كيف نجحت قناة «الجزيرة» القطرية فى بث مقطع فيديو من العمليات
الإرهابية التى طالت العريش، مساء أول من أمس «الخميس»؟
يبدو السؤال ساذجًا كونه يدور حول قناة نجحت قبل سنوات بعيدة فى
الوصول إلى معقل أسامة بن لادن، فى قلب كهوف جبال أفغانستان. صور
ذهنية كثيرة يجب أن تتغيَّر الآن وفورًا، أن تنفرد بلقاء مع زعيم
أكبر جماعة متطرفة منسوبة إلى الإسلام، لا يمكن اعتباره نصرًا
مهنيًّا وحسب، يجب هنا أن تسأل عن طبيعة العلاقات التى سمحت بأن
يتداخل الإعلام مع الإرهاب إلى هذا الحد.
الإرهابى ليس وزيرًا، ستزوره فى مكتبه وتجرى الحوار وتعود لبثّه
وتقول انفراد ، الفرق كبير، خصوصًا عندما يتداخل الوجه المتطرف مع
الوجه السياسى لنفس العقيدة.
تعجَّب كثيرون منا بعد شهور من حكم مرسى بسبب انحياز الجزيرة إلى
الإخوان، كانت الصورة الذهنية أن القناة هى صوت ميدان التحرير،
فكيف تنحاز إلى مَن انقلب على مبادئ الميدان؟ الآن يمكن الربط بين
مَن دعم الإخوان سياسيًّا وما زال، وحصوله على فيديوهات حصرية
لعمليات إرهابية لم تجف دماء ضحايها بعد. لم تلتقط الجزيرة أنفاسها
وتتظاهر بأنها اجتهدت للحصول على الفيديو، البث كان سريعًا
ومباشرًا، لم يعد هناك مجال لادعاء أن المهمة بالأساس إخبارية،
بينما هى مخابراتية تخصص حرب نفسية. ليس مهمًّا كيف حصلت الجزيرة
على الفيديو، فى كل الحالات التقصير من جانبنا، التقصير ليس
أمنيًّا فقط، إعلاميًّا فى المقام الأول، التغطية الإعلامية لما
جرى فى العريش كانت دون المستوى كالعادة، شريط الحداد الأسود هو
أقصى ما ستفعله القنوات المصرية وهو ما زال موجودًا منذ وفاة
العاهل السعودى أصلًا.
ستظل الجزيرة وغيرها عبارة عن فوهات بنادق موجهة ضد مصر، بعدما
خدعونا بإغلاق شاشة واحدة ووقع معظمنا فى الفخ.
ستظل الجزيرة تدعم الإرهاب، طالما الرأى الآخر غائب على الشاشات
المصرية التى تفرَّغت للجن والعفاريت ونصائح هبة قطب وطلاب ستار
أكاديمى، وكذلك التطبيل للرئيس والطبطبة على وزارة الداخلية.
فشل حتى في المزايدة
محمد عبد الرحمن
30-01-2015
قرأت تصريح عصام الأمير الخاص بفصل أبناء ماسبيرو العاملين فى قطر
عدة مرات، أولًا لأتأكَّد أنه قال «فى قطر» بالمجمل، لم يخصص ويقول
«الجزيرة الإخبارية» أو «البرامج المحرضة على مصر»، وثانيًا لأنه،
حسب «اليوم السابع»، جوّد وقال «حتى لو بيشتغل فى الصرف الصحى»،
تشبيه يُلخّص قدرات رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى التعبير عن
الصرامة والشمول، فلم يجد إلا «الصرف الصحى» ليشدِّد على أن
إعلاميًّا واحدًا لن يفلت.
ما سبق يؤكِّد حجم الفشل الذى أنجزه عصام الأمير ومَن معه ومَن
سبقوه ومَن سيخلفونه فى المبنى العريق الميّت إكلينيًّا المسمى
ماسبيرو، ما دام استمر النظام بداخله كما هو. الأمير الذى لم يشهد
التليفزيون فى عهده أى تطوّر يُحسب له، الرجل الذى ترك قناة مثل
النيل للأخبار تحتضر، وانتهت فى عهده قنوات النيل وقنوات المحروسة،
يأتى اليوم ويقلّد عبد الرحمن رشاد رئيس الإذاعة السابق، عندما شعر
بدنو أجل بقائه فى منصبه فمنع أغنيات حمزة نمرة، باعتباره مطربًا
معارضًا، فرحل هو وبقيت أغنيات نمرة الذى حقَّق شهرة أكبر بسبب
عنترية رشاد.
أما الأمير وبعد جهد لنسيان تعبير الصرف الصحى يمكن أن نسأله: هل
تعرف أصلًا عدد الإعلاميين والفنيين العاملين خارج مصر؟ هل لديك
بيان كل دولة خليجية بها كم موظف طفش من ماسبيرو لتأمين مستقبله؟
هل ستتحمَّل خزانة الدولة مرتبات هؤلاء لو قرروا جميعًا العودة
ليزايدوا عليك ويثبتوا أنهم أكثر وطنية منك؟ سؤال آخر: لماذا
تأخَّرت فى رصد الإعلاميين المحرضين وتعاملت معهم حسب اللوائح ومنذ
اليوم الأول لبدء الحملة على مصر؟ على خط موازٍ: أى قانون يُجيز لك
فصل موظف يعمل فى قناة رياضية أو ترفيهية تنطلق من دولة على خلاف
سياسى مع مصر؟ وماذا لو مرّ عامان أو أكثر ثم حدث صلح حقيقى مع
قطر، ساعتها ستُعيد تعيين المفصولين من جديد؟ صعب للأسف، لأنك
وقتها ستكون جالسًا على قهوة المعاشات، كما يجلس الآن عبد الرحمن
رشاد
.
لأن الوقت لا ينتظر «رسالة لرئيس الجمهورية»
محمد عبد الرحمن
28-01-2015
مضطر هنا إلى الاستعانة بشعار شهير لقناة «الجزيرة» القطرية، كان
يدعو الجمهور للاشتراك فى خدمة رسائل المحمول الإخبارية تحت عنوان
«لأن الوقت لا ينتظر»، والظلم والإحباط واليأس لم يعد ينتظر طويلًا
بعد ثورة يناير التى لا يحترمها أحد فى نظام الحكم على ما يبدو إلا
الرئيس عبد الفتاح السيسى، كما تقول تصريحاته، طوال شهور ستة مرَّت
على انتخابه ولا تتوقف التطمينات، الإفراج عن المعتقلين، تعديل
قانون التظاهر، ضبط الإعلام من خلال مجلس وطنى وميثاق شرف،
انتخابات برلمانية بعدها سنتقدّم للإمام، لكن حتى الآن ومن سيناء
إلى المطرية إلى حوادث الطرق إلى شاشات تغييب الوعى لا شىء يحدث،
يكتفى الرئيس بالتأكيد أنه غير مطالب بتسديد أى فواتير، بينما معظم
الإعلاميين الذين يتكلّمون باسمه يسحبون من رصيده كل يوم، أكاذيب
تُتلى على الناس آناء الليل وأطراف النهار ولا شىء يتغيَّر،
«الداخلية» عادت لسيرتها الأولى فلا استعاد رجل الشارع العادى أمان
ما قبل الثورة، ولا عرف مَن خرجوا فى يناير مَن قتل رفاقهم،
والرهان الآن على أن الاعتراف بالمخاطر المحيطة بنا سيجعل الناس
تصمت، رهان قد يصيب مع البعض.
لكن هناك بعضًا آخر يرفع شعار هىّ موتة ولّا أكتر ، هذا البعض وذاك
البعض، الكل مسؤول من الرئيس، التعامل مع الشعب المصرى على أنه إما
مؤيدون وإما إرهابيون وأنه لا فئات أخرى، سُيفسد أى محاولة لدفع
العربة للأمام، مشروع قومى وحيد لن ينهض بمصر ولن يشغل الشباب
الغاضب عن الانتحار أو الهجرة أو التظاهر، يقولون لو أن مبارك أقال
حبيبه العادلى قبل جمعة الغضب ما تطوَّرت الأحداث، يقولون أيضًا لو
أن مرسى قبل المطالب الشعبية ما دخل قفص الزجاج، فإلى متى يصبر
الرئيس على وزراء ومحافظين وسياسات لن ينتظرها الوقت طويلًا،
التصريحات الوردية لا تصنع وحدها المستقبل. سيادة الرئيس، المصريون
لا يريدون قطعة من السماء، يحلمون فقط بقطعة آمنة على الأرض،
تحرَّك أرجوك، فإن الوقت لا ينتظر.
