بصمة مصرية لأنسي أبو سيف تزين معرض المخرح البولندي
كيشلوفسكي في مهرجان الجونة
تقرير- أحمد فاروق:
* "كباتن
الزعتري" و"القاهرة برلين" ضربة البداية للسينما المصرية في مسابقات الدورة
الخامسة
*
إشادات واسعة بـ "هروب الرقيب فولكونوجوف" من روسيا.. و"نور
شمس" يلفت الانتباه لتطور الصناعة السعودية
*
افتتاح منصة الجونة بمشاركة 20 مشروعا تتنافس على 300 ألف
دولار
واصل مهرجان الجونة السينمائي، اطلاق المزيد من الفعاليات
خلال اليوم الثاني من الدورة الخامسة، والتي تستمر حتى 22 أكتوبر الجاري،
كان في مقدمتها افتتاح معرضا لأعمال المخرج البولندي الشهير كريستوف
كيشلوفكي، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لوفاته.
المعرض يحمل بصمات منسق المناظر ومهندس الديكور المصري
الشهير أنسي أبو سيف، والذي أكد أنه لم يتردد في الموافقة على تصميم
المعرض، لأهمية الاحتفاء بشخصية مثل كيشلوفسكي، مشيرا إلى أنه انتهى من
رحلة التحضير للمعرض في 10 أيام فقط، بفضل إدارة المهرجان التي وفرت له كل
المعلومات والصور التي طلبها، وكذلك بمساعدة الشركة المنفذة التي سلمت
المعرض في الوقت المحدد.
يضم المعرض 23 ملصقًا من متحف السينما في لودز، وجميعها
مستوحى من أفلام كيشلوفسكي. كما يتضمن مواد أصلية من أرشيف السينما
«سينماتيك»، بإجمالي 50 صورة لملصقات وصور من أفلام كيشلوفسكي الأيقونية،
تُظهر مواقع وعمليات التصوير إلى جانب صور شخصية للمخرج.
وحضر افتتاح المعرض انتشال التميمي مدير المهرجان، وبشري
رئيس العمليات والمؤسس المشارك، والمخرج أمير رمسيس المدير الفني، ومنسق
المناظر ومهندس الديكور أنسي أبو سيف.
ومن بين أبرز فعاليات المعرض فيلم وثائقي، يعرض بشكل
متتالٍ، جوانب مذهلة من حياة المخرج الراحل وأفكاره ومجموع أفلامه.
الفيلم بعنوان «كريستوف كيشلوفسكي: أنا بين بين» من إخراج
كريستوف فيشبيسكي، والذي صوره عام 1995، واستخدم صانعه لاستعادة حياة
وأعمال المخرج البولندي الشهير كريستوف كيشلوفسكي، مقابلات ومقاطع قصيرة من
أفلام، بدلًا من الاعتماد الكلي على تحليل المتخصصين. يظهر في الفيلم
كيشلوفسكي الذي أعلن وقتها قراره باعتزال السينما متذكرًا أيام شبابه. من
بين محللي أعماله هناك كاهن وشرطي وعراف.
يتذكر كيشلوفسكي تعرضه للتنمر من قبل والده، وسعيه للإخراج
السينمائي كمسار للإخراج المسرحي. يتجول هذا الفيلم، الذي تم تصويره قبل 10
أشهر من وفاته، بإبهار في ثنايا عقل المخرج الراحل كيشلوفسكي.
كما يعرض المهرجان من أعماله، "ثلاثية الألوان: أزرق" إنتاج
1993، و"ثلاثية الألوان: أبيض" و"ثلاثية الألوان أحمر" اللذان تم انتاجهما
عام 1994، بالإضافة "الحياة المزدوجة لفيرونيك" إنتاج 1991، و"الوصايا
العشر: لا تقتل" إنتاج 1988.
خلال اليوم الثاني للمهرجان أيضا افتتحت النسخة الخامسة من
منصة الجونة السينمائية بمركز الجونة للمؤتمرات والثقافة، والتي تضم هذا
العام 20 مشروعا سينمائيا، من بينهم 13 في مرحلة التطوير، و6 في مرحلة ما
بعد الإنتاج، إضافة إلى مشروع ضيف في مرحلة ما بعد الإنتاج، ويبلغ إجمالي
الجوائز المقدمة من خلال منصة الجونة السينمائية نحو 300 ألف دولار أمريكي.
على مستوى الأفلام، شهد اليوم الثاني، عرض فيلمان مصريان،
الأول "كباتن الزعتري" في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، والذي خصص له
المهرجان عرض سجادة حمراء بحضور مخرجه علي العربي وعدد من نجوم السينما
المصرية.
الفيلم الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان صندانس، تتبع
أحداثه قصة السوريان "محمود وفوزي"، اللذين يعيشان في مخيم الزعتري للاجئين
في الأردن منذ خمس سنوات. لكن على الرغم من ظروفهما الصعبة، فإنهما يركزان
كل طاقتهما على حبهما الأول: كرة القدم. عندما تصل أكاديمية أسباير إلى
المخيم لاختيار لاعبين لبطولة دولية، يحصل الصديقان على فرصة حياتهما.
