غابت عن الدراما في رمضان 2014، وحضرت في «مهرجان مسقط السينمائي
الدولي» الذي قرر تكريمها واختارها لترؤس لجنة التحكيم فيه. تفضل
نبيلة عبيد الجلوس على مقاعد المشاهدين، للسنة الثانية على
التوالي، من أن تشارك في دراما لا تتلاءم وتاريخها الفني العريق.
عن غيابها عن دراما رمضان، ومشاريعها السينمائية وتقييمها للوضع
الفني اليوم، كان اللقاء التالي معها.
·
ما سبب غيابك عن الدراما الرمضانية؟
بطبعي، لا أجيد العمل وسط الضغوط وحزينة على الأوضاع في مصر نتيجة
الظروف السياسية، ما نمّى لدي شعوراً بعدم الرغبة في العمل،
بالإضافة إلى أن الأعمال التي عرضت عليَّ لم تناسبني، ولن تضيف لي
على المستوى الفني، فاكتفيت بدور المشاهد.
·
لكن غيابك يستمر للسنة الثانية على التوالي.
ليس بالضرورة أن أقدّم عملاً درامياً كل عام، لا سيما أن الظروف
الإنتاجية راهناً لم تعد جيدة، والأعمال المتميزة محدودة، فضلا عن
أنني لا أقدم عملاً أقل من أعمالي السابقة، سواء في السينما أو
التلفزيون، لذا قررت الانتظار حتى العثور على سيناريو مناسب ينال
حقه في التحضير والتصوير، علمتني تجاربي في الدراما أن التسرع أكبر
خطأ يقع فيه الممثل.
·
ما صحة ما يتردد من أن اعتذارك عن أكثر من عمل سببه الأجر؟
ما حدث بالفعل، أنني تلقيت عروضاً واعتذرت عنها لعدم جدية الجهات
المنتجة، ولاعتمادها على اسمي لتسويق العمل فحسب، وهو ما لا أقبله.
ثم لا يتوقف العمل على الكتابة فحسب، فثمة عوامل أخرى ترتبط
بالظروف الإنتاجية، وطريقة تعامل المنتج مع الإنتاج، ومدى حرصه على
تقديم عمل جيد والإنفاق عليه، وتوفير الإمكانات لتقديم السيناريو
بأفضل ما يمكن.
·
ماذا عن تعاونك مع التلفزيون المصري؟
أرحب بدعم تلفزيون بلدي من خلال فني، لكن الدعوة التي وُجهت إلي
ارتبطت بتقديم عمل درامي لرمضان المقبل، ولم يكن ذلك ممكناً بسبب
ضيق الوقت وعدم وجود سيناريو جيد يمكن أن أقدمه، فاعتذرت على أن
يظل باب التعاون مفتوحاً، في حال عثور القيمين على الإنتاج
الدرامي في التلفزيون على سيناريو مناسب لي، يحمسني على تقديمه،
خصوصاً أن المسؤولين أبدوا رغبة صادقة في التعاون وأتمنى أن يحدث
ذلك قريباً.
·
ما مصير الجزء الثالث من مسلسل «كيد النسا»؟
بعد نجاح الجزء الثاني تحدثنا عن استمرارنا في تقديم أجزاء جديدة،
لكن لم يكتمل المشروع لأسباب لها علاقة برغبتنا في الاكتفاء
بالنجاح الذي حققه المسلسل، كي لا يملّ الجمهور منه، ولنحافظ على
نجاحه.
·
هل يعاني النجوم الكبار من قلة الأعمال؟
ليس الكبار فحسب، لكن الفنانين في غالبيتهم، لرغبتهم في تقديم
أعمال جيدة، للأسف أصبحت الأدوار مكررة ولم يعد المشاهد يتحمّس
لمشاهدة حلقات الدراما الثلاثين، لأنه يملّ منها بسبب المط
والتطويل اللذين يعتمدهما بعض المؤلفين، لذا لا يتابع بانتظام سوى
مسلسلين أو ثلاثة على الأكثر من بين 40 عملا.
·
ما رأيك بإعادة الاحتفال بعيد الفن؟
سعدت للغاية بهذا القرار وأتمنى المحافظة عليه كل عام، ليس لتكريم
الفنانين الكبار فحسب، بل لأن رسالته الفنية والسياسية مهمة،
وتؤكد أن مصر ستظل مركز الإبداع الفني في الشرق الأوسط، وهوليوود
الشرق، وأن الدولة تدعم الفنانين وتساندهم وتحترمهم، فضلا عن أنه
رسالة لطيور الظلام الذين يكفرون الفن والفنانين.
