استضاف مهرجان كارلوفي فاري في دورته التاسعة والأربعين (4 ــ 12
الجاري) الممثلة والمخرجة الايطالية آسيا أرجنتو (1975) التي
اشتهرت بأدوارها في أفلام كبار السينمائيين، من أبيل فيرارا الى
أوليفييه أساياس مروراً بكاترين بريا، فطوني غاتليف وصوفيا كوبولا.
كانت أرجنتو، وهي إبنة مخرج أفلام الرعب الايطالية داريو أرجنتو،
في التاسعة عندما وقفت أمام الكاميرا للمرة الاولى. عاشت طفولة
صعبة وقاسية، محاولة الفوز بانتباه والدها، البعيد دائماً، المنشغل
أبداً. لم يلتفت لموهبتها الا عندما بلغت السادسة عشرة، فأسند
إليها دوراً في فيلمه "أصدقاء القلب".
كتبت أرجنتو الشعر، عزفت الموسيقى، تشبعت بالثقافة المضادة على
أنواعها، عانت أشكالاً مختلفة من التهميش والفوبيا، تمرّدت كثيراً،
مثلت بلغات ثلاث، ولم تتوانَ عن اجتياز الأطلسي لترمي نفسها في حضن
مخرجها المفضل أبيل فيرارا. أخرجت ثلاثة أفلام، آخرها، "سوء
الفهم"، عُرض في مهرجان كانّ الأخير خارج المسابقة. في لقاء
"النهار" معها، كشفت انها توقفت عن التمثيل وان الحكمة والمصالحة
مع الحياة دقتا أخيراً أبوابها.
■
أنتِ غائبة منذ عشر سنين عن الاخراج السينمائي. كل هذا الوقت كي
تنجزي فيلمك الثالث "سوء الفهم"؟
-
السبب الأول هو انني تزوجتُ ورزقتُ بطفلي الثاني. الزواج يضعك في
حال من الجمود. لكن، مهلاً، لا تعتقد انني كرستُ كلّ وقتي للاهتمام
بطفل. أجريتُ الكثير من الأبحاث. ثم، كانت فترة انتقالية في حياتي
رحتُ أتأمل خلالها في نوعية الأفلام التي يجب ان أنجزها. نضجتُ على
المستوى الانساني، وصارت لديّ رؤية اخرى للسينما والحياة. ابحاثي
لم تتمحور على السينما فحسب، بل شملت الموسيقى والأدب. هكذا عملتُ
دائماً. اعتبر ان الفنون كلها تجتمع لبعث الوحي فيّ. قد أستلهم من
كتاب أو من أغنية أو من حوار أو من غرافيتي على جدار. سواء مثّلتُ
أو أخرجتُ، أشعر دائماً بأنني وسيط. هناك شيء أهم وأقوى مني يجري
تناقله من خلالي. العمل الفني، ولا سيما السينمائي، خلافاً لما
يشاع، لا ينتمي إليَّ فقط. في السينما، أحاول ان انسى ما اعرفه وما
تعلمته طوال سنوات عملي. الدروس التي تعلمتها تجعلني، بلا شكّ،
أكثر ثراء كوني أمتلك حداً أدنى من الفضول، ولكن أحاول ان أرميها
خلفي طمعاً بتجاوز ما أنجز من قبلي. ليس هدفي البتة ان أخرج فيلماً
"على طريقة فلان"، عملي لا ينطوي على غمزات لأعمال خالدة في سجل
السينما الايطالية، كما قلت سابقاً، أستزيدُ ثم أفرّغ، وما يبقى
فيّ بين المرحلتين هو السينما التي أنجزها.
■
هل هناك أفلام عن الطفولة أحيت فيك الرغبة لانجاز هذا الفيلم؟
للتذكير، بدأتِ مسيرتك وأنت ممثلة طفلة...
