أبطال فيلمي المقبل
«ستانلي» حاضرون.. والبحث جار عن التمويل
محمد خان
يرفض التنازل وينأى عن «السينما المنسية»
دبي ـ أسامة عسل
محمد خان واحد من المخرجين الجادين الذين أصدروا بيان جماعة
السينما الجديدة في مصر في نهاية السبعينات، وأخذوا على عاتقهم إرساء دعائم
فنية وجمالية، وطرح مشكلات واقعية بشكل عميق، ما أدى إلى النهوض بمستوى
الفيلم المصري، وبالتالي التأثير في السينما العربية بشكل عام.
يطلقون عليه «عاشق التفاصيل»، كل لقطة في أي فيلم يخرجه لوحة
فنية مليئة بالإيحاءات، ممزوجة بعرق جيل حمل على عاتقه ولا يزال رغبة أكيدة
بنجاح الفيلم العربي في كل المحافل. ورغم المناخ الرديء حالياً للسينما،
يصر خان على اقتحام مناطق شائكة ببراعة، وفي كل عمل جديد يوجعنا على ما فات
وما هو آت، يدهشنا باختيارات مواضيعه، الأماكن والشوارع نراها في أفلامه
مختلفة تبوح برائحة البشر الذين يسكوننها أو يسيرون عليها، ينقل نبض
أحلامهم.
وفي فيلمه «في شقة مصر الجديدة» يعري مشاعرنا ويقذف بها في
وجوهنا، وكل أفلامه تستحق المشاهدة أكثر من مرة. ينفرد محمد خان عن باقي
المخرجين، في أنه يكتب القصة لأغلب أعماله، وهذا ما يجعله أكثر حميمية مع
أفلامه، كان هذا هو مدخلنا للحوار معه.
·
تتدخل دائماً بالكتابة أو تضيف إلى
سيناريوهات أفلامك، فهل تسعى بذلك أن تكون مميزاً عن الآخرين.
ـ ليس بالضرورة، فأنا لا أعرف ما الذي يميزني، لكن الفكرة أن
عدداً كبيراً من أفلامي تكون بذرتها من عندي، فالفكرة أو شخصية الفيلم تكون
هاجسي، ويبدأ العمل من هذه اللحظة، أو أن يأتيني السيناريو كاملاً مثل «في
شقة مصر الجديدة»، فأقرأه، ثم أضع ملاحظاتي أو تعديلات لأشياء أريدها، أو
أؤكد أفكاري على أمور بعينها، وبالتالي أرى أن كل مخرج لابد أن يضع يده في
السيناريو، وليس بالضرورة أن يضع اسمه عليه.
·
القاهرة في أفلامك مختلفة بشوارعها
وميادينها، ما الذي تراه ولا يشاهده غيرك؟
ـ القاهرة ليست مختلفة.. هي كما هي لا أؤلفها أو أجملها،
ولكنني مولود وأعيش فيها، وبالتالي عيوني تراها وتعرف تفاصيلها، يمكن أن
يكون لدي وجهة نظر مختلفة، فهذا شيء داخلي لدي، ليس هناك تعمد أن أصور
القاهرة بشكل معين، الأمر مرتبط بما أصوره، فمثلاً فيلم «في شقة مصر
الجديدة» الموضوع يتحدث عن الحب.
وبالتالي لابد أن أنظر لها بما يخدم موضوع الفيلم وحالته،
ومثال آخر عندما أخرجت فيلم «هند وكاميليا» النظرة كانت مختلفة، وهو عالم
آخر سفلي، لابد أن تظهر القاهرة بشكل مختلف، فكل فيلم له مناخه وتفاصيله
ونظرته، وبالتالي القاهرة هي القاهرة، لكنها تتغير من تناول إلى آخر،
فالشوارع والأماكن في فيلم «الحريف» تختلف عن «عودة مواطن» وهكذا.
وهناك مثال آخر، عندما صورت فيلم «ضربة شمس» وفي نهايته يذوب
البطل في ميدان التحرير وسط الناس، المكان موجود ومعروف للجميع، لكنني
أظهرته برؤيتي، فكان مفاجأة لاحظت أصداءها لدى الجمهور والنقاد.
