عين على الفضائيات
نور الشريف . . ورسالة حب وتقدير
مارلين سلوم
كلنا نعرفه، وكلنا عشنا معه أياماً جميلة فيها الحزن وفيها
السعادة، حتى أصبح جزءاً من ذاكرتنا الفنية التي لا يمحوها نسيان
ولا تجاهل ولا تطور عصور
.
مكانه على الشاشة وفي قلوب الناس محفوظ سواء كان حاضراً بدور
يتقمصه أم غائباً . الكل ينتظر إطلالته بعمل ما، ويذهب إلى السينما
للقائه حباً وتقديراً لموهبته التي ولدت معه قبل 68 عاماً يوم رأى
النور ذلك الطفل "محمد جابر محمد عبدالله" في السيدة زينب في
القاهرة . ثم عرف التلميذ الذكي كيف ينمّي تلك الموهبة ويغذيها
فيبرع في تحدي ذاته والآخرين ليتخرج بامتياز في كلية الفنون
متقدماً على كل زملائه . وبنفس روح التحدي واجه "الكبار" مع أول
مشهد له في السينما، يوم أخذه من يده (الفنان الشاب وقتها) عادل
إمام وقدمه للمخرج حسن الإمام الذي أُعجب به وأوصله إلى "قصر
الشوق" الذي خرج منه ممثلاً متميزاً حاملاً أول شهادة حب من
الجمهور والنقاد للنجم القادم "نور الشريف"
.
غير منصف ألا تكتب اليوم عن فنان بقيمة وقامة نور الشريف، لتعطيه
بعضاً من حقه علينا كجمهور عربي، ولتساهم في إيصال رسالة محبة
وتقدير له، وهو يواجه الألم والمرض . غير منصف ألا نتذكر الفنان
إلا وهو بكامل قوته وعطائه، أو بعد رحيله . . كم جميل أن نذكره
اليوم ونتذكر 47 عاماً من الفن والإبداع
.
لا يمكنك أن تختصر مشوار نور الشريف بكلمات وسطور، ولا يمكنك أن
تصف هذا الفنان بإيجاز، أو أن تختار مجموعة من أعماله وتهمل الباقي
. فهو اختار منذ بدايته الطريق الصعب، وعشق التنوع والتلوين في
الأدوار وغامر مع أسماء معروفة في الإخراج وأخرى في بداية طريقها
الفني، وبعد تحقيقه ذاته التفت إلى المبتدئين ومد يده لهم ليدعمهم
ويقدمهم للسينما والتلفزيون مجازفاً بلا خوف على رصيده وشهرته
.
كثيراً ما رأينا فيه ملامح من النجم الكبير محمود المليجي، يشبهه
شكلاً وعشقاً للتمثيل وموهبة فذة تفرض نفسها وتخطف الكاميرا مهما
أحاط بها من نجوم . في كل أدواره تصدق انفعالاته ومخاوفه، طيبته
وخبثه، دهاؤه وسذاجته . . تكرهه حين يكون شريراً وتتعاطف معه حين
يكون رؤوفاً خيّراً . أما هذه الحالات التي تعيشها معه، فإنما تعني
أن القادر على نقل كل تلك المشاعر منه إليك مباشرة هو أكثر من مجرد
ممثل، يلبس الشخصية ويعيشها بروحه لتصل إلى أرواح المشاهدين وكأنه
أمامهم وجهاً لوجه بلا حواجز وشاشات أو أي إطار يحدد الصورة
والمشهد
.
أي الأدوار والأعمال أحب إلى قلب الجمهور ويرى فيها نور الشريف فور
ذكر اسمه؟ هو يقول أن "ناجي العلي" من أهم أعماله لأنه كان يبحث
فيه عن مفهوم الوطن والحرية، أما أنت فتراه في "الكرنك"، و"زمن
حاتم زهران"، و"هارون الرشيد" كمسلسل وابن رشد في فيلم "المصير"،
ولا شك أنك تراه أمامك كلما تذكرت المخرج يوسف شاهين وقد أبدع في
تجسيده في "حدوتة مصرية" . . وتراه في "حبيبي دائماً"، "غريب في
بيتي"، "العار"، "عمارة يعقوبيان"، "مسجون ترانزيت" . .
