامل، ثم تم عرضه في موعد غير مناسب، وبالطبع هذا يؤثر
على مسيرة الفنان خاصة إذا كان في بدايته، ومن الغريب أن أول
أفلامي وهو «على الهوا»، شارك في مهرجان القاهرة عام 2007، وكان
مرشح لتحقيق نجاح، لكن للأسف تعرض لانتقادات شديدة خلال المهرجان،
ولم يأخذ نصيبه من العرض السينمائي وتم عرضه مباشرة في القنوات
الفضائية، أضف إلى ذلك أنني مقصرة تجاه الصحافة والإعلام، وهذا
بالطبع عامل آخر.
■
وما الأعمال التي شاركت فيها منذ حضورك إلى مصر؟
- شاركت في أفلام «على الهوا»، و«أسد وأربع قطط»، و«إحكي يا
شهرزاد»، ثم توقفت فترة بدون عمل لتواجدي خارج مصر، ثم قدمت
«الهروب من الغرب»، لكن المسلسل لم يحظ بمشاهدة جيدة، ثم شاركت في
إحدى حلقات مسلسل «أبواب الخوف»، ثم شاركت في بطولة «عابد كرمان»،
ثم «الصفعة»، وفيلم «الوتر»، الذي تم تصويره على مدار عامين وتم
طرحه في وقت سيئ للغاية، ثم مشاركتي كضيفة شرف في «شربات لوز»،
وأخيرًا مسلسل «المنتقم».
■
أي الأعمال السابقة يمكن أن نطلق عليها بطاقة تعارف بينك وبين
الجمهور المصري؟
- مسلسل «المنتقم» بالتأكيد، وذلك لعدة أسباب، أولًا أنه انتاج «MBC»،
ثانيًا عرضه أكثر من مرة على أكثر من قناة، ثالثًا الدعاية المكثفة
للعمل التي صاحبت التصوير، أضف إلى ذلك فكرة الـ120 حلقة التي كانت
جديدة على الجمهور المصري والعربي، مساحة دوري الجيدة.
■
هل كان لك مشاركات فنية في تونس قبل الحضور إلى مصر؟
- شاركت في مسلسلي «مكتوب» و«عقود الغضب»، وعرض عليّا أكثر من عمل
خلال العام الماضي، لكن الدراما في تونس لا تشجعني على خوض
مسسلسلات، وأفضل عليها السينما التونسية.
■ هل
السينما في تونس أفضل من الدراما التليفزيونية؟
- لا أستطيع أن أنكر وجود طفرة في الدراما التونسية خلال العامين
الماضيين، لكنها تظل محاولات متواضعة مقارنة بما يحدث في العالم
على المستوى الفني، أما بالنظر إلى السينما التونسية نجد أن فرصها
أفضل في أوروبا، خاصة أنها تتواجد في مهرجانات دولية عديدة سواء في
فرنسا أو إيطاليا أو ألمانيا، وهذا يعود إلى أن الأفلام التونسية
تشبه كثيرًا الأفلام الأوروبية، وأقرب إلى المشاهد الأوروبي، سواء
في الموضوع أو الشكل، ولذلك تجد طريقها للجمهور هناك بسهولة، لأن
المواضيع التي تناقشها تشبه كثيرًا المواضيع نفسها التي تناقشها
الأفلام الأوروبية، كما كلاهما يهتم بالشقين البصري والتقني، أضف
إلى ذلك أن الأفلام التونسية عادة ما تكون إنتاج مشترك بين بعض
الهيئات الأوروبية وجهات إنتاج تونسية، وهو ما يساعد القنوات
الفضائية الغربية على شراء تلك الأفلام، ويجب أن نتذكر جيدًا أن
مشاهد شمال أفريقيا يمثل نسبة غير ضئيلة من الجمهور في أوروبا.