وفاء عامر فى عش المجانين
محمد عبد الرحمن
27-01-2015
آخر فنان أعرفه اضطر إلى استخدام اسم مستعار كان الممثل الكوميدى
«محمد نجم» فى مسرحية «عش المجانين» قبل 30 عامًا ويزيد، بناءً على
نصيحة «ليلى علوى»، حتى يقابل الراحل الجميل «حسن عابدين».
بعد محمد نجم لجأت إلى الحيلة نفسها الفنانة وفاء عامر، لكن على
الهواء مباشرة بعيدا عن خشبة المسرح. فى المسرح وأمام الكاميرا
يعرف الجمهور مسبقًا أن الممثل يمثل، وأنه يظهر بشخصية غير شخصيته،
لكن لماذا يضطر الممثل -فى الحقيقة- إلى التنكر؟
الواقعة باختصار، أن وفاء عامر أجرت فى ساعة مبكرة من صباح أمس،
الإثنين، مداخلة هاتفية مع الإعلامى وائل الإبراشى، هاجمت خلالها
ضيفه خالد داوود، المتحدث باسم حزب الدستور، لكنها أجرتها تحت اسم
هالة ليلتقط متابعو البرنامج الخدعة ، ويتداولون تسجيل المداخلة
عبر السوشيال ميديا وسط إجماع على أنهم لم يجدوا صعوبة فى تمييز
صوت الفنانة المشهورة.
وبعيدا عن موقف صناع البرنامج، وهل كانوا يعرفون فعلا أنها عامر ،
ووافقوا على الخدعة، أما لا، يصبح السؤال التالى، لماذا تضطر نجمة
كوفاء عامر للدخول على الهواء باسم مستعار، ولماذا تفكر فى إجراء
مداخلة بهذا المضمون رغم أن البرنامج نفسه تلقى عشرات المداخلات
قبلها، معظمها هاجم خالد داوود.
لا أجد تفسيرًا سوى أن عامر لم تنجح فى كتم غيظها من كلام المتحدث
باسم الدستور، ومن حقها كمواطنة أن ترد عليه، لكن لماذا تتبرأ من
اسمها وشهرتها، خوفا ممن؟ عامر فنانة قديمة بالتأكيد عاصرت تتر
برنامج كلام صريح جدا ، حيث يقول على حميدة فى الأغنية إن خفت
ماتقولش وإن قلت ماتخافش
.
إذا كانت الملكة نازلى ترى أن الشعب كله ضد الرأى، الذى يمثله خالد
داوود، فلماذا خافت وتنكرت وأصبحت هالة ؟
اللافت أنه فى الوقت الذى تنازلت فيه وفاء عامر عن اسمها، كانت
فنانة أخرى هى جيهان فاضل تجرى مداخلة مع نفس البرنامج، تؤكد أن
الحساب المنسوب إليها عبر تويتر مزيف.. مفارقة تؤكد حجم العبث،
الذى كاد يدفع بنا جميعًا إلى عش المجانين
.
الإخلاص للكوميديا فى «يوم ملوش لازمة»
محمد عبد الرحمن
26-01-2015
أخلص الثلاثى: عمر طاهر مؤلفًا، ومحمد هنيدى ممثلًا، وأحمد الجندى
مخرجًا للكوميديا فى الفيلم الجديد «يوم ملوش لازمة»، فخرجت
التجربة مليئة بالضحك والمرح، ونجحت فى إسعاد الجمهور، الذى شاهدت
معه الفيلم الذى دار حول «يحيى»، الذى يفاجأ صباح يوم زفافه من
«مها» بأن علاقةً عابرةً مع «بوسى» تبدأ فى مطاردته من أمام النادى
الصحى، وحتى حمام السباحة فى الفندق، الذى يشهد حفل الزفاف.
فريق الفيلم تفرغ لزيادة جرعة الضحكات السريعة الخالية من الابتذال
والافتعال، وابتعد بشدة عن المواقف المكررة، وساعد فى ذلك أن القصة
لم تتطرق إليها من قبل أفلام الكوميديا المصرية، واللافت أن الفيلم
الذى تدور أحداثه فى نحو 12 ساعة، ملىء بالتفاصيل، التى تجعل
المتفرج يتابع بتركيز شديد، ولا يشعر بمرور الوقت، وكأنه حاضر فى
الفرح فعلًا.
أهم ما ميّز الفيلم، من وجهة نظرى، أن هنيدى لم يتولَ مسؤولية
الإضحاك بمفرده، وفى نفس الوقت لم يتنازل عن العدد الخاص به من
المواقف الكوميدية، ونجح المخرج أحمد الجندى فى الاستعانة بجيل
كامل من المضحكين الجدد، وتوظيفهم فى أدوار وشخصيات تناسب
إمكاناتهم، وهم على سبيل المثال لا الحصر، بيومى فؤاد، ومحمد
ممدوح، وهشام إسماعيل، وأحمد فتحى، ومحمد ثروت، ومحمد أسامة، وصاحب
شخصية عماد الذى سيكون له مستقبل باهر مع التمثيل، ظهرت بوادره مع
أدائه بطولة بعض الإعلانات.
يضاف إلى ما سبق ظهور روبى بشخصية جديدة تمامًا، ونجاحها فى إخافة
الأطفال الحاضرين الفيلم، وإتقان ريهام حجاج تفاصيل شخصية العروس.
كذلك استفاد الفيلم من خبرة هالة فاخر فى شخصية الأم، ورسوخ أداء
ليلى عز العرب والدة العروس، وكذلك انتقاء ضيوف الشرف والاستفادة
من دقائق ظهورهم المحدودة، سواء طارق عبد العزيز فى شخصية المأذون،
و سامى مغاورى مدير الأمن، والصيدلى الذى جسّده محمد عبد الرحمن .
باختصار، فيلم يوم ملوش لازمة يلزم كل من يريد متابعة قصة لطيفة
وجديدة ومضحكة، كما أنه أول فيلم منذ سنوات طويلة، يهتم بجمهور
نادى الزمالك.
التطبيع مع القراصنة
محمد عبد الرحمن
24-01-2015
معلومة لم يكن لها مجال للنشر وقتها، أسرة فيلم «فتاة المصنع» رفضت
عروض أسعار من قنوات «بير السلم» للإعلان المكثف عن الفيلم رغم أن
الأسعار كانت خيالية بحق.
السبب أنه من غير المنطقى دعم القنوات التى ستسرق الفيلم نفسه بعد
أسابيع، حدث هذا رغم أن ميزانية الدعاية للفيلم لم تكن ضخمة لتصل
إعلاناته إلى كل القنوات الشرعية.
الآن على القنوات نفسها إعلانات لثلاثة أفلام جديدة هى بتوقيت
القاهرة لنور الشريف، و يوم ملوش لزمة لمحمد هنيدى ، و أسوار القمر
لمنى زكى، وبالتأكيد هناك إعلانات لأفلام أخرى لكن رصدها يطلب
الغرق أولا فى إعلانات الشامبو الرخيص و جيل الشعر اللى بيزحلق
.
هذا اعتراف علنى من منتجى السينما فى مصر بأنهم فشلوا أمام مافيا
قنوات القرصنة على الأفلام، اعتراف انطلق من قناعة وهمية بأن جمهور
هذه الأفلام من محبى السينما، وهذا أمر غير صحيح على الإطلاق وإن
كانت لم تخرج بعد دراسة لتوثقه. باختصار، قد يستفيد الفيلم من
معرفة عدد كبير من مشاهدى هذه القنوات بأنه وصل إلى شباك التذاكر،
لكن كم منهم مستعد للذهاب إلى السينما وشراء تذكرة لحضور الفيلم
وهو يعلم أن الفيلم سيصل إليه بعد أيام عبر نفس الشاشة؟
هذا التطبيع يخلو من المنطق ومن الذكاء إلى حد بعيد، أنت تدفع
أموالا حتى تعرض هذه القنوات إعلان فيلمك الجديد، رغم أنك تعلم أن
القناة نفسها ستسرق الفيلم قريبا وبوسائل عدة لا طائل لك بمواجهتها.