·
لماذا إصرارك على المفهوم التجاري السائد
والذي يجعلك تخسر مالياً، رغم أنه يمكنك التفوق فيه؟
ـ ليس إصراراً، أنا أعلم أن السينما فن وتجارة، ولم أنس أبداً
أنها تجارة أيضاً، بل أرى أن ما يقولونه شماعة، فأنا وأبناء جيلي دخلنا
المجال والسينما الحقيقية سائدة بنجومها وعملنا أفلاماً أكثر صرفاً وربحت
هذا هو الفرق، نحن نتحدث عن نسبة وتناسب، ففي الثمانينات كانت ميزانية
الفيلم تتراوح بين 600 و850 ألف جنيه.
أما الآن فنحن نتحدث عن أفلام تتكلف 4 إلى 7 ملايين، كنا نعمل
للفيلم عشر نسخ فقط، وكان توزيع الفيديو مهماً. إنها تركيبة أخرى، لكن
الفيلم كان يحقق عائدات، وإلا لم نكن نستمر، فمن الذي يستثمر في فيلم لا
يحقق دخلاً.
·
كيف ترى السينما المصرية الآن؟
ـ السينما المصرية مريضة للأسف الشديد، لأنها تمر بمرحلة
احتكار مثل تلك الموجودة الآن، شخص واحد متحكم في كل شيء، هو المنتج
والموزع وصاحب دار العرض، فهذا احتكار بمعنى الكلمة، وبالتالي أصبح هو من
يوجه نوعية الأفلام، وعندما عملت فيلم «في شقة مصر الجديدة» لم ينتجه شخص،
بل الذي أقدم على إنتاجه جهاز السينما في مصر.
وبالتالي أصبحت هذه النوعية من الأفلام ينتجها قليلون، أو من
يعرف قيمتها ويغامر، والفيلم حقق عائدات ونجح تجارياً وفنياً، المسألة هي
قناعة من ينتج يمكنك أن تقدم فيلماً وتكسب خمسة أو ستة ملايين، لكن يمكن أن
تحقق 30 مليوناً بشرط التنازل، وأنا بصراحة لا يمكنني التنازل.
·
هل السينما في السبعينات والثمانينات مختلفة
عن 2007؟
ـ السينما الحالية يمكن أن نطلق عليها مسمى «السينما المنسية»،
هناك بعض الاستثناءات حتى لا نظلم أحداً، ولكن تعالى نفتكر فيلماً لهنيدي
من سنتين أو لمحمد سعد من أشهر، هذه سينما استهلاكية بحتة.
·
هناك طفرة سينمائية تحدث في العالم العربي
يقابلها ضعف عام في السينما المصرية لماذا؟
ـ لدينا صناعة سينما تاريخها مئة عام موجودة بكل مفرداتها، لكن
المناخ بشكل عام لا يساعد، فمثلاً أتوقع تقدماً للسينما اللبنانية في
المستقبل، نتيجة ما يعانيه أهلها وظروف البلد الآن، ثم أعود بك لمحور من
يمول من، المشكلة في السينما المصرية أن تجد من يمول أفلامك.
فعلى مدى 30 عاماً وهو تاريخي في هذا المجال، أجد دائماً صعوبة
في التمويل، فمثلاً لدى فيلمي المقبل وبطله محمود عبدالعزيز، ولا أجد
تمويلاً له لأن وجهة نظر المنتج أن محمود ليس الآن هو نجم الشباك، فالقاعدة
تغيرت وأصابت السينما في مصر بالضعف، وأنا الآن في مهرجان دبي السينمائي
أبحث عن فرصة لتمويل فيلمي.
·
هل ترى أن فيلم «في شقة مصر الجديدة» حقق
النجاح المطلوب؟
ـ اسأل منتج الفيلم ممدوح الليثي الذي أعلن أن الفيلم كسب وحقق
دخلاً، رغم أن له مراحل أخرى مقبلة.
·
تم اختيار فيلمك «في شقة مصر الجديدة» ليدخل
مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، هل فعلاً كمخرج تأمل في الحصول على هذه
الجائزة؟
ـ لا.. ليس بسبب قيمة الفيلم، السبب أنها عملية تجارية، فلك أن
تتخيل تنافسك مع 63 دولة لمخرجين أقوياء، أنا أعرفهم وأحترمهم، ولي الشرف
أن أكون من ضمنهم، ولكن هذا يحتاج إلى دعاية، فليس من المعقول أن يشاهد
أعضاء أكاديمية الفنون «الأوسكار» هذا الكم من الأفلام، الأمر يحتاج إلى
دعاية.
