سيدة واستاذة المسرح العربى صاحبة الصوت المسرحى الجهور التى
كرمها مؤخرا المهرجان الكاثوليكى فى دورته الـ62 وبعدها جاء تكريم
الدولة فقد كرمت فى عيد الفن تحاورت معها “الأهالى”
·
كيف ترين عودة عيد الفن بعد توقف دام 33عاما؟
أشعر بسعادة غامرة لعودة الاحتفال بعيد الفن فالحق عاد لأصحابه لأن
هناك محاولات لا نستطيع انكارها لتهميش الفن والإبداع وكلمة
الرئيس عدلى منصور ومطالبته للفنانين بمحاربة الفن الردئ الهابط
جعلتنى أشعر أن هناك من ينظر للفن بوعى ويعطيه قيمته ولكن على
الدولة الوقوف بجانب الفنانين حتى نقلل من مثل هذه الاعمال الآخذة
فى الانتشار من خلال رعاية الأعمال الراقية التى يكون هدفها الأول
تقديم فن حقيقى للجمهور وليس الربح.
·
لكن الافلام التجارية نجحت جماهيريا فلماذا لا نحارب الفن بالفن؟
هناك أزمة حقيقية ولكنها فترة وستمر ولن تبقى كما يعتقد البعض
والفن الجيد هو الذى سيستمر واذا كانت هذه الافلام قد نجحت
جماهيريا فإنها سقطت فنيا فهناك منتجون لا يهمهم سوى الإيرادات
وشركات الإنتاج معظمها أصبح يخشى الدخول في تجارب إلا إذا كانت
محسوبة جيدا بسبب حالة الركود وهذا حقهم ولكنى على يقين أن مصر تمر
بمرحلة صعبة ليس فقط سياسيا ولكن على جميع المستويات فكيف للفن أن
يتوازن والبلد مائل الفن جزء من كل كان حتما عليه أن يتأثرولكن لا
ننكر أن هناك محاولات من الشباب ومن العمالقة على حد سواء لتقديم
فن راق.
·
حال المسرح وواقعه فى الوقت الراهن ليس كما يجب فكيف يعود الى
نصابه؟
لا أنكر أن المسرح عانى كثيرا ولا يزال أولا كانت هناك فى الماضى
حالة تهميش مقصودة ومتعمدة للفن المسرحى بجميع اشكاله حتى لا يفيق
الشعب لأن الفن المسرحى خصوصا منبر فكرى عظيم يستطيع هدم أى نظام
ولكن الان هناك حالة عدم توازن على جميع المستويات ولذلك مازال لم
يأخذ الفن المسرحى حقه بالاضافة انه يجب أن تكون هناك ميزانية لدعم
الاعمال الراقية ولكن صلاح حال المسرح مرتبط باستقرار حالة مصر ومن
ثم حدوث صحوة فكرية يعود الجمهور من خلالها للمسرح فيضطر المسرحيون
الى تقديم اعمال جيدة بعيدة عن الرقص والتغريب والممثلون الذين
يستجدون الضحكة من الجمهور .
·
هل الواقع الذى نعيشه هو الذى فرض تلك الالفاظ البذيئة والجرأة
التى وصلت إلى الدراما؟
كل هذا مرفوض يمكن أن ننقل هذه الالفاظ الى الشاشة بحجة أن هذا
واقع وأن هذا مايريده الشباب فالواقع ينقل بالاحداث التى تجرى ولكن
ليس بالألفاظ فمن السهل جدا أن اعرض هذه الالفاظ الفجة فأين
الابداع أين الخيال فى هذا؟ ولكنهم يلجأون إليه ظنا ان هذا ترغيب
للجمهور ولكن بعد أن يتوازن الجمهور يشعر بالخوف على بلده وعلى
نشأة الشباب والاطفال حتى لا ينتهجوا هذا النهج وهذا حتما سيحدث
سيبتعد ويلفظ تلك الاعمال ومن يقدمها وبالتالى سيرفضون هم أنفسهم
قبل أى شئ
·
هل هناك خطوط حمراء يجب ألا يتعداها الفن؟
لا الفن ليس لديه خطوط حمراء فأنا ارفض أن تكون هناك وصاية على
الابداع هناك أمور متعارف عليها من الممكن أن نبتعد عنها ولكن أى
فكرة ايا كانت يجب أن تقدم من خلال الفن فالفن مسئول عن تشكيل وعى
الناس لا يمكن أن تفرض عليه قيود.