"الحرافيش"، "رجل الأقدار"، "عمرو بن العاص"، "لن أعيش في جلباب
أبي"، "عائلة الحاج متولي"، "العطار والسبع بنات" . . وها هو يعود
"بتوقيت القاهرة" ليجدد تألقه، وبين يديه أوراق مسلسل "أولاد منصور
التهامي" مشروعه التلفزيوني المقبل
.
تقول أرقام الأرشيف إن في رصيد نور الشريف 237 عملاً، أما في
حسابات الجمهور فرصيد هذا النجم أكبر من ذلك بكثير، وهو الذي لا
يغيب عن الشاشة، ولا عن بال المشاهدين ولا يمكن أن تحصي عدد محبيه
. في كل رمضان ننتظره، ونتحدث عن غياب "الكبار" حين يغيب ولا يقف
إلى جانب يحيى الفخراني وعادل إمام ويكون لكل منهم لمسته الخاصة،
وكأننا أمام مدارس متنوعة ومختلفة تتنافس في الإبداع الدرامي على
الشاشة
.
هو أحد صناع السينما المصرية وخاض تجربة الإنتاج بأعمال عدة منها
"دائرة الانتقام" و"ضربة شمس" و"ناجي العلي" و"آخر الرجال
المحترمين" و"زمن حاتم زهران" وغيرها . . والإخراج بفيلم
"العاشقان" . وحين عُرض عليه تقديم برنامج للتلفزيون، اختار
"موهبته" ومهنته لتكون دليله إلى قلوب المشاهدين، وليفيدهم بما في
جعبته من وعي وفهم وقراءة للأفلام السينمائية وتحليلها بعمق
وبأسلوب مبسط . لم يقدم برامج "توك شو" ولا نافس المذيعين بما لا
يفقه فيه، بل قدم برنامج "مع نور الشريف" عن السينما، يحلل فيه
الأفلام القديمة ويحكي ظروف تصويرها وكان ناجحاً بكل المقاييس،
ويمكن الاعتماد عليه كمادة أرشيفية تحليلية أكاديمية للسينما
المصرية
.
رسالة حب وتقدير يستحقها اليوم نور الشريف، من جمهور وفيّ يدرك أنه
أحد أعمدة السينما العربية ونجومها الخالدين
.
marlynsalloum@gmail.com
أبناء النجوم: نجحنا بموهبتنا وشروطنا
القاهرة "الخليج":
على الرغم من الجدل الكبير الذي دار حول اتجاه أبناء الفنانين
للسير على خطى آبائهم، بعملهم في المجالات الفنية المختلفة، إلا أن
عدداً كبيراً منهم، إن لم يكن جميعهم، أستطاعوا إثبات مواهبهم
الحقيقية، حتى أصبحوا نجوماً في عالم التمثيل والغناء والإخراج .
والكتابة، بل المثير للدهشة أن بعض الأبناء تفوق على الآباء ورغم
ذلك لم ينته الجدل
.
وفي هذا التحقيق نسلط الضوء على النماذج الناجحة من أبناء المشاهير
.
لم يكتف الفنان الكبير عادل إمام بتقديم موهبتين من أبنائه، حيث
قدم للإخراج السينمائي نجله رامي إمام، وفي التمثيل، محمد إمام،
قدم أيضاً ابن شقيقته وابن الفنان الراحل مصطفى متولي الطفل "عادل
متولي" في فيلم "بوبوس"، كذلك الفنان إدوارد نجله مارك 10 سنوات في
فيلم "كلام جرايد" وقبلهما الفنان أحمد زاهر قدم ابنتيه ملك وليلى
في الجزءين الثاني والثالث من فيلم "عمر وسلمى"، هذا إضافة إلى
العدد الكبير من الفنانين أبناء الأمس، الذين صار أغلبهم نجوم
اليوم
.