·
هل يكفي عيد الفن ليشعر الفنانون بالاهتمام بهم؟
بالتأكيد لا، على الدولة دعم الإنتاج الدرامي من خلال: زيادة
المسلسلات المنتجة عبر الشركات التابعة للدولة، التركيز على
الأعمال التي تحمل مضامين هادفة وقيماً، التدخل لمساندة السينما في
أزماتها ومواجهة القرصنة التي أوقفت منتجين كثراً عن العمل. أعتقد
أن اللجنة التي شكلتها الحكومة أخيراً سيكون لها دور خصوصاً أن
الأمور وصلت إلى درجة لا يمكن تحملها.
·
ليس لديكِ موقع رسمي أو صفحة رسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي
لماذا؟
حتى وقت قريب، لم أكن أهتم بالإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، لكن من
خلال أولاد أشقائي وزملائي قررت خوض هذا المجال قريباً، وأعتزم
إطلاق موقع إلكتروني يليق باسمي وتاريخي الفني.
·
كيف تقيّمين تكريمك في مهرجان مسقط السينمائي الدولي؟
اختارتني إدارة المهرجان ضمن المكرمين في الدورة الجديدة لتاريخي
السينمائي الطويل، وما أسعدني أكثر إسنادها لي مهمة ترؤس لجنة
تحكيم مسابقة الأفلام الرسمية في المهرجان التي تضم نجوماً من دول
عدة، أتمنى أن أستمتع بالتجربة التي أخوضها للمرة الأولى.
·
هل ما زالت السينما في حسابك؟
بالتأكيد، أتمنى أن يكون ثمة عمل مناسب لي لتقديمه، كذلك أحضر، منذ
فترة طويلة، مشروعاً سينمائياً مع المخرج خالد الحجر، وأتوقع أن
نبدأ التحضيرات النهائية له قريباً.
·
ما سبب هذا التأخر في استكمال التحضير؟
الأحداث السياسية المتلاحقة التي أوقفت التحضيرات أكثر من مرة
ولأسابيع طويلة. |
بطولة جيمس فرانكو وإخراج كارتر
«أمراض»
فيلم من نوعية نادرة!
عبدالستار ناجي
ما سيكتب عن هذا الفيلم قد يفوق عدد المشاهدين الذين سيشاهدون هذا
الفيلم، الذي يصنف في اطار
«سينما
المؤلف»،
حيث الاشتغال على موضوعات شديدة الحساسية، وتتطلب ممثلين من نوع
خاص، وأداء عالي المستوى من نوعية نادرة... ولهذا نستطيع القول،
اننا في فيلم
«أمراض»أمام
فيلم من نوعية نادرة... جدا.
محور البناء الدرامي الذي يتحرك من خلاله الفيلم يأتي عبر حكاية
«جيمس»يجسده
النجم جيمس فرانكو، حيث حكاية ممثل تلفزيوني موهوب، حقق كثيرا من
الشهرة في الستينيات، ولكنه اعتزل مبكرا، بسبب أمراض خاصة بالادراك
العقلي، يعيش في بلدة صغيرة مع اخته المختلة وأحد أصدقائه حيث
نكتشف عبر حكايته مرضه... وأمراض الآخرين في اطار سينمائي فلسفي
الجانب.
الفيلم يعتمد على سيناريو كتبه وأخرجه
«كارتر»وهو
اسم المخرج الأميركي
«كارتر»من
مواليد 30 يناير 1970 يكرر تجربة العمل مع النجم جيمس فرانكو، بعد
تجربتهما الأولى في فيلم
«اريز
وجيمس فرانكو - 2009».
الفيلم يذهب الى التحليل، لعدد من الامراض النفسية، من خلال حكاية
«جيمس»الذي
يعاني من اضطرابات عقلية، تجعله يقرر ان يعتزل التمثيل، ويعيش حالة
من الوحدة، وفي حقيقة الامر، هي ليست بوحدة، بل احساس بالوحدة،
يراه الآخرون، بينما هو يعيش عوالم... وحكايات... وأجواء داخلية،
هي في الحقيقة عوالمه الخاصة... التي لا يراها لا يسمعها
الآخرون... والتي تجعله يرى... ويسمع... ويتأمل أشياء لا يراها
سواه... وهذا ما يدفع النجم جيمس فرانكو لان يذهب بعيدا في تحليل
الشخصية وتصرفاتها وسلوكياتها، التي قد يراها البعض حادة... ولكنها
في حقيقة الامر، وكما يصفه صديقه:
«
انه انسان طيب»....ممثل
في قمة الشهرة والنجومية، يعتزل... لانه بات يعاني من مرض عقلي...
