النجم الأمريكي المصري الأصل رامي مالك نجح في أول بطولة
هوليودية
حسام عاصي
لوس أنجليس – «القدس العربي»: في أول دور بطولي له في فيلم
سينمائي هوليوودي، يجسد النجم الأمريكي – المصري الأصل رامي مالك دور
أسطورة موسيقى الروك البريطاني فريدي ميركوري في فيلم «بوهيميان رابسودي».
الفيلم يروي قصة صعود ميركوري منذ عام 1971 عندما التقى
طالبي الجامعة: عازف الغيتار براين ماي، وقارع الطبول روجر تيلار، وأصبح
المغني الرئيسي لفرقتهم، التي سماها بنفسه «كوين»، وأصبحت لاحقا واحدة من
أشهر الفرق الموسيقية في التاريخ، فقد جذبت حفلاتها جماهيرا ضخمة في أكبر
استادات العالم وتجاوزت مبيعات أغانيها الرسمية الثلاثمئة مليون ألبوم.
ووصلت الفرقة ذروة نجاحها في حفلة «لايف إيد» في استاد
ويمبلي في لندن عام 1985، التي شاهد بثها الحي ما يقارب مليارا شخص من كل
أقطار العالم، وذلك بفضل أداء ميركوري الذي اعتبره النقاد أعظم أداء حي في
تاريخ موسيقى الروك.
عندما التقيت برامي في فندق الفور سيزونس في بيفرل هيلز،
اعترف لي أن تقمص ميركوري لم يكن مهمة سهلة «لم يكن أعظم عارض مسرحي في كل
العصور وحسب، بل بالنسبة لي هو أحد أعظم الفنانين،» يضحك مالك.
«فكرت كيف سأصل الى هذا المستوى في حياتي لو كنت مكانه؟»
يتساءل مالك «إنها تبدو مهمة مستحيلة، لكني فكرت في الأمر بالطريقة نفسها،
التي أنظر فيها لأي شخصية أخرى أقوم بخلقها والعثور على الانسانية فيها.
لذا بدأت أنظر اليه كشاب، ومن الواضح أن اسمه ليس فريدي ميركوري، بل فاروق
بولسارا وكان مهاجرا. وكان هذا شيئا مألوفا لي. وكان متضاربا نفسيا في كثير
من جوانب حياته مثل هويته العرقية والدينية والجنسية. وكان يعاني من أسنان
بارزة وضخمة. وعندما رأيت كل هذه الجوانب تساءلت: كيف يمكن لهذا الانسان أن
يقف على المسرح ويفعل ما يفعله؟ وأعتقد أن هذا النوع من العاصفة التي تحترق
في داخله، بغض النظر عن العوائق، أضاءت بشكل مشع وبجسارة وجرأة أمام
الكاميرات».
ولد ميركوري عام 1946 في المحمية البريطانية زنجبار باسم
فاروق بولسارا لعائلة بارسية. والبارسيون هم جماعة عرقية ودينية هاجرت من
إيران قبل ألف عام هربا من المسلمين واستوطنت في الهند. لهذا قضى ميركوري
طفولته في الهند وزنجبار، حيث تدرّب على عزف البيانو، حتى هاجر أهله الى
بريطانيا في بداية الستينيات، بعد ثورة الأفارقة على العرب الذين كانوا
يحكمون زنجبار. وفي بريطانيا، حيث واجه العنصرية، غيّر إسمه الى فريدي
ميركوري وتمرد على ديانة أهله الزرداشتيه ومارس العلاقات الجنسية مع
الرجال.
مالك أيضا ابن عائلة مهاجرة. والداه هاجرا من مصر في بداية
الثمانينيات واستقرا في لوس أنجليس، حيث أنجبا ثلاثة أطفال. كما أن مالك
واجه تحديات مشابهة خلال ترعرهه في الولايات المتحدة وصعوده الى النجومية
في هوليوود من قبل المجتمع الأمريكي، الذي كان ينظر إليه كشخص غريب ومشبوه
به لكونه عربيا، ومن قبل عائلته التي لم ترغب بانخراطه في سلك التمثيل.
«هذا التشابه بيننا جلبه الى الحياة بالنسبة لي»، يعلق مالك «نحن ننظر اليه
كمعبود الجماهير وإله موسيقى، وفجأة أجد أوجه التشابه، التي يمكنني أن
أتعرف عليها. هو أراد أن يثبت نفسه أمام عائلته، التي لم ترغب اتجاهه الى
الموسيقى. أما أنا فأشكر الله أن عائلتي الآن راضية مني وداعمة جدا».
مدى صوتي غير طبيعي
ولكن التحدي الأكبر في تقمص شخصية ميركوري كان يكمن في
قدراته الفنية والبدنية إذ أنه كان يتمتع بمدى صوتي غير طبيعي، مكنّه من
الانتقال من مقاطعَ صامتةٍ وهادئةٍ الى مقاطعَ أوبرالية حادة ومرتفعة ثم
مقاطعَ «هارد روك» خشنهٍ وغليظةٍ. وفضلا عن ذلك كان حضوره خرافيا على
المسرح، يعزف البيانو تارة والغيتار تارة أخرى، ويثير تفاعل الجمهور بهتافه
وحركته ورقصه من دون توقف وكأنه ذو قدرات خارقة. «قبل عام تقريبا، جلست مع
مصممي رقصات في لندن، وسرعان ما أدركت أن مصمم رقص لم يكن ما احتاجه»، يقول
مالك «ميركوري تحرك بشكل عفوي، وكان لديه نوع من اللفتة الكبيرة، الجريئة
على المسرح التي يمكن رؤيتها من بُعد حتى في آخر الجزء الخلفي من الاستاد.
