هشام عبد الحميد: «لا» ممنوع من العرض في مصر
كتب الخبر: فايزة
هنداوي
بعد النجاح الذي حققه الفنان هشام عبد الحميد على مستوى التمثيل،
رفع أخيراً راياته كمخرج من خلال فيلمه «لا» الذي حقق نجاحاً
واسعاً لدرجة أنه حصد شهادة الإشادة من الكونغرس الأميركي، ليكون
عبد الحميد العربي الثالث، بعد عمر الشريف ومصطفى العقّاد، الذي
يحصل عليها، كذلك إشادة من البرلمان الكندي.
عن خطواته المقبلة وسبب عدم عرض «لا» في مصر حتى الآن كان هذا
اللقاء.
·
لمذا قررت الاتجاه إلى الإخراج رغم أننا عرفناك كممثل لسنوات
طويلة؟
أعشق السينما منذ صغري، وبدأت مشاهداتي فيها منذ كان عمري سبع
سنوات. كنت آنذاك أهتم باسم المؤلف والمخرج وصانعي العمل، وكان ذلك
أمراً مدهشاً بالنسبة إلى المحيطين بي. وعندما التحقت بمعهد الفنون
المسرحية، بدأت فعلاً في إخراج عدد من المسرحيات، ثم انشغلت
بالتمثيل، إلا أن الإخراج بقي حلماً في داخلي، وكنت أنتظر قضية
تطرح نفسها عليَّ بشدة وتحمسني لخوض التجربة، إلى أن جاءت ثورة
يناير وفرضت قضية الثورة والحرية نفسها عليَّ بشدة فقدمت فيلم «لا».
·
يوحي العنوان «لا» بصرخة اعتراض، على أي شيء كنت تعترض من خلال
الفيلم؟
الفيلم صرخة اعتراض ضد أمور كثيرة، من بينهاالفتنة الطائفية
والتمييز بسبب الجنس والدين واللون، كذلك يؤكد على قيم الحرية
والكرامة الإنسانية، سواء في مصر أو في البلدان الأخرى، في إشارة
إلى أننا نعيش داخل مجتمع إنساني واحد وقادرون على التفاعل معه،
إضافة إلى مناقشة الفيلم أسباب قيام الثورات عموماً وحاجات الشعوب
إلى الحرية والعدالة والكرامة وتكافؤ الفرص.
·
قدمت فيلما صامتا مغايرا عن السائد، فما سبب استخدامك هذا الأسلوب
في أول أفلامك؟
لا أحب أن أكون تقليدياً، وقد وجدت أن هذا الأسلوب هو الأنسب
للتعبير عن فكرتي، لأن الصورة هي اللغة السينمائية التي تصل إلى
الجميع من دون عوائق، وهو فيلم ديكودراما، لأن فيه بعض المشاهد
التسجيلية إضافة إلى المشاهد التمثيلية وهو محاولة «لأفلمة المسرح
أو مسرحة السينما».
·
هل ترى أنك تمكَّنت من خلال الفيلم من توصيل رسالتك فعلاً إلى
الجمهور الذي شاهد الفيلم؟
كانت ردود الفعل مدهشة بالنسبة إلي، فالجمهور من الجنسيات كافة
وصلت إليه الرسالة واضحة، وكان يعبر عن ذلك بعد كل عرض مما أسعدني
بشدة. كذلك كانت شهادتا الكونغرس والبرلمان الكندي دليلاً على ذلك،
وكتب عنه أحد النقاد الكبار في أميركا أنه مثل التوابل التي تضغط
على الجروح لتكشفها. ولكنني أتمنى عرضه في مصر لأنها بلدي، ومهما
حققت من نجاحات في الخارج سيظل عرضه في بلدي هو الأهم بالنسبة إلي.
·
لماذا لم يعرض الفيلم في مصر حتى الآن؟
لأنه عبارة عن عدد من اللوحات، التي تستعرض تاريخ ثورة يناير منذ
اندلاعها وصولا إلى الوقت الحالي. حتى إنه تنبأ ببراءة مبارك قبل
الحكم، ويحتوي على بعض اللوحات الصادمة التي قد لا يرحب بها في هذا
التوقيت.