على غرفة صناعة السينما سرعة التدخل الآن وحتى قبل الإعلان عن اسم
رئيسها الجديد بعد وفاة محمد حسن رمزى، على الغرفة وعلى كل
المعنيين بصناعة السينما فى مصر منع المنتجين من الإعلان فى هذه
القنوات.
إذا نجحنا فى ذلك فستكون الخطوة المقبلة حصار باقى المعلنين ما
دمنا عدمنا وسائل إغلاق الشاشات نفسها من المنبع.
أما التطبيع فلن يفيد أبدا من رضخ له، سواء طبّع مع محتل أو قرصان،
فكلاهما لص
رسالة إلى النائب العام
محمد عبد الرحمن
21-01-2015
لأنه من غير المعقول أن يلجأ أصحاب المظالم من جديد إلى صفحات
الـ«فيسبوك» وكأن 4 سنوات لم تمر على ثورة من المفترض أن العدالة
كانت مطلبها الأول، أنقل إلى النائب العام المستشار هشام بركات
رسالة الناشطة والكاتبة الصحفية إسراء عبد الفتاح التى اضطرت إلى
أن تتركها له عبر حسابها على «فيسبوك» لعل أسئلتها تصل إلى مكتب
النائب العام وتحصل أمامها على إجابات.
الحماس لنقل الرسالة ليس فقط لأنها تتعلق بتفاوت نشهد عليه جميعا
فى ما يخص تطبيق القانون وتحريك البلاغات، ولكن لأنها تقع فى صُلب
الجدل المستمر حول حال الإعلام المصرى. عبد الفتاح التى تم منعها
من السفر دون سابق إنذار منذ أيام تطلب توضيحا من النائب العام عن
سبب عدم تحريك بلاغات قدمتها ضد أحد الإعلاميين -لم تذكر اسمه
وكلنا نعرفه طبعا- بتهمة السبّ والقذف والتحريض على القتل، حيث لم
يتم استدعاء الطرف المشكو فى حقه، رغم أن الشكاوى ضده تنطلق يوميا
من كل حدب وصوب، ورغم أنه حصل على حكم درجة أولى بالإدانة فى قضية
أخرى (تقصد قضية أولتراس الزمالك)، بينما تم استدعاؤها هى للتحقيق
معها فى بلاغ اعتمد على تغريدة من حساب إلكترونى لا يخصها، قبل أن
يصدمها المسؤولون بقرار المنع من السفر، وعندما تقدمت بطلب لمعرفة
الأسباب لم يرد عليها أحد حتى الآن.
أضع إلى جوار أسئلة إسراء عبد الفتاح للنائب العام سؤالا حول خبر
منسوب إلى مكتبه يقول إن خمسة إعلاميين تم تحريك بلاغ ضدهم بتهمة
الهجوم على ثورة 25 يناير، فأين هو هذا البلاغ؟ كان ذلك بالمناسبة
قبل الكلام حول قانون حماية الثورتين الذى لم يصدر والذى لا أتفق
معه، لكن ما نتفق عليه جميعا هو العدل وإنفاذ القانون والمساواة
بين الجميع، وبالتأكيد لا يخشى النائب العام باعتباره ممثلا للشعب
من استدعاء أى إعلامى، أيا كان حجم ما يدعى من نفوذ، لسؤاله حول
بلاغ مقدم ضده، لهذا نطلب من المستشار هشام بركات أن يرد على أسئلة
المواطنة الممنوعة من السفر إسراء عبد الفتاح.
لا وقت للحب
محمد عبد الرحمن
19-01-2015
لا وقت للحب، واحد من أكثر أفلام فاتن حمامة عذوبة ورومانسية
ووطنية فى آن واحد، مُدرسة ارتبطت بفدائى وسعت بكل جهدها لإنقاذه
من الاعتقال على يد الإنجليز، بطولة رشدى أباظة وصلاح جاهين،
وإخراج صلاح أبو سيف، إنتاج عام 1963. مضطر الآن إلى استخدام اسم
الفيلم ليكون وصفًا لهؤلاء الذين ما انفكوا يلوّثون هواء الوداع
الحار لسيدة الشاشة بلعناتهم التى لا تتخطّى دوائرهم الضيقة، حيث
حبسوا أنفسهم فيها داخل زمن محدد بعيدًا عن الحياة والحب والوطن
والانتماء.
قديمًا كانت لا وقت للحب تعنى أن البطل والبطلة يقدّمان مصلحة
الوطن على علاقتهما الشخصية ومشاعرهما الخاصة، الآن لا وقت للحب
يمكن أن تنطبق على عقول أضلّها الفراغ والاستقطاب والاعتقاد بفكرة
واحدة، وكأن العالم كله مرسوم ليسير فى مسار وحيد خططوه من
أوهامهم، ويريدون لأى أحد أن يمشى فى المسار، وإلا استحق لعناتهم
السخيفة. مأساة مواقع التواصل الاجتماعى أنها لا توفّر لمراسم
العزاء الجلال اللائق بها، فى العزاء الحقيقى على الأرض لا يذهب
إلا مَن يعتز بالراحل ويريد مواساة محبيه، فى السوشيال ميديا للأسف
لا يمكن أن تمنع نفسك من قراءة تعليقات بشر يعيشون بيننا، يقولون
إنهم منّا، وإنهم يريدون صالح البلاد والعباد، بينما لو تأملت
تصرفاتهم وما يخرج من أفواههم ستتعجَّب من وجود هؤلاء بين المصريين
المعروف عنهم تقديسهم للموت وحرمة الراحل. كيف نشأ هؤلاء وانتشروا
فى بلد مثلته فاتن حمامة أمام العالم لسبع عقود متتالية منذ ظهرت
طفلة مع محمد عبد الوهاب حتى كرَّمتها الدولة قبل شهور فى عيد الفن.
ستظل فاتن حمامة هى أفضل مَن عبّر عن وجه مصر، هذا الوجه الذى
سيُشفى عاجلًا أو آجلًا من بثور فرضتها تيارات هواء غريبة عن أجواء
المحروسة.
بدأت سيدة الشاشة العربية مشوارها بـ يوم سعيد وغادرت فى يوم حزين
، ولا عزاء لهؤلاء الذين لم يتعلموا شيئًا من ضمير أبلة حكمت
.
إلى أمانى الخياط.. كفاية حرام!
محمد عبد الرحمن
18-01-2015
الشعب المغربى وجد من يرد له حقه، عندما أخطأت أمانى الخياط وكالَت
للأشقاء هناك اتهامات لا تليق بمذيعة من المفترض أنها تمتلك خبرة
كبيرة على الشاشة، لكن يبدو أنها تتركها دائما خارج الاستوديو،
وتنسى كل شىء عن قواعد المهنة، عندما يومض الضوء الأحمر معلنا
بداية البرنامج.
أما الفتاة التى اعتدى عليها أمينا شرطة فى الساحل، فللأسف الشديد
لن تجد من يرد لها حقها من الخياط التى باتت فى حاجة إلى أن تستمع
قبل كل حلقة لهتاف كفاية حرام ، لعلها تتوقف عما تقول، ويصل إلى كل
من لا يشاهدونها، ولم يعد ممكنا مطالبة الناس بعدم متابعتها بعدما
أوصلها الـ يوتيوب إلى الملايين.
مقطع فيديو حديث ذكر الناس أولا أنها لا تزال تُطل على الشاشة،
وأكد لهم ثانيا أن لا أحد فى هذا المجال يتعلم من الدروس، وأصابهم
ثالثا بحالة من الاستياء أضرت فى المقام الأول بالداخلية ورجالها،
الذين ارتكبوا الجريمة، مما يستدعى تدخل الشرطة أولا لدى أمانى
لتطالبها بالصمت وعدم الدفاع عنها من جديد.
لم يستوعب الذين قادهم الحظ السيئ للمقطع المثير للاستياء أن سيدة
أيا كانت أفكارها تقلل من أثر واقعة اغتصاب، بل تبررها وتعتبرها
أمرا عاديا، والأنكى أنها تساوى بين أن يكون المجرم من أى فئة وأن
يكون من الفريق المنوط به حفظ الأمن والقبض على المجرمين، لا أعرف
كيف حسبتها أمانى بهذا الشكل، ولا كيف ربطت بين الواقعة والغضب
منها، وبين التمهيد لثورة جديدة على الداخلية، وهى نفسها من تظاهرت
ضد أداء الشرطة فى يناير 2011.
