استكمل أبطال أعمال «فارس الرومانسية» احتفاءهم به فى الذكرى الـ
25 من رحيله حيث تحدثت الفنانة نادية لطفى عن أعمالها التى قدمتها
معه والتى استوحت منها اسمها الفنى.. كما كشفت الفنانة لبنى
عبدالعزيز عن علاقتها بإحسان عبدالقدوس وتقديمه لقصة حياتها فى
أولى أعمالها «أنا حرة».. أيضًا الفنانة ماجدة الصباحى التى قالت
عنه أنها قدمت معه أكثر من ثلاث روايات فنية أثرت فى مشوارها الفنى
بشكل كبير.. كما وصف الفنان حمدى أحمد عبدالقدوس بأنه جراح الرواية
العربية ورفض اقتصار النظر إلى أعماله على أنها رومانسية فقط.
نادية:
اخترت اسمى الفنى من رواياته.. وقدم النموذج الإيجابى للنساء
ترى الفنانه نادية لطفى أن تميز أعمال إحسان عبدالقدوس تتلخص فى
تقديمه للنموذج القوى للمرأة التى ترفض الخضوع والاستسلام وتثور
على العادات البالية وهذا جعله يحصد لقب نصير المرأه ومحررها مؤكدة
إنها سعدت بتجسيد أربعة افلام غيرت من خلالها جلدها بدأتها بـ«لا
تطفئ الشمس» ثم «النظارة السوداء» و«أبى فوق الشجرة»
تقول شقراء السينما نادية لطفى: عندما دخلت عالم الفن وكنت ابحث
عن اسم فنى بدل من بولا شفيق فاختارت اسم نادية لطفى بطلة رواية
«لا أنام» لأنى أعجبت بالرواية جدًا.
وتابعت: كنت التقى بإحسان عبدالقدوس أسبوعيًا سواء فى الصالون
الخاص به الذى كان يجمع عمالقة مصر من فنانين وأدباء ومفكرين أو فى
بيت عز الدين ذوالفقار نتحدث فى كل شىء ليس فى الفن فقط وهذا هو
الفرق بين زمان وأهل زمان وبين الزمن السئ الذى نعيش فيه فكل شىء
فيه أصبح مثل الأكل المسلوق لا طعم ولا رائحة وأعتقد أن الزمان لن
يجود بمفكر وأديب مثل إحسان إلا بعد وقت طويل وأضافت بطلة النظارة
السوداء قائلة: كنت و فنانات جيلى يتسابقن على روايات إحسان
عبدالقدوس لنقدمها فى السينما حيث كان أقدر الكتاب على كشف قوة
المرأة واستقلالها ورفضها للخضوع والاستسلام للرجعية وجعل من
بطلاته نماذج إيجابية للبنت المصرية وقد قدمت من رواياته «النظارة
السوداء» والتى اعتبرها من أجمل ما قدمت فى مشوارى واستقبل وقت
عرضه استقبالاً حافلاً سواء من جانب النقاد أو الجمهور حيث تناول
ببراعة مشاكل إحدى الفتيات التى لها أصول أجنبية وتعيش فى مصر وهى
حالة استثنائية لا تمثل مشاكل المرأة وإنما التركيز كان على قضية
ترويض المرأة الشرسة التى نشأت على حياة معينة وينجح حببيها فى
تغيير مجرى حياتها أيضا فيلم «أبى فوق الشجرة» الذى استمر عرضه سنة
كاملة فى السينما وحقق نجاحًا منقطع النظير وقدمت فيه دورًا جديدًا
وهو شخصية الراقصة وهو دور لم اقدمه من قبل.
لبنى:
أقنعنى بدخول الفن وقدم قصة حياتى فى «أنا حرة»
لم يكن إحسان عبدالقدوس شخصًا عادى» فى حياة الفنانة لبنى
عبدالعزيز لكنه يحتل مكانه خاصة فى حياتها فهى لم تكن مجرد بطلة
لأفلامه ولكنه صديق لأسرتها ووالدها وأول من أقنعها باحتراف
التمثيل وكون جزءًا كبيرًا فى تفكيرها بجانب تجسيده لقصة حياتها فى
أول أفلامها.