وحاولت إثارة أن الفيلم يمثل مصر وليس محمد خان، فتبرع جهاز
السينما بجزء من المال لعمل دعاية في مجلة «هوليوود ربروتر» وأنا محظوظ أن
يذهب الفيلم إلى مهرجان كاليفورنيا، وسيعرض ضمن قسم «ذبذبة الأوسكار»، وهذا
دعاية مجانية وسيعرض في سان رفائيل وسان فرانسيسكو، مع أفلام أخرى مرشحة
للأوسكار، وكما سيعرض تجارياً هناك. إذاً الفيلم له دوره وأهم شيء بالنسبة
لي أن يشاهده الناس، وأعرف ردود أفعالهم.
·
دائماً نعشق المشاهد المتحركة، ما الذي يغريك
فيها؟
ـ هذه هي لغتي وتأتي تلقائية ولا أتعمدها، وفيلمي المقبل
«ستانلي» يتحدث عن العنف، وستجدني أتبع فيه هذا المنهج وهو اللغة بتركيز
وحرفية.
·
هل تحدثنا عن فكرة «ستانلي»؟
ـ إذا مشيت في شوارع مصر الآن، واصطدمت خطأ بكتف أحد فلن تسلم
من توبيخه أو ضربك، وهذه حالة في كل أنحاء العالم، العنف موجود ويترك
تأثيراً فظيعاً على الناس، ستانلي هو شاطئ في الاسكندرية، وأتناول فيه
شخصية اسكندارني ترك بلده وعمره 20 عاماً.
وسافر على مركب وتاه في أفريقيا، وجد نفسه في حروب أهلية وأصبح
جندي مرتزقة، يعود إلى مصر في مهمة قتل، ينفذها ويعود من حيث أتى، يبدأ في
مقابلة أهله وعلاقاته القديمة، ويبدأ في استدراك ما كان وأصبح عليه، بطل
الفيلم محمود عبدالعزيز، وهناك شخصية فتاة يونانية ستقوم بها الفنانة
اللبنانية كارمن لبس.
·
هل تتعمد وجود دلالات في لقطاتك السينمائية؟
ـ لا.. الفرق الأساسي أنني عندما أبدأ أي فيلم تكون لدي طموحات
شكلية كثيرة، وهذه تزول مع العمل فوراً، وأكتشف نفسي بميلي للبساطة أكثر،
وأترك اللقطة كما هي من دون تعقيدات، وعلى المشاهد أو الناقد أن يفهمها
بالشكل والأسلوب الذي يريد.
·
تعاملت مع الممثل الراحل أحمد زكي، ما الذي
أضفته له وماذا أضاف لك؟
ـ أنا أكثر مخرج عمل أفلاماً مع أحمد زكي، قدمنا معاً ستة
أفلام هي «طائر على الطريق»، و«زوجة رجل مهم» و«أحلام هند وكاميليا» و«مستر
كاراتيه» و«موعد على العشاء» و«أيام السادات»، أنا لو كنت ممثلاً لتمنيت أن
أكون أحمد زكي، وهو كذلك كان يقول: لو كان مخرجاً كان يتمنى أن يكون محمد
خان، هو نادر ومجنون، وصفة الجنون مشتركة بيننا، باعتبارات أننا من «برج
العقرب» نفسه.
·
ما العمل الذي تشعر أنه علامة فارقة في
رحلتكما معاً؟
ـ فيلم «زوجة رجل مهم» السيناريو مكتوب بشكل جيد، وحضرنا قبل
تصوير الفيلم بمراحل، وكنت أذهب إليه في البيت وأصوره بكاميرا الفيديو على
طريقة المشي والشنب المناسب، وتفاصيل حركة الجسد والعيون.
حفل
توزيع جوائز «المهر» مساء اليوم
يقيم مهرجان دبي السينمائي الدولي الساعة السابعة مساء اليوم
الحفل السنوي لتوزيع «جوائز المهر للإبداع السينمائي العربي»، كما يكرم في
الحفل المخرج يوسف شاهين والمخرج والممثل والكاتب الأميركي داني غلوفر
والمخرج الكوري إيم كوون تيك، وتقام الفعاليات في مركز المهرجان بقاعة مسرح
أرينا في مدينة جميرا.