فكنت بحاجة الى القدرة على القيام بأشياء مثل ذلك بشلك عفوي. لهذا عملت مع
مدرس حركة يدعى بولي بينيت وكنت قد شاهدت إيدي ريدمين في فيلم «نظرية كل
شيء» وأردت العثور على شخص يمكن أن يساعدني بالتوضيح في هذا الصدد. وكان
التدريب يوما بعد يوم. كنا نجلس معا ونتعرف على فريدي معا: كيف يتصرف في
مقابلات وكيف يحمل السيجارة وكيف يشرب شرابه. كانت له أناقة بالظهور. ثم
ننظر الى فريدي الشاب، مع الشعر الطويل، وحركاته في السبعينيات وندرسها من
اللقطات الأرشيفية. وفجأة بدأت أحس بكل هذه الأشياء في جسدي. وفي تلك
اللحظة أدركت أن بإمكاني القيام بذلك».
ميوله الجنسية المثلية
رغم النجاح الهائل الذي حققه ميركوري إلا أنه عاش معظم
حياته وحيدا وخاصة بعد طلاقه من زوجتة وحبيبة عمره ماري أوستين، بسبب ميوله
الجنسية المثلية، التي حاول إنكارها أمام الاعلام وحاول أن يخفيها عن
جماهيره. ورغم أنه ارتبط لاحقا بعلاقة رومانسية مع شاب آخر وهو جيم هاتون،
إلا أنه ترك ممتلكاته لماري بعد وفاته بسبب مرض الايدز عام 1971. المثير هو
أن عدم الرضا عن النفس الذي عاشه ميركوري وجد صدى عند مالك.
«أعتقد أن عدم الرضا هو ما يبقينا ويدفعنا لنتحدي أنفسنا
كفنانين»، يعلق الممثل ابن الـ 39 عاما «لقد كنت راضيا عن أداء دور اليوت
اندرسون في مسلسل «السيد روبوت»، كان ذلك دور العمر، ثم يأتي هذا الدور،
وأواصل دفع نفسي وربما أتجاوز توقعاتي الخاصة. أما هو فكان يعاني من مشاكل
هويته».
مثل ميركوري، واجه مالك صراع الهوية في صغره كعربي وخاصة في
المدرسة، حيث تعرض للتحرض العنصري «أعتقد أن الجميع يصارعون مع بعض مظاهر
هويتهم، لكني أود أن أعتقد أنني في مكان الآن، حيث أشعر بأكثر راحة مع من
أنا. وصحيح، كل جانب من جوانب هذا سيكون صراعا من حيث اكتشاف بالضبط من أنت
وأعتقد أن هناك شيئا يساعدني فعلا ويساعد الكثير من الناس في هذه القصة وهو
أن لا تشعر بأنك مهمش أو مصنف من قبل شخص هذا وذاك. ما يملؤني بالقوة هو
قول: لا يهم إذا اكتشفت من أنا أو لا، أنا بالضبط ما أريد أن أكون في أي
لحظة وأعتقد أن هذه رسالة يعطيها ميركوري لكل من يستمع الى موسيقاه حيث
يغني: «نحن جميعا ننتمي» من على خشبة المسرح».
تفهم مالك لشخصية ميركوري ينعكس على الشاشة، إذ أنه يتقمصه
جسدا وروحا بشكل تام ويجعل المشاهد ينسى أنه هو نفسه أمامه. هذا الاداء
الرائع سحر النقاد منذ عرض الفيلم لهم في استوديوهات شركة «فوكس» المنتجة.
فعلى غير العادة، لم يسرعوا بعد نهاية العرض الى بيوتهم بل هتفوا وصفقوا
لمدة عشر دقائق. وسرعان ما تصدر مالك تكهنات بروزه في جوائز أفضل ممثل هذا
الموسم، ومن ضمنها جائزة الأوسكار. وإن حصل ذلك فسوف يكون أول عربي يفوز
بالجائزة الكبرى.
رامي مالك يقود فيلم “بوهيميان رابسودي” إلى صدارة إيرادات
دور السينما الأمريكية
لوس أنجليس:
تصدر الفيلم الدرامي (بوهيميان رابسودي)، إيرادات السينما
بأمريكا الشمالية، حسبما أظهرت تقديرات استوديوهات السينما، مساء الأحد.
وحقق الفيلم، الذي يشارك في بطولته كل من رامي مالك ولوسي
بوينتون ومايك مايرز، إيرادات بلغت 50 مليون دولار.
وجاء في المركز الثاني فيلم المغامرات والإثارة والخيال
العلمي (ذا نتكراكر أند ذا فور ريلمز)، الذي يشارك في بطولته كل من ماكنزي
فوي وهيلين ميرين ومورغان فريمان وكيرا نايتلي، محققا إيرادات بلغت 20
مليون دولار.
وحل في المركز الثالث الفيلم الكوميدي (نوباديز فول)، الذي
يشارك في بطولته كل من تيفاني هاديش وتيكا سومبتير ووبي غولدبيرغ، محققا
إيرادات بلغت 14 مليون دولار.
وتراجع إلى المركز الرابع الفيلم الموسيقي الدرامي “إيه
ستار إز بورن”، والذي يشارك في بطولته كل من ليدي غاغا وبرادلي كوبر، محققا
إيرادات بلغت 1ر11 مليون دولار.
وتلاه في المركز الخامس الجزء الحادي عشر من سلسلة أفلام
الرعب الشهيرة “هالوين”، والذي يشارك في بطولته كل من جيمي لي كرتيس وجودي
جرير ونيك كاسيل، محققا إيرادات بلغت 11 مليون دولار.
(د ب أ) |