عروس النيل تدعو للسيسى وتعتبر نفسها من جنود
عبدالناصر
لبنى عبدالعزيز:ما أقدرش أتحمل الحالة «السبكية»
اللى احنا فيها
حوار: ملك عبد العظيم
لا تملك وانت جالس معها إلا أن تشعر بأنها بريئة كبراءة الأطفال
وانسانة رقيقة تعشق مصر، رغم أنها تقول عن نفسها:(أنا ست عجوزة)
ولم يزدها فراق بلدها الذي طال 28 عاما إلا شوقا وشغفا وعشقا
ووطنية لتراب محبوبتها مصر وأهلها.. انها الفنانة القديرة لبني عبد
العزيز عروس النيل.
28
عاما قضتهم في الولايات المتحدة الأمريكية حيث
سافرت مع زوجها الطبيب»اسماعيل
براده» في
أواخر عهد الرئيس جمال عبدالناصر. وعادت لتشهد نهاية عهد الرئيس
الأسبق حسني مبارك.وعاشت الألم والخوف في فترة حكم الرئيس السابق
الدكتور محمد مرسي، حيث قررت البقاء في مصر بعد وفاة زوجها منذ
أكثر من عام. وقبل أن ينتهي حواري معها همست في أذني قائلة: لن
أترك مصر مهما حدث وسوف أعيش وأموت فيها... الحوار مع عروس النيل
ممتع.
·
كيف تعيشين حاليا؟
صمتت لثوان ثم أجابت: ربنا
مخلي باله مني، ربنا مخلي باله مني.
·
لمن أعطيت صوتك؟
المشير عبدالفتاح السيسي. وهو كان أملي طوال الفترة الماضية.
وعندما كان يتحدث كنت أشعر بارتياح، فهو لا يصرخ ولا يهول ولا
يستعمل كلمات غير مفهومة ويتكلم بهدوء وبعد تفكير.
·
هل هذا كاف لتصوتي له في الانتخابات؟
لدي إحساس أن هذا الرجل رجليه ثابتة على الأرض .. متينة ، هو صامد
رغم الصورة الناعمة الحنونة التي تبدو عليه، كما أشعر أن عيونه
تنظر في الداخل وفي الخارج فهو يعرف ما الذي يريده العرب وماذا
يفعلون وما الذي يفعله الفرنسيون والألمان عاملين إيه وماذا يحدث
في ليبيا والأمريكان ناويين علي إيه. أعني أنه ثابت علي أرض مصر
لكن عقله بيلف العالم.
·
إن جاز لك النصيحة .. بماذا تنصحين «السيسي»؟
لا أستطيع أن أنصحه. لكن أقدر ادعي له.
·
كيف تفرقين بين الرؤساء .. عبد الناصر والسادات ومبارك؟
أنا بحب عبدالناصر جدا لعظمته وحبه لبلده ووطنيته.
·
وماذا عن أخطائه؟
هو ارتكبها آه، لكن بحسن نية. ارتكبها وهو عايز يعمل حاجة فعملها
غلط. الوقت ، وطول الوقت عنده مشاريع، طول الوقت بيفكر وغلط كتير،
فمن لا يعمل هو الوحيد اللي مبيغلطش.
عبد الناصر غلط لكني أحبه جدا واعتبر نفسي من جنوده، عظمته وطنيته
الكاريزما بتاعته رج العالم .. العالم، آسيا مشت وراه، أفريقيا
مشيت وراه، أمريكا تخشاه، أوروبا تحترمه، يعني كان رجل دولة بمعني
الكلمة وهو الوحيد الذي وحد العرب.
أما السادات ماحدش يقدر ينكر مزاياه فهو كان سياسي كبير ومخه كبير
وذكي جدا ولا يصطدم مثل جمال عبدالناصر، السادات كان يعرف يساير
ويلاغي الناس بلغتهم وبذكاء الثعلب. وأحترمه جدا جدا وأحبه برضه
لكن أول حب لي هو جمال عبدالناصر - وضحكت-.
ومبارك غلط لما خلي سيطرة رجال الأعمال تآكل البلد وساب الشعب
مسألش فيه، لكن غير كده يهيألي أنه رجل وطني وكافح وخدم البلد
واتظلم من ناسه اللي كانوا حواليه لأنهم كانوا غير وطنيين. لكن
مفيش شك انه غلط وأخطأ وزودها كمان. مفيش شك انه حب الكرسي أكثر من
اللزوم.