مع شقيقته الغريبة الأطوار...جسدت
الدور
«ماكون
جوسون»وهي
الأقرب اليه... وايضا صديقتهم كاثرين كنير.
وتمضي مسيرة ذلك الممثل المعتزل، الذي يبحث عن الخلاص، حيث يتجه
الى الكتابة، ولكنه يظل يتخيل... أشياء غير مشاهدة، حتى حينما
يتحدث للشخصيات التي أمامه، فانه يسمع اشياء غير حقيقية... ويشاهد
خيالات غير متوقعة... هذيان يتواصل على مدى دقائق الفيلم عبر شخصية
مريضة عقلية... محاط بكم من الشخصيات لا تقل عنه مرضا... حتى
الأصحاء منهم، او من يدعون انهم أصحاء.
شخصية حينما تأتيها الحالة، يبدأ الخربشة على الورق... وافراغ كريم
الحلاقة... وسماع طنين الهاتف... وكأنه يفرغ شيئا من داخله... او
يبحث عن شيء مفقود في كل تلك الممارسات....
ومن خلال تلك الشخصية «المريضة»نحلل
جميع الشخصيات فاذا الجميع مرضى....فيلم
يتطلب كثيرا من الصبر لفك رموزه... وفك أسراره.... وفك طلاسمه...
التي هي في حقيقة الامر، أقرب الى طلاسم حياتنا الانسانية.
في اداء جيمس فرانكو كثير من الاكتشاف.. والتحليل، وايضا العمق.
لا شيء سطحي عند هذا النجم، الذي يظل يذهلنا، عند مشاهدته في افلام
من (127) ساعة عام 2010 يعلم نوعية الجهد الذي يبذله في التقمص..
وهكذا الامر مع فيلم
«انها
النهاية 2013»ممثل
شديد المراس، يحول اداءه الباطني الى حالة من التفرد، لهذا تبدو
الشخصية التي يقدمها داخلية، اكثر من ملامحها الخارجية، حيث من
الصعوبة بمكان توقع الهدف الذي تسير اليه، او النهاية التي ستبلغها.
كثيرة في الفيلم هي مشاهد البحر.. وصوت الامواج.. والريح..
والبرد.. والثلج.. وبقية الملامح تلك المدنية او القربة الصغيرة.
وفي المقابل ذلك الاداء غير التقليدي لنجوم العمل وبالذات جيمس
فرانكو وكاثرين كيز وفالون جودسون والرائع دايفيد سترايثرن. الذي
يعتبر واحدا من اهم اساتذة التمثيل.. وهو يمثل هنا احد اصدقاء
(جيمس) والذي يحاول حمايته.. رغم معاناته هو الآخر.
فيلم قد لا يفهمه الكثيرون.. ومن هنا تأتي صعوبته في الذهاب الى
نسق غير تقليدي الملامح.. عميق وهادئ ولكنه عاصف بالاحاسيس.. وايضا
الامراض عند الجميع.. التي تدهشنا حينما نكتشفها ونكتشف معها اننا
كمشاهدين متورطين ايضا في لعبة الامراض النفسية.
وهي دعوة للمشاهده لفيلم نادر سيكتب عنه الكثير وستشاهده القلة..
بل القلة النادرة. |
المخرج يعده انجازا عالميا
تناشز.. فيلم سينمائي عراقي بلغة الجسد!!
عبدالجبار العتابي/ بغداد
في اول فيلم سينمائي عراقي يعتمد لغة الجسد (البانتومايم)، يحاول
المخرج انس عبد الصمد ان يجعل منه عالميا ويحاكي معاناة ممثلي هذا
الفن الصعب.
انتهى المخرج العراقي أنس عبد الصمد تصوير فيلمه السينمائي الذي
يحمل عنوان (تناشز)، الذي وضع له الفكرة ورسم السيناريو له صائب
حداد وهو من انتاج شركة العربية للفنون، وأكد المخرج ان تصوير
الفيلم جرى في تركيا،مشيرا الى انه سيشارك به في مهرجانات عالمية.
