"وداعا
طنجة"
أحمد بوغابة / المغرب
لم يفاجئني كل ما دار من نقاش ليلة الإعلان عن نتائج جوائز الدورة
15 للمهرجان الوطني للسينما المغربية المُنعقد بمدينة طنجة. فقد
أشرت في نصوص سابقة، كما في السنوات الماضية، بأنني أنتظر دائما
تلك الردود والشحنات الانفعالية التي أعتبرها ملح العرس. وأجد
فيها، شخصيا، فرجة ممتعة في بهو قاعة السينما أو الساحة المقابلة
لها بعد حفل الاختتام مباشرة. إن الاختلاف حول نتائج لجن التحكيم
هو ليس شئنا مرتبطا بالمغرب بل هو عُرف دولي في جميع المهرجانات
بكل الأقطار، حتى المتقدمة منها. يشارك الجميع في إبداء الرأي حول
الجوائز ويريدونها أن تأتي مطابقة لرغباتهم.
والمثير هو أن يغضب مَنْ هو متأكد "سرا مع نفسه" أن فيلمه دون
المستوى ورديء مقارنة مع الآخرين، ومع ذلك يعتبر نفسه أحق بالجوائز
من غيره. لا يدركون بأن الأمر يتعلق بلجن تجتمع فيها حساسيات
مختلفة، وتشاهد السينما والأفلام برؤية تنطلق من مرجعياتها
الفكرية، واعتمادا على مصادر ثقافتها، فتفرض أحيانا توافقا بين
الأعضاء الذين قد يتحمسون لفيلم بعينه. وتقول القاعدة: إذا غيرتَ
أفراد اللجنة ستتغير بالضرورة نتائجها. ينبغي قبول قانون اللعبة
لمن يشارك فيها مسبقا وليس بعد النتائج، وإلا لا داعي للمشاركة
أصلا. أعتبر النقاش الذي يدور حول نتائج لجن التحكيم بمثابة قياس –
بالنسبة لي – للوعي السينمائي أيضا. وأسعد به حتى ولو انزعجت من
بعضه ومن المجاملات التي تتوزع مجانا تحت يافطة "التشجيع".
الجوائز: في الاختلاف رحمة
فمن بين 22 فيلما طويلا، ارتأت لجنة التحكيم، التي ترأسها الأستاذ
عبد الله ساعف، بمنح جائزتها الكبرى لفيلم "الصوت الخفي" للمخرج
والموسيقي كمال كمال (صاحب فيلم "السيمفونية المغربية" سنة 2005)
الذي أراد أن يحكي جانب من التاريخ الجزائري المغربي المشترك حيث
جمع فيه ممثلين مغاربة وجزائريين، وانتقل فيه بين عرض الأوبرا في
المسرح وتهريب مجموعة من الجزائريين إلى المغرب، جلهم من الصم
والبكم محكوم عليهم بالإعدام، لتكتمل الأوبرا في الهواء الطلق
وتنتقل بينهما، من الداخل إلى الخارج والعكس أيضا في تقابل درامي
بين الماضي العريق والحاضر المعاصر، بين الموت والحياة، بين الحب
والانتقام، على أرض تخفي الموت في طيها ليكون الموت في النهاية في
الأوبرا والحياة معا، بين من يملك قوة التعبير بالصوت الناعم ومن
يفتقده إلا أنه موجود في وجدانه فيخرجه لمواجهة الموت التي لم
ترحمه، فكان الموت أمام الجمهور – في المسرح – وفي صمت مطلق على
صفاء الطبيعة كصفاء الفريق الهارب، ليتبين لنا بأنهم لم يكنوا سوى
"طُعْمٌ" لتحقيق خطة عسكرية تفتح خطا لتمرير السلاح إلى المقاومة
في الجزائر. يتضمن الفيلم أسئلة كثيرة: فنية وإنسانية وثقافية
وسياسية وعسكرية.