·
ماذا عن هذه اللوحات؟
ثمة مثلاً لوحة عن المطالبة بسقوط حكم العسكر التي كان ينادي بها
الشباب أثناء حكم المجلس العسكري بعد سقوط مبارك، ولوحة أخرى
تتناول الدور الإيجابي الذي أدته قناة «الجزيرة» في توعية الشعوب
العربية، ما أسهم في اندلاع الثورات، وهي أمور تتعلق بوقتها، فرغم
الدور المشبوه لـ «الجزيرة» الآن، لا يمكن أن نتجاهل دورها مع
بداية اشتعال الأحداث، ولكن البعض لا يستوعب ذلك ويخشى عرض الفيلم.
·
هل يعني ذلك أن الفيلم لن يعرض في مصر أبداً؟
عُرض الفيلم مرة فقط في المركز الكاثوليكي المصري، ولاقى رد فعل
إيجابياً جداً، وكتب عنه كبار النقاد مرحبين به أمثال الناقد أمير
العمري ورفيق الصبان والدكتور جابر عصفور، وأتمنى عرضه مرات أخرى
حتى تُتاح للجمهور مشاهدته.
·
هل حصلت على موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية؟
لم أحاول ذلك، لأنني أعرف أن الرقابة لن توافق عليه في هذه
المرحلة، فعقلية الموظفين مسيطرة عليها وليس عقلية الإبداع، وسأدخل
في متاهات غير منطقية.
·
ماذا عن تكريمك في مهرجان مالمو؟
كان «لا» قد حصل العام الماضي على جائزة أحسن فيلم مناصفة مع «عن
يهود مصر» للمخرج أمير رمسيس، ثم كنت عضو لجنة تحكيم، وكُرمت عن
مجمل أعمالي.
·
هل ستكرر تجربة الإخراج؟
أصور راهناً فيلماً تسجيلياً في المغرب بعنوان «تحت الغرض»، كذلك
أنوي إخراج فيلم تسجيلي عن الملحن والثائر العظيم الشيخ إمام.
·
قُدمت عن الشيخ إمام أفلام تسجيلية كثيرة تناولت تفاصيل حياته، فما
هو الجديد الذي تنوي عرضه؟
مع احترامي للتجارب كافة، إلا أنني سأقدم العمل بطريقة غير تقليدية
وببعد أكثر إنسانية في تناولي لحياته. عموماً، أي عمل فني يحتمل
تقديمه بأكثر من رؤية.
·
ماذا عن التمثيل؟
التمثيل في دمي بالطبع وأديت دوراً في «لا»، ولن أتوانى عن تقديم
أي دور جيد ومختلف أشعر أنه سيضيف إلى تاريخي الفني.
فجر يوم جديد: {حماتي بتحبني}
كتب الخبر: مجدي
الطيب
يؤرقني كثيراً ما جرى لفيلم «حماتي بتحبني»، الذي احتل المرتبة
الرابعة في موسم عيد الأضحى المبارك بإيرادات بلغت مليوناً ومئة
ألف جنيه مصري؛ فالفيلم الذي كتبه نادر صلاح الدين وأخرجه أكرم
فريد لم يكن بالسوء الذي يجعله يترنح بالصورة التي رأيناها، ويعاني
المصير المؤسف الذي انتهى إليه. بل يمكن القول إن معالجته الدرامية
اتسمت بالطرافة، وبدت أقرب إلى التنويعة العصرية لظاهرة «الحماة»
و{الكنّة» (أي زوجة الابن)، تلك الظاهرة الاجتماعيَّة ذات التأثير
الكبير على العلاقة الزوجية، والسبب الرئيس غالباً في توتُّر
العلاقة بين الزوجين!
اختلفت الدكتورة رأفت رجائي (ميرفت أمين)، استشارية الطب النفسي
وعضو الكلية الملكية البريطانية، عن «الحماة» التقليدية التي
جسدتها ماري منيب في فيلم «حماتي قنبلة ذرية» (1951)، تأليف أبو
السعود الإبياري وإخراج حلمي رفلة، ثم عادت وكررتها في فيلم «حماتي
ملاك» (1959) سيناريو وحوار عبد الفتاح السيد وإخراج عيسى كرامة،
ووجه لها الفيلم التحية عبر اختيار عرض مقطع من بطولتها؛ فقد اكتوت
«رأفت» بنار زوجها الخائن «زير النساء»، ولا تريد لابنتها «منى»
(إيمان العاصي) أن تكرر تجربتها المريرة، ولفرط خوفها المرضي أصبحت
كالدبة التي قتلت صاحبها، فتدخلت في حياة ابنتها، ولم تدع فرصة من
دون استغلالها للإيقاع بينها وبين زوجها د. «شريف مرتضى» (حمادة
هلال) الأستاذ المساعد واختصاصي التجميل الشهير، الذي لجأ إليها
يوماً لتعالجه من نزقه وطيشه وعلاقاته النسائية المتعددة، ولما
فشلت في إجهاض زواجهما أحالت حياتهما إلى جحيم!
