ملفات خاصة

 
 
 

الإساءة إلى سُمعة مصر:

أكذوبة الوطنيّات الفارغة

نديم جرجوره

عن فيلم «ريش»..

لـ «عمر الزهيري»

   
 
 
 
 
 
 

لن يستقيم بلدٌ طالما أنّ فنانين وفنانات عرباً يُسيئون إلى سُمعته، بتصرّف أو قول أو سلوك أو عملٍ. أساساً، تعبير "الإساءة إلى سمعة" مُسيءٌ بحدّ ذاته، واستخدامه أكثر إساءة منه. استقامة بلدٍ تحتاج إلى أدوات وأفعال كثيرة، يُفترض بفنانين وفنانات أنْ يُساهموا فيها، بتصرفٍ وقول وسلوك وعمل، في إطار نقاشٍ ومواجهة وتعرية، بدلاً من ممارسة نقيض هذا، فيكون النقيض إساءة للبلد وناسه، وللمهنة التي يمارسون.

أمّا السؤال، الذي ربما يُفقِد التعليق ضرورته، فكامنٌ في معرفة مدى أهمية فنانين وفنانات، يخطئون بتصرّف وقول وسلوك وعمل، فتكون أفعالهم الفنية (وغير الفنية غالباً) إهانة للفنّ وحيويته ومعناه، لشدّة بهتانه، رغم نجوميةٍ لهم ولهنّ، تخرج قليلاً من بلدهم، لكنّها تعجز عن تخطّي البحر والمحيط إلى العالم، إلا نادراً جداً.

اتّهامٌ جديد بالإساءة إلى سُمعة مصر يسوقه منتفضون على "ريش" (2021)، للمصري عمر الزهيري، لانزعاجهم من تصويره الفقر في بلدهم. تصوير الفقر إهانة للبلد، بينما تفشّي الفقر في البلد، لأسباب كثيرة بعضها مرتبط بسوء إدارة البلد من نظام يحكم البلد ويتحكّم بناسه، ليس إساءة لمصر ولشعب مصر. ثلاثة ممثلين، شريف منير وأحمد رزق وأشرف عبد الباقي، يخرجون من عرضٍ لـ"ريش"، في الدورة الـ5 (14 ـ 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) لـ"مهرجان الجونة السينمائي"، لأنّ "وطنيّتهم" تُثير فيهم حماسة الانتفاض عليه، فتصويره الفقر مُهين للبلد، بالنسبة إليهم، بعد عرض دولي أول له في الدورة الـ74 (6 ـ 17 يوليو/ تموز 2021) لمهرجان "كانّ" السينمائي.

هؤلاء وأمثالهم يظنّون أنّ الغرب ينتظر فيلماً كهذا كي يُدرك أنّ الفقر يعمّ مصر، وهذا يجعلهم وطنيين، يحرصون على سُمعة البلد، من دون اهتمام بحاجات ناسه، وبينهم فقراء كثيرون، أو أنّهم يدّعون حرصاً على البلد بينما حرصهم هذا معنيّ بسلطة يقودها عسكريّ وجماعته ببطشٍ وقتل واضحين. هؤلاء الوطنيون يعتبرون أنّ "ريش" ـ الفائز بـ"الجائزة الكبرى نسْبرسّو" و"جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي)" في الدورة نفسها لمهرجان "كانّ" نفسه ـ يُسيء فعلاً إلى بلد الفراعنة، فيخافون على بلدهم من تصوير واقعٍ يعاني ناس البلد طغيانه في حياتهم اليومية. هؤلاء يخافون من وضوح الصورة، فيدّعون وطنية زائفة، ويرفضون فنّاً، أساسه الأول مواجهة السلطات كلّها، وأوّلها سلطة الفن التابع للسلطة الحاكمة. يخافون من نقل الواقع سينمائياً إلى خارج البلد، ويخافون أيضاً من ناس البلد فيتّهمون فيلماً بالإساءة إلى سُمعة البلد، لأنه يقول لناس البلد ما يعرفه ناس البلد ويعيشونه أصلاً.

أي غباء هذا؟ أي حماقة وادّعاء وطني وخضوع لحاكمٍ أو خوف منه؟ أي فنّ يمارسه هؤلاء وأمثالهم؟

هناك من يخشى احتفاءً بفيلمٍ في محافل سينمائية غربية، ربما لأنّ الذي يخشى احتفاء كهذا غير معروف في أوساط سينمائية غربية. الممثلون المصريون الثلاثة، كالغالبية الساحقة من العاملين في صناعة السينما المصرية، غير معروفين في غربٍ يصنع سينما، معظمها أهمّ وأرقى وأجمل وأعمق من تلك التي تصنعها هذه الغالبية، في بلدٍ يُسمّى تاريخياً بأنّه "هوليوود العرب". لكنْ، هناك من يُنجزون أفلاماً مصرية، أقلّه في الأعوام الـ25 الأخيرة، يرتقون بها ومعها إلى مصاف إبداع بصري وجمالي ودرامي ووثائقي متفاوت الأهمية، لكنّ المشترك بينها كامنٌ في حيويتها وتجديدها، لغة ومعالجة ومواضيع وتأمّلات وحكايات وأداء واشتغالاتٍ تقنية وفنية. هؤلاء يُحارَبُون عندما يحتفي بهم غربٌ يريد سينما، رغم أنّ في الغرب من يهتمّ بما تُقدّمه السينما لا بالسينما كفنّ.