أسئلة يجيب عنها المخرج بصراحة تارة من خلال الحوار المباشر، أو
بالصوت الخارجي
(voix-off).
وأحيانا أخرى بالموسيقى الفردية والجماعية، وإحالتنا أيضا إلى ما
تحمله الأوبرا من تشخيص درامي في قالب سينمائي كفلاش باك
(flash bak)
حيث فصل بينهما، في مختلف المستويات، بعدم توظيفه لنفس الممثلين
فيهما معا ليعطي لفيلمه الأبعاد التي يريدها صاحب الفيلم (سنعود
بالتأكيد لقراءة في الفيلم). وقد حصل الفيلم أيضا على جائزة
الموسيقى باعتبارها شخصية أساسية التي وضعها المخرج نفسه، لكونه
موسيقيا في الأصل، كما فاز بجائزة الصوت لسمير بنعبيد وهو أخ
المخرج.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة، فاز بها فيلم "أراي الظلمة" للمخرج
أحمد بايدو، وهو أول فيلم مغربي يتحدث باللغة الحسانية. شبه إجماع
بين الحضور على أن الفيلم لا يستحق هذه الجائزة، من منظور سينمائي
بحث لأنه يعاني من خلل فني كبير، خاصة وأن المخرج نفسه لم يكن
ينتظرها وعبر عنها عند تسلمه لها. كان بالإمكان الاكتفاء بالتنويه
به حسب ما يراه البعض. عادة ما تكون جائزة لجنة التحكيم بمثابة
"نبضة قلب" اجتمعت عليها اللجنة بما يتمتع من خصوصيات إبداعية
واجتهادات فنية.
جائزة السيناريو هي للمخرج جيلالي فرحاتي عن فيلمه "سرير الأسرار"
المقتبس عن رواية للبشير الدامون بنفس العنوان. كما فاز أيضا
بجائزة أفضل تصوير لكمال الدرقاوي. أما جائزة العمل الأول فكانت من
نصيب المخرج محمد أمين بنعمراوي عن فيلمه "وداعا كارمن" الذي حصل
أيضا على جائزة ثاني دور رجالي لممثله سعيد المرسي الذي كان جيدا
فيه. وفي ما يخص جائزة المونتاج فقد ذهبت إلى محمد الكغاط
والتونسية كاهنة عطية اللذين اجتمعا على فيلم "يما" للمخرج والممثل
رشيد الوالي.
فضلت لجنة التحكيم أن تكون جائزة أول دور نسائي جماعية فسلمتها
للممثلات: مرجانة العلوي ولبنى أزبال ونادين لبكي عن دورهن في فيلم
"روك القصبة" للمخرجة ليلى المراكشي. بينما سلمت جائزة لثاني دور
نسائي للممثلة فاطمة الهراندي، المعروفة باسمها الفني "راوية"، عن
دورها في فيلم "فورماطاج" للمخرج مراد الخوضي، لتبقى جائزة أفضل
دور رجالي للممثل حسن بدبدة عن دوره في فيلم "هُمُ الكلاب"، وهذا
الفيلم كان قد رشحه الكثيرون لجوائز أخرى نظرا لاجتهاداته الفنية
في الصوت والصورة والمونتاج كما كان بالإمكان أن يكون هو الفيلم
الفائز بجائزة لجنة التحكيم إلا أنها وصلت إلى نتائجها التي
نقلناها إليكم. وقد نوهت اللجنة بالطفلين: لإيمان نخاض في فيلم
"سارة" لسعيد الناصري و"ديدي ميشون" في فيلم "حمى" لهشام عيوش.