-
تماماً. بصراحة، أحبّ العمل مع الأطفال. هناك أفلام لا يمكن أن لا
تذكرها عندما نتكلم عن سينما المراهقة أو الطفولة، من مثل "الحياة
الماجنة" لفرنسوا تروفو، وطبعاً فيلم "سوء الفهم" للويجي
كومنتشيني، الذي أستعرتُ منه العنوان، حطّم قلبي حين شاهدته للمرة
الاولى طفلةً. هناك ايضاً "أولاد الجنة" لمارسيل كارنيه. آه، هناك
ايضاً شريط ألهمني كثيراً هو "خارج الأزرق" لدنيس هوبر. العمل مع
الأطفال أسهل لي من العمل مع الكبار. فيلمي ما قبل الأخير، قبل عشر
سنين، كان مع الأطفال، وفيلمي المقبل بطلته مراهقة. منذ سنوات وأنا
اعلّم التمثيل للصغار. حتى في الحياة، أجد سهولة في التواصل مع
الأطفال، كونهم مباشرين. اذا عاملتَ الطفل بنزاهة، فسيكون نزيهاً
معك. الأطفال لا يزالون يملكون شيئاً نفقده نحن الكبار مع الوقت.
وهذا الذي فقدناه شيء مقدّس، قوة عظمى. عالم الاقتصاد والصناعة
الذي نعيش فيه انتشلنا من الحلم وجعلنا ماكينات. لم يعد لدينا هذا
الشيء الطفولي في دواخلنا. رغبتي في العمل مع الأطفال لعلها تأتي
من هنا. تكاد تكون عملية تطهير لذاتي.
■
كيف عملتِ معهم؟
-
لا أعمل استناداً الى السيناريو. تنطلق أساليبي من الرغبة في أن
يتعرف أحدنا إلى الآخر. قبل التصوير، واظب هؤلاء الأطفال على
زيارتي والبقاء في منزلي لفترة من الوقت. كانوا يأتون من دون
أهاليهم يوم الجمعة ويغادرون الأحد. فقط هم الـ12 وأنا. هكذا
تعارفنا.
■
هذا الفيلم أقرب الى ذوق الجمهور العريض من فيلميك السابقين،
وأيضاَ أقل صعوبة. هل انت مدركة لذلك؟
- (ضحك).
لم أفكر بهذه الطريقة، وإن كان صحيحاً ما تقوله. فيلمي الأخير
كمخرجة، كنت في الثامنة والعشرين عندما أنجزته. كنت غاضبة ومتمردة
واشعر أن العالم أجمع لا يفهمني. كأنني أنجزتُ "سوء الفهم" كي
لأنتقم لماضيّ وليتبدد هذا الشعور في داخلي. في غضون ذلك، تغيرتُ
وصرتُ شخصاً آخر، بتُّ أقبل ما لم أكن أتقبله في ما مضى. ولكن، مرة
أخرى أردد، لم أفعلها عمداً. لم أخطط لفيلم يكون أكثر انفتاحاً على
الجمهور العريض، مع ايماني بأن الخط الفاصل بين السينما الفنية
والتجارية رفيع جداً.
■
ولكن، على الرغم من بلوغك مرحلة أخرى من النضج، ارى انك لا تزالين
تلبسين تي شرت "تباً للجميع" (فاك افريوان").
- (ضحك).
أعتقد ان من الضروري ان نستمر في رفع أصواتنا ضد الجهلة. أقصد
أؤلئك الذين يتجاهلون أساليب حياتية اخرى، ثقافات اخرى. في هذا
المعنى، نعم: تباً لهم وللجميع! تباً للذين يشعرون بالفخر لأنهم لا
ينظرون الى أبعد من باحة منزلهم. تباً للنظام القائم وتباً
للسيستام!