·
حدثني عن الفيلم؟
-
هذا الفلم يعد من الافلام القصيرة مدته 20 دقيقة،وهو اول تجربة لي،
ومن بطولة علا علاء،ممثلة عراقية، ويايمين يلدز،ممثلة تركية،
ومواقع التصوير كانت في استنبول بتركيا، كان من المفروض ان نصور في
اوربا ولكن التشابه بين الاجواء الاوربية والتركية جعلنا نختصر
الوقت.
·
ما المميز فيه؟
-هذا
الفيلم،ليس فيه اي حوار، ويعتمد على لغة الجسد والتمثيل (البنتومايم)
تحديدا، يحكي قصة ممثلة (بانتومايم) وهو لا يخلو من الدهشة والحركة
والفكر العالي في المزج ما بين التعبير الداخلي وتعبير الوجه،
واعتقد انني عندما فكرت به.. اردته ان يكون عالميا بمعنى الكلمة
وان يعالج قضية انسانية، وهذا ما حصل.
·
ما فكرته او حكايته؟
-
القصة تتحدث عن معاناة ممثلة تمثيل صامت (البانتومايم) في طرقات
استنبول،هذه الممثلة عندها ازدواجية ما بين الحياة الطبيعية لها
كأنسانة وبين حياتها كممثلة فيحدث خلط بين الشخصيتين ويضيع بين ان
تكون ممثلة او انسانة.
·
ما الرسالة التي اردت ان تقولها من خلاله؟
-
انا اردت ان اقول من خلال الفيلم ان الانسان او الفنان الذي يقدم
ابداعا بمرور الزمن قد يصبح آلة لاسعاد الاخرين، لكنه سيخسر نفسه
او العكس صحيح، فهو تحذير او جرس انذار من اجل الموازنة بين
الشخصيتين : الفنية والطبيعية.
·
اين صورتم مشاهده؟
اماكن التصوير هي الدالة الاكبرعلى الفيلم حيث وفرت الشركة المنتجة
المستلزمات كافة وكما احلم به من معدات بالاتفاق مع شركة تركية،
وهو اول تجربة لي مع السينما كمخرج، ولكن اعتقد ان الفيلم سيكون له
وقع كبير، وصورناه في 15 يوم بالتحديد، ولكنها لا تخلو من السهر
والتعب.
·
هل تعتقد انه اول فيلم عراقي من هذا النوع؟
-
لا اعرف حقيقة، ولكن حسب تجربتي لم اسمع عن فيلم عراقي بانتومايم،
ولكن ما يهمني انني ابحث عن المغايرة في كل اعمالي، وان اقدم ما
يقدمه الاخرون فهو تعب بلا جدوى، فكانت الفكرة في بالي وعندما
طرحتها على المنتج اعرب عن اعجابه بها، اعتقد ان النتائج كانت فوق
التوقعات، حتى اختيارنا للممثلات كان متقنا، فالممثلة علا هي طالبة
في معهد الفنون الجميلة وتمثل لاول مرة كأحتراف وسينما، وحاولت فيه
ان اعالج قضية انسانية كي يكون رمزا عالميا، وهذا لا يجعلني احدده
بأنه فيلم عراقي ويحكي عن الواقع العراقي بل انه قضية انسانية،خاصة
ان لغة الجسد لغة عالمية مشتركة هي التي ركزت عليها، هذا الفيلم لو
قدم في اقصى الاسكيمو سيكون مفهوما.
·
اسمه فيلم، والفيلم له مواصفات غير مواصفات المسرح الذي انت تشتغل
عليه،فما موصفات فيلمك؟
-
في بداية دراستنا الاكاديمية درسنا السينما قبل المسرح، فالكاميرا
التي صورنا بها سينمائية وهي لم تتوفر لاغلب افلام السينما التي
انتجتها وزارة الثقافة، والشيء الاخر ان الفيلم اعتمد الدهشة
واللون الخاص بالبانتومايم،فالبانوتومايم على خشبة المسرح يختلف عن
السينما، فالاختلاف في المبالغة بالتعبير على االمسرح كي يستقطب
الجمهور،بينما في السينما هو لقطة معدة مسبقا وفيها خلق للدهشة
وخلق افكار تنسجم مع طبيعة السينما.
