هكذا يتغلّب النجوم على نقاط ضعفهم!
لكل شخص، سواء كان فناناً أو إنساناً عادياً، نقاط ضعف، قد ينجح في
إخفاء بعضها ويبقى بعضها الآخر ظاهراً في تعامله في نطاق عمله أو
في حياته الاجتماعية. وبما أن الأضواء ترافق الفنان في خطواته كافة
الفنية والاجتماعية، من الطبيعي أن تتخذ نقاط ضعفه أبعاداً أكثر
عمقاً، باعتبار أن شريحة واسعة من الناس، إذا لم نقل الجمهور
بأسره، يعرفها ليس من خلال احتكاكه بالفنان بل من خلال الأخبار
والإشاعات التي تحاك حوله...
من لا يخشى على أولاده من المجهول، ومن لا يتمتع بطيبة قلب قد
توقعه في مشاكل لا تحصى، من لا يقلق من الواقع الذي يسيطر راهناً
على الساحة العربية؟ الجميع يتشاطرون هذه الهموم... مع ذلك يكون
لها وقع أكبر عند الفنانين بسبب وهج الشهرة والأضواء الذي يرافقهم
على الدوام. ما أبرز نقاط الضعف عند النجوم؟ سؤال طرحته «الجريدة»
على نجوم عرب وسجلت الأجوبة التالية.
طيبة وقلق وخشية من الاستغلال
أحمد عبدالمحسن
محمد الصيرفي
«نقاط
ضعفي كثيرة أحاول الابتعاد عنها بطريقة أو بأخرى، لكني في كل مرة
أفشل»، يؤكد الممثل محمد الصيرفي موضحاً أن من الخطأ كشف نقاط
الضعف أمام الجميع، لكن البعض يكتشف ذلك من خلال تصرفات الشخص
وممارساته اليومية.
يضيف: «طيبتي المفرطة، أكبر نقطة ضعف تواجهني وتسبب لي مشاكل
وأزمات. أعرف تماماً أن ثمة أشخاصاً لا يستحقون طيبتي وتعاملي معهم
بهذه الطريقة، لكن هذا الأمر طُبع في داخلي منذ الصغر ولا أستطيع
التخلص منه. برأيي، الطيبة المفرطة كارثة بالنسبة إلى أي شخص،
مثلما يحدث معي الآن بالضبط».
يرى الصيرفي أن التخلص من نقاط الضعف غاية في الصعوبة، خصوصاً إذا
تعلق الأمر بنقطة ضعف يراها كثر مفتاحاً للتغلب عليك، يتابع: «أنصح
أي شخص يتعامل بطيبة مع المحيطين به من دون فائدة، بالتخلص منها
بسرعة. حاولت مراراً وتكراراً التغلب على ما في داخلي، لا سيما
أنني أتعرض دائماً للأذى من المقربين مني، لكن تغلب طيبتي على
تصرفاتي. أتمنى إزالة نقاط ضعفي في المستقبل، وأن ينجح كل إنسان في
التغلب على نقاط ضعفه كي لا يستغلها البعض بطريقة سيئة».
فاطمة بوحمد
«لا
أرى نقاط ضعفي وأحاول أن أتجاهلها كي لا أستسلم أمامها»، تشير
المذيعة فاطمة بوحمد موضحة أن لكل إنسان نقاط ضعف قد لا يراها
الآخرون بوضوح، لكنها تكون مصدر قلق وإزعاج بالنسبة إلى الشخص إذا
كشفها أمام الجميع.
تضيف أنها لا تكشف نقاط ضعفها كي لا تصبح حقيقة يصعب التخلص منها،
لافتة إلى أن «تعامل الإنسان مع نقاط ضعفه يختلف من شخص إلى آخر،
فالبعض يحاول كشفها أمام الجميع ليتغلب عليها، وأعتقد أن هذا الأمر
خاطئ. يجب أن تبقى نقاط الضعف بعيدة عن معرفة الناس كي لا تُستغلّ
ضدك».
وترى أن التجاهل الوسيلة الأمثل للتخلص من نقاط الضعف، وتتابع:
«التفكير في نقاط القوة والعمل على تقويتها أكثر ما يشغل تفكيري،
لأنها تكون مفيدة إذا تعاملت معها بطريقة صحيحة، خصوصاً في المجال
الفني والإعلامي. على الفنان أن يفرض نقاط قوته على الآخرين لمنع
أي فرصة للتعدي على حقوقك أو استغلال أي نقطة ضدك، ومن الطبيعي أن
يحافظ الإنسان على نفسه أمام الآخرين».
محمد النشمي
«نقاط
ضعفي تظهر على السطح عبر كتابتي لأي عمل درامي»، يؤكد الكاتب محمد
النشمي مشيراً إلى أن نقطة ضعفه تواجه أي كاتب وأي روائي، وأن
التغلب عليها صعب ويحتاج إلى جهد كبير.
