·
اقتنص الجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد الدولى ليكمل
مسيرة «ستاشر» الفائز بالسعفة الذهبية العام الماضى.
·
عمر الزهيرى: الفيلم معنى بالإنسانية وتم بناؤه على عالم
غير معروف.. والجائزة تقدير للسينما المصرية والعربية والإفريقية
·
أمير رمسيس: يطرح شكلا سينمائيا جديدا.. ولم نتردد فى دعوته
للمشاركة فى مهرجان الجونة
·
طارق الشناوى: الموسيقى المبهجة تحقق التوازن مع صورته
القاتمة
·
محمد حفظى: الفيلم مصرى 100%.. والجائزة ستمنحه انطلاقة
كبيرة فى الداخل والخارج
اقتنص الفيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى، الجائزة الكبرى فى
النسخة 60 لمسابقة أسبوع النقاد الدولى، والتى أقيمت ضمن فعاليات الدورة 74
لمهرجان كان السينمائى، لتكون السنة الثانية للسينما المصرية التى تحقق
فيها إنجاز كبير فى مهرجان كان، بعد فوز الفيلم المصرى القصير «ستاشر»
للمخرج سامح علاء، بجائزة السعفة الذهبية العام الماضى.
«ريش»
هو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيرى، وأول فيلم مصرى يشارك
فى مسابقة أسبوع النقاد، وقد خصص له المهرجان 5 عروض، ثلاثة منها الثلاثاء
الماضى بقاعة «ميرامار»، بحضور المخرج عمر الزهيرى، وعدد من صناعه بينهم
المنتج محمد حفظى، كما خصص له المهرجان عرضين فى اليوم التالى بقاعة
ميرامار، و«ستديو ١٣»، قبل أن يعلن مساء الأربعاء عن فوزه بالجائزة الكبرى،
وسط حالة من الاحتفاء النقدى.
الفيلم الذى اشترك فى كتابته إلى جانب المخرج السيناريست
أحمد عامر، يقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام
تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم
يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد
الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذى كان
يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة
الخاملة على تحمل المسئولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول
النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة
بتغير قاس وعبثى.
يقول المخرج عمر الزهيرى لـ«الشروق»، إنه استقبل خبر فوز
الفيلم بالجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد بسعادة غامرة، فالجائزة
ضخمة جدا ومشرفة، مؤكدا أنه بشكل شخصى شعر بفخر شديد للسينما المصرية
العظيمة التى ينتمى إليها، لأنه ابن المعهد العالى للسينما وتتلمذ على يد
أساتذة عظماء وفنانين كبار فى صناعة السينما المصرية العريقة، كطالب ومشاهد
ومساعد مخرج.
وأضاف، أنه شعر أيضا بامتنان كبير للحياة والظروف التى سمحت
له أن يكون جزءا من هذا التاريخ بفيلمه، فالجائزة هى تقدير لمستوى الفيلم
السينمائى وللسينما المصرية والعربية والإفريقية. فهى المرة الأولى فى
تاريخ المسابقة يتم منحها لمخرج عربى، وقد كان هناك حفاوة شديدة وانبهار
وتقدير كبير لما تم بذله من مجهود فى الفيلم، متمنيا أن تكون الجوائز
والمهرجانات دفعة دعائية ونقدية أساسية لعرض الفيلم تجاريا وبالتحديد بشكل
دولى.
وعن سبب حماسه لتقديم هذا الفيلم، قال عمر الزهيرى، إنه كان
بدافع شخصى جدا تجاه خط الشخصية الرئيسية فى الفيلم هو الذى حمسه لتقديم
الفيلم، وتطور تدريجيا مع الوقت، لكن كان أكثر ما حمسه لتقديم الفيلم هو
الخط الدرامى الذى يبدو بسيطا ولكن بداخله شخصية شديدة القوة والتعقيد،
نافيا فى الوقت نفسه أن يكون الفيلم معنيا بقضايا وأفكار بعينيها، ولكن
الفيلم معنى بالإنسانية بشكل عام بغض النظر عن النوع سواء امرأة أو رجل،
لذلك لا يوجد أسماء للشخصيات أو أماكن محددة متعارف عليها أو زمان، مجرد
أشخاص فى الطلق يستطيع الجميع التفاعل معهم.