الفنانة دنيا سمير غانم، التي بدأت مشوارها الفني من خلال شخصية
"ندى" في مسلسل "للعدالة وجوه كثيرة" عام ،2001 أمام والدتها
الفنانة دلال عبد العزيز والفنان الكبير يحيى الفخراني، وإخراج
محمد فاضل، ونجحت من خلال هذا الدور في لفت أنظار المخرجين
والمنتجين إليها . وأصبحت واحدة من أهم الفنانات على الساحة
.
دنيا أكدت أن من شدة حبها للفن منذ طفولتها، كانت تشعر في البداية،
بأن هذه الموهبة ولدت معها نتيجة العوامل الوراثية، أي أنها موجودة
في الجينات: فمنذ صغري وأنا أحب الفن بكل أنواعه سواء الغناء أم
التمثيل وقد اكتشف أبي ذلك فعمل على مساعدتي، وأحضر لي مجموعة
كبيرة من شرائط الكاسيت لكبار النجوم حتى أنني حفظت معظم أغاني أم
كلثوم ووردة عن ظهر قلب، إضافة إلى أنني ورثت عنه الصوت الجميل،
أما التمثيل فدائماً ما كنت أحاول تقليد وتمثيل المشاهد التي
تؤديها أمي في السينما ولكن برؤيتي الخاصة لدرجة أنها كانت تسألني
عن رأيي فيما يعرض عليها من سيناريوهات، وتحاول أن تناقشني في
تفاصيل الشخصية وطريقة أدائها، وكنت طفلة
.
أضافت: الفن والرياضة تحديداً لا يعترفان بالوساطة بل يعتمدان على
الموهبة في الأساس والجهد المبذول، ثم تأتي بعدهما الخبرة لثقل
الموهبة، من خلال الأعمال التي يقدمها الفنان، وأنا شخصياً استفدت
كثيراً من والدي ووالدتي أولاً، ثم اكتسبت الكثير جداً من الفنان
الكبير يحيى الفخراني منذ أن التقيت به في مسلسل "للعدالة وجوه
كثيرة" وتعلمت منه كيف يكون أداء الفنان طبيعياً في تجسيد الشخصية،
ولم أنس لحظة تلك النصيحة التي قالها لي: "لا تنظري للآخرين على
أنهم منافسون وانظري فقط لنفسك ولا تنافسي سوى نفسك حتى تكوني أفضل
مما أنت فيه الآن وتحققي النجاح المطلوب لك كفنانة" . استفدت
كثيراً من هذه النصيحة، كما استفدت من كل من عملت معهم إذا كانت
دينا قد بدأ تعلقها بالفن منذ نعومة أظفارها، إلا أن شقيقتها إيمي،
كانت على العكس تماماً حتى بداية مرحلة الشباب، فلم تفكر يوماً أن
الفن سيكون مستقبلها على الرغم من انتمائها لعائلة فنية كبيرة، حتى
وقع اختيار المخرج أشرف زكي عليها لتشارك في أحد أعماله المسرحية،
وتوافق بعد تردد كبير، وتنجح كما لم يتوقع أحد وتبدأ انطلاقتها
.
قالت إيمي: بداية عملي بالتمثيل كانت بعيدة عن والدي ووالدتي
تماماً، وأقسم أنني كنت مفاجأة لهما والدكتور أشرف زكي هو الذي لمس
فيّ الموهبة وقدمني من خلال مسرحية "ولاد الذين"، ولأنني خجولة
جداً اخترت المسرح وتحمست للتجربة لأقضي على هذه الصفة، لأن المسرح
يعطي الفنان ثقة بالنفس ويزيل كل الحواجز بين الممثل والجمهور،
وبالفعل استفدت وأعتقد أنه سر نجاحي في التلفزيون والسينما، أضف
إلى ذلك تعاوني في بداياتي مع نجوم كبار أمثال يسرا وليلى علوي
والفنان السوري عابد الفهد، وفي السينما النجم الكبير أحمد حلمي،
كل هؤلاء وغيرهم أخذت من كل واحد منهم شيئاً مختلفاً
.
