"أسبوع
آفاق السينمائي" في بيروت :
11 فيلمًا لصور واقعية من عالمنا العربي تحاكي
تحديات الإرث والهوية والتفتت وفوضى الحاضر وضبابية المستقبل
بين الرابع والحادي عشر من آذار/مارس المقبل، ستكون بيروت على موعد
مع "أسبوع آفاق السينمائي" الذي سيجمع سيعرض أحد عشر فيلمًا
وثائقيًا روائيًا وقصيرًا، لتكون فرصة ليتعرّف الجمهور إلى مجموعة
من الأعمال التي تحكي لغتهم وتغوص في واقعهم، قلّما تتاح لها
الفرصة للعرض أو التوزيع.
بيروت
: عقد
الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق" مؤتمرًا صحافيًا للإعلان عن
"أسبوع آفاق السينمائي" الأوّل الذي سيُقام في سينما متروبوليس في
بيروت بين 4 و11 آذار/مارس الجاري. يتضمّن الأسبوع أحد عشر فيلمًا
روائيًا ووثائقيًا وقصيرًا، شاركت "آفاق" في إنتاجها خلال العامين
الفائتين، وهي جزء من 150 مشروعًا سينمائيًا دعمتها المؤسسة منذ
تأسيسها في العام 2007.
أسامة الرفاعي : الدعم الذي نقدّمه للسينمائين ضئيل أمام الحاجات
المطلوبة
ويقول أسامة الرفاعي، المدير التنفيذي لـ"آفاق" إنهم يدعمون
الصناعة السينمائية في العالم العربي بأشكال عدة، ويضيف : "نحن
نقدّم الدعم المادي سنويًا لأكثر من عشرين مشروعًا تتنوّع بين
روائي ووثائقي وقصير. ونقدّم الدعم المهني والتقني من خلال ورش عمل
نقيمها للمستفيدين من منحنا بحسب حاجاتهم وحاجات مشاريعهم. ونؤمن
للمخرجين والمنتجين الحائزين منح آفاق فرص تشبيك وتواصل مع خبراء
وسينمائيين من العالم في إطار المهرجانات العربية والدولية."
ويشير الرفاعي إلى أن هذا الدعم ضئيل جدًا مقارنة بالحاجات
الأساسية والمطلوبة للنهوض بصناعة سينمائية عربية لاسيما إذا
قارنّا الدعم السينمائي المتوافر للسينما العربية داخليًا بالدعم
المتوافر للسينما الأوروبية مثلًا من خلال الدعم الحكومي
والمساعدات اللوجستية. لذلك يحاولون كمؤسسة مستقلة لتأمين الحاجات
وتعويض ما يمكن من نقص، وخلق شبكة تواصل بين المؤسسات العاملة في
مجال السينما وترويجها بين الناس.
ريما المسمار : هذا الأسبوع فرصة للقاء السينمائي العربي بجمهوره
إلى ذلك، قالت ريما المسمار، مديرة البرامج السينمائية في "آفاق"
لـ"إيلاف" إلى أن فكرة الأسبوع السينمائي انطلقت من إحساسهم بالغبن
اللاحق بالسينمائيين جرّاء محدودية فرص العرض. فباستثناء
المهرجانات، نادرًا ما تحظى الأفلام العربية بتوزيع في صالات
السينما في بلدانها أو الدول العربية الأخرى ، لذلك يُعتبر هذا
الأسبوع السينمائي فرصة إضافية للسينمائي العربي لكي يتشارك فيلمه
مع جمهوره الطبيعي في المنطقة العربية وفرصة أيضًا لهذا الجمهور
لكي يعرف أكثر ويقدّر قيمة النتاج السينمائي المحلي، ويكتشف
أفلامًا تمسّه بقضاياها وهمومها.
والجدير بالذكر أن آفاق تطمح إلى أن يكون هذا الأسبوع السينمائي
حدثًا سنويًا متنقلًا، يعقد كل عام في دولة عربية مختلفة، وأن يكون
مساحة للإحتفال بالسينمائيين المستقلين من خلال دعوتهم لتقديم
أفلامهم أمام الجمهور والإنخراط في حوار معه بعيد العرض.
أحد عشر فيلمًا لصور من الواقع العربي
يضمّ البرنامج أحد عشر فيلمًا وثائقيًا وروائيًا وقصيرًا أنجرت بين
2012 و2014، تعرض للمرة الأولى في بيروت، ويشكل كل منها مرآة
لمخرجه ومجتمعه. كأن كل من تلك الأفلام يقبض على لحظة تحوّل حاسمة
في التاريخ الشخصي أو العام.