لبنى عبدالعزيز تتحدث فى السطور القادمة عن علاقتها به وأحب افلامه
لقلبها وكواليس اخر لقاء جمعهما قائلة: إحسان كان أول من أقنعنى
بدخول التمثيل بعد ان شاهدنى على مسرح الجامعة الأمريكية وانا اجسد
الرويات العالمية حيث كان صديقًا لوالدى الذى كان يعمل صحفيًا ايضا
وكان يريدنى أن أبدأ برواية «أنا حرة» التى تجسد قصة حياتى وحياته
أيضا وذلك من خلال نموذج أمينة البنت التى تبحث عن الحرية والتحرر
من قيود العادات والتقاليد كذلك نموذج عباس الصحفى الذى يحارب
الفساد وينضم للثوار هذا أيضا جزء من حياة إحسان ولا أنسى أنه زعل
منى عندما قدمت فيلم الوسادة الخالية قبل «انا حرة» على الرغم ان
العملين من تأليفه لكن «أنا حرة» أقرب لقلبه لأنه يتحدث عن حياتى
وحياته لكن عبدالحليم حافظ تدخل واقنعه انى اقدم الوسادة الخالية
أولا خاصة إنى مازالت وجهًا جديدًا.
وأضافت بطلة انا حرة : قدمت بعد ذلك روايتين من أعمال احسان هم
«إضراب الشحاتين» و«هى والرجال» وستتعجبوا عندما تعلموا أن أقرب
الأعمال التى قدمتها مع إحسان كان فيلم «هى والرجال» وليس «أنا
حرة» لأن الفيلم الأول واجهت به إرهاقًا نفسيًا شديدًا وأنا أجسد
هذه الشخصية وكنت متأثرة جدًا بها.
وأشارت لبنى إلى أن آخر مرة التقت بإحسان عبدالقدوس كان قبل سفرها
لأمريكا مع زوجها فى أوائل السبعينيات وعزمها هو وزوجته على سهرة
فى فندق هيلتون رمسيس واخر طلب طلبوا منها إنها تعود لمصر ولا
تأخذها الغربة خاصة أنها كانت متعاقدة على ثلاث أفلام مع سعد الدين
وهبة.
حسن يوسف:
انطلقت من خلال روايته «فى بيتنا رجل»
اعتبر الفنان حسن يوسف أن بدايته الحقيقية كانت من خلال أفلام «أنا
حرة» و«فى بيتنا رجل» الذى قام بكتابتهما إحسان عبدالقدوس وكانت
فتحة خير عليه وأن الجمهور عرفه من خلالهما وانطلق بعدها ليقدم
بطولات مطلقة وروى يوسف ذكرياته مع هذه الأيام ولقائه الأول بإحسان
والطلب الذى طلبه منه عندما التقى به فى منزله فى شارع الجزيرة.
يقول حسن يوسف: أول ظهور لى على شاشة السينما كان من خلال فيلم
«أنا حرة» وقتها تمنيت ان اتعرف على الأستاذ إحسان وبعد مشاركتى فى
هذا الفيلم طلبت مقابلته وذهبت له فى مكتبه فى روزاليوسف فى المقر
القديم خاصة أنى كنت فى بداية مشوارى واتمنى اكون قريبًا من مشاهير
الأدب والثقافة والصحافة لأستفيد من خبرتهم واستشيرهم فى كل شىء
وبعد ذلك تبادلت معه اكثر من زيارة فى بيته ورشحنى بعدها لفيلم «فى
بيتنا رجل» الذى انطلقت بعده وفى إحدى المرات طلبت منه أن يساعدنى
التقى بوالدته السيدة فاطمة اليوسف لانى من عشاقها واتمنى أعرفها
عن قرب خاصة أنها من عمالقة الصحافة والفن فى مصر وأسطورة عظيمة
وبالفعل قابلتنى وتبادلت معها الحديث والتقت صورة معها محتفظ بها
فى البومى الشخصى.
وتابع يوسف قائلا: كنت أرى إحسان عبدالقدوس ومعه أعمدة الفن والأدب
والصحافة فى صالون عبدالحليم حافظ الذى كان يعقد أسبوعيا واستفيد
من مجالسهم وعندما كان يقابلنى مشكله كنت اتصل بالأستاذ إحسان
وأطلب مساعدته.