تصمم أمانى الخياط على أن تلعب دور سيد على خلال ثورة يناير و أحمد
موسى بعد ثورة يونيو، لكنها تضر من تدافع عنهم أكثر مما تنفع.
نصيحة لأمانى الخياط، الكنبة التى يجلس عليها أكثر من 10 مذيعين
بعد خروجهم من الاستوديو ما زال فيها متسع للمزيد، فاحجزى مكانك من
الآن فلم يعد هناك وقت.
صوت فى الزحمة
محمد عبد الرحمن
17-01-2015
البرنامج المختلف لا يخرج بسهولة من الذاكرة حتى لو أخرجه المسؤول
بجرة قلم من جدول البرامج، تنطبق القاعدة على البرامج التليفزيونية
أو الإذاعية لا فرق.
صوت فى الزحمة نموذج للبرامج التى لا أفهم كيف توقف ولماذا لا يعود
رغم خصوصيته الشديدة على إذاعة الأغانى التى اتجه أثيرها إلى
الكلاسيكيات فقط، أى أن القائمين عليها يعتبرون جيل الشباب ينتهى
بهانى شاكر ومحمد منير، الأمر الذى أفقدها قطاعا كبيرا من الجمهور
ذهب إلى المحطات التى تبث الأغنيات دون معلومات توضح الظروف التى
خرجت فيها، بما فى ذلك أسماء الملحنين والشعراء الذين ظلمتهم
المحطات الجديدة وظلمت أيضا المطربين الجدد، فأحيانا نسمع الأغنية
ولا نعرف مَن مطربها ولا بالقطع مَن كتبها ولحنها.
ورغم أن المنطق يقول إنه كلما زادت المنافسة بين المحطات والقنوات
يجب أن تبحث هذه المحطة أو تلك عما يميزها ويجعل لها مستمعا مخلصا
لا يذهب إليها عشوائيا، بل يحفظ مواعيد البرامج عن ظهر قلب، رغم أن
هذا هو المنطق اختفى برنامج مثل صوت فى الزحمة كان الأول من نوعه
فى الإذاعة المصرية، والذى كان يستدعى الأغنيات النادرة لمطربين من
كل الأجيال والجنسيات ويعيد التذكير والتعريف بها ويرفض بث أى
أغنية متداولة على باقى المحطات.
البرنامج انطلق فى يناير 2010 وتوقف لفترة خلال ثورة يناير 2011،
قبل أن يعود بقوة ويستمر حتى يونيو 2013 ثم يتوقف للأبد لأسباب قيل
إنها سياسية، دون أى تأكيد رسمى طبعًا، شارك فى تقديمه فى البداية
خلود نادر وعمرو صبرى، بالإضافة إلى صاحب الفكرة أحمد منتصر، الذى
استمر يقدمه لاحقًا بمفرده لعامين متتاليين، ومن الأغنيات التى لم
نكن نسمعها إلا فى صوت فى الزحمة يا حلاوة أم إسماعيل لإيمان البحر
درويش، و أحزان القرد للشيخ إمام، و الحشاشين بصوت محمد محسن، و
هرب الخسيس لنغم مصرى، و الدباديب لإسكندريلا، و لسه جوه البيت
أفاعى لمصطفى أمين، وغيرها الكثير، أغنيات قد تزعج المسؤول وتجعله
خائفًا على منصبه، لكن هناك ملايين كثيرة من المستمعين تحتاج إلى
هذا الصوت وسط كل هذه الزحمة.
متضامن مع جوليا روبرتس
محمد عبد الرحمن
16-01-2015
يقف أى مراسل لقناة إخبارية على كوبرى قصر النيل ليجد الشعب قبل
الشرطة يسأله ماذا تفعل ومن تكلم وعن أى شىء تسأل، ومع ذلك لم يجد
مسؤولو وزارة الثقافة أدنى مفارقة فى الادعاء بأن المشاهد الخاصة
بفيلم «الخروج.. آلهة وملوك» تم تصويرها فى مصر «خلسة» بهدف اتهام
المنتج الفنى هشام سليمان بأنه وحده يتحمل مسؤولية تصوير لقطات من
الفيلم الممنوع داخل مصر.
لو أن جلال علام مستمر على الشاشة لحوَّل برنامجه مواقف وطرائف
ليتناول مثل هذه القضايا لعله يفسر بطريقته لماذا توقفت وزارة
الثقافة عن إنتاج الأفلام وتفرغت لإنتاج كل هذا السخف ، لكن هذا
دائمًا هو حال المسؤول فى مصر، فى الندوات واللقاءات يؤكد أنه مع
الحرية والتطور والخروج من عنق الزجاجة، لكن عندما تقع الأزمة يجلس
هو نفسه أعلى الزجاجة ليسد العنق إلى الأبد.
الخروج.. ملوك وآلهة فيلم مثير للجدل نعترف بذلك، لكن إذا كان
الإرهاب أصبح عابرًا للحدود والقارات فكيف ستمنع فيلمًا من الوصول
إلى مشاهديه فى أى مكان؟ وحتى لو أردت المنع حفاظًا على منصبك
وخوفًا من السلطة الدينية فلتتمتع بالشجاعة الكافية وتعلن ذلك، لكن
أن تقول إن هشام سليمان منفذ إنتاج هذه المشاهد فى مصر لم يحصل على
التصريحات اللازمة فأنت بذلك لا تضحك حتى على عقول الأطفال الذين
باتوا يفهمون واقع الحال بشكل أدق بكثير من مسؤولين تحنطوا داخل
مكاتبهم.
وبينما تفتح دولة مثل المغرب الباب لتصوير الأفلام العالمية، ووصلت
إلى اتفاق مع الشركة المنتجة بحذف بعض اللقطات لتمرير الفيلم، أدى
سخف مسؤولى وزارة الثقافة إلى إلغاء مشروع تصوير فيلم جديد لجوليا
روبرتس فى مصر، هذه هى الخسائر التى لا يدركها من يهللون لقرارات
المنع ويعتبرونها انتصارًا للإسلام، نخسر كل يوم بسبب هؤلاء
المسؤولين الذين انتفض ضدهم الجميع متضامنًا مع هشام سليمان
تقديرًا لمكانته السينمائية الكبيرة، بينما التضامن واجب أيضًا مع
جوليا روبرتس حتى تتراجع عن قرارها وتأتى للتصوير فى مصر مع وعد
بحمايتها من روتين الوزارة وأى عروض متوقعة من محمد أو أحمد السبكى.
هل تعتذر منى عراقى؟
محمد عبد الرحمن
14-01-2015
حتى حكم البراءة الذى صدر، أول من أمس، بحق المتهمين فى قضية «حمام
باب البحر» ظلَّت المخرجة والإعلامية منى عراقى، على يقين من أنها
فعلت ما يرضى ضميرها.
عراقى أكدت أن التنسيق مع الداخلية كان واجبًا لحماية المتهمين من
بطش أهالى المنطقة، لو أنها بثَّت الحلقة دون معرفة رجال الشرطة
بالأمر.
صاحبة برنامج المستخبى عرضت فى الحلقات التالية للحلقة الأزمة، ما
يؤكد أن قنوات عالمية نقلت نفس الوقائع من قبل وصوَّرت فتيات الليل
وهن شبه عرايا فى قبضة الشرطة، وذلك فى إطار مكافحة انتشار مرض
الإيدز.
حسنًا، سيظل الجدل مستمرًّا حول المسموح والممنوع فى مواكبة
كاميرات التليفزيون لهذا النوع من القضايا، وسيكون على كل قناة
إثبات أنها فعلت ذلك لحماية المجتمع.
وأن المتهمين مذنبون فعلًا، لكن بما إن متَّهمى باب البحر أصبحوا
أبرياء الآن.
يصبح السؤال عن ردّة الفعل المطلوبة مهنيًّا وأخلاقيًّا من قناة
القاهرة والناس ومنى عراقى.
مشوار عراقى مع الأفلام الوثائقية والتحقيقات الاستقصائية لم يشهد
من قبل الوقوع فى خطأ بهذه الفداحة، بالعكس قدَّمت حلقات غاية فى
الأهمية والتأثير، بالتالى من الظلم مقارنتها بإعلاميين آخرين
يرتكبون حماقات مهنية كل أسبوع.
لكن فى الوقت نفسه التمسُّك -مثلًا- بأن براءة المتهمين جنائيًّا
لا تعنى أنهم أبرياء فى الحقيقة، مبرر من الصعب قبوله ولن يقلل من
عاصفة الغضب المحيطة بعراقى وبالقناة.