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
####
جورج كلوني .. نجومية
ووسامة تخطفهما السياسة
نجاحي
في أفلام المتعة لا يلغي اهتمامي بسينما المعنى
دبي ـ حسين قطايا
انغمس الممثل الأميركي جورج كلوني في تجاربه الأخيرة بالأعمال
السينمائية ذات المغازي السياسية.. شاهده الجمهور في «سيريانا»، الذي صور
في دبي، وفي «عمتم مساء وحظاً سعيداً» و«الألماني الجيد» و«مايكل كلايتون»
الذي تم اختياره فيلم الافتتاح في الدورة الرابعة من مهرجان دبي السينمائي
التي تختتم غداً ..
كما نشاهده قريباً في افلام من المنحى ذاته مثل «دارفور الآن»
و«حرق بعد الكتابة».. وهي أفلام تطرح أسئلة كثيرة على الواقع السياسي
الأميركي وتشابكاته العالمية، فيها النقد، والتسلل إلى مخفيات من الأمور
المثيرة في عالم صناع السياسة، ولكنها لا استساغة كبيرة من شركات الإنتاج
السينمائي، لأن أرباحها غير مضمونة، وفيها الكثير من المغامرة، كما يقول
جورج كلوني نفسه في حديث خاص لـ «البيان»، على هامش مشاركته في المهرجان.
·
كيف تقيم مهرجان دبي السينمائي في حضورك
الأول ضمن فعالياته؟
ـ هذه زيارتي الثالثة لإمارة دبي.. حضرت إلى هنا في المرة
الأولى لتصوير فيلم «سيريانا»، والمرة الثانية مع صديقي الممثل براد بيت
للسياحة، والآن أنا هنا مع الزملاء السينمائيين من جهات الدنيا الأربع..
ولا أخفيك أنني دهشت بالنمو المطرد لهذه المدينة التي تضم هذا الخليط
الواسع من الجنسيات والثقافات..
وهذا مفرح بالنسبة لأي شخص يبحث عن التآخي والتواصل بين البشر
المتنوعي الثقافات، مما يدفعني للقول: أنا في دبي.. إذن، أنا موجود في كل
العالم. وهذا يفسر نجاح المهرجان الذي أذهلني بدقة تنظيمه وبحسن إدارته
الناجحة.
·
اندفاعك نحو السينما السياسية إذا صح
التعبير، هل هو للتعويض عن اشتراكك الواسع في أعمال تجارية مع أنها حققت لك
نجومية واسعة؟
ـ هذا سؤال جيد، سأبدأ من نهاية السؤال. حالفني الحظ للوصول
إلى ما أنا عليه اليوم من شهرة وامتلاك ثروة لا بأس بها. السينما نوعيات
واتجاهات. واشتراكي كممثل في أفلام مختلفة المستويات، ويغلب عليها طابع
المتعة، لا يلغي اهتمامي بسينمات أخرى أو بسينما المعاني الكبرى والشائكة.
وليس اندفاعي نحو السينما التي تسميها أنت سياسية، وأحب
تسميتها بسينما الحياة الأكثر حرارة ليس للتعويض أو لاكتساب شهرة إضافية،
فلقد ولدت في منزل كانت أحاديث السياسة فيه شبه يومية. فوالدي كان صحافياً
شهيراً.
وهذا علمني الضجر من الأفكار المسطحة، وجذبني نحو مشاركة
الآخرين في مشكلاتهم، والبحث معهم عن حلول لها، تبدأ بنقد مسببها وأسبابها
أو بتعريتها.. أيكون اتجاهي هذا للتعويض عن شيء ما يقلقني، ربما.. ولكنني
متأكد من مسألة واحدة بأنني مقتنع من أعماقي بما قمت به في كل مسيرتي مهما
اعترضها من شوائب.
·
هل تهتم الشركات الإنتاجية بهذه النوعية من
الأفلام؟
ـ الأمر بالنسبة للمنتج لا يعدو كونه مغامرة قد تنجح أو لا..
والفشل حظه أكبر في هذه المجالات. دعني أطلعك على سر صغير أقوله لأول مرة،
عن اشتراكي في فيلم «مايكل كلايتون» كان مجانيا وبلا مقابل مادي لكي اقنع
جهات التمويل بخوض غمار هذه التجربة.
واشكر الله أن الفيلم حقق أرباحاً وعرض علي أن أعود عن قراري
المبدئي والحصول على مستحقاتي، ولكنني فضلت التبرع بها لمن يحتاجون إليها
أكثر مني بكثير في دارفور، حيث المجاعة والموت والقهر تنتصب أمام أعين
العالم الغني ولا أحد يبالي.
