أوصلها زوجهارومان بولانسكي إلى النجومية
إيمانويل سيغنر: غالبية المخرجين لا يعرفون ماذا
يفعلون
إعداد: محمد هاني عطوي
في يناير/كانون الثاني الماضي عثرت الممثلة الفرنسية إيمانويل
سيغنر زوجة المخرج الشهير رومان بولانسكي على دور في فيلم "فينوس
في الفراء" أقل ما يقال فيه إنه يتناسب مع مبالغتها في كل ما تقوم
به، خاصة أن الفيلم كان من تأليف وإخراج زوجها المعروف أيضاً
بمبالغته في طرح العديد من الأفكار في أفلامه . لكن الذي يشغل
الممثلة سيغنر اليوم هو الغناء والوقوف وراء الميكروفون، فها هي
تطرح ألبومها الثالث باللغة الإنجليزية بطريقة لافتة للنظر وبعيدة
عن صورة المرأة الفاتنة التي ارتبطت بها منذ بدايات ظهورها، خاصة
أنها مدعومة من قبل الموسيقي الأمريكي آدام شليسنجر الذي اكتشف في
صوتها حساً لا يقل عن صورتها أمام الكاميرا . عن هذه التجربة
الجديدة كان لمجلة "باري ماتش" الفرنسية معها هذا اللقاء:
·
مع أغنية "الحبيب البعيد"، تعودين إلى حبك الأول أغاني الروك
والإنجليزية؟
-أول
أسطوانة أصدرتها كانت كلاسيكية الطابع أما الأسطوانة الثانية، فكنت
أرغب في أن تكون بالفرنسية، لذلك قدمت أسطوانة يغلب عليها طابع "البوب"
لأن في داخلي شيئاً يميل إلى المبالغة والجنونية، ولذلك أرغب في أن
تكون الأسطوانة ميالة لأسلوب "البانك" وهو أمر يجعلني أنتفض من
داخلي على المسرح وبكل عنفواني، وهنا أتذكر المغني ميك جاغر وهو
على المسرح، الذي يحمل "ميكروفون" في جيب سرواله وتجده يتفجر حيوية
ومرحاً وهو في السبعين من عمره، هذا الأمر يعجبني عند مغنيي "الستونز"
فشعارهم الرضا والمرح والفرح، وهي طريقة جيدة للاستمتاع بالحياة
لأننا سوف نموت جميعاً
.
·
لقد أعدت تمثيل رواية "فينوس في الفراء" التي كتبها لو ريد الممثل
ومغني الروك الأمريكي والذي يعتبر واحداً من المغنين المفضلين جداً
لديك؟
-في
المنزل كان والدي يحب الاستماع إلى بريل، وبراسينز، وبياف أما أنا
فكنت في الثامنة من عمري أستمع في زاوية غرفتي إلى أغنية "شرير"
للو ريد لأنني أعشقه، وبالنسبة لي هو الذي ساعدني من خلال أغانيه
على اكتشاف ذاتي، وهذا أمر كان مهماً بالنسبة لي كفتاة في سن
المراهقة . ولقد التقيته مرتين لكنه للأسف توفي في اليوم الذي جئت
فيه إلى نيويورك لتسجيل هذه الأغنية
.
·
كان عمرك 8 سنوات وكنت تحلمين بأن تكوني مغنية؟
-منذ
طفولتي، كنت أود أن أكون مثل ميك جاغر، وليس مارلين مونرو وكنت
أريد دائماً أن أكون مغنية موسيقى روك، ولكن الحياة أخذتني إلى
مكان آخر، ففي سن ال،14 بدأت بالعمل عارضة أزياء وفي سن ال،17
التقيت جان-لوك غودار (مخرج أفلام فرنسي وأحد أبرز أعضاء حركة
الموجة الجديدة السينمائية) وصورت فيلم "المخبر" ثم عملت فيلم
"المحمومة" مع بولانسكي، والحقيقة أنه كانت تسكنني، دائماً رغبة
دفينة تعد المحرك الأول في حياتي وهي الاستمتاع بما أعمله، فالمال،
والنجاح، والجوائز كلها أمور لا أعيرها اهتماماً أبداً ويمكنني أن
أقبل تصوير فيلم ما لمجرد أننا نصوره ونشتغله في مكان جميل . في
المقابل رفضت مشروعات مهمة لأنه كان علي أن أذهب إلى بلغاريا، وقلت
أنني لا أوافق على ذلك إلا إذا كان المخرج هو مارتن سكورسيزي .