على عكس المبالغة في تقديم مغامرات ونزوات د. «شريف»، وتصوير
عيادته وكأنها «ماخور»، ثم الجرأة الواضحة في التأكيد على لسان
«الراوي» أن عمليات التجميل أصبحت مجرد ستار لارتكاب الأعمال
المنافية للآداب، اتسمت مواقف الفيلم بالتلقائية، ولم تجنح إلى
المفارقات «الميلودرامية» المستهلكة؛ خصوصاً لحظة التعارف بين
البطل واستشاري الطب النفسي، وأيضاً المصادفة الواقعية التي جمعت
بينه وزميلة الدراسة الجامعية التي أحبها وطهرته من آثامه، ولما
تقدَّم يطلب يدها اكتشف أنها ابنة الطبيبة التي اطمأن إليها ووثق
بها وأفضى إليها بأسراره؛ فالسلاسة والمنطق عنصران حيويان في
السيناريو، فضلاً عن الأسلوب الراقي الذي اعتمده أكرم فريد في
إخراج الفيلم؛ فلا تهتك ولا ابتذال ولا ترخص، رغم أن الأجواء
العامة تتيح ذلك، والسيطرة على أداء الممثلين واضحة، بدليل
الإفيهات الطريفة للنجم سمير غانم، وتماهيه مع الشخصية الدرامية
حتى تكاد تتصوَّر أنهما كيان واحد، إضافة إلى تألق ميرفت أمين في
أدائها للشخصية التي أعادتها إلى الشاشة الكبيرة، بعد سنوات من
الغياب، منذ مشاركتها في فيلم «مرجان أحمد مرجان» (2007)، باستثناء
مشهد قيامها بإشهار السلاح الأبيض ثم الناري في وجه زوج ابنها؛
لأنه يتناقض وثقافة ووعي الطبيبة، وخلفيتها العلمية بالإضافة إلى
مكانتها المجتمعية!
في المقابل، لم يُضف الكاتب نادر صلاح الدين جديداً عندما استلهم
شخصية سعاد حسني في «بئر الحرمان»، ولم تكن إيمان العاصي مقنعة في
تجسيدها لشخصية الزوجة التي أصيبت بـ «شيزوفرينيا»، بسبب نزوات
زوجها، ورغبتها في الهروب من واقعها البائس، وبدا أن هذا الجزء
بأكمله غير مدروس، وغير مقنع، على عكس النهاية السعيدة التي أيقنت
فيها «الحماة» أنها معقدة، ومشوهة من الداخل، واقتنعت أنها كادت
تهدم حياة ابنتها، وتهدد استقرارها، خصوصاً أنها لم تجد من يقف
معها في أزمتها، بعد سقوطها، سوى زوج ابنتها، الذي ظلمته كثيراً
عندما قارنت بينه وزوجها السابق!
تكتسب تجربة فيلم «حماتي بتحبني»، الذي أنتجه أحمد السبكي، أهمية
بالغة بعد مقارنتها بفيلم «جيم أوفر»، الذي أنتجه شقيقه محمد
السبكي عام 2012، وتناول أيضاً ظاهرة «الحماة»، التي تتسبب في
إفساد العلاقات بين الزوجين؛ فالمبالغات التي اتسم بها أداء يسرا،
وهي تؤدي دور «الحماة» في «جيم أوفر»، تراجعت كثيراً مقارنة
بالأداء الدقيق الذي يعكس خبرة ميرفت أمين، كما بدا حمادة هلال
أكثر إقناعاً ومصداقية من محمد نور، الذي جسد دور الابن الذي يعاني
سطوة وغطرسة أمه وقسوتها في معاملتها لزوجته (مي عز الدين)
بالإضافة إلى غياب المبررات المنطقية عن سيناريو «جيم أوفر»، الذي
كتبه محمد القواشي ومصطفى عمار، والإفراط في المبالغات الحركية في
الفيلم الذي أخرجه أحمد البدري بينما اجتهد الكاتب نادر صلاح
والمخرج أكرم فريد، ونجحا في تقديم فيلم خفيف الظل أدت فيه كاميرا
مدير التصوير عمر فتحي ومونتاج عمرو عاصم وديكور كمال مجدي دوراً
في النتيجة الإيجابية التي انتهى إليها، على عكس موسيقى عمرو
إسماعيل، التي جاءت تقريرية، ومشهد مرور سبع سنوات على عودة
الوئام، الذي كاد يصبح ما بعد الذروة، لولا تأكيده أن الزوج عاد
إلى سيرته الأولى!
