هل الكتابة شيء يمكن تعلمه؟
منة الله فهيد – التقرير
بعد انقطاعه عن التمثيل وانشغاله بالقضايا السياسية، يعود النجم
“هيو جرانت
Hugh Grant”
في تعاونه الرابع مع المخرج والمؤلف “مارك لورنس
Marc Lawrence”
في فيلمهما الجديد “The Rewrite”.
تدور أحداث الفيلم حول كاتب السيناريو “كيث مايكلز” الذي حصل على
الأوسكار في التسعينيات ولم يتمكن من كتابة فيلم آخر على نفس مستوى
فيلمه الحاصل على الجائزة منذ ذاك.
يبدأ الفيلم بعدة مقابلات يجريها كيث مع بعض المنتجين، يقوم فيها
بطرح فكرة نصه الجديد، إلا أن لا أحد يبدو متحمسًا لفكرته الدرامية
على الرغم من عشقهم له ولفيلمه الحاصل على الأوسكار منذ 15 عامًا،
بل إن بعضهم اقترح عليه اللجوء لكتابة أحد الأفلام الكوميدية التي
تدور حول إحدى الفتيات المثيرات.
أثناء حديثه مع وكيلة أعماله “إيلين” وسؤالها للبحث له عن أي وظيفة
بمقابل مادي يمكنه من تسديد فواتيره، أخبرته بأن جامعة “بنجهامتون”
بحاجة إلى مدرس من أجل مادة الكتابة هذا الفصل وأن هذه الوظيفة
ستمنحه راتبًا ومنزلًا وسيارة قريبًا ما سيفتقدهم إذا رفض هذه
الوظيفة. على الرغم من كره “كيث” للتدريس عمومًا، فهو يرى المدرسين
ما هم إلا مجموعة من الفشلة الذين لم يستطيعوا إنجاز أي شيء
بحياتهم الخاصة فاتجهوا للتدريس للسيطرة على حياة الآخرين، إلا أنه
اضطر للموافقة بعدما انقطعت عنه خدمة الكهرباء نظرًا لعدم سداده
للفواتير.
في ليلته الأولى في البلدة، تعرف “كيث” على “كارين” أثناء تناوله
لوجبة العشاء، التي تعرفت عليه على الفور لشهرة فيلمه ولتقدمها
للالتحاق بصفه من أجل تعلم الكتابة. قضى كيث معها ليلته غير مكترث
بمدى صلاحية مثل هذه العلاقة، والتي كانت سببًا فيما بعد لتحويله
إلى التحقيق وتعريضه لخسارة عمله.
توجه كيث في الصباح إلى الجامعة حيث قابل “هارولد”، رئيس هيئة
أعضاء التدريس والذي قام بدوره الممثل “جي.كي. سيمونز
J.K. Simmons”
المرشح بقوة للحصول على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل مساعد عن دوره
في فيلم “Whiplash”
هذا العام.
أعطاه “هارولد” حفنة من السيناريوهات التي تقدم بها الطلاب كمادة
اختبار للالتحاق بصفه، وأخبره أنه سيكون عليه قراءتهم جميعًا
واختيار عشرة فقط من بينهم للانضمام إلى صفه، ودعاه لحضور اجتماع
أعضاء هيئة التدريس في المساء للتعرف عليهم.
لحقت به “هولي” “ماريسا تومي
Marisa Tomei”،
الأم العزباء التي عادت لتكمل دراستها في الجامعة، وتتخصص في علم
النفس وتريد الالتحاق بصف “كيث”، أعطته هولي نصها وطلبت منه ضمها
إلى صفه.
في المساء ذهب “كيث” إلى اجتماع المدرسين ولقي ترحيبًا يليق به
كأحد أبناء “هوليوود”، حتى قابل “ماري ويلدون” المتيمة بأعمال
الكاتبة “جين أوستن” التي يعتبرها كيث تافهة لاهتمامها بقضايا
المرأة، التي يرى أنها ليست في حاجة للمحاربة من أجل حقوقها
لحصولها عليها جميعًا بالفعل، جعلهما هذا الاختلاف يشتبكان في حديث
بدا خلاله كيث بسبب تناوله للكثير من الكحول مناهضًا للمرأة.