أضافت: قد يساعد الفنان أن يكون والداه أو أحدهما فناناً، يختصر له
بعض مصاعب الطريق، بحكم أنه معروف ونجم، فبالتأكيد أولاده سيكونون
معروفين لأغلب الوسط الفني، لكن لا يستطيع الأب أن يفعل شيئاً
لأولاده مع الجمهور، الذي لن يقبله إذا لم يكن موهوباً، حتى لو
حاول الأب أن يسقيه الفن "بملعقة"، الجمهور لا يجامل، فإما أن تكون
موهوباً، أو لا . . لا توجد منطقة وسط في الفن
.
الفنانة الشابة ابتهال الصريطي، ابنة الفنان سامح الصريطي،
والفنانة نادية فهمي قالت: الإنسان يمكن أن يرث مهنة والده حباً أو
كرهاً، ويؤدي عملاً ما قد لا يحبه، لكنه في الفن تحديداً لا يمكنه
أن يرثه ويسير فيه دون أن يكون موهوباً، وإذا لم يقبله الجمهور، لن
يكون له وجود، حتى لو كان والده مخرجاً أو كاتباً، يفصّل له أفضل
الأدوار، أو لو كان الأب نجم العمل، فلن يستطيع أن يجعل الجمهور
يقبل ابنه رغماً عنه
.
أيضاً من الفنانين الشباب الذين ينتمون لأبوين فنانين، أحمد
الفيشاوي، نجل الفنانين فاروق الفيشاوي وسمية الألفي، الذي لم ينكر
موضوع توريث الفن، غير أن ذلك من وجهة نظره لا بد أن يتم بشروط،
موضحاً: هناك من دخلوا الفن بالوراثة لكنهم لم يثبتوا أنفسهم،
وفشلوا بعد عملين أو ثلاثة، وأيضاً حدث العكس، حيث هناك من نجحوا
أكثر من آبائهم، وأكبر مثال على ذلك الفنان الراحل الجميل علاء ولي
الدين، الذي أصبح نجماً كبيراً، في حين أن والده الفنان الراحل
سمير ولي الدين كان يقدم أدواراً صغيرة عير معروفة
.
تابع أحمد الفيشاوي: لا أجد غضاضة في أن يساعد الأب ابنه في دخول
المجال، مثلما يحدث في كل مكان، ولكن الفن هو المجال الوحيد الذي
يترك فيه الأب ابنه ليواجه فيه مصيره بنفسه، فهو توريث ولكنه مقرون
بحب الجمهور
.
الفنانة مي، ابنة الفنان الكبير نور الشريف، والفنانة بوسي، رأت أن
الفن لا يمكن أن يورث، تحت أي مسميات، معلقة: كبار النجوم
الموجودين على الساحة، في جيل بابا وماما، أو من قبلهم، لم يورثوا
الفن عن آبائهم، بل صنعوا نجوميتهم بأنفسهم وجهدهم وأعمالهم، وكون
ابن الفنان عاش وسط أجواء فنية قربت له الموضوع أو ساهمت في حبه
له، لا يعني أن يرث الابن الفن عن والديه، حتى لو فرض الأب أو الأم
ابناً لهما على الفن لن يقبله الجمهور إلا إذا كانت لديه موهبة،
بدليل أن هناك أبناء لأسرة فنية يعملون بعيداً عن الوسط ويحققون
نجاحات
.
هذا الرأي، أكده الفنان هيثم أحمد زكي، نجل الراحل أحمد زكي،
والفنانة هالة فؤاد، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن والده رحمه الله،
اجتهد كثيراً لأن يبعده عن الفن في البداية، إلا أنه لم يستطع أن
يقف أمام رغبته في أن يكون ممثلاً
.