ماجدة:
اشتريت «أين عمرى» منه بـ500 جنيه وانطلق معى فى السينما
اعتبرت الفنانة ماجدة إن بدايتها الحقيقية وعبورها لمرحلة جديدة
فى حياتها الفنية كان من خلال فيلم «أين عمرى» الذى كتبه إحسان
عبدالقدوس مؤكدة إنه بداية انطلاقه فى عالم السينما لأن شهرته
فى هذا الوقت كروائى وصحفى أكثر منه مؤلف سينمائى وشارك الفيلم فى
عدد من المهرجانات العالمية وبعدها انطلقا معا فى عالم السينما.
«زعيمة المراهقات» تحدثت عن علاقتها به قائلة: إحسان لم يكن مجرد
أديب أو صحفى عادى ولكن موسوعة فى كل شىء وكنت احب الحديث معه فقد
نشأت صداقتنا بعد أن قدمنا فيلم «أين عمرى» الذى اعتبره من
العلامات فى مشوارى ومشوار احسان ايضا واتذكر اننى اشتريت الرواية
منه وقتها ب500 جنيه وكان هذا المبلغ وقتها مبلغ ضخم وكتب
السيناريو والحوار له على الزرقانى والفيلم حقق طفرة على الساحة
السينمائية وكان يمثل لى حالة نضج شديدة لأنى قدمت ثلاث مراحل
مختلفة فيه وتوالت بعد ذلك أعمالنا.
وتابعت بطلة أنت عمرى قائلة : قدمت لاحسان رويات مهمة بعد أنت عمرى
منها «أنف وثلاثة عيون» وجسدت فيه شخصية أمينة البنت المتمردة على
حياتها أيضا قدمت فيلم «ونسيت إنى امرأة» وكتب من خلالها احسان قصة
حياتى لأنى تقريبا ظهرت بشخصيتى الحقيقة فى الفيلم فانا اعشق عملى
واقدسه وهذا أثر على حياتى الشخصية واستقرارى الأسرى واتذكر فى يوم
من الأيام عندما سئل إحسان عبد القدوس فى أحد البرامج التليفزيونية
عن حياتى الخاصة فقال بالنص «ماجدة لو تزوجت سيتحول زوجها لمدير
أعمالها» وهذا حقيقى لانى اعشق عملى جدا ولا أستطيع أعيش بدونه.
حمدى:
دخلت صالونه وعمرى «20 عامًا» واعتبره «جراح الرواية»
وصف الفنان حمدى أحمد إحسان عبدالقدوس بجراح الرواية العربية مؤكدا
ان النقاد لم يعطوا أفلامه حقها ونظروا إلى الجانب الرومانسى فقط
فى هذه الأفلام على الرغم أن أعماله شرحت الشخصية المصرية واعطى
مثالاً برواية «لا أنام» التى قدمت نماذج مختلفة من البشر فيها
وفتش فى تفاصيل كل شخصية.
حمدى أحمد يروى كواليس لقائه باحسان عبدالقدوس فى مكتبه فى
روزاليوسف قائلا: كنت التقى باستاذ إحسان فى مكتبه بمقر المجلة
القديم بالمنيرة ومعه كوكبه من عمالقة الصحافة مثل كامل الشناوى
وعبدالرحمن الشرقاوى وكان عمرى لا يتعدى 20 عامًا وكنت مستمعًا
جيدًا لكل كلمه يقولها خاصة فى حديثه عن السياسة والهموم التى
تواجه الوطن واتذكر عندما كان يتحدث عن حريق القاهرة ويتناقش مع
الحاضرين لمجلسه واكتشفت من خلال استماعى لهذه المناقشات ان اسباب
حريق القاهرة الإخوان وليس الملك كما أشيع وقتها وأسرار كثيرة من
هذه النوعية عرفتها من مجلسه.
وتابع حمدى قائلاً: اسعدنى الحظ بتقديم رواية مهمة من رواياته وهى
«أنف وثلاثة عيون» فهذا العمل ملىء بالكثير والكثير من التفاصيل
التى تحتاج لتحليلات نفسية كثيرة فمثلا المشهد التى تقوم فيه الأم
بإجبار زوجة ابنها يوم الصباحية الى المدافن لزيارة قبر حماها
يحتاج لطبيب نفسى يحللها فالبطل هنا الأم وليس الزوجة الشابة
واعتقد ان الرواية قدمتها أكثر وضوحًا من الفيلم.