لم أر لهذا المشهد أي دلالة فيما بعد سوى خلق نوع من المشاحنة بينه
وبين “ويلدون”، التي ستستمتع لاحقًا (عند اكتشافها بعلاقته مع
كارين) بتهديد وظيفته وحياته، على الرغم من محاولته للاعتذار إليها
والتصالح معها عبر إهدائها العديد من المنتجات المزينة بصور وكلمات
كاتبتها المفضلة “جين أوستن”.
لدى عودته للمنزل، تذكر “كيث” أن عليه انتقاء عشرة نصوص من التي
أعطاها له “هارولد”، فقام بتفقد صفحات الطلاب المتقدمين على
الإنترنت واختيارهم طبقًا لأشكالهم كما لو كان يختار طاقم تمثيل من
أجل أحد أفلامه.
أخبر “كيث” طلابه في لقائه الأول بصفه، الذي لم يتضمن “هولي”
بالمناسبة لكنه ضم “كارين”، أن المادة المقدمة تضمنت 30 صفحة فقط،
وعليهم بكتابة 90 أخرى ليكون مجمل عدد صفحات النص 120؛ لذلك قام
بتعليق الصف لمدة شهر حتى يتمكنوا من الانتهاء من كتابة نصوصهم.
أثناء تناوله للغذاء، لحقت به “هولي” لسؤاله عن سبب عدم ضمها للصف
وما إن كان يرى أن نصها كان سيئًا. اعترف لها “كيث” أنه يؤمن أن
الكتابة شيء لا يمكن تعليمه وأنه موهبة، إما يمتلكها الشخص أو لا.
استغربت “هولي” من قوله هذا لإيمانها بأن كل شخص لديه الموهبة
بداخله، هو فقط لم يحصل على معلم مناسب ليكتشفها. سخر “كيث” من
كلامها الذي يعني أن بإمكان أي أحد فعل أي شيء إذا ما حصل على
التوجيه اللازم، بينما أصرت “هولي” الحصول على ملاحظات من أجل
تعديل نصها الذي سرعان ما اتضح لها خلال مناقشتهما البسيطة أن
“كيث” لم يقرأه مطلقًا. اعترف لها أنه لم يقرأ أيًا من النصوص
المقدمة وأنه سيضمها للصف تعويضًا عن ذلك، ولكن “هولي” لم ترض بتلك
الترضية وطلبت منه قراءة نصها وإخبارها بملاحظاته.
اتخذ الفيلم منحى آخر بعد تلك المحادثة التي جرت بينهما، فوجد
“كيث” نفسه مضطرًا لقراءة نص “هولي” للإجابة عن أسئلتها؛ مما جعله
يقرأ جميع نصوص طلاب صفه أيضًا حتى لا يضعه أحد الطلاب في نفس
الموقف مرة أخرى. أبلغ “كيث” الطلاب باستئناف الصف من جديد، وحينها
سألته “هولي”: “إذا كنت تؤمن أن الكتابة شيء لا يمكن تعلمه، مالذي
سنفعله في المحاضرة؟“، في الحقيقة لم تكن لدى “كيث” أية إجابة على
هذا السؤال.
بدا هذا واضحًا للغاية عندما جلس صامتًا في الصف لا يدري ماذا يخبر
طلابه، حتى أنقذته “هولي” وأخرجته من توتره قليلًا بسؤاله: “مالذي
جاء بك إلى (بنجهامتون) وجعلك تتجه إلى للتدريس؟“. لم يستطع “كيث”
إخبار طلابه أن السبب الوحيد الذي أتى به من “لوس أنجلوس” إلى
“بنجهامتون” هو المال، فقرر اختلاق أمر كتابة فيلم عن “كاتب” وأن
هذه الوظيفة ما هي إلا بحث يساعده في كتابة فيلمه الجديد. جعلته
أسئلتهم عن هوية الممثل المرشح لدور البطولة يتطرق للحديث عن شخصية
“البطل”، التي يدور حولها أي نص، وأعطاهم فرضًا للتفكير في فيلمهم
المفضل وتحديد بطله والهدف الذي كان يسعى للحصول عليه خلال الفيلم.
أثار إعجاب “كيث” النص الذي قدمه الطالب “رونسون”، فتحدث معه وطلب
منه أن يرسل له باقي الصفحات التي أنهاها الأخير بالفعل من قبل
التقديم، ولكنه قدم 30 صفحة فقط التزامًا منه بشروط التقديم.
قرأ “كيث” سيناريو “رونسون” كاملًا وأخبره أنه أكثر من ممتاز، وأن
لديه بعض الملاحظات البسيطة بعدما سيعرضه لوكيلة أعماله لتجد له
أحد المنتجين الذي سيحوله حتمًا إلى فيلم.