·
إلى أي مدى اعتمدت على وسامتك لتحقيق
نجوميتك؟
ـ أعتقد أن البعض ميال للمبالغة بموضوع الوسامة.. الكثير من
الممثلين في أنحاء العالم ليسوا على وسامة .. ومع ذلك فهم نجوم كبار،
والجمال عموماً هو مفهوم أكثر مما هو متعلق بالشكل الخارجي، والعمل الجيد
يفرض نفسه بغض النظر عن شكل صاحبه.
البوح بسر
«مايكل كلايتون»
دعني أطلعك على سر صغير أبوح به للمرة الأولى، لقد كان اشتراكي
في فيلم «مايكل كلايتون» مجانياً وبلا مقابل مادي، لكي أقنع جهات التمويل
بخوض غمار هذه التجربة. وأشكر الله أن الفيلم حقق أرباحاً، وعرض علي أن
أعود عن قراري المبدئي والحصول على مستحقاتي، ولكنني فضلت التبرع بها لمن
يحتاجون إليها أكثر مني بكثير في دارفور حيث المجاعة والموت والقهر تنتصب
أمام أعين العالم الغني ولا أحد يبالي.
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
####
لا أشاهد أفلامي وأريد
حياتي نضالاً من أجل العدالة
داني
غلوفر المكرّم في دبي يخاف أن يخذله جسده
دبي ـ كارول ياغي
«أن تعرض أفلامك في مهرجان سينمائي تقدير بحد ذاته، فكيف
بالحري إذا نلت شرف تكريم إنجازات عمرها أكثر من 30 سنة. الحقيقة انني أشعر
بسعادة لا توصف»، بهذه الجملة بدأ الممثل الأميركي داني غلوفر حديثه
ل«البيان» عشية تكريم مهرجان دبي السينمائي الدولي إنجازاته في عالم
السينما والتلفزيون تمثيلاً وإخراجاً وإنتاجاً.
يظهر غلوفر شغفاً لا يوصف بالتمثيل، وقلقاً من تعب بدأ يشعر به
في جسده، شاكراً الله على سلامة عقله ووعيه. يقول ابن السبعين: «هذه أول
زيارة لي إلى دبي، فقد سبق وإن دعتني إدارة المهرجان مرتين في السابق، لكن
ظروف عملي حالت دون تمكني من الحضور. جميل هو الشعور الذي ينتاب المرء
عندما يدرك كيف ينظر إليه الناس بعد 30 سنة. مازلت أحب التمثيل أكثر من أي
شيء في العالم، مهما بلغت من العمر لن أتوقف عن القيام بأحب شيء إلى قلبي».
يضيف بنبرة فيها بعض الحسرة «أحيانا أشعر بتعب في جسدي أقاومه
بعقلي، لأنني لا أرغب في أن تكسر قدرتي على العمل، أعتقد أنه من الطبيعي أن
يخذل الجسد الإنسان، على المرء تقبل ذلك من دون الاستسلام له». ويجيب غلوفر
على سؤال حول ردة فعله عندما يشاهد أفلامه القديمة قائلاً إنه لا يشاهد لا
القديم ولا حتى الجديد منها. ويضيف: «أستمتع بلحظات عملي في حينها لأنها
الأهم بالنسبة لي، رغم أن النظر إلى الماضي قد يكشف للإنسان ما فعل، لكنني
واثق من ما كنت أقوم به».
ويتحدث غلوفر عن عمله في شركة «لوفر تورفيلمز» التي أسسها
بالتعاون مع جوسلين بارنز واستمد اسمها من قائد ثورة هاييتي «توسان تروفر»
التي تنتج أفلاما تتناول الكرامة الإنسانية والسعي لتحرر والعيش بسلام» كما
قال.
ولفت إلى انه شارك في كثير من الأفلام التي تتحدث عن
«الأميركيين الأفارقة» وعن كوبا، والآن يعمل على إخراج فيلم تموله الحكومة
الفنزويلية، ويتحدث عن ثورة هاييتي التي اندلعت في أواسط القرن الثامن عشر
ضد المستعمر الفرنسي. يقول: «معظم شعوب هذه الأرض خبروا تجربة العبودية
والظلم، لذلك تجد الأفلام التي تتناول هذه القضية الإنسانية في أي زمان
ومكان حصلت صدى واسعاً».