·
ألم يكن عبدالناصر هو سبب خروجك من مصر؟
صحيح لكن مش بشكل مباشر، يعني مش هو شخصيا لأنه كانت بينه وبيني
علاقة كويسة (وكل
مأشوفه يشاغلني)،
وإنما كانت حكومته هي سبب سفري إلي أمريكا مع زوجي الدكتور إسماعيل
براده الله يرحمه.
·
هل كنت تلتقين والرئيس عبدالناصر؟
نعم قابلته حوالي 4 مرات، قدمته مرتين في الجامعة الأمريكية طلبوا
مني أقدمه، وبعدين إداني «نيشان»،
وبعدين شفته مرة رابعة في حفلة أو مناسبة، يعني شفته كذا مرة وكان
كل لما يشوفني يقول لي: انت
شقية. فأقول له: أبدا
يا فندم
وشفت السادات مع موسي صبري وكان موسي يقول لي كده برضه. وعملت
حديثا مع السادات
·
كيف كانت حكومة عبدالناصر سببا في خروجك من مصر؟
مسكوا اسماعيل في الشارع وخدوه عندهم وبعدين خرجوه الساعة 12
بالليل. بعدها علطول قال لي لازم أسيب مصر وكنا متجوزين من شهور
قليلة.
·
من حرص علي وداعك قبل السفر؟
حليم وراجل مهم في الوقت ده مش فاكره اسمه، ودعونى في الثالثة
صباحا لأن طيارتي كانت 7 الصبح. وحليم ساعتها قال لي أوعديني إنك
هترجعي تاني. فقلت له راجعة وفعلا كنت ناوية أرجع وكنت مسافرة
أوصله بس لكن هو قال لي متسيبنيش وتسافري فكان لازم اختار.
·
واختارتي الحب؟
مش بس الحب، كمان الالتزام لأني مكنتش أقدر أعمل الاتنين، المهنة
والحياة الزوجية. يعني مقدرش أخلي بالي من بيتي وزوجي وأسافر أشتغل
وأرجع، كان صعبا.
·
ما سبب القبض علي الدكتور اسماعيل؟
قالوا له جالنا بلاغ انك قلت حاجة عن الريس، وقتها كان الجو مكهرب.
·
وكيف تركوه؟
والدي كان صحفيا في الأهرام وكان يعرف ناس كبيرة هم اللي طلعوه بعد
ساعات. فجالي البيت وقال لي مش هقعد في البلد دي.
·
ذكرتي لي إنك من جنود عبد الناصر .. ماذا تقصدين؟
أقصد اني كنت أعمل ما هو لصالح البلد فمثلا طلب مني «عبدالقادر
حاتم» أن
أعمل برنامج موجه لاسرائيل والخارج وبعد ما عملته كان في اجتماع
للإذاعة وكان كل الناس كبيرة إلا أنا كان عمري 15 سنة تقريبا.
فنادي علي عبدالقادر وقال لي:عبدالناصر
هيديكي نشان، حتي أنا قلت له: ليه! وأنا
مخضوضه فرد: ليه
.. حد يقول ليه؟ المهم أنا كنت أقول معلومات وأسرار عن اسرائيل
والجيش الاسرائيلي. فأنا كنت أخدم عبدالناصر.
·
هل طلب منك عمل شيء آخر غير هذا البرنامج الاذاعي؟
أيوه عندما طلب لي اسماعيل فيزا كانوا رافضين في الإذاعة، وساعتها
أمين حماد رئيس الإذاعة والتليفزيون قال له: إزاي
تسافر والريس هو اللي قال تعمل برنامج في التليفزيون.
·
برنامج تليفزيوني؟
نعم. كان اسمه «الغرفة
المضيئة» من
إعداد مفيد فوزي وكنت عملت منه نحو 4 حلقات، وكان ناجحا جدا.
·
من الذي أخبرك برغبة الرئيس في عملك برنامج تليفزوني؟
أمين حماد رئيس الاذاعة والتليفزيون قال لي كده بالضبط: الريس
عايزك تعملي برنامج تليفزيوني. فقلت له: يا
فندم أنا العربي بتاعي تعبان ومكسر، وبعدين في السينما قالوا لي
مينفعش أعمل حاجة تانية مع التمثيل، ولسه متجوزة. فقال للريس. وبعد
كده كلموني تاني وعملت البرنامج، قصدي ال4 حلقات وسافرت مع اسماعيل.
·
وذكرتي في حديثنا هذا أن الكرسي له لعنه تصيب من يجلس عليه .. ما
مدي تأثيره علي السيسي إن جاء في رأيك؟
لا .. لا .. لا.