وأشار حمدى أحمد إلى أن أفلام وروايات إحسان عبدالقدوس تم حصرها
فى الجانب الرومانسى فقط وصنفوها على أنها أفلام رومانسية على
الرغم أن فيها أبعادًا كثيرة وتشريحًا للشخصية الإنسانية.
محمد رياض:
تمنيت أن يرى نجاح «لن أعيش فى جلباب أبى»
على الرغم أن محمد رياض لم يلتق بإحسان عبدالقدوس فى حياته إلا
إنه يعتبره فتحة الخير عليه لأنه قام ببطولة قصة مهمة من قصصه
ويعتبرها نقلة مهمة فى حياته الفنية وهو مسلسل «لن أعيش فى جلباب
أبى» التى حقق نجاحًا كبيرًا بعد عرضه.
رياض عبر عن سعادته وهو يتحدث فى ذكرى رائد وعملاق من رموز الصحافة
والأدب والفن وقال: صحيح لم التق بالأستاذ الكبير إحسان عبدالقدوس
بشكل شخصى لكن من حسن حظى أننى قدمت عملين من رواياته الأول وهو
مسلسل «دمى ودموعى وابتساماتى» مع الفنانة شريهان وكان فى بداياتى
أما العمل الثانى والأهم وهو «لن أعيش فى جلباب أبى» الذى كنت
اتمنى ان يكون موجودًا وأخذ رأيه فيه وهل نجحنا فى توصيل الرسالة
التى أراد توصيلها من خلال رواياته والتى قيل وقتها أنه كتبها
لأبنه محمد عبدالقدوس.
وتمنى محمد رياض أن يعيد تقديم رواية أنا حرة فى الدراما والتى
تأثر بها بشكل شخصى فى حياته وأن هناك مقولة لا ينساها جأءت على
لسان الابطال واثرت فيه وهى «الحرية مسئولية - كلما زادت حريتك
كلما زادت مسئوليتك» وأشار إلى أننا فى الزمن الذى نعيشه نحتاج
جدًا لهذا الفكر لأن هناك الكثيرين يسيئون استخدام حريتهم الشخصية.
نبيلة:
صنع شخصيتى.. وكنت أحضر عيد ميلاده بدون دعوة
حظيت نبيلة عبيد بنصيب الأسد من روايات إحسان عبدالقدوس الذى
تعتبره أهم من ساندها عبر مشوارها الفنى وساعدها فى تكوين شخصيتها
وثقافتها وصنعت بأفلامه التى قدمتها من تأليفه تاريخًا سينمائيًا
كبيرًا يحسدها عليه الكثيرون ليس فقط كبطله لرواياته على الشاشة
ولكن لقربها منه ودخولها عالمه.
تقول نبيلة عبيد فى ذكراه الـ25: إحسان عبدالقدوس كان أستاذى
ومعلمى وقد عرفنى به المنتج رمسيس نجيب وهو من شكل شخصيتى وعلمنى
اختار الروايات التى اقدمها فكان يتصل بى ويقول لى يا نبيلة فى
رواية حلوة عايزك تقريها أنا شايفك بطلتها وبعدها أذهب لبيته وأجلس
فى مكتبه وأقرأ الرواية ولا أخرج قبل أن أنهيها وآخذ قرار بتقديمها
سواء كانت هذه الرواية له أو لغيره فهو من اختارنى بطلة لأفلام
«سقطت فى بحر العسل» و«ومازال التحقيق مستمر» و«الراقصة والطبال»
و«الراقصة والسياسى» و«أيام فى الحلال» و«انتحار صاحب الشقة»
و«العذراء والشعر الأبيض» وغيرها وغيرها من الأفلام التى صنعت اسمى
وكنت حريصة على شراء رواياته من مالى الخاص لأقدمها فى أفلام ولا
انتظر أن المنتج يختار لى فكل الروايات التى قدمتها من تأليف
الأستاذ احسان اشتريتها بمالى الخاص باستنثناء ثلاثة أفلام هى
«الراقصة والسياسى» و«الراقصة والطبال» و«أرجوك أعطني هذا
الدواء» وقد تعلمت من أعماله الكثير فى حياتى الخاصة لذلك أنا
أفتقده جدًا وأفتقد نصائحه الأستاذ والأب الروحى ومن حسن حظى إنى
كنت آخر بطلات رواياته التى اختارها بنفسه.