غلوفر الذي يهتم بالسياسة، يشير إلى دعمه ترشيح السيناتور جون
ادواردز لرئاسة الجمهورية. يقول: «أريد أن اصدق ان هناك فرصة لتحدث في
القضايا الحقيقية التي تهم الشعب الأميركي مثل التعليم والصحة.. وأصبح من
الملح جدا طرح الأسئلة الصعبة بحثاً عن إجابات وحلول أيضاً».
ويعلن غلوفر أيضاً تأييده تحرك الكتاب في لوس انجلوس ونيويورك،
مؤكداً حقهم في القيام بكل ما يلزم للتفاوض من أجل استعادة حقوقهم، داعياً
شركات الإنتاج الى معالجة الأمر والتحدث بصراحة إلى المضربين ومعاملتهم
بعدل.
وعن الممثلين والمخرجين والمنتجين الجدد الذين بدأوا برسم صورة
جديدة لهوليوود، يقول غلوفر: «إن كل جيل يصنع تاريخه، لا يمكنني أن أحكم
عليهم ولا يمكن أن تكون جميع الأجيال متشابهة وإلا فلن نشهد أي تطور، لذلك
يتوجب علينا دعمهم». ويضيف متحدثاً عن نفسه: «من حقي النضال من أجل إتمام
العدل، هذا هو التاريخ أريد أن أصنعه وأفخر به».
ويختم غلوفر حديثه بالقول: «تستطيع السينما خلق نوع من الحوار
بين الشعوب، إذا توفرت الإرادة، ولكن علينا أن نتذكر أن العالم ليس واحداً،
فلكل فرد ومجتمع وشعب أفكاره ومعتقداته وأسلوبه في التعبير، لذلك علينا أن
نبدأ باحترام بعضنا. ويشير إلى أن الولايات المتحدة دولة تأسست من شعوب
جاؤوا من كل دول العالم، وللشعوب حق في البقاء، وعليها ان تصارع من أجل
ذلك.
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
####
مشاركة «غريبة» من الأورغواي لمخرجي فيلم «مرحاض
البابا»
دبي ـ
كارول ياغي
«مرحاض البابا» فيلم من الأورغواي أخرجه وكتب السيناريو
الصديقان أنريكي فرنانديز وسيزار كارلوني. وهو مقتبس عن قصة حقيقية جرت
أحداثها عام 1998، في بلدة صغيرة تقع على الحدود بين الأورغواي والبرازيل
رواها لفرنانديز أحد أصدقائه.
«البيان»
التقت المخرجين وبطل الفيلم سيزار ترونكوسو خلال فعاليات مهرجان دبي
السينمائي وسألتهم عن اهمية عرض فيلمهم في مهرجان عربي وفي مدينة تبعد عن
موطنهما يومي سفر. وصف المخرجان وجودهما في دبي بالغريب كونها زيارتهما
الأولى لهذا الجزء من العالم..
«ربما
دعينا وتقرر عرض فيلمنا بعد مشاهدته من قبل احد القيمين على المهرجان في
كان العام الحالي، لكنها المرة الأولى التي نكون فيها معا لتقديم عملنا».
يقول كارلوني واصفاً قصة الفيلم بالسعيدة رغم الصورة الحادة والرسالة
القوية التي يحملها، وبرأيه ان الفقر ليس سبباً أكيداً للتعاسة.
وأشار فرنانديز الى أن اول ما خطر في باله وزميله كارلوني
عندما لمسا ضخامة مهرجان دبي بأن هذا المال لو توفر في الأورغواي لكان موّل
صناعة السينما هناك لمدة عشر سنوات على الأقل.
وتحدثا عن الصعوبات التي تواجه صناعة السينما في دول اميركا
اللاتينية وفي الأورغواي بالتحديد حيث لا يتجاوز الإنتاج في السنة الواحدة
ثلاثة أفلام، ويستلزم إعداد كل فيلم بين 4 إلى ست سنوات من الجهد، علماً أن
كل العاملين في السينما يعتاشون من مهن أخرى يمارسونها، ما يبقي العمل
السينمائي مجرد هواية أو شغف. وأعطى المخرجان مثلا الطاقم التقني الذي عمل
معهما في الفيلم، وجلهم من المتطوعين أو الموظفين في شركات اعلانية.