تُهمة كهذه جاهزة دائماً. أفلام عدّة، منتمية إلى ما يُعرف بـ"الواقعية المصرية الجديدة" في ثمانينيات القرن الـ20، مثلاً، تُتّهم بالإساءة إلى سُمعة مصر، لأنّ صانعيها يغوصون في أحوالٍ وحالاتٍ مستلّة من واقع يُدركونه ويعيشونه، لكنّ تصويره سينمائياً، وتناوله وقراءته وسرده تفاصيل وتأثيرات منه وفيه، يُثير وطنيةً مشبوهة في نفوس توّاقة إلى سلطة حاكمة، وخانعة لها، لفراغٍ مُخيف يُقيم فيها.

أفلام مختلفة تصنع فصلاً من التاريخ الحديث للسينما المصرية، أهمّ وأرقى وأكثر حقيقية ومصداقية ووضوحاً من أنْ تُتّهم بالإساءة إلى سُمعةٍ، والإساءة تمارسها أفعال سلطات مصرية حاكمة منذ "ثورة يوليو" (1952) على الأقلّ، من دون تناسي بعض أفعالها، وهذا البعض إيجابي وقليلٌ، يُطاح به بسبب أفعالٍ مُسيئة ومُهينة وقاتلة (وللقتل أشكالٌ مختلفة) لمصر ولشعب مصر، ولسُمعة البلد وناسه معاً.

هذا غير متغاضٍ عن أصواتٍ مصرية، بعضها لنقّاد وصحافيين سينمائيين مصريين، تقرأ "ريش" بنظرة سينمائية، بعيداً عن تهمة مرتدّة على مطلقيها. أصوات تُدرك أهمية الواقع في سينما مصرية لها استمرارية تاريخية في معاينة الاجتماع وأحوال الناس والعلاقات القائمة بينهم، بلغة سردية تعتمد على الصورة والتفاصيل، من دون ثرثرة وخطابية وسذاجةِ مُعاينة. الممثلون الثلاثة، المنسحبون من عرض "ريش" في "مهرجان الجونة"، يبدون كأنّهم يريدون لفت انتباه إليهم، باختيارهم استعراضية كهذه، تترافق واتّهام كذاك، وإنْ يكن الاتهام مبطّناً، إذْ يتكفّل آخرون بالترويج له على ألسنتهم.

"الإساءة إلى سُمعة مصر"؟ عليكم بنظرةٍ، متواضعة على الأقل، لأحوال مصر وشعبها، لمعرفة من المُسيء الفعلي، فإساءاته اليومية أوضح من الشمس.

 

العربي الجديد اللندنية في

22.10.2021

 
 
 
 
 

"انسحاق وهزيمة" أمام أزمة فيلم "ريش"...

فنانون وأوصياء في معركة "سمعة مصر"

نورهان مصطفى

'قطع المخرج المصري أمير رمسيس التكهنات وتضارب الأنباء بشأن حقيقة استقالته من منصبه مديراً فنياً لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، معلناً من خلال "بوست" نشره في تمام الرابعة والنصف من مساء الخميس 21 أكتوبر/ تشرين الأول، بتوقيت القاهرة، أنه في طريق العودة من منتجع الجونة إلى العاصمة، بعد استقالته من منصبه.

رمسيس الذي كان مسؤولاً عن البرنامج الفني والتدريبي للجونة طوال خمس سنوات - منذ نشأة المهرجان- رفض الإفصاح عن أسباب استقالته مكتفياً بقول إن "الأسباب التي تناثرت منذ تسرب الخبر عارية من الصحة".

وتناثرت أنباء عن خلافات بين رمسيس وإدارة مهرجان الجونة احتجاجاً منه على الصياغة التي خرج بها بيان الرد على الهجوم الإعلامي الذي لاقته إدارة المهرجان، بشأن اختيار فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري -الحاصل على جائزة النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي- للعرض ضمن برنامج مهرجان الجونة. إذ تسببت تصريحات للممثلين شريف منير وأحمد رزق في إثارة هجوم إعلامي على الفيلم والمهرجان بدعوى "تشويه صورة مصر".

تأتي استقالة رمسيس بعد عدة منشورات كتبها على حسابه الشخصي في فيسبوك، أظهر خلالها غضبه من الهجوم الذي قاده عدد من الفنانين أبرزهم شريف منير ضد فيلم "ريش" المعروض ضمن أنشطة مهرجان الجونة، والفائز بعدد من الجوائز العالمية، أبرزها جائزة النقاد في مهرجان كان.

ليس من المؤكذ أن استقالة رمسيس مرتبطة بالهجوم الذي لاقاه مهرجان الجونة بسبب عرض فيلم ريش، من إعلاميين محسوبين على بعض جهات الدولة. إلا أن موقف المدير الفني للمهرجان يذكّر بتاريخ قريب، كان فيه الفنانون المصريون يواجهون السلطات أحياناً انتصاراً لحرية الإبداع والتعبير. 

ليس من المؤكد أن استقالة رمسيس مرتبطة بالهجوم الذي لاقاه مهرجان الجونة من إعلاميين محسوبين على بعض جهات الدولة بسبب عرض فيلم ريش، إلا أنه يذكِّر بتاريخ قريب كان فيه الفنانون المصريون يواجهون السلطات أحياناً انتصاراً لحرية الإبداع والتعبير.

معركة "المصير"

مع ارتفاع حرارة صيف 1997، عرضَ المخرج الراحل يوسف شاهين فيلم «المصير» على شاشة السينمات المصرية لأول مرة، اختار حينها أن يختم الفيلم المُثير للجدل بعبارة للفيلسوف ابن رشد "الأفكار لها أجنحة، ماحدش يقدر يمنعها توصل للناس"، وهي العبارة التي تُنسَب إلى ابن رشد نفسه، عندما لاحظ أحد تلامذته وهو يبكي بحرقة على كتبه بعد قرار الخليفة يعقوب المنصور بحرقها.