·
إذا ماذا عن رأيك فى منع عرض فيلم نوح من قبل الازهر؟
أنا أرى أن الأزهر يحتاج الى اعادة تفكير فى مثل هذه الامور فما
المانع من منع عرض الفيلم فالناس ترى الصورة الحقيقية لقصص
الانبياء مما يزيدهم حبا وايمانا بالانبياء وطالما أن هذه الاعمال
تقدم بصورة نقية محترمة فما المانع وتلك ليس اول تجربة فقد سبق
وشاهدنا اعمالا لقصص الانبياء ولم يحدث شيء فالناس تفاعلت بشدة مع
فيلم المسيح ولم تحدث أى بلبلة بعد عرضه وكذلك فيلم يوسف فالافلام
حينما تصادر مشاهدتها ليس معنى ذلك أن الجمهور سيمتنع بل بالعكس
سيزيد جماهريتها ومشاهدتها وكأنك لم تفعل شيئا.
·
بمناسبة عيد الأم.. كيف نثرى دور الأم كما كان دراميا وسينمائيا؟
دور الأم بالطبع لم يصبح كما كان ولكنه لم يهمش ولكننا مفتقدون
الخيال فلم يعد لدينا كتابة جيدة وهناك اهمال لدور الأم فى اثراء
العمل الفنى فيجب اولا أن يدركوا دور الأم وما يضفيه من قيمة فنية
على العمل خاصة أنه يعلق مع الجمهور انسانيا وبعد ذلك ستأتى
الكتابة الجيدة.
·
وهل المرأة المصرية اصبحت صاحبة حقوق خاصة بعد الثورتين ..فما
رأيك؟
لن اتحدث مطلقا حاليا عن حقوق المرأة فالمرأة جزء من كل فأين حقوق
مصر والمصريين حتى نبحث عن حقوق المرأة فنحن كبلد موجوعة بأكملها .
·
هل من الممكن رصد هموم المواطن بواقعية خاصة فى الوقت الحالى من
خلال الفن؟
بالتأكيد فنردد مرارا وتكرارا أن الفن مرآة المجتمع فكيف لا يستطيع
أن يعكس ما يحدث فى الواقع ولكن أكرر نحتاج الى أجواء مستقرة فلا
أحد يعلم ما يحدث فى مصر بعد ساعة واحدة ولذلك يجب أن يكون هناك
ورق جيد دقيق وكاتب ذو نظرة عميقة ثاقبة يستطيع أن يحلل الواقع
والقضايا بعمق اولا قبل أن يعرضها على الجمهور.
·
وكيف للفن أن يخدم البلد فى هذه الظروف؟
انا أرى أن الفن متوقف حتى اشعار آخر لأن معظم الاعمال الجيدة التى
ننتظر منها أن تخدم مصر وتأثر فى الناس تحتاج الى ميزانيات ولكن
الفن يقوم بدوره فى التوعية بشكل غير مباشر ولكن ليس بالشكل
المتوقع فكلها اشياء صغيرة سواء عملا مسرحيا صغيرا أو ريبورتاج أو
أغنية.
·
حضرتك فنانة ذات رؤية سياسية فما رؤيتك للفترة القادمة في ظل
التغيرات على الصعيد السياسي؟
اولا أنا أرى أن على الفنان أن يتفاعل مع ما يحدث فى المشهد
السياسى لانه عضو فاعل فى وطنه أنا فقط متفائلة وأرى أن البلد
ستتزن بعد حدث الانتخابات الرئاسية التى ستحدث قريبا وأتمنى أن
تعود للمصريين حقوقهم بشكل تدريجى. |