ومن بين 21 فيلما قصيرا مشاركا في المسابقة الرسمية، فقد ارتأت
لجنة التحكيم الخاصة بهذه الأفلام، والتي ترأسها المخرج المغربي
المقيم في إيطاليا عبدو عشوبة، تتويج فيلم "ريكلاج" للمخرجين هشام
الركراكي وإدريس الكايدي بالجائزة الكبرى بينما جائزة التحكيم ذهبت
إلى فيلم "بطاقة بريدية" (كارت بوصطال) للمخرجة محاسن الحشادي.
وأما جائزة السيناريو فقد حصل عليها فيلم "اليد الثالثة" للمخرج
هشام اللاديقي. كما نوهت لجنة الفيلم القصير بفيلمين هما "خلاص"
لعبد الإله زيرات و"كانيس" لرضا مصطفى.
جوائز: بصيغة أخرى
لا أتوقف عادة عند جوائز النقد لأنها معنوية بالدرجة الأولى (جوائز
المهرجان الرسمية مالية) وتُسلم على هامش المهرجان في الوقت الميت.
لكن، سأشير إليها هذه المرة نظرا لما خلقته من نقاش بين مختلف
الفعاليات الحاضرة حيث حملت عدة رسائل، بين مؤيد ومعارض وساخط
ومتفرج أو مستمع فقط لصدى ما يجري في الكواليس، (وما أكثر الكواليس
في المهرجان الوطني، وهي جزء من مكوناته، وليست بالضرورة سلبية كما
قد يعتقد البعض إذ عادة ما يحيل الكثيرون كلمة "الكواليس" إلى كل
ما هو سيئ وسلبي وتطغى عليه النميمة بينما قد تكون مفيدة بنقاشات
ومعلومات وأخبار في السينما وحولها، غنية في تداولها، ومفيدة
بمعرفتها مثل ما هو خارج الإطار في السينما
(hors champ)
الذي يكون أهم مما هو منظور ومرئي بشرط توفر على شروط معرفتها
وكيفية تداولها وتصريفها خاصة بالنسبة للصحفي المهني المحترف).
اقتصرت جائزة النقد، في هذه الدورة، على جمعية واحدة وهي "جمعية
نقاد السينما بالمغرب" التي منحت جائزتها لفيلم "هُمُ الكلاب"
للمخرج هشام العسري، ونوهت بفيلم "وداعا كارمن" لمحمد أمين
بنعمراوي بينما حجبت جائزة الفيلم القصير وهو ما أثار ضجة وتأويلات
تقول بعضها أن قرار لجنة النقد هو تصفية حساب مع رئيس لجنة
الانتقاء للأفلام القصيرة الذي كان هذه السنة هو محمد باكريم
لإثبات عدم كفاءته، وذهبت بعض الأقوال إلى حد اعتبار اختياره كان
يُحابي فيه أصدقاءه، وأن هناك أفلام جيدة أقصاها من المسابقة.
ويقول الكثيرون بأنه مهما كان، ومهما أخطأ، لا ينبغي أن يُواجَه
بنفس الخطأ والسقوط فيه، ويكون ذلك على حساب بعض الأفلام القصيرة
الجيدة والجميلة التي شاركت في المهرجان والتي تستحق جائزة النقد
لموقعها المعنوي خاصة وأن "جمعية نقاد السينما بالمغرب" لا تُقدم
إلا جائزة واحدة للفيلم القصير. لم يتقبل المخرجون الشباب هذا
الموقف السلبي منهم، الذي حكم عليهم جميعا بوضعهم في قفة واحدة،
خاصة المشاركون في المسابقة الرسمية. إلا أن البعض الآخر صفق لقرار
لجنة النقد ووافقها في الشكل والمضمون بدون تحفظ وكأنها – أي
الجمعية – أعادت لهم الاعتبار. وبسبب هذه التداعيات، حاول بعض
المنتمين للجمعية (لا تنتمي إلى الجمعية إلا نسبة قليلة من ممارسي
النقد) التخفيف من حدة الصراع بأنه لم يكن هناك تصفية حساب ما مع
أية جهة، وأن القرار يتحمله أعضاء لجنة التحكيم النقد وحدهم ولا
ينبغي تحميل الجمعة تبعاته حيث تم تداول رأي رئيس الجمعية الذي
يعبر عن عدم اتفاقه على قرار لجنته ومؤكدا في ذات الوقت على حقها
بالنتيجة التي وصلت إليها بحجب جائزة الفيلم القصير.