هل تعرَّضت عراقى للخداع من المصدر؟ هل خطَّط أحدهم لتشويه سمعة
الحمام لأغراض تجارية؟
هل حدثت مبالغات فى وصف ما يجرى فى الحمام بشكل أقنع فريق المستخبى
أن الأمر يستحق المخاطرة بسمعة البرنامج؟ علامات استفهام لن تجيب
عنها إلا منى عراقى.
المستخبى بعد الحمام لن يكون كما كان قبله مهما تعدُّدت محاولات
تجاوز هذه الأزمة.
بالتالى فإن الاعتذار عما جرى مطلوب أولًا قبل التفكير فى ما يجب
فعله لتعويض المتهمين عما طالهم من أذى بعدما أصبحوا أبرياء بحكم
محكمة.
لا تقرأ الخبر.. عن اعتذار «الجارديان» لأمل كلونى
محمد عبد الرحمن
13-01-2015
«رجّ
الزجاجة جيدًا قبل الاستعمال»، هذه العبارة حفظناها عن ظهر قلب،
كلما تناولنا جرعة الدواء، حتى الأدوية التى لا تترسب فى قاع
الزجاجة لم نرحمها من «الرج»، الآن يمكن أن تنطبق العبارة نفسها
بخصوص ما ينهال علينا يوميًّا من أخبار من كل حدب وصوب، بما فى ذلك
الإعلام الغربى الذى لا أعرف على أى أساس نتعامل معه دائمًا
باعتباره «لا من دينى ولا من دينك»، أى محايد للغاية، رغم أنه منذ
البداية على دين الأعداء.
لا تقرأ الخبر إلا بعد مرور 24 ساعة على نشره، بات هذا هو المطلوب
فى كل الأخبار بلا استثناء، وآخر نموذج على ذلك اضطرار جريدة
الجارديان للاعتذار علانية لأمل كلونى محامية صحفى الجزيرة المحبوس
فى مصر محمد فاضل فهمى، على خلفية تحريف تصريحاتها حول تهديدها
بالاعتقال فى حال زارت موكلها بالقاهرة.
الجارديان التى لم تعتذر عن الخبر الشهير خلال ثورة يناير، الخاص
بامتلاك الرئيس المخلوع حسنى مبارك 70 مليار دولار، حوَّلت كلامًا
لمصادر لم تذكرها بالاسم من المهتمين بالشأن الحقوقى المصرى،
باعتباره صادرًا عن مسؤولين مصريين، كلام مرسل حول إمكانية تعرُّض
أمل كلونى للاعتقال فى مصر بات خبرًا طاف العالم فى أقل من دقائق،
حتى خرجت كلونى نفسها تنفى أنها تلقَّت هكذا تهديدًا، ولحسن الحظ
سارعت وزارة الداخلية ونشرت نفيًا سريعًا، وجد محررو الجارديان
أنفسهم مضطرين إلى إعادة تعديل الموضوع عدة مرات، والاعتذار علانية
لزوجة جورج كلونى.
نحن هنا نتكلَّم عن الجارديان ، الصحيفة البريطانية العريقة، فكيف
الحال بمئات الصحف ومصادر الأخبار التى طفحت على الساحة خلال
السنوات الأربع الأخيرة، بما فى ذلك صحف أقدم، قررت أن تسلك النهج
نفسه، نشر الخبر اللافت للانتباه أيًّا كان مدى صحته، كل ذلك فى
مواجهة قارئ غير مسؤول عن هذا الاضمحلال المهنى، الذى لم يصب فقط
صحفنا المصرية، بالتالى لم يعد أمام القارئ الضحية سوى أن يتوقَّف
عن قراءة الأخبار حتى مرور 24 ساعة، لأنه لو انتظر قد يقرأ أولًا
نفى الخبر لا الخبر نفسه.
أُقدِّم لكم علِى ربيع
محمد عبد الرحمن
12-01-2015
فى مقال تناول نجوم الكوميديا الجدد فى شهر رمضان الماضى، عاتبنى
بعض القراء الأعزاء على نسيان اسم علِى ربيع، كنت وقتها، وعلى عكس
عادة التركيز مع الوجوه الجديدة، أعرف شكله وألتفت إلى أدائه، لكن
اسمه لم يكن قد دخل الذاكرة بعد.
تكرر الأمر عند الكتابة عن تياترو مصر ، عدد الممثلين الكبير يدفعك
لأنْ تختصرهم فى عبارة واحدة، لكن القارئ المتيقظ توقَّف مرة أخرى
عند علِى ربيع، الممثل الشاب الذى تحوَّل إلى نموذج نادر لموهبة لا
تحتاج إلى الصحافة حتى تصل للجمهور.
استفاد ربيع هنا من وسائل التواصل الحديثة، قبل يومين ظهر اسمه وسط
نجوم السياسة وبرامج اكتشاف المواهب الأكثر انتشارًا على تويتر ،
دون حملة علاقة عامة، دون صفحات الفانز ، أى روابط المشجعين بلغة
كرة القدم، دون كل هؤلاء، تداول عدد كبير من المستخدمين لـ تويتر
اسمه ومقاطع فيديو متخمة بموهبته، فظهر اسمه على قائمة التريند
التى لا يدخلها أى شخص بسهولة، لكن علِى ربيع فعلها دون أن يطلب من
أحد ذلك.
أول ظهور لافت له كان فى بنات العم ، ومن خلال الويب كاميرا أى أنه
أطل بوجهه فقط عبر شاشة كمبيوتر، لكنه نجح فى جذب انتباه جمهور
الفيلم دون أن يعرفوا اسمه، وهنا تكمن قدرة علِى ربيع الحقيقية
التى أعطاه الجمهور صك الاعتراف بها، ربيع يستطيع إطلاق الضحكة
ولفت الانتباه فى أى مساحة متاحة أمامه، وأيًّا كانت المدة الزمنية
للمشهد، وبينما يسير بخطوات متقطعة فى السينما والتليفزيون، جاءت
تجربة تياترو مصر فى وقتها لتفتح له ولغيره من الممثلين الموهوبين
المجال لاجتياز مسافات طويلة فى أقل وقت ممكن، انطلاقًا من كون
صانع ألعاب الفرقة لم يعد معنيًّا بإحراز الأهداف، تاركًا المجال
للموهوبين الجدد، والمقصود هنا طبعًا أشرف عبد الباقى.
على عاتق علِى ربيع مسؤولية هائلة تتلخَّص فى ضرورة الاحتفاظ بهذه
الموهبة وعدم إهدارها تحت أى لافتات من نوعية الانتشار الجماهيرى،
والأفلام التجارية مش عيب، والسبكى أنقذ السينما من الانهيار، وغير
ذلك من لافتات أضرَّت كثيرًا مَن رفعوها وصرفت عنهم الجمهور الملتف
حاليًّا حول علِى ربيع.
إعلان لا يليق بالأزهر
محمد عبد الرحمن
11-01-2015
أنصح بيت الزكاة والصدقات المصرى بمراجعة الإعلان التليفزيونى الذى
انطلق بكثافة مؤخرًا لتشجيع المصريين على التبرع للبيت باعتباره
«القناة الآمنة لزكاتك وتبرعاتك» حسب الشعار الذى ينتهى به الإعلان
الذى يعد الأطول بين كل إعلانات التبرع التى تطلقها الجهات
والجمعيات الخيرية فى مصر.
الإعلان عن فتح باب التبرع فى حد ذاته ليس بمكروه فى زمنٍ الدعايةُ
فيه هى أساس كل شىء، بل من الإيجابى جدا أن يدخل الأزهر على الخط
ولا يترك المجال فارغًا أمام الجمعيات والمشروعات الخيرية الخاصة،
كما يجب الإشادة بأن الإعلان انطلق بعيدًا عن شهر رمضان، حيث
الموسم الرئيسى والوحيد لجمع التبرعات، أين إذن تكمن المشكلة التى
بسببها بدأ هذا المقال بنصيحة مراجعة الإعلان؟
تكمن المشكلة فى أن الإعلان يقدم الأزهر باعتباره منافسًا لمن
سبقوه فى هذا المجال، وذلك من خلال اتباع الشركة المنفذة لطريقة
الحملات الانتخابية، بأن تنزل الكاميرا للشارع وتسأل الناس، لو أن
الأزهر فتح بيتًا للزكاة والصدقات هل سيكون هو قبلتك المقبلة؟
وطبعًا أجاب الجميع بأن الأزهر أفضل من الجمعيات التى لا نعرف
أصلها وفصلها، وهنا وضع منفذ الإعلان الأزهر فى مجال تنافس لا يليق
بمكانته، وسنرى ردة الفعل قريبًا عندما تنزل كاميرا تابعة للجمعيات
الأقدم فى هذه السوق وتحصل من الجمهور على إجابات مشابهة من نوعية:
نحن نثق فى هذه الجمعية، لأننا نتعامل معها منذ سنوات بعيدة. وسيتم
الاستعانة برجال دين لمنافسة شيوخ الأزهر القائمين على بيت الزكاة
والصدقات.
