انتقاء الأفلام يصنع هوية مميزة لمهرجان دبي
السينمائي
العرب/ سامح
الخطيب
أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي
السينمائي الدولي يرى أن انتقاء الأفلام المشاركة في أي مهرجان
يمثل أساس نجاحه وهو ما يشكل الهوية المميزة له ويجعله مختلفا عن
باقي المهرجانات.
يرى أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي
السينمائي الدولي، أن أساس نجاح أي مهرجان هو انتقاء الأفلام
المشاركة فيه سواء بالمسابقات الرسمية أو البرامج الأخرى، وهذا
الانتقاء يشكل في مجمله الهوية المميزة للمهرجان ويجعله مختلفا عن
باقي المهرجانات.
وضمت الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي السينمائي
الدولي، المنتهية الأربعاء، أكثر من 140 فيلما موزعة على أربع
مسابقات، إضافة إلى عدة برامج غير تنافسية مثل “ليال عربية”
و”سينما الأطفال” و”سينما العالم” و”سينما الواقع الافتراضي”.
وقال خليفة “المهرجان لديه لجنة تتلقى الأفلام
وتقرر أيا منها يشارك أو لا وفي أي قسم، وبالنسبة إلي أساس
المهرجان هو الاختيار، نشاهد الأفلام ونختار منها ما يناسبنا، وهذا
الاختيار نابع عن حكم ذاتي، وهو ما يشكل هوية المهرجان”.
ويضيف “أهم ما يميز المهرجان أنه يتواصل مع
المنتجين والمخرجين قبل إنجاز الفيلم، لأن لدينا اهتماما دائما
بموضوع الفيلم والمخرج ورؤيته السينمائية.. لا ننتظر أن يصبح
الفيلم جاهزا حتى نتصل بصناعه ونطلب عرضه بالمهرجان، بل التواصل
يتم في مراحل سابقة”.
أنطوان خليفة: تخصيص قسم للأفلام الإماراتية
بمهرجان دبي ضرورة لا بد منها
ويضم المهرجان الكثير من الأفلام التي تعرض لأول
مرة عربيا وأخرى عالميا، لكنها ليست جميعا بالمسابقات الرئيسية
للمهرجان، وهو ما يراه مدير البرنامج العربي أنه قد يصب في مصلحة
بعض الأفلام التي تطرح للمرة الأولى. ويقول خليفة “المسابقة
الرئيسية تضم 18 فيلما فقط، وهو رقم لا نستطيع أن نتجاوزه، ووجود
أفلام تعرض لأول مرة عربيا أو عالميا في أقسام غير تنافسية
بالمهرجان لا يقلل أبدا من قيمتها، بل تنال حقها بالكامل سواء من
تسليط الضوء عليها أو إقامة مؤتمرات صحافية لصناعها وتنظيم مقابلات
لهم مع الإعلام”. ويضيف “تقديم فيلم في عرضه الأول خارج مسابقات
المهرجان، ربما أيضا يخفف الضغط عن صناعه ويمنحهم فرصة تقديم العمل
بكل راحة دون الوقوع تحت ضغط انتظار جائزة”.
وتضم مسابقة “المهر الطويل” المخصصة للأفلام
الطويلة الروائية والوثائقية أفلاما من الإمارات ومصر وفلسطين
وتونس والمغرب والجزائر ولبنان والعراق وكردستان.
ويقول مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي
الدولي، إن تخصيص قسم للأفلام الإماراتية بالمهرجان ضرورة لا بد
منها وذلك لسببين، أولهما اهتمام حكومة دبي بالسينمائيين الشبان،
والثاني هو أن هؤلاء الشبان ارتبطوا بالمهرجان منذ بدايته وارتبط
بهم حتى كبروا معا.
وتضم مسابقة “المهر الإماراتي” 13 فيلما ما بين
طويل وقصير جميع صناعها من أبناء الإمارات.
وقال خليفة “لا يجوز أن نقيم مهرجانا سينمائيا في
الإمارات دون أن نفكر في أهل الإمارات، منذ انطلاق المهرجان في
2006 ولدينا علاقة وطيدة بالشباب الواعد المهتم بالسينما، ليس في
الإمارات فقط، لكن في الخليج عامة”.
وأضاف “المخرجون الإماراتيون والخليجيون موجودون
دائما بالمهرجان ويشاركون في مختلف أنشطته.. هم كبروا معنا ونحن
كبرنا معهم”.