يتدخل الممثل ترونكوسو ليشير الى انه موظف اداري في احدى شركات
المحاسبة، ويمارس التمثيل كهواية منذ اكثر من 10 سنوات. مشيراً إلى أنه
يتمتع في بلاده بشهرة واسعة، ويحلم بالحصول على دور في هوليوود، لكنه لا
يعول كثيراً على الأمر لأن عائق اللغة سيحول دون ذلك.
وأوضح المخرج كارلوني ان ابرز الصعوبات التي تواجه السينما في
دول أميركا اللاتينية هي الحدود التي رسمتها السياسة وشركات التوزيع، فرغم
لعب عامل اللغة الإسبانية التي تجمع بين عدد كبير من تلك الدول مثل
البارغواي والأورغواي وفنزويلا وكوبا والأرجنتين وبوليفيا وتشيلي يجد
المخرجون صعوبة في ترويج أفلامهم فيها. هذا الى جانب قلة مهرجانات السينما
المنظمة هناك وغياب الدعم الحكومي. ويشير إلى جهد بدأت الحكومة الفنزويلية
القيام به لإيجاد نوع من التعاون والتنسيق بين تلك الدول.
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
####
نظرة ما
التمثيل لدى يوسف شاهين
بقلم
:أسامة عسل
استطاع يوسف شاهين أن يلبس أبطال أفلامه ثوبه، وجعلهم يتقمصون
حركاته العصبية وطريقته في خطف الكلام والتلعثم، فلا تكاد تفهم شيئاً مما
ينطقون ولا تعرف سبباً لاختيارات شاهين الرجالية، التي ركز فيها أيضاً على
صفات جسدية متشابهة لحد ما، هشام سليم في «عودة الابن الضال»، محسن محيي
الدين في «اليوم السادس»، هاني سلامة في «المصير»، أحمد وفيق في «سكوت
هنصور»، أحمد يحيى في «إسكندرية نيويورك»، وأخيراً يوسف الشريف في «هي
فوضى».
دائماً يجهد شاهين نفسه بالبحث عن المواهب الشابة، فيذهب إلى
حفلات الأوبرا، ويشاهد أفلاماً كثيرة، ويتجول بين مسارح الجامعات بحثاً عن
وجوه مميزة، وقدرات فنية، ربما تمكن من خلال أعماله من إخراج طاقاتها، إلى
مساحات أوسع ونطاقات أشمل.. ولا يكتفي بذلك بل لن تجده يبدأ فيلماً جديداً
قبل عمل لقاءات فنية للشباب ليختار أبطال فيلمه الجديد. نصيحة شاهين
الوحيدة التي يوجهها لممثليه هي أن الطاقة الحقيقية لتقديم أي شخصية تكون
من العينين، فهي الأساس، وليس من تقلصات الوجه.
نظرات العين هي أكثر ما يهتم به شاهين في تعبيرات الممثل، وكان
محمود المليجي أبدع من يؤدي دوره بتلقائية لم يجدها شاهين لدى أي ممثل آخر،
بل عبر عن ذلك بقوله: «إنني شخصياً أخاف من نظرات عيون المليجي أمام
الكاميرا». ولعل ولع يوسف شاهين بالتمثيل يأتي في الأساس من رغبته وحلمه
الأول في العمل كممثل، فقد كان ينوي دراسة التمثيل أثناء وجوده في أميركا،
فوجد أن شكله وتكوينه الجسماني لا يؤهلانه لنجومية التمثيل، فاتجه للإخراج،
وترك التمثيل، لكن عشقه له لم ينته أبداً.
وكان فيلم «باب الحديد» فرصة حقيقية لشاهين أن يخرج من خلال
شخصية «قناوي» بائع الصحف الأعرج، كل شوقه ورغبته في أن يكون ممثلاً ذا
أداء وملامح خاصة، ولن تجد فيلماً لشاهين خالياً من ممثل يؤدي بطريقته، فهو
يصبغ ممثليه بأدائه وأسلوبه في الكلام والحركة والانفعالات المتوترة
والحادة والطفولية.
وعلاقة يوسف شاهين بالممثل متشابكة جداً، فهو يرغب في رؤية
الممثل من خلال مرآته هو، ورغم ذلك يحترم الممثل الذي يبتعد عن محاكاته ولا
يعتمد على التقليد لأنه يرغب في أن تكون للممثل شخصيته المستقلة.