ما سبق يدفع المتبرعين بمرور الوقت إلى الشعور بأنهم مجرد سلعة
تتنافس عليها مصادر جمع التبرعات، ولن يفرقوا هنا بين الأزهر وغيره.
مكانة الأزهر لا تحتاج إلى سؤال الناس فى الشارع، ولقطات لما يجرى
داخل بيت الزكاة والصدقات مع كلمة للشيخ أحمد الطيب واستعراض لطرق
تحصيل التبرعات وكيف يتم صرفها والمشروعات التى ستستفيد منها، كل
ذلك كان أفضل بكثير من انطلاق الإعلان محل هذا المقال من النقطة
صفر، كأنه يخص جمعية تنطلق للمرة الأولى وتحتاج إلى كسب ثقة
المتبرعين بأى شكل.
أين مَن قالوا: «شكرا محلب»؟
محمد عبد الرحمن
10-01-2015
تدوين هذه الملاحظة كان يتطلب الصبر حتى مرور أسبوعين على الأقل
منذ تاريخ إعادة عرض فيلم «حلاوة روح» لهيفاء وهبى والمنتج محمد
السبكى فى دور العرض المصرية مرة أخرى.
الملاحظة هى: أين ذهب أصحاب هاشتاج شكرا محلب على تويتر الذين
دشنوا حملة شكر لرئيس الوزراء فى أبريل الماضى لأنه اتخذ قرارا
بسحب الفيلم من دور العرض؟
وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، وتم التعامل مع قرار سحب الفيلم ربما
بنفس حماس قرار جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس، هل هذه مبالغة
منى؟ ربما، لكنها بالتأكيد لا تساوى مبالغات هؤلاء الذين فرحوا
وهللوا لأن فيلما سينمائيا ردىء المستوى تم سحبه من الصالات
بالمخالفة للقانون، والآن صمتوا تماما ولم يتكلم أحد عن عودة
الفيلم، ولم نلحظ أى تغيير فى حياة المصريين ولا فى معدل الجرائم
بالشارع لأن الفيلم عاد من جديد إلى شباك التذاكر.
ساعتها قلت فى لقاء تليفزيونى إنه من العبث أن يكون أول شكر يتلقاه
المهندس إبراهيم محلب من المواطنين خاصا بفيلم سينمائى، نحن هنا
أمام رأى عام فشل فى تحديد أولوياته من الحكومة، ومن السهل جدا
دفعه للتهليل لأى قرار باعتباره انتصارا للقيم والأخلاق، ثم
النسيان تماما بعد عدة شهور فقط، وإلا بمَ تفسر الصمت التام حيال
عودة الفيلم؟ هل احتراما لمنصة القضاء لأنه عاد بحكم قضائى؟ القاضى
هنا طبّق نفس القانون الذى سار على نهجه رئيس الرقابة وقتها أحمد
عواض.
للمرة المليون، هذه الأفلام عقابها الأفضل أن يتجاهلها الناس،
يدشنون حملات توعية ضدها، يضغطون على الدولة لدعم الأفلام الأفضل
ماليا وتسويقيا وتقديم التسهيلات لها.
فى الأيام المقبلة عدة أفلام جديدة ستصل إلى دور العرض، بعضها يحمل
نفس المشاهد والألفاظ التى لا تتوافق مع الكثيرين، أتمنى أن يدعم
الرافضون الأفلام المنافسة، ويتركوا الحكومة ورئيسها لإنتاج أعمال
تقع فى نطاق تخصصهم الأصلى، مسرحية الانتخابات البرلمانية على سبيل
المثال.
كل هذه الشيزوفرينيا.. عن حادث «شارلي إيبدو»
محمد عبد الرحمن
09-01-2015
عبر حسابها على «فيسبوك» وضعت الإعلامية سهى النقاش يدها على العيب
الأخطر للصحافة المصرية هذه الأيام، الشيزوفرينيا التى لا يسببها
فقط «هوس الترافيك»، وإنما اختلاط القيم والمعايير بداخلنا نحن
الصحفيين، باعتبارنا أيضا مواطنين فى المقام الأول نعانى من انفصام
فى كثير من المواقف والآراء.
النقاش انتقدت بروفايل نشرته الزميلة الوطن بعنوان (رئيس تحرير
شارلى إيبدو المتباهى بالإساءة للإسلام)، واستعرض التقرير مشوار
ستيفان شاربونييه - وهو أحد ضحايا الحادثة - مع نشر كل ما يسىء
للإسلام ورسوله، لكن ما استوقف النقاش أن الجريدة ورئيس تحريرها
ومحرريها لم يتعمدوا فقط الإساءة لدين المسلمين، بل اخترقوا كل
المحرمات حسب الأسس التى قامت على أساسها الجريدة الساخرة منذ
سنوات طويلة، تقول النقاش إن الجريدة سخرت من المسيح عيسى، ومن
مقدسات يهودية بأسلوب يصل إلى حد البذاءة، أسلوب يعتبره أى متدين
مستفزا يثير الحنق على صاحبه، لكن الحنق والغضب والمقاطعة والرفض،
كل ذلك فى كفة والقتل فى كفة أخرى، القتل فى حد ذاته فعل يدين
فاعله أيًّا كانت داوفعه، والإسلام والمسلمون سيحملون على عواتقهم
تبعات سلبية لا حد لها ولسنوات طويلة بسبب هذه الحادثة، كما نعانى
حتى الآن توابع أحداث 11 سبتمبر 2001
.
ما تتوقف عنده سها النقاش وأوافقها الرأى فيه، هو كيف تنشر الصحف
المصرية والعربية ما يدين الحادثة ويعتبرها مسيئة للمسلمين ويرسخ
الصورة السلبية عن الإسلام، وفى نفس الوقت تسمح بنشر معلومات
منقوصة تدعم الأدمغة المنغلقة التى رأت فى جريمة القتل رد فعل
طبيعيا على السخرية من الرسول الكريم، التى لم تربط بين توقيت حدوث
الجريمة والسخرية من أبى بكر البغدادى زعيم المتطرفين فى العالم
الآن.
أصحاب العقول المنغلقة لن يقرؤوا كل التقارير التى ترصد السلبيات
التى سيعانى منها المسلمون فى أوروبا بسبب الجريمة، وربما لو سمعوا
أنهم فى ضيق سيكتفون بالدعاء لهم، لكن ما سيقرؤونه ويعيدون نشره هى
تلك التقارير المنقوصة التى تقدم المبرر لهؤلاء المجرمين الذين
ينتمون زورا للإسلام.
هذه شيزوفرينيا يجب أن نتخلص منها سريعا، وإلا سنظل -شئنا أم
أبينا- شركاء فى الجريمة.
كفاية مبالغات
محمد عبد الرحمن
07-01-2015
للأسف الشديد، لم أدرك اسم الزميل مراسل إحدى الصحف المصرية فى
الكويت الذى كان يعلّق على زيارة الرئيس السيسى للدولة العربية
الشقيقة قبل يومين على «راديو مصر»، قال الزميل من واقع وجوده هناك
على الأرض إن الحفاوة بالرئيس كانت واضحة رسميًّا وإعلاميًّا، لكن
الأمر لم ينتقل إلى الشارع لسبب بسيط هو أن الإجراءات الأمنية باتت
لها الكلمة الأولى فى زمن أصبح فيه الإرهاب كالماء والهواء، كما أن
الكويت مليئة بأنصار الإخوان وجماعات الإسلام السياسى عمومًا، ورأى
أصحاب الدعوة أن أى استقبال شعبى قد يفسده هؤلاء.