تابع هيثم: من الممكن أن تكون موهبة الابن موجودة لكن ينقصها الدعم
والمساندة، مثلما يحدث مع عدد كبير من الوجوه الجديدة مع كبار
الفنانين، وتكون العلاقة مجرد تلميذ أو وجه جديد بأستاذ كبير، يعطي
له من خبرته ما يؤهله لمواجهة مشواره وإثبات ذاته، وقد شاء حظي أن
أبدأ رحلتي مع التمثيل مع رحيل والدي، وإذا لم يكن لدي موهبة
تؤهلني للسير في هذا الطريق، بالتأكيد كنت سأجد نفسي بعيداً تماماً
عن الساحة، مهما كان الجمهور يحب أو يعشق أحمد زكي
.
أما الفنانة سارة سلامة، ابنة أحمد سلامة، التي ظهرت بقوة خلال
رمضان الماضي، في أكثر من عمل، فقالت: لا أنكر أنني ورثت الفن عن
والدي من خلال الجينات، وتعلمت منه حب الفن، لكنه لم يكن ذلك
بإرادته أو إرادتي، فالفنان آخر إنسان ممكن أن يقرر أن يرث ابنه
مهنته، ونحن لا ندرك ذلك إلا بعد العمل بهذه المهنة، وما نجده فيها
من صعاب وعراقيل وتوتر وقلق دائمين، بالتالي لا يريد أي فنان أن
يضع ابنه أو ابنته في هذه المواجهة، إلا إذا فرضت الموهبة نفسها
.
الناقدة والكاتبة ماجدة خير الله قالت: هذه ليست ظاهرة وليدة الجيل
الحالي، بل هي منذ ماري كويني، والمنتجة آسيا، حيث قدمت الأخيرة
ابنتها الفنانة منى في عدد من الأفلام من إنتاجها، لكن منى لم
تستطع الاستمرار، واختفت من على الشاشة منذ منتصف الخمسينات، وهي
في ريعان الشباب . أضافت: أعتقد أن مهمة الأب أو الأم الفنانين،
تنتهي بتقديم الفنان الابن للجمهور، ليواجه بعدها مصيره، إما أن
يستمر ويصبح نجماً، أو يختفي على الفور ويبحث له عن مهنة أخرى
.
أكد الناقد الفني محمود قاسم: أنا لست ضد التوريث في الفن، طالما
الموهبة موجودة، وهذا شيء طبيعي أن تجد ابن الفنان يشب على حب
المهنة، خاصة إذا تربى في عائلة فنية وتحفه الشهرة وبالتالي يبدأ
في تشرب الحالة ويعيشها، بل يصل الأمر إلى أن الابن كما يتعلم من
حسنات والده، يتعلم من أخطائه، ويتجنبها، فيصيد نجومية أفضل وأكبر
من والده
.
أما الناقد كمال رمزي فقال: الظاهرة قديمة، وموجودة وستظل، بل
وليست حكراً على الفن المصري، فعدد كبير من نجوم هوليوود ورثوا
الفن عن آبائهم، وهنا تحدث مشكلة من نوع آخر، فغالباً ما يُظلم
الابن أو الأب، فتجد الابن موهوباً جداً، لكن لأن والده نجم متألق،
يريد الجمهور أن يكون الابن متألقاً مثل والده منذ العمل الأول،
فهذا يظلم الابن ويأخذ من نجوميته، أو يحدث العكس، يكون الأب ممثل
أدوار ثانية ويتفوق عليه الابن ويصبح نجماً من نجوم الصف الأول،
والأمثلة كثيرة والحكم النهائي للجمهور
.
