كمال رمزى: لست مناضلًا.. ولا أذبح صُناع الأعمال كجزار..
ويهمنى حماية من أكتب عنه
كتب: سعيد
خالد
شهدت فعاليات الدورة الـ22 لمهرجان الإسماعيلية للسينما
التسجيلية والقصيرة ندوة تكريم الناقد الكبير كمال رمزى، بحضور المخرج
ومدير التصوير محسن أحمد، والناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، والكاتب محمد
الباسوسى رئيس المركز القومى للسينما، والمخرج مجدى أحمد على، والنقاد مجدى
الطيب، أمير أباظة، طارق الشناوى، وأدار الندوة الناقد خالد محمود. وقال
«رمزى» خلال الندوة: أول مرة أكتب مقالا كان فى مجلة «سجل الثقافة الرفيعة»
عن كتاب للدكتور لويس عوض، وهو كتاب «الثورة والأدب»، وعلمتنى التجربة أنه
لا داعى ولا ضرورة للتجريح، أرفض انتقاد أى عمل بشكل عنيف، ويعتبر ذلك
جريمة لهدم كيان اقتصادى، وليس الأمر مجرد انتقاد مخرج أو مؤلف أو ممثل،
أصدقائى يتهموتنى بالرحمة فوق النقد.
وتابع «رمزى»: «مبسوط بالتكريم لكنى حزين أن كل الناس إللى
بحبهم مش موجودين، فايزة والى، سمير فريد،على أبو شادى، رحمة الله عليهم».
وأوضح: أنا ناقد ولست مناضلا، يهمنى حماية نفسى وكذلك الشخص
الذى أكتب عنه، وإذا تحدثت عن فيلم معين فى إطار سياسى قد يكون بمثابة بلاغ
ضده، ويجب التعامل مع المقال بطريقة مشرط الجراح، وليس سكين الجزار، كما
يجب أن يكون الناقد حذرا فى مناقشة الفيلم الذين يتناول قضية سياسية.
وأشار «رمزى» إلى أن السينما المصرية النقد فيها حالياً
مشرف وجميل، وعدد النقاد فى مصر كبير ومتنوع، وتابع: أدين بالفضل للدكتور
محمد ممدوح.
وحول طبيعة عمل النقاد قال «رمزى»: الناقد لا يجب أن يشاهد
الأفلام التى يكتب عنها بعد مشاهدتها فى العرض الخاص، والسينما المصرية
ولدت فى ظروف مليئة بالعناء لكنها قادرة دائما على الصمود.
وقال الناقد محمود عبدالشكور، خلال الندوة، إن كمال رمزى من
أهم النقاد وأرفض مقولة إن جيلنا من النقاد هم الأهم.
وعلق الناقد طارق الشناوى: لحظة مبهجة وسعيدة، لـ«كمال
رمزى»، وهو دائما مكرم، نضعه فى مكانة استثنائية، النقد السينمائى كان فى
السابق كل قلم يمثل جريدة أو مجلة بعينها، أستاذ كمال كان يكتب فى أماكن
ليست شائعة لكنها كانت صاحبة مساحة وتأثير كبير، وتابع: النظرة التحليلية
للكتابات النقدية ليست موجودة، نادرا ما تجد تحليلا للكتاب والصحفيين
والنقاد، وكنت أقوم بهذا الدور بنفسى، وكنت أهتم بكيفية كتابة سامى
السلامونى وكمال رمزى.. فن بناء المقال الأستاذ فيه كمال رمزى، وأمى كانت
تقولى اكتر واحد يحبك هو كمال رمزى، كمال رمزى له نصيب من اسمه وسيظل اسمه
فى تاريخ الفن ساطعا.
وقال المخرج مجدى أحمد على: الحيادية الكاملة وروح القاضى
مش موجودة غير عند كمال رمزى، النقد حالياً مشبوه، الناقد حالياً صاحب
النجوم والمخرجين، ويتباهى بذلك وله علاقة بصناع المهرجانات، وتابع: الناقد
مسؤول، النقد ليس للهدم، وفيه جهد يوازى جهد المبدع نفسه، ورؤيته تساعد
الجمهور والمبدع كذلك، نقاد هذه الأيام كل كتاباتهم عن الأفلام واحدة.
وعلقت الناقدة ماجدة موريس: كمال رمزى محامى الدفاع عن
الفنانين وصناع الأفلام، موكل عن صاحب الفيلم، يبدى رأيا كاملا ومقنعا رغم
أنه يقدم الجوانب الإيجابية والسلبية. وتابعت: أسلوبه فريد رغم محبتى
لكتابات نقاد كبار وعلى رأسهم الراحل سمير فريد، لكن عند أغلب رؤوساء
التحرير بالصحف حاليا «النقد مالوش لازمة».
وطرح المهرجان، احتفاء بالناقد الكبير كمال رمزى، كتابا
بعنوان «كمال رمزى.. صاحب الرؤية»، واقتبس مؤلفه الدكتور حسين عبد اللطيف
كلمات لـ«رمزى» ليبدأ بها كتابه الصادر بمناسبة تكريمه، وهى «أنا ليس عندى
حنين للزمن القديم، وإذا سألتنى: هل تريد أن تعيد حياتك مرة أخرى؟ سأقول
لك: لا.. فالأيام الجميلة ليست خاصة بالماضى وحده.. الأيام الجميلة هى التى
كنت أحلم بأنها قادمة ولم تأت.. لهذا فهناك مشاهد فى السينما تسحرنى».
وعبر ٦ فصول، طاف المؤلف عبر رحلة من الزمن، بجوانب كثيرة
عن الحياة العامة سواء الفنية أو الثقافية أو السياسية، التى عاشها وسجلها
وتناولها الناقد الكبير كمال رمزى فى مقالاته، وأهلته لينال هذا التكريم
المستحق من المهرجان، مما يعطى الكتاب عمقا أكثر، ليكون وثيقة شاهدة على
هذا العصر، وليس مجرد كتاب تذكارى حول تكريم رمزى.
وبدأ المؤلف حسين عبد اللطيف الفصل الأول تحت عنوان «صندوق
الدنيا»، وخلاله استعرض السيرة الذاتية لكمال رمزى، من خلال حوار مطول معه،
تناول بداياته وتكوينه والتحاقه بالمعهد العالى للفنون المسرحية، وعلاقته
ببعض النجوم مثل محمود مرسى.
فيما أفرد المؤلف الفصل الثانى من الكتاب لدراسة تحليلية،
تناول خلالها بعض أفلام نجيب محفوظ بقلم كمال رمزى، أما الباب الثالث فجاء
تحت عنوان «عشرون مقالا مما قال»، نشر خلاله نماذج من مقالات رمزى حول بعض
النجوم والأعمال، ولم يفت المؤلف أن ينقل فى الفصل الرابع من الكتاب عددا
من الحوارات التى أجراها كمال رمزى مع بعض الصحفيين فى عدد من الصحف، فيما
اختتم المؤلف الكتاب بفصل «الكتب خانة»، وفيه ألقى الضوء على عدد من الكتب
التى أصدرها كمال رمزى، أثرى من خلالها المكتبة السينمائية فى مصر والعالم
العربى. |