■
وما الفرق بين السينما المصرية والتونسية من وجهة نظرك؟
- السينما المصرية اكتفت باستنساخ السينما الأمريكية، وتركيزها
دائمًا على الميلودراما، ولذلك لا تستقطب المهرجانات، لأن التركيز
ينصب على الأحداث والحوار وليس الصورة، ولذلك تجد أن السينمائيون
المصريون الذين نجحوا في التواجد على الساحة الأوروبية قليلون
جدًا، مثل يوسف شاهين، ويسري نصرالله، وأسماء بكري، وأعتقد أن هذا
يعود إلى ثقافتهم الفرانكوفونية، وهو ما ساعدهم على تطوير علاقاتهم
بالمملوين الفرنسيين، لتقارب أفكارهم مع الفكر الغربي، واهتمامهم
بالتقنية البصرية، حتى أن طريقة عملهم أقرب إلى الطريقة الأوروبية،
إلا أن كل ما سبق لا يمنع وجود محاولات ناجحة مؤخرًا مثل أفلام
إبراهيم البطوط، ومحمد دياب.
■
ما رأيك في تواجد عدد من الفنانات التونسيات في مصر مثل هند صبري
ودرة وفريـال يوسف وسناء يوسف؟
- أرى أن هذه نقطة صحية جدًا، وأعتقد أن كل منا يبحث عن فرصته من
خلال ظروف وأسباب وأهداف مختلفة، ووكل منا فيما بعد اختار الطريق
الذي يسير فيه، فمثلًا «هند» حضرت إلى مصر لتقوم ببطولة فيلم، وعلى
هذا الأساس تم ترشيحها فيما بعد لأعمال هامة، و«درة» حضرت إلى مصر
وبدأت مشوارها خطوة خطوة، إلى أن أصبح لها اسمًا، وفي المقابل نجد
أن هناك أسماء أخرى مثل سناء يوسف لديها موهبة كبيرة، ومعروفة في
تونس ولها بطولات سينمائية وتليفزونية هناك، إلا أنها لم تأخذ
فرصتها رغم تواجدها في مصر منذ عام 2006، إلا مؤخرًا بعد عملها مع
عادل إمام، ولو لم تعمل مع «إمام» لكانت تبحث عن فرصة حتى الآن.
■ وما
تفسيرك لعدم معرفة الجمهور المصري على الفنانات التونسيات رغم أن
لهن أعمال هناك؟
- المشكلة الحقيقية أن الأعمال الفنية في تونس قليلة جدًا، سواء
الأفلام أو المسلسلات، لدرجة أن المشاهد التونسي كان لا يجد في بعض
السنوات سوى مسلسلين فقط طوال العام ليتابعهما، ولم يكن لدينا قبل
الثورة سوى 3 قنوات فقط، لكن الوضع تحسن قليلًا بعد الثورة، وتم
افتتاح بعض القنوات مؤخرًا، وأصبح هناك حاجة لأعمال تعرض، أما فيما
يخص السينما فلا يوجد هناك صناعة كما يحدث في مصر، مثل التوزيع
والتسويق وما شابه، لأن كل الأفلام مدعومة من وزارة الثقافة أو
مدعومة بتمويل فرنسي، ليتم عرضها في المهرجانات الدولية ثم تطرح في
دور العرض القليلة جدًا والتي تحتاج إلى تجديد وتكنولوجيا حديثة،
■ من
الفنانات أو الفنانين المصريين الذي شاركت معهم في أعمال وشعرت أنك
استفدت بالفعل؟
- يسري نصرالله في «إحكي يا شهرزاد» بالطبع على رأس القامئة،
وأتمنى أن يجمعني به عمل آخر، كما أنني سعدت بتعاوني مع أحمد
السعدني وعمرو يوسف في «المنتقم»، لأنها كانت تجربة جيدة جدًا.