تتويج الأفضل
وتشمل مسابقة “المهر الإماراتي” ثلاث جوائز تقدم
لأفضل فيلم طويل وقيمتها 75 ألف درهم (نحو 20 ألف دولار)، وأفضل
فيلم قصير وقيمتها 50 ألف درهم (نحو 13 ألف دولار)، وأفضل مخرج
وقيمتها 20 ألف درهم (نحو 3600 دولار).
وقال مدير البرنامج العربي بمهرجان دبي السينمائي
الدولي إن إدارة المهرجان لديها فلسفة خاصة عند اختيار لجان تحكيم
المسابقات، وتضع في اعتبارها الكثير من المعايير عند تعيين أعضاء
هذه اللجان.
ويرأس المخرج والمنتج المصري مجدي أحمد علي لجنة
تحكيم مسابقة “المهر الإماراتي”، فيما يرأس المخرج والكاتب الفرنسي
جيل مارشان لجنتي تحكيم “المهر القصير” و”المهر الخليجي القصير”،
وترأس الممثلة الألمانية مارتينا جيديك لجنة تحكيم “المهر الطويل”،
وهي المسابقة الرئيسية بالمهرجان.
وقال “إجمالا، نفضل أن يكون رؤساء لجان التحكيم
بالمهرجان من غير العرب حتى ننأى بأنفسنا عن الأهواء
والميول والانتماءات الوطنية، ونتجنب الانتقادات
التي قد توجه للمحكم العربي بالتحيز”.
وأضاف أنطوان خليفة خاتما “رئيسا لجنتي تحكيم المهر
الطويل والقصير من غير العرب، ورئيس لجنة تحكيم المهر الإماراتي
عربي غير خليجي، لأنه بالطبع لا بد أن يكون عربيا حتى يفهم دلالات
ومعاني ومضامين الأفلام العربية”.
####
'واجب'
الفلسطيني ينتزع المهر الطويل في دبي السينمائي
فاز الفيلم الفلسطيني “واجب” للمخرجة آن ماري جاسر
بجائزة أفضل فيلم روائي بمسابقة المهر الطويل في مهرجان دبي
السينمائي الدولي في دورته الرابعة عشرة، كما فاز بطلاه محمد بكري
(الأب) وصالح بكري (الابن) بجائزة أفضل ممثل بالمسابقة مناصفة
بينهما.
العرب/ دبي – يتناول الفيلم الفلسطيني “واجب”
للمخرجة آن ماري جاسر، والفائز بجائزة أفضل فيلم روائي بمسابقة
المهر الطويل في مهرجان دبي السينمائي الدولي الأخير، قصة ابن يعيش
في إيطاليا ويعود إلى مدينته الناصرة قبل عطلة عيد الميلاد لمساعدة
الأب في توزيع بطاقات دعوة زفاف شقيقته الصغرى.
وعلى مدى يوم كامل يجوبان مدينة الناصرة معا داخل
السيارة لتتكشّف من خلال حواراتهما والمواقف التي يتعرضان لها رؤية
الفلسطيني المغترب لأرضه، ورؤية الفلسطيني الذي تمسك بالأرض ورفض
الرحيل.
وتستند المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر إلى طقس
اجتماعي قديم في الناصرة لتنطلق في فيلمها “واجب” في رحلة قصيرة
يقوم بها أب وابنه داخل سيارة تجوب شوارع وبيوت المدينة تمتلئ
بالضحك والغضب والسياسة والألم والرومانسية.
وتبدأ الأحداث من عند شادي الذي يعود في رحلة قصيرة
إلى مدينته الناصرة قبل عطلة عيد الميلاد لمساعدة والده في الإعداد
لزفاف شقيقته أمل وتوزيع بطاقات الدعوة، وهو طقس يعتز به أهالي
الناصرة.
ورغم أن الأحداث تدور كلها في يوم واحد، إلا أنه
كان كافيا لتفجر منه المخرجة قدرا كبيرا من السخرية من خلال حوارات
الأب والابن المنتميين بطبيعة الحال إلى جيلين مختلفين في التفكير
وطريقة الحياة.
حوارات الأب والابن لا تخلو من السياسة وحال
الفلسطينيين، سواء الذين يعيشون في الناصرة أو الذين اختاروا العيش
خارج وطنهم ونظرة كل منهما للآخر.
والفيلم بطولة محمد بكري وصالح بكري وماريا زريق
ورنا علم الدين، ويضم عددا كبيرا من الممثلين الذين يظهرون في
لقطات ربما لا تتعدى دقيقتين أو ثلاثا يقومون فيها بأدوار الأقارب
والأهل والجيران الذين يتلقون بطاقات دعوة الزفاف. وقالت المخرجة
آن ماري جاسر بعد العرض الأول للفيلم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
في مهرجان دبي السينمائي الدولي “بالفعل هناك الكثير من الشخصيات
بالفيلم، بعضهم ممثلون والبعض الآخر أشخاص عاديون عملت على تدريبهم
وإعدادهم للفيلم خصيصا”.