السيناريست مريم نعوم:
أرفض تصنيفي ككاتبة لقضايا المرأة
كتب الخبر: هند
موسى
تتميّز السيناريست مريم نعوم بكتاباتها التي تقدم صورة حقيقية
للواقع، إلى درجة أنها غيرت نظرة البعض نحو بعض الفئات كالسجينات
في مسلسل «سجن النساء».
حول القضايا والموضوعات التي ستطرحها في أعمالها المقبلة، وحول
مسلسليها الجديدين «تحت السيطرة» و{واحة الغروب»، اللذين تشارك
بهما في الدراما الرمضانية كان الحوار التالي معها.
·
حدثينا عن مسلسليكِ الجديدين.
«تحت
السيطرة» من إخراج تامر محسن في تجربته الثانية بعد «بدون ذكر
أسماء»، بطولة: نيللي كريم، محمد فراج، نسرين أمين «واحة الغروب»
مقتبس من رواية بالاسم نفسه للكاتب بهاء طاهر، لكن لم نستقر على
أبطاله حتى الآن، ومن المقرر أن تخرجه كاملة أبو ذكري.
·
ما صحة ما يتردد من أن نيللي كريم هي بطلة «واحة الغروب» أيضاً؟
غير صحيح؛ فلم يتم ترشيحها من الأساس لبطولة العمل، ولم تبدأ مرحلة
الترشيح حتى الآن، إذ تنتظر جهة الإنتاج والمخرجة انتهائي من كتابة
السيناريو لتحديد ملامح كل دور واختيار الفنانين بناء عليه.
·
هل تتدخلين في ترشيحات الممثلين؟
دوري في ترشيح النجوم استشاري، وأترك هذه المهمة للمخرج لأنه
سيتحمل نتيجة العمل، ومن حسن حظي أن المخرجين الذين تعاونت معهم
ساد تفاهم بيننا، وهو ما وجدته مع كاملة أبو ذكري ومحمد ياسين في
«موجة حارة، وأخيراً تامر محسن في «تحت السيطرة» الذي تجمعني به
صداقة قوية منذ دراستنا في معهد السينما، وله تجارب إخراجية متميزة.
·
إلى أي مدى يفيد هذا التفاهم في مرحلة التنفيذ؟
إلى حد كبير، لأن المسلسل في النهاية عمل مشترك بين المخرج
والسيناريست، واجتماعاتهما في الجلسات الأولية تفيد، إلى درجة
كبيرة، في مرحلة التنفيذ، ثم نادراً ما يجد السيناريست مخرجاً
قادراً على تقديم أفضل صورة لكتابته على الشاشة.
·
كيف تقيمين تجربة كتابة سيناريو وحوار رواية، خصوصاً أن «واحة
الغروب» هي تجربتك الرابعة بعد «ذات» و{موجة حارة» و{سجن النساء»؟
أنا عاشقة للأدب قبل أن أكون سيناريست، ولعل هذا ما يدفعني إلى خوض
هذه التجارب بحب واقتناع، ولا أجد فيها أي صعوبة، لأنني أبذل
المجهود والتفكير ذاتهما اللذين أبذلهما في النصوص العادية، ولا
وجه للمقارنة بين المسلسلات المأخوذة عن روايات وغيرها.
·
ماذا عن «تحت السيطرة»؟
مشروع درامي مؤجل للمخرج تامر محسن، كنّا سنقدمه سوياً منذ نحو خمس
سنوات، ولكن انشغل كل منّا بأعمال أخرى، حتى انصرفنا عن تنفيذ هذه
الفكرة، وقررنا العودة إليها منذ أشهر. أنا متحمسة له للغاية لأنه
مخرج متمكن من أدواته، وقدم أعمالاً لم يخرج إلى الجمهور منها إلا
«بدون ذكر أسماء»، وجميعها على المستوى نفسه، لذا أتوقع أن يشكل
المسلسل الجديد مفاجأة للجمهور.