وضمن البرنامج الأول لمسابقة الأفلام القصيرة، والتي تشهد
إقبالا لافتا في مهرجان الجونة السينمائي سنويا، عرض 5 أفلام، من بينها
الفيلم المصري "القاهرة - برلين" إخراج أحمد عبد السلام في عرضه العالمي
الأول، والذي تدور أحداثه حول "نورا" التي ترتب للفرار سرًا من وطنها، بعد
العديد من المحاولات الفاشلة للهروب من الوضع الراهن للاكتئاب الذي يعيشه
جيلها، لكن قبل ساعات من سفرها، تخوض رحلة من الصراعات مع مجتمع أبوي متسلط
وتحارب أيضًا من أجل الاحتفاظ بسرها الدفين.
وقال مخرج الفيلم في الندوة التي عقدت عقب عرض الفيلم، إن
فكرة الفيلم تطارده قبل أن يسافر إلى انجلترا للدراسة، من واقع جلساته مع
أصدقائه، والتي تكشف في كل مرة أن عدد كبير منهم لديه رغبة في السفر، موضحا
أنه انتهى من تصوير الفيلم في يومين.
وأد أنه استطاع بمساعدة فريق الفيلم، أن يتغلب على ضعف
الميزانية، بالبحث عن أماكن تشبه التي يرغب في وجودها بالفيلم، كما حدث في
"المترو" ومكتب الموظف الذي يظهر ضمن الأحداث.
أما الفيلم القصير الثاني الذي يلفت الانتباه لتطور صناعة
السينما السعوية، هو "نور شمس" إخراج فايزة أمبه، والذي تدور أحداثه حول
"شمس" أم وحيدة تعمل سائقة أوبر في مدينة جدة بالسعودية تشغف بشيئين: ولدها
الوحيد "ماكي" وحلواها الإفريقية.
وبينما تصارع "شمس" لإقناع "ماكي" ليتبع الطريقة التقليدية
في الزواج وأن يهتم بحلواها، يقرر الابن الالتحاق بمسابقة لغناء الهيب هوب،
التي يمكن أن تؤدي إلى سفره إلى فرنسا وانفصاله الأول عن أمه، وهو ما يجعل
"شمس" مجبرة على الاختيار بين فقدانها لابنها أو إيجادها لذاتها.
وعقب عرض الفيلم، قالت بطلته عائشة الرفاعي، إنها تأثرت
بالفيلم خلال تصويره، حيث كانت دموعها تنزل قبل أن تتكلم، مؤكدة على أن
التمثيل كان حلمها، وتحقق بفضل الانفتاح الذي حدث في المملكة، والاهتمام
بصناعة الأفلام.
وكما كان الفيلم الفنلندي "الرجل الأعمى الذي لم يرغب في
مشاهدة تايتانيك" هو الحصان الأسود في اليوم الأول للفعاليات، كانت
الإشادات الواسعة في اليوم الثاني من نصيب الفيلم الروسي "هروب الرقيب
فولكونوجوف" الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي هذا العام ونافس على جائزة الأسد الذهبي.
الفيلم الذي أخرجه ألكسي تشوبوف، ناتاشا ميركولوفا، تدور
أحداثه في 126 دقيقة حول الرقيب فيدور فولكونوجوف، وهو جزء من مؤسسة نظامية
روسية، تعامل المعتقلين بطرق غير إنسانية، لتجبرهم على الاعتراف بجرائم لم
يرتكبوها، قبل أن تنفذ حكم الاعدام فيهم باطلاق الرصاص.
"فولكونوجوف"
كان رقيبًا مُقدرًا بين زملائه، ولكنه في إحدى الليالي يتلقى تحذيرًا من
العالم الآخر بأنه متجه نحو الجحيم، ولكن لا تزال لديه فرصة لتغيير قدره،
فيهرب من هذه المؤسسة بعد أن حصل على ملفات كل من شارك في تعذيبهم، وبينما
يكون مطارد من زملائه، يذهب إلى أسرة كل إنسان تم اعدامه ظلما ليطلب منهم
السماح، بعد أن يكشف لهم الحقيقة أنه لم يكن عدوا للوطن.
ومن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة أيضا عرض الفيلم
البلجيكي "ملعب" إخراج لورا فونديل، الذي يناقش قضية التنمر وتأثيرها على
الأطفال، وقد حصل الفيلم على جائزة فيبريسي في مهرجان كان السينمائي 2021.
الفيلم تدور أحداثه في بلجيكا عندما تشهد "نورا" البالغة من
العمر 7 سنوات، شقيقها الأكبر آبيل، وهو يتعرض للتنمر من قبل أطفال آخرين
في ساحة المدرسة، فتندفع لحمايته. وبينما هي تريد تحذير والدها، يجبرها
آبيل على التزام الصمت.
وبينما هي ممزقة بين عالميّ الأطفال والبالغين، وعالقة في
صراع الولاء، تتخذ في نهاية المطاف قرارها الخاص، بإبلاغ والدها، قبل أن
يتحول شقيقها، ليمارس التنمر على زملاءه الجدد، ويعرضهم للإيذاء الجسدي
والنفسي كما كان يعاني. |