كانت المعركة وقتها بسيطة وواضحة، لم يضطر معها الفنانون إلى مواجهة الدولة وإنما إلى مواجهة التيارات الدينية التي احتجت على تصويرها في الفيلم، وهي معركة عادة ما كانت الدولة تتركها من دون تدخل برغم من أن اليترات الدينية حينذاك كانت ترفع شعارات تتصل بقيم الاسرة والمجتمع وأخيراً الحفاظ على صورة مصر، وهي المصطلحات التي لم تعد حكراً على هذه التيارات ويجري استدعاؤها الآن في ساحات القضاء أو على ألسنة فنانين وإعلاميين غير محسوبين على التيارات الدينية.

الأمر ذاته تكرر مع فيلم شاهين "المهاجر" الذي أثار عرضه أزمة مع التيارات الدينية التي اعتبرت أنه يسيء إلى الأنبياء وواجه شاهين دعوات قضائية وتهديدات بالاغتيال. حينذاك وقفت الصحافة المصرية ومعها الفنانون من خلال نقاباتهم من أجل الدفاع عن حرية التعبير والإبداع، ورفض التهديدات ومحاولات الحجر، إلا أن الدولة اختارت التدخل من أجل فرض التهدئة، خاصة بعدما أعلنت المؤسسة الدينية الرسمية "الأزهر" رفضها للفيلم، ما أدى إلى قرار رقابي بمنع عرض الفيلم في مصر. واضطر شاهين إلى رفع دعوى قضائية من أجل الحصول على حق عرض الفيلم في مصر وكانت تلك المحاكمة تجسيداً لاتحاد الفنانين المصريين في مواجهة الحظر والرقابة على الإبداع.

معارك الفن مع الرقابة في مواجهة اتهامات "تشويه صورة مصر" أو "الإساءة إلى سمعتها" أو لأسباب تستند إلى دعوات دينية متشددة، يعود تاريخها إلى بدايات السينما الروائية في مصر. ورغم كل المعوّقات التي قابلها الفنانون على مدار نحو 100 عام من الإبداع السينمائي، إلا أنهم لم يتراجعوا عن مساندة الفن وإحياء قيم حرية الإبداع في وجه ما يعدونه "ظلاماً"، إلا في السنوات الأخيرة التي شهدت تحولات سريعة تجلى أثرها قبل أيام، وقت عرض فيلم "ريش"، للمخرج الشاب عمر الزهيري، خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي.

على عكس ما سبقه من أفلام ومعارك، لم يقف مقص الرقيب بالمرصاد لفيلم ريش، ليفاجأ صانعوه بمقص زملائهم من الفنانين المصريين يقف لهم بالمرصاد.

على عكس ما سبقه من أفلام ومعارك، لم يقف مقص الرقيب بالمرصاد لفيلم ريش، وإنما فوجئ صانعوه بمقص زملائهم من الفنانين المصريين يقف لهم بالمرصاد.

فن "مؤذٍ للعين"

"الفيلم أساء لسمعة مصر. أسرة عايشة في عذاب بشكل غير طبيعي وشكل مؤذي وقذارة رهيبة وشكل مش حلو أبدًا خلاني اتخنق من الفيلم ... مش عارف إدوه الجائزة على إيه، أنا ضد منعه. لكن الفن ينقل الواقع مجملًا وأعطاني إحساس بأن الفيلم تسجيلي روائي قصير".

تصريحات شريف منير دعت المتابعين إلى استدعاء عدد من الأفلام المهمة التي شارك فيها الممثل نفسه وتعد من علامات السينما المصرية والعربية، وابرزها فيلم «الكيت كات» 1991، المأخوذ عن رواية "مالك الحزين" للروائي المصري الكبير الراحل إبراهيم أصلان الذي يستكشف في أعماله نسيج العلاقات في الأحياء الشعبية الفقيرة وبخاصة حي "الكيت كات" بالقاهرة الكبرى.

في الفيلم الذي أخرجه داوود عبد السيد وتصدر موقعاً مميزاً في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، نتابع العلاقات الفاسدة والمتفسخة داخل حارة مصرية يطحنها الفقر، من خلال البطل "الشيخ حسني"، الكفيف الذي يعيش مع أمه المسنة وابنه الشاب المحبط العاطل عن العمل الذي لا يجد مستقبلاً نافعاً في مصر فيقضي حياته باحثاً عن فرصة للهروب من خلال الهجرة، لكن كل سعيه يبوؤ بالفشل. وهو الدور الذي لعبه شريف منير نفسه، واستدعاه زملاؤه من الفنانين في معرض تعليقهم على تصريحاته.

تاريخ المنع والمواجهة

كانت المواجهات التي يجيش فيها الفنانون أنفسهم للدفاع عن حرية الإبداع حاضرة في خلفية المشهد الفني مُنذ زمن بعيد، فمع عرض أول فيلم ناطق على شاشة السينما المصرية، «أولاد الذوات»، بطولة يوسف وهبي، 1932، تدّخل الرقيب وسُحبَ الفيلم لأن الصحف الفرنسية هاجمته واتهمت صنّاعه بالتعصب، لأنهم صوروا بطلة الفيلم الفرنسية بصورة غير لائقة. خشي "قلم الرقابة" أن يتسبب الفيلم في أزمة دبلوماسية مع فرنسا، فمُنع وفق البند الخامس من الممنوعات الخمسة «منع ما يؤدى إلى مشاكل سياسية أو دولية حتى إشعار آخر». وبحسب كتاب "سلطة السينما... سلطة الرقابة" للباحثة أمل عريان فؤاد، تحركت قوات البوليس المصري كي توقف عرض الفيلم في السينمات. ما استدعى هبة فنية وصحافية للانتصار إلى حرية الإبداع على خلفية وطنية، باعتبار معركة عرض الفيلم؛ معركة ضد تحكمات الاستعمار الأجنبي.