·
اين سيعرض اولا؟
-
في مهرجانات عالمية وفي بغداد، هو الان في طور المونتاج النهائي، و
·
لماذا اسميته تناشز؟
-
لان هذا الانسان (ممثل البانتومايم) يقدم للاخرين ويسعدهم يكون في
حالة اندماج معهم ولكن بعد انتهاء العرض ويغادر الجمهور القاعة يظل
لوحده بوجه المصبوغ باللون الابيض ويدخل في تفكير اخر، فهذا
التناشز يخلق كل ليلة بعد العرض. |
حجارة تصرخ..
وثائقي إيطالي يقدّم حكاية المسيحيين الفلسطينيين
رام الله/ رويترز
تسلط المخرجة الإيطالية ياسمين بيرني الضوء على تاريخ المسيحيين
الحديث في الأراضي الفلسطينية وما تعرضوا له منذ النكبة في فيلمها
الوثائقي (الحجارة تصرخ: قصة الفلسطينيين المسيحيين).
وقالت بيرني لرويترز بعد عرض فيلمها في قاعة كنيسة الروم الأرثوذكس
في رام الله مساء السبت "السبب وراء عمل هذا الفيلم كان الصدمة
التي شعرت بها عندما زرت مدينة بيت لحم في عام 2006."
وأضافت "كانت مدينة ميتة يحيط بها الجدار والعديد من الحواجز على
الطرق المؤدية لها."
وتابعت "الغالبية تعتقد أن الصراع هنا بين المسلمين واليهود ولا
يعرفون ان المسيحيين جزء من الشعب الفلسطيني ولهم دور في هذا
الصراع ويتعرضون لما يتعرض له المسلمون."
وتقدم بيرني في فيلمها الذي عملت عليه على مدار ست سنوات وما زالت
تضع عليه بعض اللمسات لقطات حية من الأرشيف لما تعرض له المسيحيون
الفلسطينيون عام 1948 واختارت قرية كفر برعم في الجليل نموذجا لذلك.
ويضيّف الفيلم العديد من سكان تلك القرية الذين عاشوا في تلك
الفترة وكانت أعمارهم آنذاك بين العاشرة والخامسة عشرة مقدمين
شهادات حية لما حدث في قريتهم التي لم يعودا إليها إلى يومنا هذا.
ويعرض الفيلم حكاية الفلسطينيين وما يتعلق بالمسيحيين فيها تحديدا
بتسلسل زمني من النكبة عندما أعلن قيام إسرائيل مرورا بحرب عام
1967 التي أدت إلى الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية
وصولا إلى الانتفاضة الأولى عام 1987 والثانية عام 2000.
واختارت المخرجة بلدة بيت ساحور المجاورة لمدينة بيت لحم مهد السيد
المسيح ذات الغالبية المسيحية لتقدمها نموذجا على نضال المسيحيين
في الانتفاضة الأولى.ويتناول الفيلم قصة البلدة التي بادرت إلى
العصيان المدني خلال تلك المرحلة وما يسبب لها ذلك من معاناة بسبب
الحصار الذي فرض عليها من قبل الجيش الإسرائيلي وفقدان عدد من
أبنائها في المواجهات العنيفة التي كانت تشهدها بين الشبان وقوات
الاحتلال الإسرائيلية.
وتعيد المخرجة إلى الأذهان ما شهدته تلك البلدة بصور من الأرشيف
إضافة إلى شهادات حية من السكان الذين عاشوا تلك المرحلة.
ويتضمن الفيلم أيضا عرضا للحصار الذي شهدته كنيسة المهد عام 2002
بعد ان تحصن فيها عدد من المقاتلين الفلسطينيين.
ويضيّف الفيلم إضافة إلى السكان العاديين بعض رجال الدين ،مثل
البطريرك ميشيل الصباح والاكاديمي الراحل جابي برامكي إضافة إلى
حنان عشرواي التي تشغل حاليا منصب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية.
وأوضحت مخرجة الفيلم أن الإجراءات التي قامت بها إسرائيل ضد
الفلسطينيين بمن فيهم المسيحيون دفعت العديد منهم إلى الهجرة.
وقال حنا عيسى الأمين العام للهيئة المسيحية الإسلامية في مقال له
يوم الأحد ان نسبة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية أقل من واحد في
المئة حاليا.