إذن على أى أساس تبالغ الصحف المصرية -خصوصًا الإلكترونية منها- فى
وصف زيارة الرئيس الأولى للكويت، المعروف أن الشعب الكويتى يقدّر
للسيسى مشاركته فى حرب التحرير قبل 23 عامًا، وأن الزيارة تتمتع
بأهمية خاصة، لأنها الأولى منذ توليه الرئاسة، كل هذا مفهوم دون
حاجة إلى أى أفورة ، وعندما تكون مؤمنًا بحق أن بلدك كبيرة وأن
العرب يحتاجون فعلًا إلى استعادة مصر لمكانتها من أجل التوازن الذى
حافظت عليه دائمًا هذه المكانة، فإنه من غير اللائق أن تُستخدم
تعبيرات ونعوت من أجل إضفاء المزيد من الضوء على حقيقة هى ساطعة
بالفعل.
رئيس مصر لا يحتاج إلى هذه المبالغات حتى نثبت لأنفسنا أنه يتم
استقبالنا باحترام فى أى بلد، لأنه لو كان هذا الاستقبال مفقودًا
لما ذهب السيسى أصلًا إلى هناك، بالتالى نرجو أن تتوقف الصحف عن
المتابعة الانفعالية لمثل هذه الأحداث، وتستخدم تعبيرات لا نراها
إلا فى مواكبة مباريات الكرة وبرامج اكتشاف المواهب، فترى عنوانًا
من نوعية استقبال أسطورى للرئيس فى الكويت ، أسطورى!! وكأن
المستقبلين كانوا يرتدون ملابس ألف ليلة وليلة مثلًا، وعنوانًا آخر
استنفار فى مطار القاهرة استعدادًا لمغادرة الرئيس وكأننا فى حالة
حرب، وكأن المطار كان هادئًا مثلًا عندما غادر الرئيس إلى الصين
قبل أيام.
نحاول إقناع أنفسنا أن التغيير سُنَّة الحياة، وأنه يجب أن نتخلَّص
من عاداتنا القديمة فى كل شىء، لكن القائمين على بعض الصحف لا
يريدون التغيير، ربما لأنهم يظنون أنه سُنَّة غير مؤكَّدة.
النداء الأخير.. أنقِذوا النيل للأخبار
محمد عبد الرحمن
06-01-2015
لم يكن العاملون بقناة «النيل للأخبار» بحاجة إلى بيان الاستغاثة
الذى أطلقوه مؤخرًا كى ندرك حجم الانهيار الذى طال أول قناة
إخبارية فى مصر، فالقناة التى انطلقت قبل 16 عامًا تعانى الآن من
تجاهل غير مبرر فى وقت يقول فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى إن على
الإعلام الحكومى أن يقوم بدوره ويحل أزماته بنفسه، لكن ماسبيرو لا
يزال متروكًا لنفوس قياداته يفعلون فيه ما يشاؤون.
هل وجّه عصام الأمير مثلًا العتاب لمؤسسة الرئاسة، لأن الوفد
الإعلامى المرافق للرئيس فى الكويت أو الصين قبلها لا توجد به
النسبة اللائقة من إعلاميى ماسبيرو، سواء من محطات الراديو أو
شاشات التليفزيون؟ هل من المعقول أن ماسبيرو لا يزال يمثَّل فى هذه
الوفود باعتباره فقط قطاع الأخبار ، بينما قناة مثل النيل للأخبار
نتعامل معها أسوأ من معاملتنا مع قناة الجزيرة مباشر مصر التى
ضغطنا حتى أغلقتها الدوحة.
بينما نغلق بسلاح التجاهل قناة مصر الإخبارية فى وقت نقول ونعيد
ونزيد كل لحظة فيه: إننا نعيش معركة إعلام، وجوه القناة تهجرها كل
يوم إلى قنوات أخرى بحثًا عن أجور أفضل وظروف عمل أحسن، وعودة
هؤلاء ممكنة لو توفر لها الحد الأدنى من الإمكانات الفنية
والتقنية، حسب ما قال البيان الذى جاء متأخرًا، لكنه يضع الرئاسة
والحكومة أمام طريقين، فإما التدخل فورًا بفصل هذه القناة عن
ماسبيرو والاستعانة بذوى الخبرة للنهوض بها من جديد ليصل صوت مصر
مرة أخرى للعرب من المحيط إلى الخليج، وإما استمرار التجاهل حتى
تندثر القناة تمامًا.
بعدها لن نقبل أن يقول مسؤول فى هذه البلد إن على الإعلام المصرى
تعديل مواقفه، لأن هناك إعلام دولة يتم تدمير كل قواعده بأعصاب
هادئة ودون مبرر مفهوم، اعتمادًا على أن القنوات الخاصة أعلنت
ولاءها التام للنظام، وهذه قنوات تعلن ولاءها فقط لمصالح مالكيها.
أما ماسبيرو فكان من المفترض أن يعبر عن الدولة وينقل لها صوت
الشعب فبات كتلة عملاقة ساكنة ميزتها الوحيدة أنها تطل على النيل.
للمرة الأخيرة أنقِذوا قناة مصر الإخبارية أنقِذوا النيل للأخبار
.
نفسنة على الهواء
محمد عبد الرحمن
05-01-2015
فى سوق التوك شو المصرى لم تنجح فكرة التقديم المشترك الذى يجمع
مذيعًا مع مذيعة إلا لو كان أحدهما نجمًا كبيرًا والباقى مساعدين
(عمرو أديب نموذجًا)، أو كانوا موظفين لهم جدول موزَّع بالعدل
بينهم (مثال على ذلك صباح الخير يا مصر).
أما فى البرامج المسائية، خصوصًا على القنوات الخاصة، فلم تصمد
التجربة طويلًا، إما قام أحدهما بإبعاد الآخر، أو تم تقسيم الأيام
بين الأستاذ المذيع والست المذيعة، الأمر يرجع باختصار شديد إلى
كون معظم مقدّمى تلك البرامج مؤمنين بأنها كمجلة الحائط يجب أن
تعبر عن وجهة نظرهم الشخصية التى غالبًا ما تتعارض فى بعض التفاصيل
مع وجهة نظر الشريك فى تقديم البرنامج، فيحدث الصدام لأنه لا توجد
قواعد تُلزم كل طرف بأن يقوم بدوره فقط أمام الكاميرا، أما الصدام
نفسه فلم يكن يظهر على الشاشة بشكل واضح، فى النهاية هناك أضواء
يجب احترامها.
لكن الوضع مختلف على ما يبدو بالنسبة إلى الإذاعة، النموذج الصارخ
هنا يجسّده تامر عادل مقدم برنامج جمهورية مصر فى العربية على
راديو هيتس، الذى يبدأ فى الخامسة مساءً من الأحد للخميس، تامر
مذيع وممثل وموديل يتمتع بانتشار معقول، ملعبه الأساسى هو ميكروفون
الإذاعة، لكن يبدو أن الغيرة على هذا الميكروفون دفعته لأن يتعامل
بجفاء مع كل شريك يجلس إلى جواره داخل الاستوديو، حتى إننى رغم
متابعتى للبرنامج بشكل شبه متواصل لم أعد أعرف المذيعة التى تشارك
تامر تقديم الحلقات، أتكلَّم هنا كمستمع لا كناقد، لأن التوتر
الخارج من راديو السيارة يمكن أن يلتقطه أى مستمع، فأنت لا تعرف
غالبًا هل صوت الضحية التى وقعت فى شباك تامر، هو صوت مذيعة زميلته
أم ضيفة أم عدو للمحطة يجب على تامر عادل أن يدفعه خارجها فى أقرب
وقت.
وإذا كانت هناك أزمة فى التقديم المشترك فلماذا لا يقدم البرنامج
بمفرده؟ ولماذا تنجح برامج أخرى مشتركة بين مذيع ومذيعة على المحطة
نفسها وباقى محطات الراديو؟ ثم إن النفسنة تحيط بنا فى كل مجالات
الحياة، فهل من الإنسانى أن تخرج لنا أيضًا عبر أثير الراديو؟
أغنية وطنية فى ملهى ليلى!
محمد عبد الرحمن
04-01-2015
لا توجد أغنية مقدسة ما عدا النشيد الوطنى، كتبت هذه العبارة فى
مقال أنتقد غضب الشاعر والملحن مدحت الخولى من أكرم حسنى، لأن أبو
حفيظة قدم أغنية ساخرة على نسق «إنتى بلاد طيبة».