■
ما المكتوب على ذراعيك؟ هل هو بالبرتغالية؟
-
نعم. "حقيقة وثبات". هاتان الكلمتان تعنيان لي الكثير، وللأسف لا
أستطيع شرحهما الآن. أحيا من خلالهما. سقط عليّ هذا الوحي قبل أن
أبدأ بتصوير فيلمي الأخير، وعندما كنت أدرس عن إحدى الثقافات
القديمة المنقرضة. كتبتهما بالبرتغالية لأنها من غابات الأمازون.
هذا محفّزي الآن. علّمني ان ما يجب ان أكونه ليس بالضرورة ما
يمكنني ان أكونه. تعلمتُ أن اتخلى عن فكرة العيش في الخوف. انها
فكرة حولتني كثيراً. وهذا الفيلم هو ثمرة التحول الذي شهدته حياتي.
لذا، أريد ان أعتبر ان هذا أول فيلم في حياتي، كونه حوّلني بطريقة
جذرية من شخص الى آخر.
■
للمناسبة، ما رأيكِ بالتيارات النسوية التي تستعين بالعري لايصال
صوتها؟
-
كمرأة، لا مشكلة لي مع العري. لكن كلّ شيء يتوقف على النحو الذي
يُستخدم به والهدف الذي يخدمه. المرأة لا تزال محل رغبة وكبت في
عالمنا. اشبّهها بمستوعب فارغ يرمي فيه البشر فانتازماتهم. استخدام
العري سلاح ذو حدين؛ من جهة يتيح للمرأة أن تحقق ذاتها وتؤكد
طموحها بتجاوز الأعراف البالية، ومن جهة ثانية يلبي استيهامات
الرجل. فهذا الجسد الفاني الذي يغلّف أرواحنا لا يزال نوعاً من
تابو الى يومنا. أسأل نفسي كم من التابوهات علينا تحطيمها، وكم من
الوقت سيستغرق تحطيمها. التابو يأتي نتيجة خوف معين. لِمَ يخاف
الناس من العري؟ سؤال ليس له جواب عندي.
■
ما الذي يلبي طموحك اليوم، الإخراج أم التمثيل؟
-
الإخراج طبعاً. حالياً، توقفتُ عن التمثيل. استكشفتُ انواعاً عدة
من الفنّ، كان التمثيل أحدها. حاولتُ الموسيقى والتصوير
الفوتوغرافي وتصميم الأزياء. العظيم في الاخراج انه يتضمن هذا كله.
فأنت شاعر وتقني معاً. المخرج فنان بـ 360 درجة.
■
ولكن، هل أنتِ جدية في رغبتك التوقف عن التمثيل؟
-ـ
نعم. توقفتُ عن التمثيل في السنة الماضية. حسمتُ قراري. كان
التمثيل خيبة في حياتي. الآن أفكر في ما يجب أن أفعله وليس في ما
أنا قادرة عليه. لم أكن فرحة كممثلة. سعيدة جداً بكل الأفلام التي
لعبت فيها أدواراً، ولكن 30 سنة تمثيلاً، هذا كافٍ. حالياً أشعر
بأنه يجب ان أنكبّ على كل تلك القصص التي تصلني وتنتظر مني ان
أنقلها الى الشاشة. في هذه المرحلة بالذات، لا يتناسب التمثيل مع
حياتي الروحية ومعتقداتي. المستوعب الذي يرمي فيه الناس
استيهاماتهم ينطبق ايضاً على التمثيل. لا أريد ان أكون في هذا
المستوعب حالياً. الى ذلك، مسألة الايغو مشكلة حقيقية تأكل الممثل
من الداخل. لم أعد قادرة على التحمل!
■
حتى اذا طلب أبيل فيرارا منك العودة عن قرارك؟
ــ مثلتُ في فيلمين له. نحن صديقان. أفضّل ان أكون مساعدة له على
أن أمثّل في أحد أفلامه.