وأضاف "الإحصائيات الأخيرة تشير إلى ان عدد المسيحيين يبلغ 40
ألفاً في الضفة الغربية و5000 في القدس و1250 في قطاع غزة."
وقالت بيرني التي قدمت عروضا لفيلمها في الولايات المتحدة
الأمريكية وبريطانيا خلال الفترة الماضية ان عددا كبيرا ممن شاهدوا
الفيلم قالوا انهم لا يعرفون ان المسيحيين جزء من الصراع العربي
الفلسطيني.
ورأى بعض مشاهدي الفيلم انه يعيد إلى الأذهان ما بدأ البعض بنسيانه.
وقال الأرشمندريت جوليو عبد الله راعي كنسية الروم الكاثوليك في
رام الله خلال النقاش الذي جرى بعد عرض الفيلم "هناك متضامنون مع
القضية الفلسطينية يعرفون اكثر من أولادنا. نحن نسينا وأصبح
التصريح (لدخول إسرائيل) أهم إلينا من التحرير."
وأضاف "يجب ان يمثل هذا الفيلم وقفة وجدانية حتى نعود إلى ماضينا
المجيد."
وقالت المخرجة ردا على بعض التساؤلات إنها أرادت تبسيط الأمر قدر
الإمكان حتى يسهل على كل من يشاهد الفيلم فهمه.
ورأى الأرشمندريت إلياس عواد الرئيس الروحي للروم الأرثوذكس في رام
الله ان الفيلم "يشكل مساهمة في سد النقص في المعرفة ويقدم الواقع
كما هو."
وتستعد المخرجة لتنظيم سلسلة عروض لفيلمها المقدم باللغتين العربية
والإنجليزية في مدن الضفة الغربية على مدار الأيام القادمة قبل ان
تعود مجددا إلى الولايات المتحدة وبريطانيا لعرضه هناك مرة أخرى. |
فيلم (كوميديا جادة)..
ديكو دراما كوميدية عن الوضع العراقي
بغداد/ المدى
فيلم (كوميديا جادة) ,الذي يعد أول فيلم عراقي إسباني مشترك, وجرى
تصويره في خمس دول بينها العراق ,الذي شكل المحطة الأخيرة بين هذه
الدول , حيث بدأ التحضير والتهيئة لتصوير في بغداد في الحادي
والعشرين من شباط الماضي ,ويستمر حتى العشرين من آذار2014 , وسيكون
هذا الفيلم الذي يخرجه الإسباني لاندير كاميريرو , ناطقاً باللغة
العربية (اللهجة العراقية), وستتوفر نسخ منه مترجمة إلى ست لغات
:الإنكليزية، الفرنسية، الإسبانية، الباسكية، الإيطالية، والعربية.
وقال الفنان نزار الراوي , رئيس جمعية الفنون البصرية المعاصرة ,
والمنتج المنفذ , وبطل هذا الفيلم الذي يخرجه الإسباني لاندر
كاماريرو: " تصوير مشاهد فيلم (كوميديا جادة) في محطته الأولى ,
جرت في إسبانيا ولوكسمبورغ , انتقل بعدها فريق التصوير إلى سلطنة
عمان لتصوير المشاهد الخاصة بالفيلم ,وتحديدا في منطقة (البدية
الصحراوية) ومدينة صور (الساحلية) , إضافة إلى مدينة مسقط العاصمة
, ومن هناك انتقل الفريق إلى أبوظبي ودبي , في دولة الإمارات
العربية المتحدة , لتصوير المشاهد الأخرى
".
مؤكدا : " إن هذا الفيلم يطمح لتطبيق المواصفات والمعايير العالمية
, في مرحلتي الإنتاج والتسويق , ويتعرض إلى قصة واقعية , بأحداث
حقيقية تحصل في العراق, فيها الكثير من الظرافة واللمسات
الكوميدية, إلا أن مجريات الأحداث تأخذ , في كثير من الأحيان ,
مسارات جدية خطرة..".
مضيفا : " ويمزج الفيلم على نحو مبتكر , بين بعض المشاهدات
الواقعية للمخرج الإسباني لاندر كاماريرو, التي قام بتوثيقها خلال
زيارته الأولى إلى بغداد , التي دامت شهراً كاملاً , وبين القصة
التي قام بتأليفها وإنضاج أحداثها ,خلال ورشة كتابة , اشترك فيها
الكاتب العراقي محمد رحيمة , مما أنتج سيناريو يمازج على نحو متقن
بين الواقع والخيال ,ولا تخلو الأحداث حتى من بعض الانعطافات
السوريالية , التي ارتأى المخرج إضافتها للارتقاء بالنوع السينمائي
للفيلم".