قام الطلاب في الحصص التالية بقراءة أجزاء من نصوصهم، بينما قام
“كيث” والآخرون بالتعليق عليها وإنشاء الملاحظات. لاحظ “كيث” أن
هناك جزءًا مفقودًا عند إحدى طالباته؛ فوجه لها النصح في مشهد من
مشاهد الجمل الطويلة:
“كتابة فيلم شيء صعب، يشبه بالقفز إلى المحيط، حتمًا ستحتاجين إلى
طوق نجاة، هذا الطوق هو الدافع وراء الفيلم، هو الأمر الذي دفعكِ
للكتابة في المقام الأول، عليكِ أن تكتشفيه وتتشبثي به للحفاظ على
نصكِ/حياتكِ“.
جعل هذا “هولي” تسأله مرة أخرى عن الدافع وراء كتابته لفيلمه
الحاصل على الأوسكار. ود “كيث” لو أنه لا يجيب على هذا السؤال، لكن
أمام إصرار طلابه أخبرهم أنه اخترع الأمر للإجابة على أسئلة ابنه
“أليكس” بعد وفاة أمه ومن ثم تحول الأمر لفيلم. سأل “كيث” طلابه أن
يعطوه بعض الاقتراحات في حالة لو أنه أراد كتابة تتمة لفيلمه
القديم من باب الفضول، بينما سؤاله كان من باب تسول الأفكار.
وهنا، كانت الإشارة في الفيلم إلى أن النص المكتوب غالبًا ما يكون
مستوحى من حياة الكاتب الشخصية أو ألهمه في كتابته أحد أبطال حياته
الحقيقية مثلما نسمع عن العديد من الكتاب.
ربما هذا الفيلم نفسه ما هو إلا انعكاس لحياة “ماك لورنس” كاتب
ومخرج هذا الفيلم، فلو تأملنا قليلًا لوجدنا أن شخصية “كيث” ككاتب
هجرته الأفكار منذ زمن، ما هي إلا إشارة منه لنفسه وهو الذي لم
يقدم شيئًا منذ فيلمه “Did
You Hear About Morgan”،
والذي قام ببطولته “هيو جرانت
Hugh Grant”
أيضًا عام 2009.
مع الأخذ في الاعتبار أن في نهاية الفيلم سيتجه “كيث” بالفعل
لكتابة فيلم عن “مدرس” يقوم بتدريس الكتابة في إحدى الجامعات
كتجسيد لتجربته الشخصية، ربما هذا ما فعله “لورنس” بالفعل بصنعه
لفيلمه هذا، مع الفارق أنه لم يحصل على جائزة الأوسكار يومًا.
الفيلم في المجمل من الأفلام الخفيفة التي تتطرق لمناقشة إحدى
القضايا في إطار كوميدي. لم أجده رومانسيًا، على الرغم من محاولة
المخرج للزج بشخصية “هولي” في دور “الحبيبة”، إلا أنني لم أعتبرها
سوى “ملهمة” تقوم بمساعدته للبدء من جديد. فـ “كيث” في رأيي هو
البطل الأوحد العمل، وجميع الشخصيات ثانوية تستمد أهميتها من
وجوده/ غيابه.
يبقى السؤال الذي لم يجب عنه الفيلم بشكل واضح: هل الكتابة/
الموهبة شيء يمكن تعلمه؟
بالطبع نرى أن مستوى الطلاب تحسن بشكل كبير بعد الأخذ بملاحظات
“كيث” والعمل بها. لكن يبقى “رونسون”، ونصه الذي كتبه من قبل أن
يلتقي “كيث”، هو الأفضل؛ وهو ما أهله للدخول إلى عالم “هولييوود”
وصناعة الأفلام.
من سينتصر.. الخيال أم الواقع؟!
ياسمين عادل – التقرير
Once Upon A Time مسلسل
أمريكي يُعرض منه حاليًا الموسم الرابع، كما يظهر من العنوان والتي
قامت المواقع العربية بترجمته “كان ياما كان” هو مسلسل يُصنف تحت
بند الفانتازيا والدراما والمغامرة.
المسلسل يدور بين عالمين: الحاضر(العالم الواقعي) والماضي (عالم
الأساطير)، فأبطال العمل هم أبطال الحواديت التي تربينا عليها
قديمًا مثل سنووايت، ذات الرداء الأحمر، الجميلة النائمة، بينوكيو،
بيتر بان، الأقزام السبعة، الملكة الشريرة وآخرين.