من الجزائر إلى مصر مرورًا بتونس، ومن فلسطين إلى العراق مرورًا
بلبنان والأردن ووصولًا إلى اليمن، تقدّم الأفلام الإحدى عشرة صورة
حية عن مجتمعات عربية تواجه تحديات الهوية والإرث الحضاري والتفتّت
والإنتفاض والغليان الداخلي وفوضى الحاضر وضبابية المستقبل. إلا أن
في جوهر كل من تلك الأفلام حاجة ملحّة تتمثل بصوت السينمائي
المتمسّك بالحياة والمنشغل بدوره والمؤمن بفنه وبقدرته على التغيير.
الأفلام المشاركة
"حبيبي
بيستناني عند البحر" للميس دروزة (وثائقي، 2013، 80 دقيقة)
في رحلة العودة إلى فلسطين، تلتقي المخرجة حبيبها المتخيّل "حسن"،
ومن خلال عالمه الفانتازي تعثر على بقايا أمل في شخصيات تحيا شظف
الحياة. الفيلم مراجعة حساب ذاتية مع الإقتلاع من الجذور، ورحلة
أولى شبه مستحيلة إلى الوطن الأم، تلتقي خلالها شخصيات، تبحث في كل
منها عن "حسن". شخصيات لا تتكيف مع الحقائق السائدة، بل تخلق في
المقابل مساحاتها الخاصة لتتمكن من البقاء على قيد الحياة في
محيطها القاسي.
"أريج"
لفيولا شفيق (وثائقي، 2014، 90 دقيقة)
ماذا لو كنت شاهدًا على ثورة، لتكتشف أنّ الأمور تسوء بعدها؟ ماذا
لو وجدت بلدك مدمرًا، من دون أي إشارات لإعادة إعمار؟ كيف تتعامل
مع ذلك؟ يمكنك ان تغضب، أن تشعر بالمرض، أن تصاب بإحباط، أو فقط
تهرب إلى ذكريات ماضٍ جميل إنما ضائع... أربعة اشخاص، ثورتان وقصة
مدينة مصرية مدمّرة.
"بيت
التوت" لساره إسحق (وثائقي، 2013، 65 دقيقية)
يلاحق الفيلم عملية توثيق شخصيّة للقاء عائلي يجمع أفرادا على
علاقة متوترة. لن يلبث هذا اللقاء ان يشهد تصعيدا ليصير تمردا
شعبيا غامرا. يركز الفيلم على الديناميات المتبدلة القائمة بين
الرجال والنساء في اطار العائلة اليمنية الحديثة، ليمتحن مجمل
الافكار المسبقة في ما يخص الهوية والعادات والصلات العائلية
والاجتماعية في موازاة بروز مشاركة النساء وادوارهن ليصرن جزءا
اساسيا من الثورة اليمنية.
"فرش
وغطا" لأحمد عبدالله (روائي طويل، 2013، 86 دقيقة)
يروي الفيلم ثلاثة أيام في حياة بطله الهارب من السجن خلال الأيام
الأولى لسقوط الشرطة في مصر بعيد ثورة 25 يناير. لا يتطرق الفيلم
إلى قصص الثورة وأماكنها على الإطلاق، وإنما يعرض قصصًا تم تهميشها
واختزالها من ذاكرة الناس لحساب الثورة وعلاماتها الفارقة كميدان
التحرير وأحداثه الجسام. كأنه نوع من السرد الشعبي لقصة خروج
الفتى من السجن مرورا بكل معاناته و اكتشافه لما حدث في البلاد حتى
وصوله إلى غايته.
"حديقة
أمل" لنادية شهاب (وثائقي قصير، 2012، 32 دقيقة)
عاش "أمل" و"مصطفى" حياة طويلة معًا في شمال العراق. حين تقرر
"أمل" تجديد البيت بعد عقد من الحرب، ينسحب مصطفى الثمانيني إلى
براري حديقة المنزل الموسيقية. فيلم شعري وحميم عن العشرة،
الذاكرة والبدايات الجديدة، و"بورتريه" مؤثر لزوجين يحاولان المضي
قدمًا في عراق جديد حيث يختفي عالم ويولد آخر.
"نايشن
إستايت" للاريسا صنصور (روائي قصير، 2011، 9 دقائق)
يقارب هذا الشريط القصير أزمة الشرق الأوسط بمزيج من الإختلال
والسخرية ، مستعينًا بالمؤثرات البصرية والممثلين الحقيقيين. في
مستقبل ليس ببعيد تمامًا، نجد أن الصراع في فلسطين قد وصل إلى
خواتيمه، والفلسطينيون حصلوا على دولتهم وهي كناية عن بناية ذات
تقنية عالية تقع في الضفة الغربية وتعرف باسم "نايشن إستايت".