■
هل تشعرين بالقلق نتيجة تأثر السينما المصرية سلبًا بالأحداث
الجارية وهو ما قد يؤجل انتشارك فنيًا لندرة الأعمال؟
- هناك أكثر من اتفاق خلال الفترة الجارية على أكثر من عمل، لكنني
لا أعرف مصير أي منها، وأنا بشكل شخصي أفضل السينما المستقلة
والقصيرة وأحب التعامل مع الممثلين الجدد نتيجة للحماس الذين
يعملون به، وتقبلهم لكل ما هو جديد، وانفتاحهم أكثر على التجار
بالعالمية، وللعلم أول فيلم شاركت فيه في مصر كان قصيرًا بعنوان
«الإعلانات»، مع عمرو سلامة وأحمد فهمي، وكانت تجربة لطيفة جدًا،
كما أنني شاركت في تونس في أفلام قصيرة أيضًا، وأنا أفضل الأعمال
غير المبنية على نجم واحد فقط.
■
وما رأيك في السينما المستقلة في مصر بما أنك شاركت في أفلام
مستقلة من قبل؟
- لا أرى تواجدًا حقيقيًا للسينما المستقلة في مصر، رغم أن هناك
أفلامًا تنتج تحت اسم السينما المستقلة، إلا أن الأخيرة تفتقد
للعناصر الأساسية لها، خاصة أن الأفلام المستقلة المصرية يقف خلفها
مؤسسات كبيرة بتمويل مصري، إضافة إلى تمويل أجنبي، والمشكلة أن
هناك كتاب سيناريو ومخرجون في مقتبل العمر لديهم طموح لتحقيق
أحلامهم بخروج مشاريعهم إلى النور، لكنهم لا يجدون من يدعمهم سواء
داخليًا أو خارجيًا، لذلك أرى أن المشاريع التي تم انتاجها مؤخرًا
تسرق أحلام من يستحق الفرصة الحقيقية لخوض تجربة الأفلام المستقلة،
لذلك أعتبر ذلك سرقة لأحلام هؤلاء الشباب، والأفلام المستقلة يجب
أن تكون ميزانيتها ضئيلة وحاصلة على تمويل أجنبي، وتناقش قضية
هامة، وتشبه عملية ولادة شيء من العدم، وعادة لا يحصل المشاركون في
الفيلم على أجر إلا إذا حقق الفيلم إيرادات في دور العرض أو تم
بيعه لقناة فضائية، ومثل تلك المشاريع تخرج للنور بعد 3 أو 4 سنوات
من العمل المتواصل من كل فريق الفيلم دون الحصول على أجر، وهذا لا
يحدث في مصر، ولا أعتقد أن هناك مخرجًا أو ممثلًا في مصر يمكن أن
يعمل على مشروع دون مقابل، لذلك لا أرى وجودًا للسينما المستقلة في
مصر.
■
لماذا وافقت على الاشتارك في بعض أعمالك بمشاهد قليلة؟
- في الحقيقة لا أعرف، فيلم «بنتين من مصر» على سبيل المثال كنت في
بداية تواجدي في مصر وكلي حماس، لكن لا أعتقد أن أي شخص يتذكر
مشاهدي في الفيلم، لكن في الحقيقة كان محمد أمين سبب حماسي لهذا
العمل لأمنيتي العمل معه، أما مسلسل «شربات لوز» فكان اشتراكي في
العمل كضيفة شرف مجاملة، لكنني لن أجامل أي شخص أو جهة بعد ذلك،
والغريب إن هناك أعمال عرضت عليّ فيما بعد من بطولة أسماء كبيرة
وكان المطلوب أن أشارك كضيف شرف، وكنت متأكدة من نجاح هذه الأعمال
إلا أنني رفضت، لعل آخرها الفيل الأزرق، ويبدو أنني سأكتفي
بالمشاركة كضيف شرف في حال كان الدور مؤثرًا في الأحداث فقط.
■
ما الأعمال الجديدة التي تحضرين لها في مصر حاليًا؟
- بالنسبة لمصر تعاقدت على مسلسل «السيدة الأولى»، وسأبدأ التصوير
نهاية فبراير، أما بالنسبة للسينما فهناك ترشيحات لأكثر من عمل،
لكن لا يوجد تعاقدات حتى الآن، وفي الحقيقة لا أفضل الحديث عن أي
عمل لم أوقعه.
المصري اليوم في
|