كانت المواجهات التي يجيِّش فيها الفنانون أنفسهم للدفاع عن حرية الإبداع حاضرة مُنذ بدايات السينما المصرية

من 1932 إلى 1983، ظلّ مقص الرقيب موجودًا، إذ تم الهجوم على فيلم "خمسة باب"، بطولة نادية الجندي وعادل إمام، إذ جرى اتهامه بـ"خدش الحياء" و"الإساءة لسمعة مصر"، ما أدى إلى منع عرضه، وتكبّد صناع الفيلم خسائر فادحة.

رغم الخسائر المادية والمعنوية، تضامن الفنانون المصريون مع زملائهم من أبطال العمل ضد الرقابة والمنع. قالت الفنانة نادية الجندي خلال أحد اللقاءات الصحافية حول قرار منه الفيلم: "هناك زملاء لم تربطني بهم سوى الزمالة الفنية. ساندوني ووقفوا معي، منهم الفنانة مديحة كامل التي كانت تتصل بي يوميًا".

لا تنسى نادية الجندي أيضًا موقف زميليها كمال الشناوي وفاروق الفيشاوي، كلاهما رفض أن ينتهز الفرصة ويهاجم الفيلم، بل أرسلا إنذارًا للرقابة على المصنفات الفنية لإيجاد حل من أجل استمرار عرض الفيلم في دور السينما، وبالفعل تم إعادة الفيلم لدور العرض مرة أخرى، بسبب تضامن الفنانين مع زملائهم.

في العام نفسه، 1983، كانت السينمات المصرية تعرض فيلم "درب الهوى"، بطولة أحمد زكي ويسرا، وواجه الفيلم نفس التهمة أيضًا "الإساءة إلى سمعة مصر"، فتم منعه من العرض أيضًا حتى تتساوى الرؤوس، لكن جاء رد الفنان الراحل أحمد زكي، متحديًا المنع، بعد منع فيلمه "العوامة رقم 70": "الصدق... [يجب أن] نواجه مشاكلنا أحسن ما ندفن راسنا في الرمل".

المخرج محمد دياب: "لو الفنانين نفسهم هم اللي بقوا بيرددوا الاتهامات اللي من نوعية تشويه مصر فدي مصيبة"

بصيصٌ من الأمل

رغم قيادة شريف منير وفنانين آخرين للحملة ضد أشكال يجدونها "غير وطنية" من الإبداع ممثلة في فيلم "ريش"، هناك بعض الفنانين الذين تذكروا أدوارهم في الدفاع عن حرية التعبير، إذ قال المخرج محمد دياب الذي أبدى انزعاجه من تصريحات شريف منير: "لو الفنانين نفسهم هم اللي بقوا بيرددوا الاتهامات اللي من نوعية تشويه مصر فدي مصيبة. لأن الكلام ده فيه مزايدة على الرقابة وعلى منتجي الفيلم وعلى المهرجانات اللي بتختار الأفلام، وهيخلي أي فيلم عن المهمشين متهم بالتزلف وبيصعب أنه ينتج أو يُجاز [رقابياً]، وللأسف الكلام ده بيخلي الرأي الشعبي يبقى دايماً حاطط أفلام المهرجانات في وضع المتهم: أكيد اختاروا الفيلم عشان سبب غير مستواه الفني".

واعتبر دياب أن تصريحات الفنانين المهاجمين للفيلم بدعوى "الإساءة إلى سمعة مصر" يرددون "كلام فيه انسحاق وهزيمة. وكأننا معندناش القدرة نعمل حاجة كويسة، بمنطق أستاذ شريف كان هينسحب من عرض الفيلم العظيم (الكيت كات) اللي كان بطله وقدم فيه دور عظيم وكنا اتحرمنا من أعظم فيلم مصري".

وربمّا كان سيخفُت كل هذا الجدل المُثار حول "ريش" لو صدَّر المخرج عمر الزهيري مقدمة الفيلم بالجملة المكررة "الكليشية" الأشهر على تترات الأعمال الدرامية المصرية: "تنويه: قصة الفيلم من وحي الخيال، ولا تمت للواقع بأي صلة، وأي تشابه بين شخصيات الفيلم وبين الواقع، هو من وحي خيال المخرج"، كما فعل يوسف شاهين حين خرج من معركة فيلم المهاجر بكتابة تلك الجملة بالعربية على نفس الكادر الذي كتب فيه تصديراً بالفرنسية يخرج فيه لسانه للجميع.

 

موقع "المنصة" في

21.10.2021

 
 
 
 
 

"ريش".. القصّة الكاملة للجدل حول فيلم يعرّي الواقع المصري

فراس حمية

بلبلة وانتقادات عديدة ضمن ما وصفه متابعون بالحملة الشرسة التي وجهت إلى فيلم "ريش" المصري للمخرج الشاب عمر الزهيري، بدعوى أنه "يسيء إلى الجمهورية المصرية والمجتمع المصري"، لمجرد عرضه لصورة مقرّبة عن واقع الفقر المدقع في البلاد.

كانت حملة الانتقادات ضد فيلم ريش محاولة مكشوفة لتسجيل موقف أمام السلطات، والتعبير الواضح عن مواقف مضادة لمثل هذه الأعمال 

فقد اعتبر العديد من النقاد والفنانين والبرلمانيين بأن اسقاطات الفيلم مبالغ بها وبأن مصر في الجمهورية الحالية لا يوجد فيها كل هذا الفقر الذي عرضه الفيلم على حد قولهم. وقام بعض الفنانين بالفعل بالانسحاب من الصالة اعتراضًا على الحالة التي يعرضها فيلم "ريش"، في محاولة مكشوفة لتسجيل موقف أمام السلطات، والتعبير الواضح عن مواقفهم المضادة للفيلم، موجهين له أقذع الانتقادات وبلغة تتجاوز بحسب العديد من المعلّقين حدّ المعقول موضوعيًا، وتدلّ على حالة غير صحيّة في المشهد الفني في مصر.