■
ما مكانة الدين في حياتك، هل انت مؤمنة؟
-
أؤمن بكلّ شيء. أؤمن بأن الله ليس أنا. هذا اولاً. فهمتُ يوماً ان
الله ليس أنا. الله هو الطبيعة، الله هو أنتَ. اذا أنت موجود
والطبيعة موجودة، فهذا يعني ان الله موجود. أؤمن بوجود شيء رفعني
وحماني طوال حياتي وجعلني أصمد امام الصعوبات. أنا مدينة لهذه
القوة العليا. وهذه القوة موجودة في كل الديانات. انه الله بحسب
وعيك وفهمك.
■
هل تجدين انك تنتمين الى تقليد معين مرتبط بالسينما الايطالية؟
-
كنت كذلك، لكن الآن لا. لا أخفي ان السينما الايطالية ألهمتني
كثيراً عبر الماضي. أتكلم عن سينما الستينات، يومها كانت لنا سينما
حرة. الغريب في "سوء الفهم" انه ينتمي جمالياً الى الستينات، أمّا
على مستوى الحوادث فهو فيلم ثمانيني. يعتقد المرء للوهلة الاولى
انه امام فيلم من نوع علم الخيال. في الحقيقة، لستُ فخورة كثيراً
بالسينما الايطالية اليوم. هناك بعض السينمائيين المهمين لكنهم
قلة، خلافاً للحركة التي كانت في الماضي. وزارة الثقافة الايطالية
لم تعطنا فلساً واحداً لنستثمره في الفيلم، علماً اننا كنا نعرف ان
هذا الفيلم سيمثل ايطاليا في الخارج، ولم يكن مصيره ان يولد ويعيش
ويموت في ايطاليا كما الحال مع معظم الأفلام الايطالية. ليس لديّ
وساطات ولا أعرف هذا او ذاك من السياسيين والمتنفذين، لذا لم أنجح
في جذب انتباههم. لكنني فخورة جداً لكوني خارج هذه الحظيرة. لا
أريد ان أنجز أفلاماً محصورة في جغرافيا معينة، تهمّني الأفلام
المهاجرة.
hauvick.habechian@annahar.com.lb
خارج الكادر - إنقلاب ايليا سليمان
هـ. ح.
فيلم ايليا سليمان يُعَدّ انقلاباً في المشهد السينمائي العربي. هو
من الأعمال القليلة التي تتناول الواقع الفلسطيني من دون شعارات او
قبضات مرفوعة لتحرير الأراضي المحتلة، مع ان الحوادث تجري في هذه
البقعة الجغرافية المتوترة والساخنة. علماً ان هذه الجوهرة ما كانت
لتظهر الى العلن لولا الدعم المادي والمعنوي للمنتج الفرنسي
المنتحر أومبير بالسان (1954 - 2005). "يد الهية" أحدث فتحاً في
مهرجان كانّ عام 2001 حيث نال جائزة لجنة التحكيم، وهذا ما شرّع
الأبواب أمام سليمان ليصل الى شريحة أوسع من المشاهدين، فتحول فجأة
الى مخرج عابر للقارات، مع انه لم يقدم أيّ مساومة جمالية ولم يلجأ
الى ايّ تنازل عن اقتناعاته السياسية. بيد ان العالم استوعب جيداً
هذه الرؤية لفلسطين ونضالها المستمر منذ عقود. استند سليمان الى
الرواية الفردية التي يتعاطف معها كل انسان، بعيداً من سينما
المواقف وردود الأفعال، وارتقى الى لغة بصرية متماسكة عبّر خلالها
عن رغباته واحلامه. مع سليمان، ازدادت قيمة الفكرة التي مفادها ان
المحلية هي العالمية.