"القلق"
لعلي شري (روائي قصير، 2013، 20 دقيقة)
هل يمكن أن تفيدنا العلوم في مجال العوامل المؤثرة في طبيعة
التغيير؟ في الوقت الحالي، تمر المنطقة في نقطة تحول وتسارع
للأحداث بوتيرة لا يمكن تداركها. وفي هذا السياق، من المحتمل أن
تسلط الحركة الجيولوجية البطيئة والمرئية الضوء على الاسئلة
التالية: كيف يمكن التعامل مع واقع متغير باستمرار؟ وكيف يعالج
الفنانون بالتحديد مسألة تمثيل التغيير؟ يلقي هذا المشروع الضوء
على الجيولوجيا ودراسة الزلازل في لبنان باعتبارها مدخلًا إلى
حيثيات وتفسيرات بديلة للوضع الراهن في البلد.
"طيور
أيلول" لساره فرنسيس (وثائقي، 2013، 93 دقيقة)
شاحنة صغيرة على شكل صندوق زجاجي تجتاز بيروت. من خلال زجاجها،
يستكشف الراوي المدينة (الشوارع، الناس، البنايات، الجدران...)،
مزاجها، إيقاعها وألوانها. داخل الشاحنة الصغيرة، تبوح مجموعة من
الشخصيات من أهل المدينة بحكاياتها وبلحظات حميمية واعترافات شخصية.
"موج"
لأحمد نور (وثائقي، 2013، 70 دقيقة)
في مدينة السويس الاستثنائية، وُلدت ثورة يناير المصرية، وفيها
تدور كل أحداث الفيلم الذي يدعونا من خلاله المخرج ابن مدينة
السويس والبالغ من العمر ثلاثين عامًا، لمشاركته في نظرة شخصية
تأمليَة، لخمس فتراتٍ من حياته الشخصية وحياة المدينة. يروي المخرج
الفيلم بصوته، مستعينًا بمزيج خاص جدًا من مشاهد الرسوم المتحركة
والمواد الأرشيفية والمشاهد المصوَرة بجمالية أميل إلى الشاعرية
والتأمل، بالإضافة إلى التصميم الخاص لشريط صوت الفيلم المعتمد في
الأساس على حركات البحر والموج المختلفة. يقودنا الفيلم في رحلة
تأملية عبر موجاته المتعددة التي نكتشف من خلالها الكثيرعن البناء
الفكري والنفسي للجيل المصري الجديد والمُلقَب عادةً بـ "جيل
الثورة"، ونشاركه في محاولات إعادة النظر والتأمل في بعض الأحداث
والحقائق الخاصة بتاريخ مصر القريب والبعيد، والتي قد تقودنا
قراءتها بفلسفة جديدة، إلى فهم الواقع المصري المعقد وإلى التنبؤ
بمستقبله.
"موسم
حصاد" لميس دروزة، نسيم أمعوش، أريج سحيري وسامح زعبي (وثائقي
جماعي، 2012، 80 دقيقة)
فيلم تسجيلي جماعي طويل، مكوّن من أربع قصص شخصية حميمة، تتعامل مع
سؤال الهوية وعبورها عبر الأجيال. أربعة أفلام من العالم العربي،
تدور في أربع مدن، يعكس كل منها تجارب شخصية للمخرجين القادمين من
تلك الأمكنة، بهدف كسر الحواجز الجغرافية والسياسية على مستوى هذه
المنطقة عن طريق جمعهم في مشروع فني ثقافي واحد. هو فيلم من العالم
العربي وليس فيلمًا عن العالم العربي.
"هرج
ومرج" لندين خان (روائي طويل، 2012، 76 دقيقة)
إنها قصة حب ضائعة في مجتمع مغلق على حدوده الجسدية ونظام توزيعه
الخاص للماء والطعام. منال، زكي ومنير شباب في العشرينات، منخرطون
في قصة حب شديدة التناقض. الشابان يحبان الفتاة عينها لتجد نفسها
محل رهان على مباراة كرة قدم بينهما، حيث الرابح يفوز بالزواج بها.
تعكس هذه الحكاية شباب كرة القدم و"البلاي ستايشن" في مجتمع "الهرج
والمرج" فيه أسلوب عيش.
المصرية في
|