قصّة فيلم "ريش"

فيلم ريش (Feathers) هو فيلم روائي طويل من تمثيل دميانا نصار بدور الأم (أول تجربة تمثيلية لها، والطاقم بأكمله من غير الممثلين المحترفين وليست لديهم أي خبرة في التمثيل تقريبًا). الفيلم من إنتاج شاهيناز العقاد ومحمد حفظي، وكتابة مشتركة بين المخرج عمر الزهيري والسيناريست أحمد عامر، ومن إنتاج مصري فرنسي مشترك.

يروي فيلم ريش قصة زوجة هادئة رتيبة لا تتكلم كثيرًا تسكن في إحدى المناطق العشوائية المصرية، تضطر للذهاب إلى العمل وإيجاد الوسائل اللازمة من أجل إعالة أطفالها، وذلك بعد أن قام أحد السحرة بتحويل زوجها إلى فرخة أثناء احتفال العائلة بعيد ميلاد طفلها الصغير. أحداث الفيلم تدور حول هذه الأسرة البسيطة المكونة من أب وأم وأطفالهم الثلاثة، وتتوالى الأحداث بعدها حينما لا يتمكن الساحر من إعادة الزوج إلى حالته الأدمية، لتجد الأم نفسها أمام معاناة كبيرة وتحديات عدة مختلفة في ظل غياب زوجها.

انسحابات وانتقادات بالجملة

في تصريح تلفزيوني قال الممثل منير شريف تعليقًا على انسحابه من الفيلم "يصور الفيلم أسرة تعيش في قذارة رهيبة ويظهر إن شكلنا مش كويس أوي"، وأضاف "حتى العشوائيات في مصر لم تكن تعيش بالشكل ده". وتابع بالقول "بلدنا فيها حياة حلوة وأشكال حلوة ومناظر حلوة". وأشار شريف إلى أن مصر "تعمل للتخلص من هذه المناظر"، كما رأى أن مصر تعيش حاليًا في "جمهورية جديدة". أما حول الفيلم نفسه فقال شريف، الذي اعترف بأنه لم يكمل العرض، بأنه "لا يوجد أي إبداع حقيقي في الفيلم".

كما انسحب العديد من الفنانين الآخرين، منهم أحمد رزق، وأشرف عبد الباقي، لتبدأ على إثر ذلك حملة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع المؤيدة للنظام المصري، تستهدف فيلم "ريش" وتتهمه بتعمّد تشويه صورة مصر، وتطالب بإيقاف المهرجان بأسره، وذلك تحت وسم #أوقفوا_مهرجان_الجونة، الذي تصدّر في مصر لساعات وبشكل مفاجئ، ما أثار شكوكًا بوجود حملة إلكترونية منظّمة لتفعيل الوسم والحشد ضدّ الفيلم.

وكان من بين من انتقدوا الفيلم المخرج عمر عبد العزيزالذي أوضح في تصريحات صحفية أنه انسحب من فيلم "ريش" لأنه "يسيء لسمعة مصر"، إضافة إلى المخرجة إيناس الدغيدي التي انتقدت فيلم "ريش"، ووصفته بأنه "ضعيف فنيًا"، وليس فيه "قضية يطرحها" على حد تعبيرها. وممّن انتقدوا فيلم "ريش" أيضًا الممثلة السورية نسرين طافش التي رأت أنه "سوداوي وغرائبي". 

أما سياسيًا فقد صرح عضو مجلس النواب، النائب أحمد مهني، بأنه سيتقدم بطلب "إحاطة لرئيس البرلمان ووزيرة الثقافة بشأن عرض فيلم ريش المسيء لمصر، حيث إنه لا يقدم الصورة الحقيقة لمصر، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميًا" على حد زعمه.

وأمام هذه الموجة من الانتقادات، اضطرت إدارة مهرجان الجونة السينمائي بعد انتهاء عرض الفيلم إلى إصدار بيان توضيحي، أكدت فيه أن اختيار عرض فيلم ريش ضمن فعاليات المهرجان، جاء وفقًا لمعايير اختيار الأفلام في المهرجان وبعد النجاح الذي حققه في بعض المحافل الدولية، ومنها فوزه كأول فيلم مصري بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في مهرجان "كان" السينمائي في فرنسا، وهو أول فيلم مصري طويل يحصل على هذه الجائزة في تاريخ المهرجان العالمي". وأضافت إدارة المهرجان أنه تم تكريم الفيلم من قبل وزارة الثقافة المصرية قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي، كما أوضحت بأنه فاز في وقت سابق بالجائزة الكبرى لمهرجان بينجياو الصيني.

كما أوضحت إدارة المهرجان بأن حصول فيلم "ريش" على جائزة في مهرجان كان السينمائي قد نال استحسان الجهات الرسمية في مصر، حيث قامت وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، بتكريم صنّاعه، معتبرة ما حققه فيلم ريش بأنه "إنجاز تاريخي"، باعتباره أول فيلم مصري يفوز بهذه الجائزة في المشاركة الأولى بهذه المسابقة، كما أشادت عبد الدايم حينها بالمستوى الفني المميز للفيلم، واعتبرت الجائزة بأنها خطوة جديدة في طريق استعادة الريادة المصرية في مجال السينما.