لكن هل يمكن تقديم أغنية من المفترض أنها مصنفة كأغنية وطنية فى
ملهى ليلى وسط جمهور يحتفل برأس السنة الجديدة؟ فعلها مصطفى كامل
وأعاد غناء تسلم الأيادى فى أحد فنادق القاهرة، وسط تجاوب كبير من
الجمهور، أكد أن الأغنية يمكن أن تصنف باعتبارها احتفالية أكثر
منها وطنية
.
الهدف من تقييم الفيديو، الذى انفرد بنشره موقع اتفرج هو محاولة
ضبط المصطلحات التى يستخدمها كامل دائما فى الاتجاه الخاطئ، فهو
مثلا يقول فى تصريحات صحفية تزامنت مع أغنيته الجديدة كل سنة وانتى
طيبة يا بلادى ، يقول إنه غير متحمس لتقديم أغنيات وطنية عمال على
بطال ، لأن الأغنية الوطنية يجب أن تكون فى المناسبات فقط، هذا
كلام لا يمكن أن نعلق عليه سوى بصيحة يا سسسسسسلام للمعلق الكروى
الراحل أحمد عفت، ومنذ متى أصلا تقدم الأغنية الوطنية خارج
المناسبات؟ ومنذ متى يتم تقديم أغنية لمصر فى بداية سنة ميلادية
جديدة؟
كل ما فى الأمر أن النجاح الكبير لأغنية تسلم الأيادى وضع مستقبل
مصطفى كامل الغنائى فى مأزق، فعندما تنجح بما يفوق توقعاتك يصبح
عليك تكرار النجاح والتأكيد أن ما جرى ليس استثناء، لكن أغنية وقت
الشدايد التى قدمها كامل تحية للأشقاء العرب اندثرت، وأغنيته
الجديدة بمناسبة 2015 فى طريقها لذلك، خصوصا أنه يسير على النسق
نفسه، مطرب من عائلته، مطربون أصدقاؤه، ثم مطرب كبير يريد
الاستفادة من قدرة كامل على نشر شريط الأغنية عبر كل القنوات،
الإخراج واحد، مكان التصوير هو الاستوديو، واللقطات المرافقة يمكن
توقعها بسهولة، رغم ذلك يظل النجاح استثنائيا ومرتبطا بظرف معين،
وهو ما أكدته ظاهرة تسلم الأيادى التى حولها مصطفى كامل من أغنية
وطنية إلى أغنية يمكن أن تغنى فى أى مكان، طالما ستوفر له الإقبال
الجماهيرى، سواء كان هذا المكان حفلا وطنيا أو ملهى ليليا.
احترافية طوني.. وانتماء ليليان
محمد عبد الرحمن
03-01-2015
لو انتعش الإعلام فى دولة الصومال الشقيقة، وانطلقت قناة اسمها
«مقديشو والناس» فإن الإعلامي اللبناني طوني خليفة لديه من القدرة
والخبرة ما يجعله قادرًا على تقديم برنامج يحقِّق إقبالًا
جماهيريًّا هناك، طونى نموذج للإعلامى المحترف، مثل لاعب الكرة
المستعد لارتداء قميص أى نادٍ ما دام وفَّر له ظروفًا أفضل.
طوني جاء إلى مصر مع ظهور قناة القاهرة والناس ليقدّم حوارات جريئة
سياسية وفنية، نجح كثيرًا وتعثّر قليلًا مثلما حدث فى رمضان الماضى
عندما قدّم جدلًا دينيًّا لم يصبر عليه المشاهدون، والآن فى
برنامجه الجديد أسرار من تحت الكوبرى عادت ريما لعادتها القديمة
حلقات عن المثلية الجنسية والإلحاد والجن، الذى يعاشر فتاة تظهر
على الشاشة بقناع أسود، مع الاستعانة بعالم دين وطبيب نفسى، تذهب
ردودهما أدراج الرياح، وتبقى الحالة نفسها، إن هناك فتاة تستيقظ
صباحًا، وهى على يقين أن الجن كان فى فراشها طوال الليل، وتخرج
لتقول ذلك أمام الملايين.
لكن اللافت أن لا أحد يغضب ويسأل: لماذا يتدخَّل طونى خليفة فى
الشأن المصرى كما كان يحدث معه قبل سنوات قليلة، لا أطالب
بالمناسبة بأن يتدخَّل أحد، لا أحرّض إطلاقًا، وأرفض هذه النغمة،
لكننى أرصد تغيّرًا فى ردود أفعال الزياطين ، الذين يقصرون نشاطهم
الآن على السياسة فقط لا الغسيل غير النظيف للمجتمع المصرى، الذى
يفضحه طونى تحت الكوبرى، كما تفعل الآن أيضًا رغدة شلهوب على
الحياة ، بينما إعلامية لبنانية أخرى تقيم فى مصر بشكل دائم هى
ليليان داوود، متهمة باستمرار بالتدخُّل فى الشأن المصرى، فقط لأن
آراءها السياسية مغايرة للاتجاه العام، رغم أن داوود لمَن يدقّق فى
اختياراتها، تنطلق من أرضية الانتماء إلى مصر، التى ترى فيها
مستقبل ابنتها، بالتالى طبيعى أن تهتم بالقوانين الجديدة وبالحياة
الحزبية والسياسية، وتسأل وتنتظر إجابات، لكن بعض ضيوفها الذين لا
يجدون حرجًا فى ما يقدّمه طونى خليفة يرفضون علامات استفهام
ليليان، باعتبار أن أهل مكة أدرى بشعابها ، مع أن هؤلاء لو كانوا
أدرى بشعاب مصر، ربما ما جرى تحت الكوبرى كل هذه المآسى، التى
بسببها احترف لدينا طونى خليفة.
جوائز «فاصل وريموت» 2014
محمد عبد الرحمن
02-01-2015
تكوَّنت لجنة تحكيم هذه الجوائز من شخص واحد هو كاتب هذه السطور،
بالتالى هى جوائز تُعبِّر عن وجهة نظر صاحبها، يمكن أن تتفق أو
تختلف معها كما تشاء.
■
أفضل برنامج تليفزيونى لهذا العام وربما لسنوات سابقة ولاحقة:
صاحبة السعادة لإسعاد يونس.
■
جائزة الالتزام بالمهنية: منى سلمان وشريف عامر وعمرو عبد الحميد،
لإثباتهم صحة القول المأثور علوّ صوتك دليل على ضعف موقفك
.
■
جائزة أفضل مذيعة مصرية فى قناة عربية: ضحى الزهيرى خصوصا عن
تقاريرها المصوَّرة فى الشارع المصرى.
■
جائزة أفضل وجه إعلامى جديد: محمد الدسوقى رشدى عن برنامج الصحافة
اليوم
.
■
جائزة أكبر عدد من المفاجآت فى 2014: جابر القرموطى عن مقدِّمات
برنامج مانشيت
.
■
جائزة إعلام من أجل المستقبل: برنامج مصر تستطيع لأحمد فايق على
قناة النهار اليوم ، نفس الجائزة على مستوى الراديو: برنامج بيك
وبيها.. هنبنيها لعلا بكر على راديو مصر
.
■
جائزة أفضل عمل فنى جماعى تذهب إلى: تياترو مصر لأشرف عبد الباقى
وشركاه.
■
جائزة أفضل مقدّم برنامج إذاعى صباحى تذهب إلى: زهرة رامى عن
برنامج ابدأ يومك براديو هيتس ، وأفضل مقدِّم برنامج إذاعى مسائى:
عايدة سعودى عن برنامج استوديو هيتس.. براديو هيتس
.
■
جائزة السلطنة فى المقال الفنى: مؤمن المحمدى عن مقاله فى موقع دوت
مصر
.
■
جائزة أفضل تجربة جماهيرية فى مجال الكاريكاتير: إسلام جاويش عن
الورقة، وجائزة أفضل تجربة إبداعية محدودة الإمكانات: راديو أبجدية
عبر الإنترنت.
■
جائزة اليوم الأبيض تذهب إلى: اليوم الذى توقَّف فيه برنامج
الصندوق الأسود ، مناصفةً مع اليوم الذى توقف فيه برنامج حزب
الكنبة
.
■
جائزة شمهورش الخاصة تذهب إلى: حلقات الجن والعفاريت من برنامج
صبايا الخير ، وكل عام وأنتم بخير. |