يضيف: «أحد أبرز نقاط ضعفي أنني أحياناً أصل بالأحداث التي أكتبها
في العمل الدرامي إلى نقطة لا نهاية لها ولا حل أو مخرج، لذلك
أستخدم تغيراً محورياً بنفض الأحداث، وصولاً إلى العقدة الرئيسة.
وأعتقد أن هذه المشاكل تواجه الكتاب،خصوصاً الشباب».
يعتقد النشمي أن تعامل الكتاب مع نقاط ضعفهم يختلف من شخص إلى آخر،
كاشفاً أن هذه النقطة ليست الوحيدة لديه، بل ثمة نقاط ضعف كثيرة
يفضل كتمانها خوفاً من تفاقمها مستقبلاً.
يتابع:
«نقاط الضعف موجودة عند كل شخص، حتى الملوك والشخصيات القوية لديها
نقاط ضعف يمكن لأي إنسان الوصول إليها بسهولة، لذلك يجب عدم كشف
نقاط ضعفه الحساسة والمثيرة والتي قد تستخدم ضده في المستقبل، بل
التفكير في نقاط قوته».
خوف من الغد
بيروت - ربيع عواد
أمل بو شوشة
{القلق
من الغد موجود لكن أتسلح بإيماني وبثقتي بنفسي وبمحبة الناس، لتكون
نظرتي تفاؤلية نحو المستقبل}، تقول أمل بوشوشة مشيرة إلى أن
المجهول يرسم علامات استفهام ليس عند الفنان وحده بل عند الناس
كلهم.
تضيف: {يجب ألا نتوقف عند أي مشكلة تواجهنا بل أن نستمر ونفكر بأن
الغد أفضل من اليوم، مع أن الأوضاع غير المستقرة في بلادنا العربية
ومشاهد الدمار والقتل والدماء وتشرد الأطفال والنساء، تجعل أي
مواطن عربي في قلق دائم وفي تعب نفسي، وترسم لدي علامات استفهام
حول المستقبل}.
كانت بوشوشة صرحّت بأنها تخشى المرض وتدعو الله أن يبعده عنها وعن
أهلها وأصدقائها والناس جميعاً، وأن يساعد كل شخص متألم، متمنية
اكتشاف أدوية للأمراض المستعصية التي تتفشّى، بشكل أكبر، يوماً بعد
يوم في مجتمعاتنا.
مادلين مطر
{لا
أستطيع تحمل خسارة أحد أو فراق أعزاء على قلبي}، توضح مادلين مطر
مؤكدة أن السعادة نسبية وأنها تجتهد أن تكون حياتها مستقرة وخالية
من المشاكل والعقبات.
تضيف أن لديها نقاط ضعف كما الجميع، ولا شك في أن الخوف من المجهول
وفكرة خسارة محب أو صديق يخيفانها فضلا عن القلق على المصير في ظل
الأوضاع المتردية التي تواجهها الدول العربية راهناً، {ما يجعل
المستقبل غامضاً، ولا نعرف ماذا يخبئ لنا}.
وعن التصالح مع النفس تقول: {صرت أعرف تماماً ماذا أريد، وأشكر
الله على النعم التي أغدقها علي. أوصلتني خيبات الأمل والدروس في
الحياة إلى السعادة وراحة البال والتصالح مع النفس الذي أعيشه
راهناً».
فيفيان مراد
{أقوي
نفسي دائماً بإيماني، كل إنسان يعاني من نقاط ضعف في حياته، لكن
المهم ألا يدعها تتغلب عليه وبالتالي تؤثر على شخصيته وتجعله غير
سعيد}، توضح فيفيان مراد مشيرة إلى أن ما من أحد لا يفكر بالغد
وماذا يحمل له، لكنها تعمل بما أوتيت من قوة وتجتهد على نفسها
وتقوم بواجباتها تجاه نفسها والمحيطين بها ليكون ضميرها مرتاحاً
دائما.
كانت مراد أكدت أنها تعيش حياة هادئة وطبيعية خالية من المشاكل،
إلا أنها تضعف أمام بعض الأمور من بينها: المرض، فقدان شخص عزيز،
الحروب {لكني أتسلّح بإيماني}، حسب تعبيرها.
جنى
«أنا
إنسانة قوية في الحياة وقلقي على غيري أكثر من قلقي على نفسي»،
تقول جنى مشيرة إلى أن نقاط قوتها أكثر من نقاط ضعفها، لكن القلق
نحو المستقبل موجود دائماً، والخشية على من حولها من أهلها وإخوتها
وأصدقائها، متمنية أن يكون الجميع سعداء من دون مشاكل.
تضيف: «ما زلت في أول الطريق، ومن الطبيعي أن أقلق على مستقبلي
الفني في ظل الاحداث السياسة وتأثير ذلك بشكل مباشر على الواقع
الفني، لكني أتسلح بالأمل وأدعو أن يعم السلام قريباً، وأن يعيش
الناس بطمأنينة وراحة بال»، لافتة إلى أنها إنسانة حساسة وبالتالي
أي مشهد حزين أو خبر يمكن أن يؤثر بها.