كان المهرجان، في دورتيْه الأخيرتين، قد سمح بتوزيع جوائز أخرى
للنقد. ففضلا للجمعية السالفة الذكر، كانت هناك أيضا "الجمعية
المغربية للدراسات السينمائية"، التي ماتت في المهد بسبب محمد
باكريم، والتي قدمت جائزتها مرة واحدة فقط ليعود باكريم نفسه بلجنة
أخرى في السنة الماضية تمثل "مجلة" صدر منها عدد واحد فقط عوض
جمعية ما، وهذا الموضوع يتطلب نصا مفصلا سنرجع إليه قريبا لتوضيح
معطيات تاريخية بالدليل والبرهان معززة بالوثائق والأقوال، خاصة
وأن المهتمين بالشأن السينمائي المغربي - خارج حدود البلاد - لهم
نظرة مختلفة عن الواقع بسبب ما روجه محمد باكريم نفسه. فربما كان
سيعود هذه السنة بجمعيته الجديدة التي أسسها مؤخرا... وهكذا دواليك...
وبسبب ما وقع حول الفيلم القصير، سواء التداعيات التي أسفرتها لجنة
انتقاء الأفلام القصيرة أو حجب جائزة النقد عن الفيلم القصير
بالمهرجان الوطني للسينما المغربية، فقد عشنا ما سماه أحد الأصدقاء
بالأشواط الإضافية إذ بعد يومين فقط من اختتام المهرجان فكر بعض
المخرجين الذين لم يشاركوا فيه تنظيم عروض سينمائية بالرباط
واستدعاء أكبر عدد ممكن من المهتمين، وخاصة الذين واكبوا المهرجان،
بغرض تقييم أفلامهم ومقارنتها بما عُرض في طنجة وكأننا لم نخرج من
الأجواء نفسها، بنفس الأحاديث والكلام والمجاملات والكواليس. وأكرر
ما سبق أن كتبته مرارا بكون المهرجان الوطني للسينما المغربية يبقى
الحدث السينمائي الأبرز على الإطلاق في الساحة المغربية ولا تضاهيه
تظاهرة أخرى مهما حاولت لأنه يُكثف السينما المغربية في الزمن
والمكان بين عائلة واحدة. وحين تجتمع الأضداد مع بعضها في مساحة
محددة يحصل الاحتكاك فينتج عناصر جديدة قد لا تكون منتظرة في العلم
نفسه.
"وداعا
طنجة"
أعود إلى عنوان النص وهو "وداعا طنجة" الذي شغلني كثيرا ووضع أمامي
مجموعة من التساؤلات. لقد تضمن العدد الأخير من نشرة المهرجان، في
نهاية فعالياته، والتي نشرت لائحة الجوائز بالعربية والفرنسية -
بتاريخ الأحد 16 فبراير 2014 - فقرة قصيرة بالفرنسية وبعنوان
إسباني
"Adios Tanger"
بمعنى "وداعا طنجة" حيث لم تكن هناك إشارة إلى لقاء بها في السنة
المقبلة بقدر ما بقيت الدعوة مفتوحة للدورة المقبلة وكأنها آخر
دورة تعرفها المدينة السينمائية. وكاتب تلك الفقرة هو محمد باكريم
رغم أنه لم يوقعها حتى يتحمل مسؤوليته فيها. فأنا أعرف أسلوبه من
بين ملايين النصوص حتى ولو حُذف إسمه منها. إن الدعوة لترحيل
المهرجان من طنجة لم تتوقف إلى غاية أمس، ومازال البعض يرددها.