ولذلك تجدني لا أشتغل إلا القليل من الأفلام، كما أن مسألة
استيقاظي في الصباح هي الكابوس بالنسبة لي، فضلاً عن أنني أعتقد أن
أغلبية المخرجين لا يعرفون ماذا يفعلون
.
·
كنت من المحظوظات جداً لأنك بدأت العمل في وقت مبكر مع مخرج مثل
رومان بولانسكي، فهل عانيت معه من النظر إليك باستمرار على أنك
لعبته الخاصة التي يتصرف فيها كيف يشاء؟
-في
البداية كان الأمر صعباً لأنني كنت صغيرة السن وهذا يحدث الآن في
بعض الأحيان، ولكنني اليوم أرى الأمر بطريقة أخرى لأنه لا يكاد
يتوقف عن إطرائي ودعمي، والواقع أنني في سن 19 - 20 عاماً، تعرضت
لجرح نفسي ولكن مع مرور الوقت تعلمت كيف تسير الأمور وأن مجرد
تفريغ الشحنة هو أمر إيجابي .
·
ما هي الفرصة التي جعلتك تفكرين جدياً في الغناء؟
-أولاً
استفدت من كوني ممثلة معروفة، في تسجيل ألبوم "ألترا أورانج" في سن
الأربعين، ومنذ تلك اللحظة، بدأ المخرجون ينظرون إلي بشكل مختلف
.
·
الكثير من الممثلين الشبان لديهم عدد من الارتباطات مع الصحافة
ويوقعون عقوداً مع علامات تجارية فاخرة قبل أن يدخلوا عالم الشهرة
. . ما رأيك؟
-لا
أريد أن أكون مجرد معطف يُلبس حيناً ثم يرمى بلا اكتراث . لقد
ساهمت في الترويج لدور أزياء مشهورة مثل "سان لوران"، و"توم فورد"،
و"مارك جاكوبس"، و"سيلين"، و"موسكينو"، و"جاب" . . ولكن في كل مرة
كانت هناك قصة لها علاقة بالفن . ما يزعجني هو أن تصبح الفنانة
سلعة استهلاكية . وبطبيعة الحال كلنا يحب المال، ولكن للأسف أصبحت
السينما مجرد "بزنس" تجارة فقط . وأنا أعاني كثيراً من هذا الأمر
.
·
تحتفلين هذا الصيف بمرور 25 عاماً على زواجك من رومان بولانسكي فما
سر نجاح هذه العلاقة؟
-أعتقد
أنه الحب، ولكن في الحقيقة لا أعرف . فنمط عائلتي كان دائماً عبارة
عن أزواج متحدين، والدي ووالدتي ما زالا سوياً منذ خمسين عاماً،
وتوفي جدي محروقاً ثم لحقته جدتي بعد تسعة أشهر . ولذا أعتقد أننا
مبرمجون كي نكون عائلة موحدة
.
·
لم يعد من العدل أن تستمر الممثلة حتى سن الشيخوخة أمام الكاميرات
فهل تواجهين هذا الأمر برباطة جأش؟
-في
الوقت الراهن، أقول لا بأس، وما زلت قادرة على التحمل، ولكن عندما
سأصبح عجوزاً سأمثل دور المرأة العجوز وأنا لست خائفة من هذا
الأمر، ولا أفكر في ذلك أصلاً ولن ألجأ إلى أشياء غريبة لا تتناسب
مع عمري "كالبوتوكس"، وشد الوجه . أنا أفضل أن يشيخ وجهي بدلاً من
أن أبدو كائناً فضائياً مسخاً
. |