·
ماذا عن تعاونك الرابع مع نيللي كريم؟
نيللي ممثلة موهوبة وتملك قدرات تمثيلية، ويشهد لها أداؤها بذلك،
ثم هي تجيد التعايش مع الشخصيات التي تجسدها. أثق بأن مشاركتها في
أي عمل ستكون جيدة ومرضية للمنتج والمخرج والجمهور، وقد لمست ذلك
في مشاركتنا سوياً في فيلم «واحد صفر»، ومسلسلي «ذات» و{سجن النساء».
·
لماذا تعاونت مع شركة «العدل غروب» لإنتاج المسلسلين؟
أعتبر نفسي محظوظة لأن الأعمال التي كتبتها، تعاونت فيها مع جهات
إنتاجية عظيمة، ولم أندم مرة على العمل مع منتج ما في مسلسل معين،
لا سيما شركة «العدل غروب»، فهي لا تبخل بأي شيء قد يفيد العمل في
صورته النهائية، بالنسبة إلي كمؤلفة، يأتي اهتمامي بجهة الإنتاج
في المرتبة الثانية بعد معرفتي لاسم المخرج، لأن عليه مسؤولية في
اختيار الممثلين، وما تلاها من أمور.
·
برأيك، هل تختلف الكتابة عن قضايا المرأة بين المؤلف والمؤلفة؟
لا علاقة لجنس المؤلف في قدرته على الكتابة عن مشكلة يعانيها الجنس
الآخر، ووجه الاختلاف يكون بين كاتب حساس وآخر غير ذلك. ثمة كتّاب
رجال ناقشوا قضايا النساء بشفافية، وثمة كاتبات نساء قللن من أهمية
قضايا المرأة.
·
ما ردك على تصنيفك بأنك تناصرين قضايا المرأة في كتاباتك؟
أرفض هذا التصنيف، لأنني لم أقصد ذلك في أعمالي، ولم اختر
الموضوعات المتعلقة بقضايا المراة، ولكن ما إن أتلقى عرضاً للكتابة
عنها أقبله، كوني أنثى في الأساس وأشعر بمعاناة بنات جنسي، وأكتب
عنها بحماسة، وفي حال وجدت النقاد والجمهور يحصرونني في تصنيف معين
قد أغير موضوعاتي تماماً.
·
ما أكثر النقاط التي تحرصين على تضمينها في كتاباتك؟
الواقعية؛ أحب أن تشبه قصصي الحياة التي نعيشها بلحظاتها الرومنسية
والاجتماعية والتشويقية والكوميدية أيضاً، ليصدقها الجمهور ويتعايش
معها.
·
ما الألوان الدرامية التي تطمحين إلى كتابتها؟
مسلسلات فانتازية تتطلب الحفاظ على فرضيتها خلال 30 حلقة، وأفلام
استعراضية، ربما لن أكون جيدة في اللون الكوميدي؛ فهو أصعب من
الدراما، وبالنسبة إلي أفضل من قدم الكوميديا بجدية من دون
الاستخفاف بعقل المشاهد، هو المخرج فطين عبد الوهاب، كذلك أحب
أفلام الثلاثي: المخرج شريف عرفة والكاتب الكبير وحيد حامد والفنان
عادل إمام، فهي كوميدية وتحمل في مضمونها هموم المواطن المصري.
أفلام اليوم الواحد تسيطر على سينما 2015... مغامرة وتحدٍ وإبداع
كتب الخبر: سايمون
هندرسون و
هند موسى
يحضِّر السينمائيون المصريون عدداً من الأفلام راهناً، في حين
انتهى بعضهم من أعمال عدة تمهيداً لعرضها خلال العام الجديد، وتدور
أحداثها في يوم واحد فقط، بما في ذلك من أحداث متتابعة تطرأ على
شخصياتها الرئيسة، وتدفع الأحداث لتتحرك بشكل قوي ومكثف خلال مدة
عرض الفيلم وهي ساعة ونصف الساعة.
حاز معظم أفلام اليوم الواحد في مصر نجاحاً لافتاً من بينها: {بين
السما والأرض، إشارة مرور، ليلة ساخنة، سهر الليالي، واحد صفر،
الفرح، ساعة ونصف، و«جرسونيرة}... ولعل هذا النجاح شجَّع صانعي
السينما على الاستمرار في تقديم هذه النوعية وتكثيف الزمن في
أفلامهم.
