«ذيب» يظفر بجائزتي النقاد وأفضل فيلم عربي في «أبو ظبي السينمائي»
ابو ظبي - ناجح حسن
حقق الفيلم الروائي الاردني الطويل (ذيب) للمخرج الشاب ناجي ابو
نوار جائزتين رفيعتين ضمن مهرجان ابو ظبي السينمائي الذي اسدل
الستار على فعاليات دورته الثامنة مساء الجمعة الفائت.
وظفر الفيلم الذي عرض ضمن قسم (آفاق جديدة) بجائزة النقاد الدوليين
(الفيبرسكي) التي تمنح عادة لافضل عمل سينمائي متكامل بالمهرجان،
كما فاز (ذيب) بجائزة افضل مخرج من العالم العربي في مسابقة افاق
جديدة احدى ابرز اقسام المهرجان.
وثمّن نقاد المستويين الجمالي والدرامي في انجاز (ذيب)، مثلما حظي
أيضا باقبال واسع من رواد المهرجان.
ونال الفيلم الروسي المعنون (لافايثان) للمخرج أندريه زفيانكتسِف
بجائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم بالمهرجان، وهو يتناول فساد
السلطة وقمعها وجشعها في بلدة نائية، كما حصل ممثل الفيلم الكسيه
سيريبرياكوف جائزة افضل تمثيل وذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة
للفيلم الروسي المعنون (تجربة) للمخرج الكسندر كوت، ونال اللبناني
غسان سلهب جائزة افضل مخرج عربي عن فيلمه الروائي (الوادي)، بينما
ظفر جائزة أفضل فيلم وثائقي عربي فيلم (المطلوبون الـ18) للمخرج
الفلسطيني عامر الشوملي، ونال العراقي شوكت امين جائزة افضل مخرج
عربي في مسابقة الافلام الروائية الطويلة وذلك عن فيلمه المسمى
(ذكريات منقوشة على حجر).
نافس (ذيب) مع 18 فيلماً آخرين ضمن مسابقة آفاق جديدة التي عرضت
أفلاماً روائية طويلة لمخرجين من أرجاء العالم.
كما تسلّم المخرج أبو نوَّار جائزة مجلة (فارايتي) الاميركية
الواسعة الانتشار المخصصة لـأفضل صانع أفلام عربي لهذا العام.
حقق فيلم (ذيب) انطلاقة قوية بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان
فينيسيا السينمائي، حيث فاز ناجي أبو نوَّار بـجائزة أفضل مخرج في
مسابقة آفاق جديدة، وهي الجائزة الأولى بهذه المسابقة التي ينالها
فيلم أردني خلال تاريخ المهرجان، قبل أن ينطلق في عرضه الأول
بأميركا الشمالية من خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بكندا،
ثم المنافسة في مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما
البريطاني، والذي حصل الفيلم من خلاله على تنويه خاص، والمشاركة
بعد ذلك في مهرجان مومباي السينمائي في الهند وقريبا في مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي.
وكان مهرجان ابو ظبي السينمائي وزع الخميس الماضي جوائز مسابقة
الأفلام القصيرة وفيها نال فيلم (الرجل مع كلب) إخراج المغربي كمال
لزرق جائزة أفضل فيلم روائي قصير، وتسري احداثه في بيئة فقيرة
بالدار البيضاء عن رجل بصحبة كلب لا يلبث ان يختفي الكلب ويبدأ في
البحث عنه ليكتشف ما كان يجهله من تفاصيل في حياته اليومية.
وفاز فيلم التحريك (الحب في زمن جنون آذار) إخراج ميلسيا جونسون
وروبيرتينو زامبرانو بجائزة أفضل فيلم وثائقي وهو من الانتاج
الاسترالي الاميركي المشترك تدور احداثه حول امرأة طويلة القامة
تمارس لعبة كرة السلة.
وحاز فيلم (أب) إخراج التونسي لطفي عاشور جائزة أفضل فيلم عربي
قصير وفيه يحكي قصة سائق تاكسي ترافقه جملة من المواقف الصعبة
والطريفة لدى مرافقته لامرأة حامل وهو ما يعمل تغيير مجرى حياته.
وفي مسابقة افلام الامارات فاز فيلم (الجارة) للإماراتية نايله
الخاجة بجائزة أفضل فيلم إماراتي عن رعاية فتاة لأمرأة مسنة تخلفها
ذكريات انسانية بعد طول عزلة وانتظار.
ونال فيلم (حورية وعين) للمخرجة السعودية شهد أمين الجائزة الأولى
في مسابقة أفلام الإمارات للفئة الروائية القصيرة، فيما فاز (كشك)
للمخرج عبدالله الكعبي بالجائزة الثانية من المسابقة ذاتها، وحاز
ايضا على جائزة أفضل منتج عربي، في حين ذهبت جائزة لجنة التحكيم
إلى فيلم (البنت والوحش) للمخرج محمد فكري.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، حصل فيلم (مروان الملاكم)
للمخرج حسن كياني على الجائزة الأولى.
كما وزعت ضمن مسابقة أفلام الإمارات جوائز متعددة، منها جائزة أفضل
تصوير، وحصل عليها توماس هاينس عن فيلم (حورية وعين)، وذهبت جائزة
أفضل سيناريو للكاتبة مزنة المسافر عن فيلم (تشولو).