حتى إن صُناع العمل -مؤخرًا- أقحموا بعض أبطال عالم ديزني وسط
الأحداث لتختلط كل العوالم معًا، ويصبح من الصعب علينا أن نفصل بين
الخيال والحقيقة.
تبدأ الأحداث في خط متوازٍ بين عالمين:
عالم الحواديت: وفيه تحدث كل القصص التي قرأنا عنها في الكتب أو
شاهدناها في أفلام الكارتون في خطوط متشابكة تربط كل الحكايات
ببعضها بطريقة محبوكة ومعقدة، حتى إنك إذا لم تنتبه لها قد يصعب
عليك المتابعة.
هناك حيث الملكة الشريرة التي تريد قتل سنووايت، غير أن سنووايت
تستطيع -رغمًا عن ذلك- أن تتزوج الأمير، فتغضب الملكة وتوعدهم
بأنها ستلقي لعنة على الجميع سينتقلون على إثرها إلى عالم
مريع/عالم البشر العاديين؛ حيث لن يتذكر أي شخص منهم حقيقته -إلا
هي- ليعيشوا حياة أخرى في عالم قاتم غير مبهج ولا يعرف السحر له
سبيلًا.
ولكن، هناك طريقة واحدة لنجاتهم وفك اللعنة ومن ثَمَّ رجوعهم
لعالمهم الأصلي من خلال ابنة سنووايت والأمير تشارمينج -التي لم
تولد بعد- إذا ما أرسلوها لعالم آخر قبل حلول اللعنة عليهم حتى لا
تصاب بها مثلهم فتعود لتنقذهم.
كل ما في الأمر أن عليهم الانتظار حتى يصبح عمرها 28 عامًا لتبطل
اللعنة، ولأنها ستنتقل فور ولادتها وبالتالي لن تعرف أي شيء عن
عالمها الأصلي أو اللعنة كان عليهم -كذلك- أن يجدوا حلًا لتلك
المشكلة!
عالم الواقع/ستوري بروك: تلك البلدة الصغيرة التي لا يعرف عنها
العالم شيئًا، يعيش بها كل أبطال الغابة المسحورة بعد إصابتهم
باللعنة، حياة عادية روتينية ومملة بلا نهايات سعيدة، دون أن
يعلمون أنهم في الأصل قادمون من عالم آخر حيث السحر متاح والسعادة
ممكنة.
هناك في تلك البلدة يعيش طفل صغير يدعى هنري، يملك كتابًا به كل
الحكايات الأصلية، ولأنه يؤمن بالسحر والخيال؛ يستطيع أن يصدق ويفك
اللغز، هنري في الأصل هو ابن إيما ابنة سنووايت وتشارمينج، لكنها
عرضته للتبني فور ولادته ولحسن الحظ أو سوئه من تبنته هي
ريجينا/الملكة الشريرة عُمدة ستوري بروك.
وفي يوم عيد ميلاد إيما الثامن والعشرين يذهب هنري إليها ويخبرها
أنه ابنها، ثم يحكي لها القصة كاملة حتى إنه يُريها كتاب الحكايات،
لكنها لا تصدقه بالطبع. فيكون عليه أن يجعلها تؤمن أولًا حتى
تُبطَل اللعنة ويستطيع الجميع تذكر حياتهم الأولى وأن يعودوا
لعالمهم القديم.
وهكذا، تتوالى الأحداث في إطار شيق ومثير يستحق المتابعة من خلال
عرض الأحداث في خَطين، الواقع والفلاش باك، ما برع فيه مؤلفو
المسلسل بشدة واستطاعوا من خلاله جذب المشاهدين.
تأتي الحكايات غير مطابقة بالضرورة للحواديت التي عرفناها، ما
يُزيد عامل التشويق، فيمنحنا الكُتَّاب رؤية جديدة للأحداث ما
يجعلنا قد نغير قناعاتنا القديمة أو نتعاطف مع أشخاص لطالما
اعتقدنا أنهم الأشرار والعكس.
من القصص التي فاجئت الجمهور على سبيل المثال:
سنووايت والملكة الشريرة.. القصة الأصلية التي نشأنا عليها تفيد
بأن سنووايت هي ابنة الملك الذي تزوج بعد وفاة والدتها من سيدة
أخرى، كانت ترى أن سنووايت أجمل منها؛ ما أزعجها وجعلها تحاول
قتلها العديد من المرات، حتى تصبح هي أجمل امرأة في الكون.