واشارت بطلة الراقصة والسياسى إلى انها برغم عدد الأفلام التى
قدمتها من تأليفه إلا أنها لم تسأله عن بطلات هذه الأفلام شخصيات
حقيقية أم لا.
وتابعت بطلة الراقصة والطبال قائلة: كنت من الأشخاص القليلين
الذين يحضرون عيد ميلاده فى نهاية ديسمبر ودائما كان يقول
«القريبين من قلبى فقط هم الذين يحضرون عيد ميلادى بدون أن أوجه
لهم الدعوة» كما تجمعنى صداقة عائلية بزوجته مدام لولا ونرمين
سكرتيرته وأولاده.
مصطفى محرم:
أجاد رسم الشخصيات وأبطال قصصه «حقيقيون»
يرى السيناريست مصطفى محرم أن علاقته بإحسان عبدالقدوس لم تكن
علاقة سيناريست يكتب السيناريو والحوار لقصصه ورواياته ولكن جمعته
به صداقة تلميذ بأستاذ وأسعده الحظ بالقرب منه سنوات طويلة وكتب
السيناريو والحوار لـ12 رواية من رواياته منها 10 أفلام ومسلسلين
من أنجح ما كتب فى حياته.
وقال محرم: كنت أعلم أنه هو الذى كان يرشحنى أكتب السيناريو
لأفلامه فهناك اثنان من الكتاب الكبار كانا يثقان فى ويئتمنوننى
على رواياتهم أستاذ إحسان عبدالقدوس وأستاذ نجيب محفوظ واذكر انه
فى إحدى المرات كنت أكتب فيلمًا لأحد الفنانات وكانت المرة الأولى
التى أكتب فيها فيلمًا مأخوذ عن روايات أستاذ إحسان وذهبت لتوقع
بينى وبينه وقالت له اننى «بوظت» الرواية وغيرت فى تفاصيلها لكن
عندما رأى الفيلم قالى جملة لن أنساها «أنت غيرت الرواية للأحسن».
وتابع محرم قائلا: أهم ما يميز قصص إحسان عبدالقدوس هى إجادته لرسم
تفاصيل الشخصية بشكل واقعى جدا فتشعر معها أنها شخصيات من لحم ودم
وعمله كصحفى ساعده لتكوين حصيلة من الشخصيات ومعظمها حقيقية لكنه
لا ينقل الواقع كما هو إنما يأخذ منه خطوطًا عامة ويضيف تفاصيله
الخاصة ومن هنا يأتى حرفية وموهبة الروائى فمثلا قصة «الراقصة
والطبال» قيل إنها تتشابه مع تفاصيل من حياة المطرب كتكوت الامير
واحدى راقصات الدرجة الثالثة لكن هى اشبه اكثر بحكاية كل الراقصات
أيضا «الراقصة والسياسى» قيل إن بها تفاصيل من علاقة تحية كاريوكا
واحد السياسيين قبل اعتزالها الرقص
وأضاف قائلا: من الأعمال أيضا التى بها تفاصيل حقيقية رواية «أبدا
لم يكن لها» والتى كتبها كموقف من الرئيس السادات بعد اعتقال ابنه
محمد سياسيا وكان المقصود هو وزوجته جيهان السادات واتذكر هذه
الأيام وكنت فى زيارة له انا والمخرج أحمد يحيى لنأخذ منه قصة «حتى
لا يطير الدخان» الذى اعتبره أفضل فيلم قدمه عادل إمام فى حياته
ووجدنا حالته النفسية سيئه جدًا بسبب حزنه على سجن ابنه فقد كان
عاشقًا لأولاده لأبعد الحدود ورقيق المشاعر.
وأنهى محرم حديثه قائلاً: آخر مرة شاهدت إحسان عبدالقدوس فيها كان
أثناء العرض الخاص لفيلم «الراقصة والطبال» وكان وقتها صحته تعبانة
جدًا ومن وقتها لم ألتق به.