وتابعت إدارة المهرجان في بيانها التوضيحي الإشارة إلى أن "العديد من النقاد المصريين والعالميين يرون أن فيلم ريش تدور أحداثه في زمان ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر مما جاء به". وذكرت الإدارة أنه "لم يعرض أي فيلم سينمائي دون أن يحصل على التصاريح الرسمية، مؤكدة أنه لا يحمل أية إساءة أو ضغينة في عروضه المختلفة، سواء داخل المسابقة الرسمية أو خارجها".

مغردون مصريون: "الواقع أسوأ"

في مقابل سيل الانتقادات التي وجهت لفيلم "ريش" في مصر، غرد الممثل نبيل الحلفاوي على تويتر بالقول "العمل الفني يخضع للقبول أو الرفض. للإشادة أو الإدانة فكريًا أو فنيًا. لكن لا تأثير له إطلاقا على سمعة الدول (مصر أو غيرها) كما يتردد أحيانًا عبر مناسبات سابقة وحتى الأن. سمعة الدول ترتبط بعوامل أهم كثيرًا من وجهة نظر فنان".

وفي تغريدة ثانية قال الحلفاوي "أما التعرض في عمل فني للفقر أو البطش أو الفساد أو غيرها من السلبيات فنحن نراه في أعمال تنتج في أكثر الدول تقدمًا. بل إنهم أحيانًا يصلون في أعمالهم بالفساد إلى أعلى المستويات السياسية بدون أن يخطر ببال أحد أن عملًا فنيًا سواء كان محقًا أو غير محق، سيسيء لسمعة الدولة".

أما الحقوقية ماهينور المصري فقد شككت بمواقف المعترضين على الفيلم ورأت أنها "انتهازية"، مشيرة إلى التناقض بين الانسحاب من الفيلم لأنه يتحدث عن الفقر في مصر، والمشاركة في حملات الدعم لنظام السيسي بحجّة أن مصر "فقيرة". 

الممثل المصري عمرو واحد قال معترضًا على الهجمة على الفيلم قائلًا بأن الدولة التي تخشى على سمعتها من فيلم، فإنها دولة "تعبانة" على حد تعبيره، وأن ملاحقة الفيلم وصناعه قضائيًا هو ما يمثّل إهانة للدولة: 

كما تداول الناشطون مقطعًا قديمًا ساخرًا من أداء "أنديل" في برنامجه "أخ كبير"، يتحدث فيه بتهكّم عن جدلية الفنّ والواقع بنظر السلطة: 

مقاطعة فلسطينية لمهرجان الجونة 

من جهة أخرى، أعلن المخرج والممثل الفلسطيني الشهير محمد بكري، إلغاء زيارته التي كانت مقررة أمس الأربعاء إلى مهرجان الجونة السينمائي، حيث كان من المقرر أن يتم تكريمه، وذلك رفضًا لما تعرّض له المخرج الفلسطيني سعيد زاغة، الذي تم توقيفه في مطار القاهرة الدولي، ورفض دخوله إلى مصر، ليعود على إثر ذلك إلى المملكة المتحدة مكان إقامته. 

ألغى بكري زيارته لمهرجان الجونة احتجاجاً على ما تعرض له المخرج سعيد زاغة، وعلى ما يتعرض له غيره من السينمائيين الفلسطينيين في مطار القاهرة الدولي

وأصدر محمد بكري بياناً،نشره موقع مجلة "فارايتي" وتناولته العديد من وسائل الإعلام، جاء فيه أنه ألغى زيارته لمهرجان الجونة احتجاجاً على ما تعرض له المخرج الفلسطيني سعيد زاغة، وعلى ما يتعرض له غيره من السينمائيين الفلسطينيين في مطار القاهرة الدولي.

مخرج مسرحي وكاتب صحفي من لبنان

 

موقع "صوت ألترا" في

21.10.2021

 
 
 
 
 

تسريب فيلم "ريش" بعد استقالة أمير رمسيس ومحمد حفظي يتحرك

سيدتي - علاء شلقامي

تم تسريب فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري، الذي أثار جدلاً واسعاً عَقِب عَرضه في الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، بشكل كامل خلال الساعات الماضية ونشره عبر العديد من مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة للصفحات والمواقع الخاصة بتحميل الأفلام.

حفظي: أسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه

وقد علق المنتج محمد حفظي على أزمة تسريب فيلم «ريش» على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات الإلكترونية، حيث قال إنّ شركة الإنتاج تَعمل الآن على غَلق الروابط المسربة على الإنترنت، حتى لا تَتَكَبّد الشركة خَسائر أكثر.

وأضاف حفظي أنّه لا يعلم كيف تَمّ تسريب الفيلم، ولا يُوَجِّه أيّ اتّهام لأيّ شخص أو أي جهة، ولكن كل ما يسعى إليه هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من غلق الروابط، حتى لا تَتّسع رقعة المشاهدة ويؤدي إلى خسارة فادحة للشركة.

وعن انتقاد العديد من الفنانين والجمهور للفيلم، أشار إلى أنّ من حق كل شخص انتقاد الفيلم إذا رأى أنّه غير جَيّد من وجهة نظره، وكل الآراء لها كامل الاحترام.