ولكن، ماذا لو علمتم أن الأمر ليس كذلك! وأن في الحقيقة ريجينا من
ستصبح الملكة الشريرة بعد ذلك هي في الأصل امرأة عادية لديها مبادئ
وأخلاق وقلب طيب؛ بل وإنها لم تكن تريد أن تتزوج الملك؛ لأنها تحب
رجلًا آخر؟
لكنها أخطأت فأخبرت الطفلة سنووايت عن نيتها على الهرب مع حبيبها،
فتى الإسطبل على أن يكون ذلك سرهما. ولأن سنووايت لا تعرف كيف تكتم
سرًا؛ أخبرت والدة ريجينا بالحقيقة عساها تترك ابنتها تتزوج ممن
تحب، ليتم قتل فتى الإسطبل ما يحرق قلب ريجينا ويجعلها تُكمل
الزواج وتسعى بعد ذلك للانتقام لحبيبها من سنووايت.
ذات الرداء الأحمر.. تلك الفتاة التي تعيش مع جدتها، مَن تخاف
عليها وتحاول أن تحميها مِن الذئب الذي يقتل البشر بلا رحمة، ما
يجعله هدفًا دائمًا للصيد والقتل بمنتهى الوحشية، ماذا لو أخبرتكم
أنه لم يكن هناك ذئب وأن في الحقيقة ذات الرداء الأحمر هي من تتحول
عند اكتمال القمر لذئب يلتهم فرائسه، حتى إنها يومًا ما ستلتهم
حبيبها دون أن تعرف؟!
وهكذا هناك الكثير من الحكايات التي ستجعلك تُعيد التفكير
والحسابات لتُدرك أن أيًا كانت رؤيتك للأمر، فهي حتمًا قاصرة لا
يُعول عليها لمنح الأحكام المُطلقة التي لا تصلح إلا في وقتها
فقط، هذا إن صلحت.
هل تريد أن تعرف من أنت في عالم الأساطير؟!
بسبب نجاح المسلسل انتشرت العديد من التطبيقات على موقع الفيس بوك
على شكل أسئلة تجيبها لتعرف بعد ذلك ما هي الشخصية التي كان من
الممكن أن تكونها إذا كنت من سكان عالم الحواديت، وقد لاقت تلك
التطبيقات إقبالًا شديدًا.
ففي ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها معظم بلدان العالم العربي
وبعض الدول الأجنبية، أصبح الجميع يسعى للهرب ولو للحظات، يفكرون
ويتساءلون ماذا لو لم نكن قد وُلدنا في هذا العالم البائس؟!
يُمنّون أنفسهم أنهم رُبما في عالم آخر غير هذا كانوا ليكونوا
أبطالًا في حياة قد تكون هي الأخرى ليست سهلة، لكن نهاياتها سعيدة
طالما أنهم ينتمون لفئة الطيبين وليس الأشرار، ذلك العالم حيث
السحر موجود وإن كان له ثمن، والأشرار يأخذون جزاءهم ولو بعد بعض
الوقت.
وعلى الرغم من كَون أبطال المسلسل هم أنفسهم أبطال الحكايات التي
يحفظها الصغار عن ظهر قلب ويحبونها؛ إلا أن بعض النقاد والجمهور
يرون أن هذا العمل غير مناسب للأطفال من هم أقل من 12 سنة؛ لعدة
أسباب، رُبما أهمها أن المسلسل مُتخم بجرائم القتل والعنف ما قد
يجعل الأطفال عدوانيين خاصة حين يرون أبطالًا يحبونهم كانوا
يتخذونهم كمثل أعلى يقومون بمثل تلك التصرفات.
أما الأسباب الأخرى، فتراوحت ما بين وجود بعض السِباب أو المشاهد
الرومانسية غير المناسبة للأعمار الصغيرة، وبين أن المسلسل سيشوه
كل القصص التي كان يستغلها الأهل لزرع قيم مثل الحب، والحق،
والخير، والجمال في نفوس أولادهم، ما قد يسبب لهم بعض اللغط
والارتباك حين يرون الحكايات قد تغيرت ملامحها وتبدلت الحقائق، فلا
يعرفون من على صواب ومن على خطأ. |