آثار الحكيم:
«أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» نقطة التحول فى حياتى
قالت آثار الحكيم على الرغم إنها لم تقدم سوى فيلم واحد لإحسان
عبدالقدوس وهو «أنا لا أكذب ولكنى أتجمل» إلا أنها تعتبره نقطة
تحول فى حياتها الفنية وأنه وضعها على بداية طريق النجومية
الحقيقية لانه قصة واقعية جدا وتمرد فى كل شىء فيها خاصة النهاية
غير المتوقعة وذكرت أنها التقت بإحسان عبدالقدوس مرة واحده فى
حياتها وكانت أثناء العرض الخاص للفيلم لكنها تأثرت ببطلات
روياته وقالت آثار: سعيدة إنى شاركت فى هذا العمل وأتحدث عنه
ونحن نحتفى بذكراه وكنت اتمنى أقدم اكثر من عمل.
وتابعت آثار قائلة: عندما وافقت على تقديم هذا الفيلم لم أكن أتخيل
حجم النجاح الذى سيحققه لدرجة أن المناقشات حول الفيلم كانت تدور
فى الأتوبيسات والمواصلات العامة، فقدم عبدالقدوس فى هذا الفيلم
صورة واقعية لشاب طموح يحاول أن يجمل من وضعه كابن رجل فقير يعمل
فى المقابر وكان الجدل فى هذا الفيلم حول نهايته غير المتوقعة، وهى
أن البنت الثرية ترفض الزواج من الشاب الفقير فالجماهير اعتادت أن
تكون نهاية الأفلام سعيدة وحاول عبدالقدوس أن ينقل الواقع.
فاتن حمامة:
اكتسبت منه روح التمرد.. و«لا أنام» بداية دخولى عالمه
سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة واحدة من اهم فنانات العصر الذهبى
فى السينما المصرية والتى رسمت على الشاشة ملامح لبطلات روايات
احسان عبدالقدوس وجعلتها تتمرد على ادوار البنت الطيبة بالرغم من
أن ملامحها تعتبر منبعًا للرقة.
فى الذكرى الـ25 لرحيل صانع الحب إحسان عبدالقدوس حرصت سيدة الشاشة
على إهدائه كلمات بسيطة تعبر فيها عن افتقادها له مؤكدة أنه باق
بأعماله الخالدة فى عالم الصحافة والأدب والفن.
تقول فاتن حمامة: عندما اذكر احسان أعود لأيام جميلة بعيدة عندما
بدأت صداقتى به ولا اعلم بالضبط الوقت الذى التقيت به وبدأت تتوطد
علاقتنا كأصدقاء لأنى دخلت الفن صغيرة جدًا وعمرى لم يتعد 6 سنوات
وكان من خلال فيلم «يوم سعيد» مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
فمنذ هذا التوقيت بدأت اتعرف على عالم جديد وأكون صداقات فى عالم
الصحافة والآدب والفن وكان إحسان من أوائل الشخصيات التى بدأت
تتوطد علاقتى بهم وكنت وقتها بدأت اكون فكرى وكان يشجعنى وأستشيره
فى الكثير من تفاصيل أفلامى وقدمت أهم أعمالى السينمائية من خلال
بطلات رواياته حيث أحببتهم جميعا وكانت بدايتى مع روايات إحسان من
خلال فيلم «الله معنا» الذى قدمته مع عماد حمدى ومحمود المليجى
الذى تناول قضية الاسلحة الفاسدة وحرب فلسطين والضباط الاحرار
وقيام ثورة 23 يوليو ويعتبر هذا الفيلم علامة بارزة فى تاريخ
السينما لأنه شهد بداية مرحلة ونوعية خاصة من الأعمال السينمائية،
ثم جاء فيلم «لا أنام» هذا العمل كان من انتاج استديو مصر واعتبره
من العلامات فى مشوارى وقدمنى فى نمط جديد من الأدوار لم أكن
قدمتها من قبل وتوالت أعمالى أنا وإحسان وقدمنا العديد والعديد من
الأفلام الناجحة التى تحمل روح الثورة والتمرد على أشياء كثيرة خطأ
كانت فى مجتمعنا مسكوت عنها فهناك «الطريق المسدود» و«لا تطفىء
الشمس» و«الخيط الرفيع» و«امبراطورية ميم».