الأبناء والعصبية والثقة الزائدة
القاهرة – بهاء عمر
تؤكد رانيا يوسف أن ثقتها ببعض من تعرفهم إحدى أهم نقاط ضعفها،
مشيرة إلى أن تجربة العمل والحياة علمتها ألا تمنح ثقتها لأحد قبل
فترة زمنية طويلة كي لا تتعرض للخداع.
تضيف أن مشاكل كثيرة تعرضت لها في حياتها بسبب تصديقها كلام بعض
المخادعين لكن {لا أحد يتعلم بسهولة}، وكان يجب أن تتعرض لتلك
المواقف لتعرف نقطة ضعفها وتعالجها، موضحة أن ذلك لا يعني أنها لا
تثق بأحد، بل تجعل العلاقات تسير في مسارها الطبيعي وتتطور وتتكون
الثقة بمرور الزمن.
تتابع أن بناتها من بين نقاط ضعفها وهدفها في الحياة إسعادهن، لذا
مجرد الشك في احتمال تعرضهن لمشكلة أو خطر يثير الخوف في نفسها،
ويظهر ذلك واضحاً في تصرفاتها، ويلاحظه المحيطون بها.
استغلال ورهبة
يقول هاني رمزي إن أولاده وزوجته وأفراد أسرته هم نقطة الضعف التي
استغلها بعض المنتمين إلى تيار ديني متشدد أثناء وجودهم في الحكم،
فهددوه بإيذائهم بسبب مناهضته لسياستهم، مشيراً إلى أنه كان يتمسك
بإيمانه لحفظ أولاده وأسرته والبقاء إلى جوارهم قدر المستطاع
والاطمئنان إلى تحركاتهم.
يضيف: {قد يظن البعض أن تلك نقطة ضعف لكنها في الواقع نقطة قوة،
لأن الأسرة والأولاد مع الأصدقاء المخلصين هم السند الحقيقي الذي
يبقى من رحلة الحياة والعمل، وبالتالي الخوف عليهم والعمل على
رعايتهم وتجنب كل ما يمكن أن يهددهم... كلها أمور تجعل الإنسان
قوياً بهم وبدعمهم، مؤكداً أن الشخص، سواء كان فنانا أو رجلا
عادياً، مهما حاول أن يكون إلى جوار أبنائه، سيشعر بالتقصير لأنهم
الطاقة التي تمكنه من التغلب على مصاعب الحياة.
يكشف محمد هنيدي أن نقطة ضعفه تتمثل في رهبة الأماكن المرتفعة، وهو
ما يبدو محرجاً للغاية في أوساط من لا يعرفونه عن قرب، ورغم
محاولته التغلب على ذلك ليتحرك مع أولاده بحرية في أماكن مختلفة،
إلا أنه يراعي بشتى الطرق أن يكون بعيداً عن الأماكن المرتفعة.
يضيف أن زوجته تساعده في إخفاء هذا الأمر عن أولاده، ويتعاملان معه
باعتباره مسألة مضحكة، لافتاً إلى أن بعض أصدقائه رتبوا {مقالب}
قادته إلى أماكن مرتفعة، وبعد أن ينتهي الموقف، كان يشاركهم الضحك
من خوفه ورهبته، ويتابع: {كل محاولاتي للتغلب على نقاط ضعفي هي
تجنب الوجود في تلك الأماكن وليس أكثر}.
بكاء الأطفال
توضح روجينا أن بكاء الأطفال أكبر نقطة ضعف في حياتها، وهي توقف كل
ما تفعله في سبيل إرضاء الطفل الذي يبكي، وتحاول ترجمة محبتها
لبناتها مع المحيطين بها ممن هم في سن أصغر.
تضيف أنها تشعر، لاإرادياً، عندما تسمع بكاء طفل، بمدى قسوة من
تسبب في غضبه، وتمارس دورها في رفع الظلم، خصوصاً أن الأطفال، رغم
{شقاوتهم} ولعبهم، ليسوا معبأين بالكره والظلم.
وتشير إلى أن الأطفال المتسولين في الشوارع يثيرون بكاءها، وتحاول
قدر الإمكان مساعدتهم كلما كان ذلك ممكناً، إلا أنها لا تريد
الإفصاح عما تقوم به كي لا يذهب أجره وثوابه.
بدورها تعتبر منة فضالي العصبية نقطة ضعفها التي تسبب في مخاصمة
بعض من لا يعرفونها، فضلاً عن الإشاعات التي تُروّج عنها، وتقول:
{يردد البعض أنني مغرورة وغير ملتزمة بالعمل، في حال كان ذلك
صحيحاً، فلماذا يستعين بي المخرجون والمنتجون، وهل ثمة من يسعى إلى
الخسارة فيتفق مع فنان غير ملتزم؟}.
أما وفاء عامر فتعتبر أن ابنها نقطة ضعفها وأهم شخص في حياتها، وله
عليها حقوق تحاول منحه إياها في الوقت الذي تخصصه له وحده، موضحة
أن إحدى سلبيات العمل في الفن عدم البقاء مع العائلة باستمرار. |