وأوضح الزهيرى، أنه يحب فن السينما المعنى أكثر بالمشاعر
والمتعة البصرية والصوتية، ولا يفكر فى قضايا أو موضوعات، فقط يحكى قصته من
جانب إنسانى ومن وجهة نظره الشخصية.. فاختيار الموضوع تم بناء على مشاعره
تجاه القصة.
وعن سبب استغراق رحلة صناعة الفيلم ٥ سنوات كاملة، قال
الزهيرى، إن إيقاعه نوعا ما بطىء فى التفكير والتأمل ويعتمد بشكل كبير على
الابتعاد من وقت لآخر عن المشروع حتى يتبلور بداخله، وبالتالى الوقت يعتبر
جزءا أساسيا من رحلة تنفيذ أى فيلم بالنسبة له، نافيا أن يكون واجه صعوبات
أكثر مما يواجه أى فيلم آخر، وأن الأمر كان ميسرا وسلسا.
وأكد الزهيرى، أن الفيلم تم تصويره فى مصر، فى بعض الأماكن
وكثير من الديكورات، وتم خلق عالم خاص للفيلم مستوحى من خياله وخيال مهندس
الديكور عاصم على، فالفيلم مبنى من الأساس على عالم غير معروف. له قوانينه
وأسلوبه، و لذلك أراد أن يخلق له أشخاصا شديدى الخصوصية مثل هذا العالم،
وعليه تم التفكير بالاعتماد على أشخاص لم يقفوا أمام كاميرا من قبل وليس
لهم أى خبرة بفن التمثيل، لخلق نوع من العفوية أمام الكاميرا لتجعل المشاهد
ينغمس ويندمج ويتأمل هذا العالم مع هؤلاء الذين يبدون وكأنهم ولدوا فى هذا
الكان وأن هذه حياتهم.
من جانبه قال محمد حفظى، المنتج المشارك لفيلم «ريش»، إنه
تحمس للمشاركة فى إنتاج الفيلم، لعدة أسباب منها أن الأفلام القصيرة لمخرجه
عمر الزهيرى كانت مميزة وتبشر بأن هناك مخرجا مهما ورائها، كما أن سيناريو
الفيلم نفسه كان جاذبا جدا، مشيرا إلى أن رحلة الفيلم بدأت قبل 5 سنوات مع
المنتجة الفرنسية، قبل أن يعرضوا عليه المشاركة فى الإنتاج قبل عامين، إلى
جانب منتجين آخرين من هولندا واليونان، مؤكدا فى الوقت نفسه رغم أن الفيلم
إنتاج مشترك مصرى أوروبى، لكنه مصرى 100%، لأن موضوعه مصرى ومخرجه مصرى
وكاتبه مصرى، ويشارك فى إنتاجه مصريون.
وأوضح «حفظى»، أن مشاركة فيلم مصرى لأول مرة فى مسابقة
أسبوع النقاد بمهرجان كان، كانت فى حد ذاتها حدثا كبيرا، وتوج ذلك الإنجاز
بالفوز بالجائزة الكبرى، وهذا سيمنح الفيلم انطلاقة كبيرة ليس فقط فى رحلته
القادمة مع المهرجانات، ولكن أيضا فى الأسواق داخل مصر وخارجها.
وعن تحدى شباك التذاكر، قال «حفظى» إنه لن يكون سهلا، نظرا
لأن طبيعة الفيلم مختلفة بكل المقاييس وأفكاره خارج الصندوق، والجمهور لم
يعتد على هذا الأسلوب من السرد، متمنيا أن يكون لديه فرصة فى العرض التجارى
بمصر، ويحقق نجاحا جماهيريا، لأنه ملىء بالخيال، ومخرجه واع جدا.
وأضاف «حفظى»، إلى أن تصنيف بعض الأفلام المستقلة بأنها
أفلام مهرجانات، يظلمها فى العرض التجارى، ولكن فى الوقت نفسه لن ينكر أحد
أن للسوق والجمهور المصرى طابعا خاصا، يجعله يقبل على مشاهد الأفلام
التجارية أكثر فى دور العرض، ولكن ربما يكون العرض على المنصات الرقمية
والقنوات الفضائية تعويضا لهذه الأفلام وينصفها.
«السينما
المصرية تعيش فى أحسن مراحل حياتها»، هكذا اختار الناقد السينمائى طارق
الشناوى أن يبدأ التعليق على فوز فيلم «ريش» بالجائزة الكبرى فى مسابقة
أسبوع النقاد الدولى، بعد عام من فوز الفيلم القصير «ستاشر» بالسعفة
الذهبية لمهرجان كان، مؤكدا على أن «ريش» فيلم رائع، رغم أن فيه خشونة وصدق
الواقع، فهو يتحدث عن المرأة المقهورة، وفى الوقت نفسه عندما تتحمل
المسئولية، تكون جديرة بها، وتستطيع المواجهة، وهذه من الملامح الجميلة فى
الفيلم.