وتابعت بطلة لا أنام حديثها عن علاقتها بصانع الحب قائلة: بجانب
صداقتى الشخصية بإحسان لكن جمعتنى به وبأسرته أيضا صداقة كبيرة
خاصة زوجته وكنا نتبادل الزيارات العائلية فى المناسبات.
وأنهت بطلة «الخيط الرفيع» حديثها عن إحسان عبدالقدوس قائلة:
إحسان عبدالقدوس باق برواياته ومقالاته وأدبه، موضحة أن أدب إحسان
ألهمها الكثير من الأفكار التى جعلتها تخرج من إطار معين كان
سائدًا فى كثير من الأعمال السينمائية التى انتشرت فى هذا التوقيت
واستكملت كنت اتفاعل مع شخصيات القصص التى يكتبها وأتعاطف وأغضب
منها لأنى كنت أشعر أنها من الواقع الذى نعيشه وهذا ما جعل هذه
الروايات تصل للناس وبالتالى تنجح الأفلام التى جسدت هذه الروايات
التى صنعها فريق العمل بكل حب وحرفية.
15
يناير 2015
فى الذكرى الـ25 لرحيل «فارس الرومانسية»..
أبطاله يتحدثون
أعد الملف: سهير عبدالحميد
فى ذكرى رحيل «صانع الحب» حرص عدد كبير من أبطال أعماله على الحديث
عن ذكرياتهم مع إحسان عبدالقدوس معتبرين أنفسهم من أصحاب الحظ
الذهبى لتعاملهم مع هذا الكاتب الذى لن يتكرر. أجمع نجوم رواياته
أنه كان كتلة من الإحساس الممزوج بالفكر والذى حرض الكثيرين منهم
على النجاح فلم يمنحهم فرصة للنجاح فى نظر الجمهور فى أعمالهم
الفنية بل امتدت أفكاره لتطوير حياتهم الشخصية والتأثير على
واقعهم، أجمعوا أيضًا أن كلماته التى غيرت حياتهم لن يمحوها الزمن
بل هى باقية مثل اسمه الذى لم ينمحى برحيله.
15
يناير 2015
محمود ياسين:
«الخيط الرفيع» بداية علاقتنا وعشقته من رواياته
روى لنا الفنان محمود ياسين كواليس أول لقاء جمعه بإحسان عبدالقدوس
والذى اختصه بتقديم 13 رواية من كتاباته واعتبرها هى فتحة الخير
وبداية لسلسلة من الأعمال المهمة فى مشواره على رأسها «أين عقلى»
و«الرصاصة لا تزال فى جيبى» و«أنف وثلاثة عيون» و«العذاب فوق شفاه
تبتس» وقال ياسين: أول عمل قدمته من روايات هذا الكاتب العظيم كان
فيلمًا قصيرًا بعنوان «أختى» وكان مع نجلاء فتحى لكن النقلة الأهم
كان فيلم «الخيط الرفيع» والتى اختارتنى للبطولة هى سيدة الشاشة
العربية فاتن حمامة وقتها لم أكن معروفًا وذهبت للقاء الأستاذ
إحسان لأول مرة فى نادى نقابة الصحفيين وبمجرد أن جلست معه شعرت
أننى أعرفه منذ زمن بعيد فوجدته إنسانًا متواضعًا وبسيطًا إلى أبعد
الحدود وساعدنى على القرب منه هو حبى لرواياته قبل أن أعرفه ومن
وقتها أصبحنا أصدقاء وكنت آخذ رأيه وأستشيره فى أشياء كثيرة على
المستوى العام والفنى وظل دائم السؤال عنى حتى وفاته.
وذكر ياسين أن هناك رواية من أعماله ظل سنوات فى بداية مشواره
يتمنى تقديمها وهى رواية «القط أصله أسد» وكان حزينًا جدًا بسبب
ذلك لكن فى منتصف الثمانينيات تحقق هذا الحلم وخرج هذا العمل للنور
وشاركته البطولة مديحة كامل وسعاد نصر. |