وبعد رحلة طويلة تخطى فيها عمر شاهين ال80 عاماً، نجد أن
الكلمات نفسها لم تتغير وأسلوب اختياره وتعامله مع الممثلين كما هو منذ
بدأ، وحتى هذه اللحظة، ولذلك لا يزال اسم شاهين ذا وقع خاص في الأذن ننجذب
إليه سريعاً كلما سمعنا «فيلم من إخراج يوسف شاهين» قبل أن ننجذب إلى اسم
بطل أو بطلة الفيلم.
كلام ساكت
الحلم فن، يقدر عليه الجميع.. لكن لا يقوم به إلا عدد قليل من
البشر يملكون الشجاعة والمغامرة والرؤية والإصرار.
osama614@yahoo.com
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
####
يوميات
جوائز المُهر
بقلم :محمد
حسن أحمد
مساء هذا اليوم، سيتم توزيع جوائز المهر، ستمنح الأمنيات روح
التقدير والتواصل،وستتعاطى لغة التواصل والنجاح لصانعي الأفلام، وهم ينظرون
للقادم وترتقي معهم الأفكار جهة السينما، السينما التي لا تترك جسدها دون
رقص وجنون وبكاء.
بعض اللقاءات الصحافية السريعة تجاوبت معها، ونحن ننتقل من
كرسي إلى آخر، من وجبة صغيرة إلى كوب الشاي، من وجه صديق سينمائي إلى آخر
إعلامي، من حديث سريع إلى صمت طويل وتأمل، كل شيء في المحيط يتحرك ينبض..
هي الأيام الأخيرة وهي تتوشح بالحب تترك خلفها بعض الذكريات عبر الملتقيات
والعروض، بينما لون الطين الذي يحيط مدينة جميرا يغرق الزوار في تفاصيل
حميمة تتجدد كل سنة.
بعد انتهاء الفيلم الألماني التركي (حافة السماء) في قاعة
أرينا الذي عرض في افتتاح برنامج الجسر الثقافي بحضور غفير جدا، بقيت في
الكرسي أتأمل قيمة الفيلم خاضعاً هدوئي للفعل الإنساني الذي منحه لنا مخرج
ومؤلف الفيلم فاتح آكين الذي فرض العمق بتفاعل دراماتيكي ذكي جدا مما منحه
جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان الدولي هذا العام، ومع تداخل القصص
والربط بين العلاقات انتهت الـ 122 دقيقة من الفيلم، لكنها استمرت بداخلنا
كل الوقت، ولعل جميع البدايات في الفيلم بدأت بعد الموت، كما لو أنها أكثر
صدقا وصراحة.
صوت ماكينة الحلاقة يعجن بعض الأفكار في رأسي، حقيبتي الصغيرة
مفتوحة على كل شيء..على زاوية المزيد من الصحف المرتبة على الطاولة، سأترك
كل هذه التفاصيل للعودة إلى الغرفة رقم 4 في بيتنا، وحتى نظراتي المستمرة
التي منحتها لنفسي أمام المرآة الكبيرة، أنهيتها هذه المرة بابتسامة ظلت
عالقة لأعود لها السنة المقبلة.
تذكرت (ماما ميسا) المذيعة المتألقة في تلفزيون دبي قبل سنوات،
وأنا في جلسة حوار تلفزيوني لصالح قناة (مكتوب) مع ابنتها التي تحمل نصف
ملامحها وقلبها بينما النصف الآخر كما الطهارة، ففي حوار تفاعلي وعفوي
استمر لنصف ساعة ممزوجة بالفرح والفكر، يبشر بظهور مذيعة ذكية ومتألقة، وهي
تبسط حضورها وفكرها وروحها المرحة أمام المشاهدين ، معها فقط تحدثت عن كل
شيء من الطفولة إلى الآن بوهج متدفق.
السجادة الحمراء كما استقبلت الضيوف والسينمائيين ، ستودع
بالحفاوة ذاتها زوارها ، بينما ستستريح عدسات الكاميرات ، وحدهم فقط الذين
يشتغلون في السينما والأفلام سيواصلون النبش والعمل، عازفة البيانو في بهو
الفندق ستستخدم كل المفاتيح البيضاء والسوداء لوداعنا، الليلة فقط ستبقى
السينما نجمة السهرة، السينما التي تلمسنا من الداخل.
www.alwjh.net
البيان الإماراتية في 15
ديسمبر 2007
|