على مستوى الصياغة البصرية، يرى «الشناوى»، أن الفيلم ممتع،
رغم مأساة الأسرة الفقيرة وحياتها الصعبة التى تتناولها الأحداث، مشيرا إلى
أن الموسيقى الجميلة تلعب دورا رئيسيا فى تحقيق التوازن مع الصورة القاتمة،
وظلت طوال الفيلم تصنع نوعا من السحر والبهجة، من خلال موسيقى وأغان لمحمد
سلطان وبليغ حمدى وهانى شنودة.
عقب فوز الفيلم بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولى، أعلن
مهرجان الجونة السينمائى، عن مشاركته، فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
للدورة الخامسة التى تقام خلال الفترة من 14 إلى 22 أكتوبر المقبل.
وقال المخرج أمير رمسيس المدير الفنى لمهرجان الجونة، إن
حصول «ريش» على الجائزة الكبرى فى مسابقة أسبوع النقاد، خبر عظيم للسينما
المصرية بكل المقاييس، ويدعو للفخر، فهذه هى السنة الثانية على التوالى،
التى يحصل فيها فيلم مصرى على جائزة كبرى بمهرجان كان، بعد حصول فيلم
«ستاشر» لسامح علاء العام الماضى على جائزة السعفة الذهبية بمسابقة الفيلم
القصير.
وأكد «رمسيس» أنه شاهد معظم أفلام مسابقة أسبوع النقاد هذا
العام، ورغم أن الأفلام كانت قوية جدا، لكن فيلم «ريش» كان مميزا جدا فنيا
وفرض نفسه، فهو يطرح لغة وشكلا سينمائيا جديدا قلما نشاهده فى السينما
المصرية، ولذلك نعتبره فيلما مجددا بشكل مذهل، فهو محاولة لصنع سينما خاصة
جدا، لا نمتلك إلا احترامها، حتى إذا أعجبت جزءا من الجمهور ولم تعجب البعض
الآخر، مشددا على أن عمر الزهيرى صنع فيلما ينتمى إليه تماما، خارج أى
حسابات لها علاقة بما تريده صناعة السينما.
وتابع قائلا: «لذلك بمجرد انتهاء عرضه الأول الثلاثاء
الماضى، والذى شاهدته برفقة مدير مهرجان الجونة انتشال التميمى، لم نتردد
فى أن نرسل له دعوة رسمية ليشارك فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
بمهرجان الجونة. فالفيلم يستحق ويجب الاحتفاء به».
ومسابقة أسبوع النقاد الدولى، تهدف إلى تسليط الضوء على
الأفلام الأولى والثانية من إخراج صانعى الأفلام من جميع أنحاء العالم،
ويتنافس على جوائزها هذا العام 7 أفلام روائية طويلة و6 أفلام فى عروض
خاصة، وافتتح الأسبوع بفيلم من خارج المسابقة هو «روبوست» للمخرجة كونستانس
ماير، مع النجم جيرار ديبارديو، واختتم فعالياته بالفيلم التونسى «مجنون
فرح» للمخرجة ليلى بوزيد، والذى يروى قصة أحمد شاب فى الثامنة عشرة من
عمره، وهو فرنسى من أصل جزائرى نشأ فى ضواحى باريس. يلتقى على مقاعد
الجامعة شابة تونسية تدعى فرح، وصلت مؤخرًا إلى باريس فتشتد الروابط بينهما
ويقع أحمد فى حبها بشكل عميق ورغم شدة العشق والوله بها إلا أنه يحاول بشتى
الطرق مقاومة الشعور الجارف تجاهها وصد نفسه عنها.
يذكر أن المخرج عمر الزهيرى درس السينما فى معهد السينما
بالقاهرة، وعمل كمساعد مخرج مع أهم المخرجين المصريين مثل يوسف شاهين ويسرى
نصر الله، وأخرج فيلمه القصير الأول زفير (2011) وحصل على جائزة لجنة
التحكيم الخاصة فى مهرجان دبى السينمائى الدولى، وفى 2014 قدم عمر فيلمه
القصير الثانى ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375. |