فالعنوان هو إحالة ضمنية لترحيله خاصة وأن كاتب الفقرة كان قد ردد
مع البعض نفس الأسطوانة لكن ب"صوت خفي" لأنه لا يملك الشجاعة
للتعبير عنها علنية كعادته.
فإذا كان قد استعار الصيغة من عنوان فيلم "وداعا كارمن" فتلك مصيبة
أعظم لأن الوداع في كارمن كان نهائيا وقطعيا ولم يلتق بها الطفل في
ما بعد أبدا بعد مغادرتها المغرب حسب ما سمعنا من الصوت الخارجي في
نهاية الفيلم. لكن نحن سنلتقي بالمهرجان الوطني في طنجة، لذا نقول
لتلك المدينة "إلى اللقاء"، نعم "إلى اللقاء" في السنة المقبلة
والسنوات القادمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. والمهرجان
الوطني للسينما المغربية هو حاليا جزء من مكون المدينة ويرفض
الرحيل والترحال. وأريد تذكير البعض من الغافلين الذين هم عن
تفاصيل مهمة ساهون بأنه ليس المرة الأولى التي أنتقد فيها ممارسات
محمد باكريم. فقد انتقدت في السنة الماضية (في نهاية الدورة 14)
عثرة المهرجان حين عرض ما سماه باكريم "فيلم وثائقي" (نكتبها
تجاوزا) عن زيارة المفكر والفيلسوف إدغار موران إلى طنجة قبل
سنتين. يمكنكم العودة إليه في موقع الجزيرة الوثائقية وفي مواقع
أخرى.
وستعرف الدورة المقبلة تحولا جذريا إيجابيا في محتويات المهرجان
حيث ستخضع الأفلام الطويلة بدورها للانتقاء كالأفلام القصيرة
للمشاركة في المسابقة الرسمية، وهو ما أكده المدير العام للمركز
السينمائي المغربي السيد نور الدين الصايل في ندوته السنوية حول
الحصيلة السينمائية. وسيتم الاحتفاظ بالأفلام الأخرى ضمن عروض
البانوراما ما دام الإنتاج يعرف تصاعدا سنويا قد يصل إلى 30 فيلما
في السنة. وخلق أنشطة داعمة للترويج السينمائي مع تزايد عدد الضيوف
الأجانب. وستعرف طنجة، في السنة الجارية، في شتمبر 2014، افتتاح
المركب السينمائي "ميغاراما" بقاعاته المتعددة إذ يتضمن المركب
الجديد 8 قاعات والتي ستتنفس فيها أفلام المهرجان بالتأكيد. وستعطي
للساكنة، التي تشتكي من عدم إمكانها ولوج القاعات، إمكانية متابعة
أفلام المهرجان.
وبحكم علاقتي الوطيدة والحميمة مع سكان طنجة ومثقفيها الذين أعرفهم
عن قُرب وأعايشهم خلال السنة كلها فقد جمعتُ كثير من ملاحظاتهم
واقتراحاتهم ومؤاخذاتهم وهي في مجملها سديدة وبناءة التي سأعمل على
صياغتها في نص يلخص أهمها حتى يرتبط المهرجان أكثر بمحيطه المحلي.
إن بعض الموظفين يسيئون لسمعة المركز السينمائي المغربي بممارسات
مجانية يمكن التغلب عليها ببساطة وبقليل من الذكاء.
"إلى
اللقاء طنجة" في الدورة المقبلة بزينة جديدة وأفق أجمل ورؤية
مستقبلية متنورة التي ظهرت بوادرها هذه السنة بالتأقلم مع التطور
الحديث للسينما متمثلا في الرقمنة عبرت عنه في محتوياته بدء
بالملصق والكتيب والعروض في الخزانة السينمائية المُجهزة بأحدث
آلات العرض.
الجزيرة الوثائقية في
|