"يد
الهية" قصيدة سينمائية استمع سليمان من أجل تأليفها الى همسات
القلب أكثر من استماعه الى صراخ المنصات. يا له من موزاييك لوّنه
بريشة مغمسة في الفكاهة والعاطفة والخيال والرؤية المتفلتة من كل
حدّ. كل شيء يبدأ مع مجموعة شبان يطاردون بابا نويل، قبل ان
يطعنوه، في واحدة من اروع اللقطات السينمائية على الاطلاق. في هذه
الافتتاحية ذات النكهة الغريبة، عبّر سليمان عن رغبته في قتل الأب
السينمائي. في استمرارية لهذا المشهد الرمزي، نكتشف في اللقطة
التالية كاهناً يعبر بسيارته زواريب الناصرة موجّهاً شتائمه الى كل
من يعترض طريقه، ملقياً عليه التحية. الكاميرا داخل السيارة، ووحده
المشاهد يسمع الشتائم. الأب، أبو الشخصية التي يضطلع بها سليمان،
حاضر بقوة في الفيلم، فهو بجسده الضحل مرمي على فراش احد
المستشفيات في انتظار الموت، او في انتظار ان يقوم مجدداً، تماماً
كقيامة البلاد التي يعيش فيها.
اللقطتان، المؤسستان لأسلوبية سليمان، اللتان تسبقان الجنريك،
تنبئان المشاهد بأنه يدخل الى مساحة جغرافية لا مكان فيها للأوهام.
بهذه النبرة التهكمية، التي يكرسها منذ الدقائق الأولى، يتابع
سليمان فيلمه واصفاً الحياة اليومية في الناصرة وجوارها بستاتيكية
لا تحتاج الى حوارات كثيرة، ذلك ان سينماه اصلاً لا تؤمن بالكلام.
فهذه سينما تصوّر ناساً افتقدوا في ما بينهم الروابط الاجتماعية
التي لم يبقَ منها الا الفراغ والملل والضجر، وسليمان حريص على ان
يُرينا هذا الجانب بكادرات ثابتة نادراً ما يحتوي الواحد منها على
أكثر من شخص. عدم اللجوء الى الكلام، لسليمان نظرية اخرى في شأنه:
كونه لم يتبع دراسات أكاديمية ولم يتعلم تاريخ السينما، دخل المجال
السينمائي بالسذاجة نفسها التي صنع بها روّاد السينما أفلامهم.
سينما سليمان، التي ترتكز على عوامل الترداد والتكرار والتنويعة،
تضع تجليات العنف في المأزق الفلسطيني جانباً، لتصف الحالة التي قد
تنتج من هذا العنف عبر مجموع شخصيات حكم عليها ان تتحرك ضمن مسافات
ضيقة لا تستطيع تخطيها. لكن التكرار هنا ليس فقط أسلوباً، بل رغبة
في خلق شيء تأملي في الصورة. التكرار هو ضرب متوازن. عندما يضرب
أحدهم بيده على الطاولة برتابة معينة، وذلك أكثر من مرة، يخلق
نوعاً من الايقاع، باعتبار ان الضربة الثانية التي هي بحجم الضربة
الأولى تبني على الأولى أو على الصدى الذي يصدر منها.
لا حقائق جاهزة في سينما سليمان، لا في هذا الفيلم ولا في غيره.
بالنسبة اليه، يخطئ السينمائي عندما يعتقد ان ما يحصل أمام كاميراه
هو الحقيقة المجسدة: المخرج يصوّب الكاميرا الى مكان، بينما تكون
الحقيقة احياناً على بعد سنتيمترات. فسليمان يسعى الى خلق امكانات
توصل المساحة الشعرية إلى نوع من الدمقرطة، يستطيع المشاهد من
خلالها ان يتشارك عملية انجاز الفيلم على النحو الذي يراه، وليس
فقط بالشكل الذي يريده المخرج. اما المشهد الختامي الشهير الذي
عُرف بـ"النينجا"، فاعتبره جان لوك غودار "استعمالا عبقرياً
للمعطيات السينمائية". ومَن يستطيع ان يجادل المعلم السويسري حينما
يعطي رأياً في فيلم أو مشهد؟ |