ومن جانبه أكد المخرج الإسباني لاندر كاماريرو: " الفيلم يكاد يكون
ديكو دراما , فهو يجمع بين الوثيقة والدراما , وكتب السيناريو وفق
هذا الأسلوب , والذي أسهم فيه وفي كتابة الحوارات باللهجة العراقية
,الكاتب محمد رحيمة والفنان نزار الراوي , حيث يرتكز على فكرة عامة
, تتحرك بشكل يتواءم مع الظرف العراقي الراهن , وجرى تصويره في
بغداد وقرية في إحدى المحافظات الجنوبية, حيث يعد قصة واقعية مموهة
بشكل وثائقي".
مضيفا : " ووفقا للسيناريو فقد جرى تصوير مشاهد من الفيلم خارج
العراق, وقد اخترت بلداناً لدينا معرفة فيها , ومن صوروا معنا
كانوا متعاونين ولطيفين, ومرحبين بفكرة الفيلم , فنحن تعاملنا مع
أناس غير محترفين , أي أناس طبيعيين بمواصفات معينة ,تصلح لمجريات
الفيلم , حيث يظهر فيها بطل الفيلم نزار وهو يبحث عن تمويل لصناعة
فيلم كوميدي, ومهرجان العراق الدولي للفيلم القصير, فتحصل مفارقة
تخص العراق ,حين يبحث عراقي عن تمويل خارجي ,
لمهرجان عراقي يقام داخل العراق
".
مشيرا إلى أن الأحداث في العراق تبلغ 85 بالمئة من القصة ,حيث يجري
انتظار عودة رئيس المهرجان من جولته الخارجية في هذه البلدان, دون
الحصول على تمويل ,ويبقى البطل قلقا ليس لأن المهرجان لا يحصل على
تمويل, وإنما لأنه لم يحصل على أفلام كوميدية لعرضها في المهرجان
".
وبخصوص حاجز اللغة أوضح المخرج لاندركاماريرو : " إن السينما لغة
عالمية ,وهناك قواسم مشتركة بين جميع السينمائيين في العالم , فأنا
لا أحتاج إلى تفاصيل كثيرة , وسبق أن خضت تجربة مماثلة في فيلم
(ماذا عن كولومبس؟) ,عبر خمس جنسيات مختلفة ,ومع ذلك خرجنا بنتيجة
ناجحة جدا
".
ولاندر كاماريرو كاتب ,,ومخرج ,ومنتج سينمائي , ويعمل مديرا لمؤسسة
(برشر فيلمك )ونائبا لمدير (اوفتوبيك السمعبصرية )في إقليم الباسك
في إسبانيا , ومتفرغ حاليا لإخراج الأفلام المستقلة لها ,وعمل كاتب
سيناريو, ومساعد مخرج ,ومخرجا ومونتيرا للتلفزيون الإسباني وإقليم
الباسك .وسبق أن أنجز فيلمين روائيين قصيرين, حصل عنهما على أربع
جوائز , ففيلمه (ماذا عن كولومبس ؟)حصل على جائزتين في كل من
إيطاليا وإسبانيا, والثاني وهو (قصة السياسة ) حاز جائزتين في
ألبانيا والباسك , وهو في طريقه إلى مهرجانات أخرى .أما تجربته
الوثائقية (أصدقاء مقربون ) ,فقد حصلت على عشر جوائز في مهرجانات
عدة. وكل هذه الأفلام تم إنتاجها في نطاق التعاون والإنتاج المشترك
, وفوق هذا وذاك فقد عمل في السينما ,في نيويورك, والهند, وبيرو,
فضلا عن إسبانيا
.
وختم مخرج فيلم ( كوميديا جادة) لاندر كاماريروحديثه بالإشارة إلى
أن" الفيلم يؤدي وظيفتين :إحداهما داخلية تدفع السينمائيين
العراقيين, للعودة إلى استخدام الكوميديا للتغيير,, والثانية
خارجية تهدف إلى عكس صورة أكثر مصداقية وواقعية عن العراق ,وعلى
العكس مما تظهر في وسائل الإعلام , فضلا عن تأكيد وجود حياة في
العراق..". |