وتضيف “هذا الضحك الذي ملأ القاعة كان حاضرا عند
كتابة السيناريو، الفيلم يتحدث عن الناصرة وهي مدينة مشحونة بالغضب
والمشاعر والإحباطات، والضحك آلية دفاع ذاتي للتغلب على مثل هذا
النمط من الحياة، لذا أردت أن أعكسها على الشاشة”.
وكشفت آن ماري جاسر في ندوة بعد عرض الفيلم أن فكرة
الفيلم مستوحاة من موقف حقيقي حدث مع زوجها.
وقالت “الفكرة بدأت عندما جاءت إلى زوجي مكالمة
هاتفية تخبره بقرب زفاف شقيقته، وتطلب منه السفر لمساعدة الأهل في
توزيع بطاقات الدعوة، حينها
طلبت منه الذهاب معه ومرافقته في هذه الرحلة”.
وأضافت “قلت له سأجلس بالمقعد الخلفي للسيارة ولن أزعجكم، وبالفعل
قضيت خمسة أيام أجوب معهم شوارع الناصرة وما حولها لتوزيع
البطاقات، لكن الفيلم لا يحكي قصة أسرة زوجي، فقط استوحيت الفكرة
من هذه المصادفة”.
وسبق للفيلم الفوز بجائزة “دون كيشوت” من مهرجان
لوكارنو السينمائي في أغسطس الماضي، كما رشحته وزارة الثقافة
الفلسطينية للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية
في الدورة التسعين خلال عام 2018.
وذهبت جائزة أفضل ممثل بالمسابقة أيضا مناصفة بين
محمد بكري وصالح بكري اللذين قدما دوري الأب والابن في فيلم
“واجب”.
وفي باقي جوائز مسابقة المهر الطويل بالمهرجان،
فازت المصرية منحة البطراوي بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم
“زهرة الصبار” للمخرجة هالة القوصي.
وفازت الجزائرية صوفيا جامه بجائزة أفضل إخراج عن
فيلمها “السعداء”، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم
“غداء العيد” للمخرج اللبناني لوسيان بورجيلي.
وفاز بجائزة أفضل فيلم غير روائي بالمسابقة “طعم
الأسمنت” للمخرج السوري زياد كلثوم.
وشارك في مسابقة المهر الطويل، وهي المسابقة
الرئيسية بالمهرجان، 18 فيلما من الإمارات ومصر وتونس والجزائر
والمغرب ولبنان وسوريا. وجاء إعلان الجوائز خلال حفل أقيم ظهر
الأربعاء بمسرح المدينة في مقر المهرجان بالجميرا، حضره عدد كبير
من النجوم وصناع السينما العرب والأجانب.
وفي مسابقة المهر الإماراتي التي ضمت 13 فيلما، فاز
فيلم “آلات حادة” للمخرجة نجوم الغانم بجائزة أفضل فيلم طويل، فيما
فاز “هروب” للمخرجين ياسر النيادي وهناء الشاطري بجائزة أفضل فيلم
قصير.
وفي مسابقة المهر القصير، والتي ضمت 15 فيلما، فاز
“رجل يغرق” للمخرج الدنماركي من أصل فلسطيني مهدي فليفل بجائزة
أفضل فيلم، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم “زيارة
الرئيس” للمخرج والسيناريست اللبناني سيريل عريس.
وفي مسابقة المهر الخليجي القصير، والتي ضمت 14
فيلما، فاز بالجائزة فيلم “أرض الآباء” للمخرج الدنماركي من أصل
عراقي علاوي سليم، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها لفيلم “سبية”
للمخرج العراقي ضياء جودة.
وحاز الفيلم البريطاني “وداعا كريستوفر روبن”
للمخرج سايمون كورتيس على جائزة الجمهور التي تمنح بناء على تصويت
المشاهدين على مدى أيام المهرجان.
وأسدل الستار على الدورة الرابعة عشرة لمهرجان دبي
السينمائي مساء الأربعاء باستقبال الفائزين بالجوائز على البساط
الأحمر، ثم تم عرض فيلم "حرب النجوم..الجيداي الأخير" إخراج ريان
جونسون وبطولة مارك هاميل وجون بوييغا وآندي سيركيس وكاري فيشر. |