نجيب ساويرس يرد على انتقادات فيلم ريش

وابدى المهندس نجيب ساويرس، أحد مؤسسي مهرجان الجونة، رأيه في الفيلم في تغريدة له عبر «تويتر»، قائلاً: «شاهدت الفيلم من الساعة الواحدة والنصف صباحاً حتى الرابعة صباحاً، الفيلم به نواحٍ فنية مميزة من ناحية قصة كفاح أم في عائلة فقيرة وأب بائس وتمثيل عميق للأم التي لا تَتَكَلّم كثيراً لكن تُكافِح من أجل الأسرة في مجتمع صعب دون أن تفرط في شرفها أو كرامتها». وأضاف ساويرس: «صدمتني النهاية بعد عثورها على زوجها ولا أرى أنّ الفيلم يسيء إلى مصر إطلاقاً بالعكس لا بد أن نَتَذَكّر فقراءنا لكي نعمل سوياً حكومة وشعباً للقضاء عليه... أترك الحكم للنقاد والجمهور لأنّه فكرني بفيلم باراسايت الكوري الذي حاز على جائزة السعفة الذهبية».

ويقدم الفيلم قصة أم تعيش في كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذي لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه وذات يوم يحدث التغير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة.

هل تسريب الفيلم له علاقة باستقالة أمير رمسيس؟

وجاء تسريب الفيلم بالتزامن مع استقالة المخرج المصري أمير رمسيس، المدير الفني لمهرجان الجونة السينمائي، حيث شهدت الساعات الماضية جدلاً كبيراً حول أسباب الاستقالة، إذ تردد أن الجائزة التي حصل عليها فيلم "ريش"، للمخرج عمر الزهيري هي السبب وراء الأزمة.

كما تردد أيضاً وجود خلافات في وجهات النظر بين أمير رمسيس وانتشال التميمي مدير المهرجان، وعندما تأزّم الموقف بينهما فَضّل رمسيس الابتعاد.

وقال أمير رمسيس عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في طريقي للعودة للقاهرة، مفعم بمشاعر جياشه لبرنامج أفلام تم وضعه بكامل الشغف والحب... فخور بردود فعل الجمهور والنقاد والصناع». وأضاف رمسيس: «5 سنوات من العمل على برنامج مهرجان الجونة انتهت باستقالتي البارحة لأبدأ رحلة جديدة... وأثقا أنني أترك خلفي فريق قادر على صنع ما هو أفضل».

وعن أسباب الاستقالة قال: «أعتذر عن الخوض في أسباب الاستقالة فهي تخصني وفريق إدارة المهرجان... وأريد أن أوضح أن الأسباب التي تناثرت منذ تسرب الخبر عارية من الصحة».

 

سيدتي نت في

22.10.2021

 
 
 
 
 

بعد مشاهدته للفيلم.. نجيب ساويرس عن «ريش»: «صدمتني النهاية»

كتب: بوابة المصري اليوم

علق رجل الأعمال نجيب ساويرس على أزمة فيلم «ريش» للمنتج محمد حفظي، والذي عُرض خلال فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، وذلك للمرة الثانية، ولكن هذه المرة بعد مشاهدته الفيلم.

وكتب ساويرس، في تغريده له عبر تويتر: «شاهدت الفيلم من الساعة الواحدة والنصف صباحا حتى الرابعة صباحا، الفيلم به نواحي فنية مميزة من ناحية قصةً كفاح أم في عائلة فقيرة وأب بائس وتمثيل عميق للأم التي لا تتكلم كثيرا لكن تكافح من أجل الأسرة في مجتمع صعب دون أن تفرط في شرفها أو كرامتها».

وأضاف: «صدمتني النهاية بعد عثورها على زوجها ولا أرى أن الفيلم يسئ إلى مصر إطلاقا بالعكس لابد أن نتذكر فقرائنا لكي نعمل سويا حكومة وشعبا للقضاء عليه هل يستحق الجائزة أم لا لأنه أيضا بطئ اترك الحكم للنقاد والجمهور لأنه فكرني بفيلم باراسايت الكوري الذي حاذ على جائزة السعفة الذهبية».

٢.صدمتني النهاية بعد عثورها على زوجها ولا اري ان الفيلم يسئ إلى مصر اطلاقا بالعكس لابد ان نتذكر فقرائنا لكي نعمل سويا حكومة وشعبا للقضاء عليه هل يستحق الجائزة ام لا لانه ايضا بطئ اترك الحكم للنقاد والجمهور لأنه فكرني بفيلم باراسايت الكوري الذي حاذ على جائزة السعفة الذهبية

Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) October 22، 2021

وكان رجل الأعمال نجيب ساويرس علق على أزمة فيلم ريش في تغريدة سابقة له بموقع «تويتر»:«الهجوم على فيلم ريشة للمنتج محمد حفظي، هيعمل دعاية له غير عادية، ببلاش، لدرجة إن أنا بقيت عايز أشوفه! رغم إن بعض اللي شافوه قالوا عليه فيلم وحش وضعيف! استنوا حكمي بعد ما أشوفه».

وكانت إدارة مهرجان الجونة السينمائي أصدرت بيانا حول أسباب وتفاصيل تتعلق باختيارها لفيلم «ريش» للعرض في الدورة الخامسة للمهرجان أوردت فيه: «قدمت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي على مدار 4 سنوات مضت العديد من الأنشطة في مجال تعزيز الفن السينمائي وتنشيط السياحة المصرية، وعقدت دورته الرابعة في ظروف عالمية صعبة وذلك للتأكيد على مكانة مصر وحرص المهرجان على ابراز قدرة مصر والمصريين على تقديم مهرجانات في مستوى العالمية، ويقام المهرجان بالتعاون مع محافظة البحر الأحمر وبرعاية وزارة الثقافة ووزارة الصحة ووزارة الداخلية، ما يؤكد انتماء المهرجان لمصر وولاءه لها».

وتابعت إدارة المهرجان في بيانها: «يقدر مهرجان الجونة السينمائي ويعتز بكل صناع السينما في العالم وما يقدمون من إبداعات وتجارب سينمائية متميزة، ويقوم فريق العمل في المهرجان باختيار الأفلام بناء على جودتها الفنية والسينمائية فقط بمعايير المهرجانات السينمائية العالمية».