أحد هذه المشروعات السينمائية الجديدة {بتوقيت القاهرة} ويعرض ثلاث
حكايات تحدث في يوم واحد، من بينها حكاية {يحيى} الرجل العجوز
المصاب بالزهايمر الذي وصله {حازم} تاجر المخدرات بالسيارة إلى
القاهرة.
الفيلم من بطولة نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، وكندة علوش،
وشريف رمزي، وآيتن عامر، وكريم قاسم، ومن تأليف أمير رمسيس وإخراجه.
وانتهى فريق العمل من تصوير فيلم {هز وسط البلد} الأسبوع الماضي.
تقوم ببطولته مجموعة من الفنانات من بينهم إلهام شاهين، وحورية
فرغلي، وزينة، وهياتم، وأنوشكا، إضافة إلى لطفي لبيب، ومحمود
قابيل، وأمير شاهين، وتامر عبد المنعم، فيما تولى التأليف والإخراج
محمد أبو سيف. تدور الأحداث خلال يوم واحد في منطقة وسط البلد، حيث
نتعرَّف إلى حياة بعض سكان المنطقة، من بينهم والدة تمرّ بظروف
مادية صعبة، تضطرها إلى بيع أحد أطفالها، ولكنها تفاجأ بأنه في هذا
اليوم أيضاً يتوفى طفلها الثاني، ثم يُخطف ابناها الآخران، ما
يفقدها عقلها.
كذلك يواصل المؤلف والمخرج محمد دياب تحضيراته لفيلمه الجديد
{اشتباك} الذي تدور أحداثه خلال يوم واحد أيضاً، تحديداً داخل
سيارة رحلات، الأمر الذي يجعل من تنفيذ هذه التجربة غاية في
الصعوبة، خصوصاً أن المشاهد كافة تتم داخل السيارة، ما سيسبب ضغطاً
كبيراً على أبطال العمل. دياب أوضح لـ{الجريدة} أنه يقوم باختبارات
أداء للممثلين الذين سيشاركون في البطولة، مؤكداً أنه سيختار
وجوهاً جديدة شابة، ويصل عددها إلى أكثر من 30 ممثلاً. وأشار إلى
أنه قد يستعين بنجم أو نجمة لتقديم بعض المشاهد، لكن البطولة
الجماعية هي الأساس من بداية العمل إلى نهايته؛ حيث سيكون لكل ممثل
عدد قليل من الجمل الحوارية التي يلقيها في مشهد أو اثنين.
ولفت إلى أن العمل إنتاج مشترك بين شركات عدة، من بينها {أكاميديا}،
و{فيلم كلينك} لمحمد حفظي، والشركة اللبنانية
Moon the stars،
مؤكداً أن {اشتباك} يعد أول فيلم إنتاج فرنسي مشترك بعد توزيع
أفلام يوسف شاهين، وذلك من خلال مشاركة شركة {بيراميد} في الإنتاج،
والتي تعود بالعمل بعدما أنتجت فيلمه {678}، والذي حقق مليوني
دولار في فرنسا، فرغبت في تكرار التجربة مع عمل جديد.
وذكر أن الشركة وضعت ميزانية للفيلم وصلت إلى نحو 10 ملايين جنيه،
وسيتم تصميم أكثر من سيارة رحلات بسبب الحوادث التي ستتعرض لها
نظراً إلى الصراع داخلها وخارجها، إذ ينتمي العمل إلى نوعية أفلام
الحركة، وهو ما يزيد التحدي والصعوبة أمامه لتنفيذ الـ«أكشن} داخل
السيارة، لافتاً إلى أنه انتهى من كتابة قصته منذ فترة بمشاركة
شقيقه خالد دياب، ويقومان بكتابة السيناريو الذي يتولى محمد دياب
إخراجه وحده.
دياب أضاف: {رغبت في تقديم هذه التجربة لعشقي للمغامرة والمخاطرة،
ومفاجأة الفيلم ستظهر في تنفيذه، لأن حالي مثل حال المبدعين الذين
يسعون إلى الخروج من القالب المعتاد، وتقديم أمر مختلف. وكي يخرج
العمل بالشكل الذي يرضيني كصانع له فإنه يحتاج إلى اهتمام}.
