«ريش»
المصري يفوز بجائزة «أسبوع النقاد» في «كان»
العمل الروائي الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيري
القاهرة: فتحية الدخاخني
فاز فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، بالجائزة الكبرى
لمسابقة «أسبوع النقاد» لمهرجان «كان» السينمائي الدولي في الدورة الرابعة
والسبعين، الذي تستمر فعالياته حاليا في فرنسا.
ويعتبر «ريش» هو العمل الروائي الأول الطويل لمخرجه عمر
الزهيري (33 عاما)، وهو من إنتاج مصري فرنسي هولندي يوناني مشترك.
شارك عمر، الذي تخرج من المعهد العالي للسينما، في كتابته
مع السيناريست أحمد عامر، الذي قال في تصريحات صحافية إن «الفيلم كتب نحو
10 مرات».
إعداد الفيلم استغرق 5 سنوات بحسب المنتج المصري محمد حفظي،
الذي شارك في إنتاج الفيلم، يقول حفظي لـ«الشرق الأوسط»: «الزهيري بدأ رحلة
فيلم ريش قبل 5 سنوات، مع منتجة فرنسية آمنت به وبالفيلم، قبل أن ينضم هو
منذ عامين لفريق إنتاج العمل المكون من شركات مصرية وفرنسية وهولندية
ويونانية».
ويمزج الفيلم بين الواقع والخيال، حيث يحكي قصة أب يحضر
ساحرا في حفل عيد ميلاد ابنه، وفي واحدة من الفقرات يحول الساحر الأب إلى
دجاجة، وهنا تتطور أحداث الفيلم أثناء محاولة استعادة الأب، وتعرض لعدة
قضايا اجتماعية مثل الفقر وقهر المرأة.
يقول حفظي إنه «سيناريو متحرر جدا من الأشكال التقليدية
للحكي، وفيه خيال ويعتمد على الصورة وليس الحوار».
بدوره يقول الناقد الفني طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»، إن
«عظمة الفيلم ليس في فكرته، فالقضية تم تناولها في عدة أفلام، لكن العبرة
في طريقة التناول، فالبطل الحقيقي هو المخرج الذي نقل جزءا كبيرا من الواقع
وليس الواقعية، واستطاع الحفاظ على تلقائية الممثلين رغم أنهم يواجهون
الكاميرا لأول مرة».
يضيف الشناوي «الفيلم به قسوة وخشونة لكن المخرج استطاع
تحقيق التوازن عبر شريط موسيقي وغنائي، يتضمن أغاني بها قدر من حب الحياة
والسخرية أيضاً، مثل أغنية فايزة أحمد دنيا جديدة علينا سعيدة»، مشيرا إلى
أن «الفيلم تعرض لمشاكل الفقر والحياة في بيئة فقيرة، وكيف استطاعت المرأة
المقهورة أن تتحمل المسؤولية، وغيرها من القضايا».
قدم الزهيري فيلمه بلغة سينمائية واضحة، ونجح في اختيار
اللقطات وزوايا التصوير التي تعبر عن الطبيعة الفقيرة للمكان حتى في
اللقطات الخارجية، خارج المنزل، على حد تعبير الشناوي.
وأعرب حفظي عن سعادته بالجائزة، وقال «هذه جائزة مهمة جدا،
ومن خلالها تم اكتشاف عدد كبير من عظماء السينما العالمية على مدار 60 عاما
هي عمر الجائزة، وبالتالي فهي أحسن بوابة لانطلاق عمر الزهيري للعالمية»،
مشيرا إلى أن «هذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها مصر في هذه المسابقة،
والمرة الأولى التي يحصل فيها فيلم روائي مصري طويل على جائزة في مهرجان
كان».
ويوضح الشناوي أن «المخرج يوسف شاهين لم يحصل على جائزة عن
فيلم المصير، بل حصل على جائزة تقديرية عن مشواره ككل، وهذه هي المرة
الأولى التي يحصل فيها فيلم مصري طويل على جائزة من مهرجان كان رغم مشاركة
مصر في المهرجان منذ بدايته عام 1946، حيث شاركت مصر في المهرجان بأفلام
مهمة على مدار تاريخه مثل فيلم الأرض، ووداعا بونابرت، وشباب امرأة».
وأكد الشناوي، الذي حضر العرض الخاص للفيلم في مهرجان كان،
أن «الجائزة تعد إنجازاً تاريخيا للسينما المصرية، فهي المرة الأولى التي
تشارك فيها في المسابقة والتي تحصل فيها على جائزة من هذا النوع»، مشيرا
إلى أن «السينما المصرية حصلت العام الماضي على جائزة السعفة الذهبية عن
أفضل فيلم قصير لكنها مرت مرور الكرام بسبب الجائحة». |