عاشت طفولة مختلفة وأصبحت نجمة مميزة
كيرا نايتلي: التمثيل أنقذني من الإعاقة
إعداد : محمد هاني عطوي
كل ظهور لكيرا نايتلي عبارة عن لحظة من الراحة والجمال فهذه
الممثلة المبدعة تتقاسم حالياً النجومية مع بنديكت كومبرباتش في
فيلم "لعبة التقليد" الذي نال جائزة اختيار الجماهير كأفضل فيلم،
وهي أعلى جائزة في المهرجان . ظهر الفيلم في دور العرض البريطانية
في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفي الولايات المتحدة بعده بأيام
قليلة
.
مجلة "إيل" الفرنسية التقت النجمة نايتلي في محل إقامتها في لندن
للحديث عن هذا الفيلم الذي تجسد فيه دور أستاذة في الرياضيات إلى
جانب بنديكت كومبرباتش وهو زميل لها في العمل ومحلل الشفرات وعالم
الحاسوب آلان تورينج، الذي كان له الدور الرئيسي في فك شفرة "الإنجما"
الألمانية النازية التي ساعدت الحلفاء على الانتصار في الحرب
العالمية الثانية، وفي اختراع أجهزة الكمبيوتر الأولى، لكن لاحقاً
تمت محاكمته بسبب مثليته الجنسية
.
تحدثت نايتلي عن التشجيع الغريب الذي رأته بحق زميلها الذي تسميه
بخفة دم
"Cumberbitches"
وكان الثنائي نايتلي بنديكت كومبرباتش قد تقاسما في العام 2008
بطولة فيلم "الكفارة"، وتتذكر نايتلي جيداً أن حماسة المشجعين
لزميلها كومبرباتش، كانت في ذلك الوقت، فاترة مقارنة بما رأته
اليوم، إذ تم تجاهلها تماماً من قبل المشجعين، المهووسين بزميلها
كومبرباتش
.
وتقول نايتلي: "إنه أمر مرعب أليس كذلك؟" أعني، أن ما أراه مذهل
ورائع! إنهم بالفعل فنانين حقيقيين، فالناس يرسمون لوحات له ويكفي
الذهاب إلى أول عرض لأفلامه كي تجد هذه اللوحات الرائعة التي
تجسده، وهي تتميز بأسلوب فني
.
تضيف نايتلي: لقد عشت لحظة محرجة في العرض الأول بلندن لأن
المعجبات بشكل خاص من الإناث كن يصرخن بصوت أعلى من أي شيء سمعته
من قبل وحينها نصحني أحد المساعدين المرافقين قائلاً: عليك أن
تتقدمي وتوقعي على "الأوتوغرافات" ولذلك نفذت من دون تعليق، لكن
المعجبات قلن لي: "لا، لا، نحن لا نريدك أنت! نحن هنا من أجل بن"
.
لنايتلي طريقة خاصة جداً في أداء الأدوار، فأكتافها تبدو منحنية
نحو الداخل قليلاً كما في فيلم "الدوقة" (2008) حيث يتجاوز وضع
كتفيها الثوب الذي كان معروفاً في تلك المرحلة والذي يتضمن باروكات
ثقيلة جداً . وفي هذا تقول نايتلي: "دائماً أعاني مسألة الحفاظ على
وضع مستقيم، فقد كنت الأطول في المدرسة، وهذا جعلني أتبع طريقة
محددة في أداء الأدوار، وتضيف نايتلي: أحياناً لا تساعدني بعض
الأدوار على إبقاء رأسي مرفوعاً، ففي فيلم "الدوقة"، كانت
الباروكات ثقيلة جداً، وكانت رقبتي تنحني جراء وقوعها تحت هذا
الوزن وكان لا بد من ربط الباروكات بالخيوط في السقف وفي مقابلة
لكيرا في برنامج التوك شو إيلين دي جينيريس، طلبت إيلين منها وضع
شعر مستعار "باروكة" من القرن الثامن عشر (كما وضعت هي واحدة
أيضاً) وكان المشهد مضحكاً
.