كذلك يستعد المخرج سامح عبد العزيز لتصوير فيلمه الجديد {الليلة
الكبيرة}. يبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وتقوم ببطولته مجموعة
كبيرة من النجوم من بينهم نيللي كريم، وسمية الخشاب، وأحمد بدير،
وعمرو عبدالجليل، ونسرين أمين، وصفية العمري، وصبري فواز، وآيتن
عامر، وزينة، وعلاء مرسي، وأحمد صيام، وسيد رجب، وأحمد رزق، وسوسن
بدر، وأحمد وفيق، وسامي مغاوري، ومحمد لطفي، وسلوى محمد علي. العمل
من تأليف أحمد عبد الله الذي أعرب عن سعادته بتعاونه مع عبد العزيز
الذي قدم معه أعمالاً عدة، مشيراً إلى أنه تم تأخير موعد بدء
التصوير للانتهاء من الديكورات الضخمة الخاصة بمشاهد الموالد،
والحارات، والمقام، وذلك وفقاً لأحداث العمل، مشدداً على أن لا
علاقة للفيلم بأوبريت {الليلة الكبيرة} للشاعر الكبير صلاح جاهين.
وأشار إلى أنه يتناول الاختلاف بين الصوفيين والسلفيين على إقامة
الموالد والأضرحة للرموز الدينية.
عبدالله أكد عدم تخوفه من تكرار تجربته فيلم اليوم الواحد بعد
{كباريه} و{الفرح}، مشدداً على أنها تمثل تحدياً خاصاً له بصناعة
فيلم مشوق يعبّر عن الواقع المصري بتفاصيله كافة ونماذج لشخصياته
من دون ملل، إضافة إلى تكثيف أحداثه خلال زمن معين بطريقة لا تقلل
من أهمية أي واقعة فيه.
{يوم
مالوش لازمة}
يعود الفنان محمد هنيدي بدوره إلى السينما بعد غياب ثلاث سنوات
بفيلم {يوم مالوش لازمة}. تدور الأحداث خلال يوم واحد، يجسد فيه
البطل شخصية موظف في أحد البنوك يتعرض لمواقف كوميدية كثيرة نظراً
إلى معاناته من عدم القدرة على اتخاذ قرار بشكل قاطع، ويظهر هذا
التردد في ارتباطه بفتاة ثم تركها ليرتبط بأخرى.
الفيلم من تأليف عمر طاهر، ويشارك هنيدي بطولته كل من روبي، وريهام
حجاج، وصلاح عبد الله، وهالة فاخر، فيما يتولى الإخراج أحمد الجندي.
كذلك تواصل المخرجة كاملة أبوذكري تصوير فيلم {يوم للستات} الذي
كان قد توقف منذ فترة بسبب انشغال أبطاله بتصوير أعمال أخرى. يقوم
بالبطولة كل من إلهام شاهين، ونيللي كريم، ومحمود حميدة، وفاروق
الفيشاوي، وهالة صدقي، وإياد نصار، وسماح أنور، وأحمد الفيشاوي،
وناهد السباعي، وأحمد داود، وطارق التلمساني. أما التأليف فلهناء
عطية. تدور الأحداث خلال سبعة أيام، ويتم التركيز على يوم واحد
فيها، وخلاله يناقش العمل قضية حقوق المرأة في المجتمع الذكوري
وصراعها كي يمنحها الرجل المساواة معه.
بدوره قال الناقد نادر عدلي إن تقديم عمل سينمائي تدور أحداثه في
يوم واحد فكرة عظيمة إن تمت معالجتها بإحكام وبشكل مكثف، وجاءت
شخصياتها ثرية، فبذلك سينجح الفيلم في ربط المشاهد بالشاشة طوال
الساعة والنصف الساعة.
وذكر أن نجاح هذه النوعية من الأفلام أو فشلها يتوقفان على مدى قوة
المعالجة فيها وعلى العناصر الفنية فيها، ﻻفتاً إلى أن الصانعين
يشيرون إلى أن الأحداث تبدأ وتنتهي خلال فترة زمنية معينة وهي 24
ساعة، ما يجعل المشاهد منتبهاً ومتأثراً بالأحداث الدرامية وما
سيطرأ عليها.
عدلي أوضح أن المشاهد يكون دائماً على علم بأن العمل الفني له
عناصره الأساسية من بينها الصراع في أحداثه، ومدة الصراع، وهنا
يتفق الصانعون والمشاهدون على أن الزمن متوقف وأشخاصه متحركون
خلاله. |