وأكدت السينما الاردنية يوم حضورها القوي ضمن فعاليات مهرجان ابو
ظبي السينمائي، حيث تابع عالعرضين المخصصين للفيلم ازيد من الفين
مشاهد ضاقت بهم صالتي العرض وهم من شتى الجنسيات صفقوا طويلا لطاقم
الفيلم عقب انتهاء الفيلم حاوروا المخرج وطاقم الفيلم من الممثلين
والمنتجين حول جملة القضايا والموضوعات التي ناقشها الفيلم.
واعتبر المخرج ابو نوار عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي السينمائي
بمثابة انجاز للسينما الاردنية عموما، التي استطاعت خلال مدة وجيزة
ان تضع بصمتها الخاصة على المشهد الثقافي المحلي والعربي والعالمي.
وبين انه درس الفن السينمائي بلندن لرغبة اكيدة وشغف شخصي بهذا
الحقل الابداعي الذي منحه فرصة تصوير واحدة من القصص والحكايات
التي تمتليء بها البيئة الاردنية، لافتا الى انه عمل في السنوات
السابقة على كتابة الكثير من النصوص والمشاريع الا ان عقبة وتحديات
التمويل ظلت تؤجل الكثير منها قبل ان يتمكن من انجاز فيلمه الروائي
الطويل (ذيب) عقب اخراجه لفيلم قصير قبل سنوات بعنوان (موت ملاكم)
الذي شارك به في العديد من الملتقيات والمناسبات والمهرجانات
المحلية والعربية والدولية.
وقال ابو نوار ان انجازه لفيلم (ذيب) جاء بعد جهد استمر لاربعة
سنوات من التحضير والبحث عن التمويل والدعم، مبينا ان ردود الفعل
التي حققها عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي امام حضور متنوع الثقافات
يمنحه القوة والحافز على تحقيق افلام جديدة تسرد آمال وتطلعات
الناس العاديين.
واضاف انه يتابع اصداء ما حققه الفيلم لدى مشاركته خلال الفترة
القريبة في مهرجانات عالمية مثل فينيسيا ولندن وتورنتو وابو ظبي
وقريبا في القاهرة وعمان واليابان للتعرف على ردود الفعل حول
الاسئلة التي يطرحها الفيلم، خاصة وان احداثه تستعيد وقائع عصفت
بالمنطقة منذ بدايات القرن الفائت خلال حقبة الحرب العالمية الاولى.
واعتبر ان عرض فيلمه في مهرجان ابو ظبي السينمائي كمنصة عربية للفن
السابع منحه فرصة التعرف على افكار المتلقي مقارنة ما حققه الفيلم
من اصداء ايجابية، مثلما منحه الثقة والامل في الاستمرار بعالم
صناعة الافلام والبحث عن قصص وحكايات من داخل البيئة المحلية
الثرية بالمضامين والافكار البليغة.
ورأى ابو نوار ان المكان الاردني ساهم في اضفاء الفيلم بعناصر من
الجماليالت البصرية والدرامية، فضلا عما يمثله موضوعه من شهادة على
تحولات التاريخ القريب والبعيد، لافتا الى انه رأى ان يكون الحوار
والشخوص في احداث فيلمه يسير بشكل عفوي وتلقائي لذلك اختار من
اهالي المنطقة شخوصا لاداء الادوار الرئيسة بعد ان منحهم فرصة
التأهيل والتدريب على فن التمثيل والاداء من قبل متخصصين، علاوة
على انه تعايش معهم لفترة من الوقت في اجواء البادية الاردنية.
واوضح انه خلال دراسته في لندن واطلاعه على نماذج من كلاسيكيات
السينما اليابانية الشديدة الصلة بموروثها الثقافي، حتّم عليه
البحث عن وسائل تعبيرية بصرية تستلهم مفردات وعناصر من البيئة
المحلية في تصوير افلامه بعيدا عن الصورة النمطية السائدة في
التعامل مع ابناء هذه المنطقة.
يشار الى ان فيلم (ذيب) يسلط الضوء على احداث جسام في البادية
الاردنية الجنوبية ابان الثورة العربية الكبرى وذلك من خلال قصة
بسيطة لعائلة اردنية تتمسك بقيم وعادات من خلال قصة شقيقين في رحلة
مغامرة واندفاع مليئة بالمفاجاءات والمواقف الشجاعة وسط تحديات
قاسية.
وشارك في اداء ادواره كل من :جاسر عيد، حسن مطلق، حسين سلامة، مرجي
عودة، جاك فوكس، سيناريو ناجي أبو نوار وباسل غندور، مدير التصوير
النمساوي ولفانغ ثالر، مونتاج روبرت لويد، تسجيل الصوت فلاح حنون
وفي عمليات الانتاج ينال اكصوي وعيد الصوالحين ومعن عودة.
يشار الى ان مهرجان أبوظبي السينمائي الذي تنظمه مؤسسة (تو فور 54)
الاعلامية الاماراتية، يرنو الى إيجاد فسحة حيوية للثقافة
السينمائية في المنطقة عبر تركيزه على السينما العربية وعلى ثراء
المواهب السينمائية الصاعدة أو تلك المكرسة من مختلف أنحاء العالم،
وهو ما يتيح لهم التواصل مع ثقافاتهم وثقافات الآخرين، حيث يجري
تقديم نتاجات المخرجين العرب الى جوار طاقات الابداع السينمائي
المكرسة عالميا. |