·
لم لا؟
لأن التدين العميق سيطغي علي إي إغراء سيحدثه الكرسي. وأنا عندي
إيمان أن الراجل ده بينه وبين ربنا عمار. واعتقد ان ربنا هيصونه
ويحفظه من كل سوء وبالذات من سوء الكرسي وسوء السلطة إن شاء الله.
·
ما هي الظروف أو الأسباب التي تدفعك لترك بلدك مرة ثانية والعودة
إلي أمريكا؟
لا .. لايمكن أسيب مصر أبدا. لا يمكن ولا شيء يخليني أسيب بلدي.
لازم أموت هنا.
·
وإن حدث لا قدر الله وخاب ظنك؟
طبعا أنا مع الحق.. مع بلدي أولا وأخيرا. يعني أنا مع الشخص ده
لأنه مع بلدي النهاردة وإذا اتقلب ضد بلدي هتقلب ضده.
·
كيف كان موقفك من قرار منع عرض فيلم»حلاوة
روح»؟
موافقة.
·
لماذا؟
لأن الفيلم عبارة عن تقليد أعمي. فهو مأخوذ من فيلم»مالينا» وهذا
الفيلم كان رمزا لإيطاليا أيام الفاشية والحرب العالمية الثانية.
وكان بيظهر إزاي إيطاليا اتبهدلت، وكانت الست اللي بترمز لإيطاليا
كانت متزوجة ومستقيمة ولما زوجها راح الحرب، اتفرتكت الدنيا وطمعوا
فيها وده اللي حصل. لكن الفيلم المصري أخذ الفكرة وشلفطها.
احنا نسينا احنا مين. يعني احنا بننسي احنا مين. احنا شعب شرقي.
احنا الشرق، احنا عرب مسلمين.
·
عشت في أمريكا عشرات السنين وتقولين: نحن
عرب شرقيون مسلمون؟
الجميع بيقول عني خواجية وفاكرني «متأمركة» لكن
رغم اني عشت في أمريكا مانساش الحكاية دي أبدا أنا بنت شرقية مصرية
مسلمة – وضحكت
قائلة – ست
عجوزة زي بعضه. لكن متربية علي الأصول دي وما عملتش أي فيلم أتكسف
ان أي حد يتفرج عليه هو وأولاده.
·
لكن السبكي رفض قرار المنع ويدافع عن الفيلم؟
اسمحي لي أنا مقدرش أتحمل الحالة السبكية اللي احنا فيها دي. مش بس
في السينما، في الشعب كله. وبعدين يظلموا الشعب ويقولوا الجمهور
عايز كده وده مش صحيح أبدا.
·
هل انت راضية عن حال السينما؟
عموما لا. لكن ده ما يمنعش ان في عناصر تأمل انها تعيد مجد السينما
المصرية لما كانت عليه وتنافس السينما العالمية. احنا كنا في وقت
بنافس الفيلم الهندي في الانتاج وكنا بنعمل 150 فيلما في السنة،
وكان الهنود بيعملوا نفس العدد.
النهارده بنعمل 15 فيلما للسبكي. فأنا معرفش الأستاذ السبكي ولا
قابلته لكن كل لما أفتح التليفزيون ألاقي حاجة بزيئة تخليني أغير
القناة بسرعة.
إما رقص بلدي إما إيحاء بحاجة واطية ومخلة يعني محبش أبدا ان
أولادي يشوفوا فيلم زي ده ويقولوا ماما بتشتغل في السينما المصرية
ودي السينما المصرية دلوقتي.
·
هل أنت راضية عن المرأة في السينما المصرية؟
المرأة للأسف تتعرض للإهانة وبينزلوا من قيمتها في الأفلام
ويظهروها مجرد جسد فقط زي الاخوان كده. رغم ان المرأة قامت بأهم
دور في ثورة 25 يناير وفي الاستفتاء علي الدستور حتي انها تجاوزت
دور الرجل في هذه المرحلة ولها كل الاحترام والتقدير. فالنظرة
للمرأة المصرية لما تطلع كجسد فقط مهينة، ويبقي جرحني كأمرأة شرقية
وكمسلمة. وبعدين لا في تمثيل ولا إخراج ولا موسيقي يعني مفيش أي
عنصر من العناصر اللي تكون فيلما عظيما.
وماذا عن المسرح الذي تعشقينه؟
شايفاه بيعرج ومش بيعرج بس لا دا رجليه مكسورة وإيده مكسورة زي كل
شيء في مصر. ينقصه الكثير عشان يجذب جمهوره الكبير اللي تضائل.
وشايفه ان الفن الوحيد المشرف حتي الآن هو الأوبرا. |