وتتذكر نايتلي أنها في فيلم "طريقة خطيرة" الذي أخرجه ديفيد
كروننبرغ في عام ،2011 "قررت أن أمثل مع تسليط الضوء على مدى تعقيد
الشخصية من خلال إمكاناتي الجسدية الخاصة . فأنا أعتقد بأنه يجب
علينا أن نتصرف بما نملك"
.
يقول النقاد إن كيرا نايتلي تتميز بذكاء مميز وبأنها من الموهوبين
جداً . فهل كانت هكذا على مقاعد الدراسة؟ تجيب: "لا، فقد كانت لدي
إعاقة حيث كنت أعاني صعوبة القراءة في سن السادسة . بل كنت غير
قادرة على تعلم القراءة والكتابة . في تلك الفترة كان والداي
يعملان في عالم المسرح، والفن، ومنذ سن الثالثة، كنت أود أن أكون
ممثلة لكن لم يأخذ أحد ذلك على محمل الجد . وعندما غدت المشكلة مع
القراءة أمراً محبطاً حقاً، فكر والدي في إدخالي مجال التمثيل،
شريطة قراءة النصوص بصوت عال . والحقيقة أن هذه الصفقة أنقذتني من
رداءة مستواي الدراسي . وفي سن الثامنة، اضطر والدي لتوظيف وكيلاً
لأعمالي يتابعني إذ تلقيت وقتها عرضاً للقيام بدور في فيلم
تلفزيوني هو "الاحتفال الملكي" (في عام 1993) ولذا فالتمثيل هو
الحياة الوحيدة التي عرفتها
.
نايتلي عرفت حياة مختلفة عندما تزوجت في العام 2013 مغني فرقة
Klaxons
جيمس رايتون، وعلى ما يبدو أن الممثلات الجميلات يقعن في حب
الموسيقيين
.
عندما سئلت نايتلي عن حقيقة أن زوجها الموسيقي المعروف شاب ذكي
ينظر إلى مجد زوجته بشيء من اللامبالاة قالت: "ليس لديه ما يقول
بخصوص عملي وشهرتي، لذا يعيش كلانا بسلام وهذا هو المهم في نهاية
المطاف"
.
ولكن هل هذا السلام يتوافق مع كونك مروجة لإحدى العلامات التجارية؟
فمنذ العام 2007 نعلم أنك تجسدين عطر "كوكو مدموزيل" . وهل تحتاجين
أصلاً إلى هذه المنصة؟ مرة أخرى، كانت إجابة كيرا: "هل تعتقد اليوم
بأنه يمكننا الهروب من جانب ما من السمعة السيئة لهذا الأمر أو
ذاك؟ لا أعتقد، ولكن بطريقة ما، اعتبر أن قول نعم لشانيل هو أمر
يحميني من عالم "بزنس الموضة" الذي يحيط بجميع الممثلات . المهم أن
الأمر استقر علي مع شانيل
.
وتشير كيرا إلى أن إيما تومسون، المعروفة بالذكاء الخارق وهي من
المثقفات الشكسبيريات حقاً، تجد أن رفض عرض مثل شانيل هو أمر أحمق
من قبل أي شخص . وعلى كل حال لا تحب كيرا الحديث كثيراً عن حياتها
الخاصة، ففي المقابلة الطويلة التي أجرتها مع كومبرباتش في مجلة "التايم"
نجد واحداً من التسعة عشر سؤالاً يتعلق بحياتها الخاصة، أما
الأسئلة الباقية فتتركز في عملها
.
وبما أن كيرا تتصف بالذكاء اللامع سئلت: "كيف ستشعرين لو مثلت دور
عبقرية؟ فأجابت: أحفظ ذلك عن ظهر قلب، وفي العادة يسأل الناس الرجل
كيف يعمل لكنهم يسألون المرأة، كيف تعمل للتوفيق بين حياتها الخاصة
وحياتها المهنية . الشكر لله أنكم ركزتم اليوم على عملي
. |