واستكملت: هذا العام وفي دورته الخامسة جاء اختيار فيلم «ريش» للمخرج المصري عمر الزهيري، متسقا مع معايير اختيار الأفلام وذلك بناء على ما حققه من نجاحات في بعض المحافل الدولية سواء حصوله على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد الدولي في اكبر المهرجانات العالمية مهرجان «كان» وهو أول فيلم مصري يحصل على مثل تلك الجائزة المرموقة، كما حصل بالأمس القريب على الجائزة الكبرى لمهرجان «بينجياو» في الصين كما تم اختياره ليعرض في أيام «قرطاج» السينمائية في دورتها القادمة كما قامت وزارة الثقافة المصرية بتكريم الفيلم وفريق عمله في فعالية أقيمت قبل بدء مهرجان الجونة السينمائي. ولذا كان اختياره للعرض في مهرجان الجونة جزء من الأهتمام بالشأن المصر في المجالين الفني والثقافي عالميا، خصوصا وأننا على مدار 125 سنة من تاريخ السينما المصرية لم يحصل فيلم مصري على جائزة بهذه الأهمية.

وواصلت إدارة المهرجان في بيان رسمي صادر عنها قبل فليل: «وفقا لآراء العديد من النقاد المصريين والعالميين، فإن الفيلم تدور أحداثه في زمن ومكان غير محددين، وبالتالي لا يمكن تحميل الفيلم أكثر من ما جاء به ويؤكد المهرجان أنه لم ولن يعرض أي فيلم بدون الحصول على التصاريح الرسمية تأكيدا لأنه لا يحمل أية أساءة أو ضغينة في أي من عروضه المختلفة سواء داخل أو خارج المسابقة الرسمية».

وأكدت إدارة المهرجان في ختام بيانه: «مهرجان الجونة يدعم السينما العالمية والفن بصفة عامة وأهمية أن يأخذ وضعه ضمن الخريطة العالمية للمهرجانات ويفتخر المهرجان بأنه مهرجان مصرى يقام على أرض مصر التي يكن لها كل الاحترام والتقدير في كل ما ينتمى للمهرجان».

 

####

 

عمرو محمود ياسين عن «ريش»:

عيني لم تستطع مجاراة هذا القبح الذي يصل لحد القذارة

كتب: ريهام جودة

اعتبر السيناريست عمرو محمود ياسين ان فيلم «ريش» يقدم القبح وليس الفقر مشيرا إلى أنه أقل من الضحة التي أثيرت حوله.

وكتب عمرو محمود ياسين عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك:«قبل أي شيء اعتذار واجب لصناع فيلم ريش.. أعتذر فقد انهزم ضميري شر هزيمة امام فضولي المتضخم ولم أستطع مقاومة هذا اللينك الذي صار في كل مكان ويحمل بين طياته احداث ولقطات فيلمكم».

وتابع:«فأنا بالواقع احزن اشد الحزن عندما يقوم احدهم بحرق أحداث أو نهاية عمل قمت بتأليفه ولم يعرض بعد على الشاشة فما بالك بتسريب للعمل نفسه.. لكن كما ذكرت فضولي أسقط ضميري بالقاضية ولم اقاوم اللينك أكثر من ثلاثة مرات».

واستطرد المؤلف عمرو محمود ياسين متحدثا عن فيلم «ريش»: ربما لو لم يكن قد أثار الفيلم كل تلك الضجة والجدل كنت سأستطيع مقاومة الأمر وتأجيل المشاهدة عبر قنوات شرعية.. ولكن للأسف وكلي خجل لم استطع بعد ان ظهر أمامي عدة مرات فا استسلمت في الثالثة!».

وتابع :«اما عن الفيلم والذي شاهدته عبر ساعتين تقريبا.. سأضطر ايضا ان اتحدث بحديث لم اعتاده عن أي عمل فني.. دائما فيما يخص الاعمال المصرية لزملاء المهنة افضل ان لا أتحدث إلا اذا كان كلامي الذي سأقوله ايجابيا.. وبعد مشاهدتي للفيلم اتحدث عن ايجابياته اولا.. مخرج الفيلم مخرج واع وله قدرات فنية وفكرية لها خصوصيتها.. هو يعرف جيدا ماذا يصنع ... ودقيق في صنعته إلى حد مذهل.. اختار نهجا لفيلمه وألتزم به».

وأضاف :«أعجبنى بالفيلم الممثل الذي قدم دور شخصية الزوج عفوي وتلقائي وحضوره طيب كما أعجبني كذلك الممثل الذي أدى دور موظف الشركة لنفس الاسباب لدرجة تشجعني كثيرا على الاستعانة بهم في اعمال قادمة».

وعن بطلة الفيلم قال :«دميانه وجه مريح ولها حضور طيب.. لكن الفيلم لم يتيح لي ان اعرف هل هي ممثلة موهوبة ام مجرد وجه مريح ؟.. فهي لم تنطق جملة من 6 أو 7 كلمات طوال الفيلم كما ان الكاميرا لم تقترب من وجهها كثيرا في لحظات تكشف لنا امكاناتها أو موهبتها.. فاذا تسألني هل دميانه ممثله مهمه.. فالاجابة لا أعلم!».

وتابع :«الفيلم كما يعلم الجميع زوج يتحول إلى فرخة فجأة بفعل ساحر قد جاء إلى بيت الزوج كفقرة بعيد ميلاد ابنه وتبدأ الزوجه في البحث عن حل لهذه المسأله ..سلبيات الفيلم.. أولا الفيلم ممل ممل ممل.. جدا بقى.. يعني ملل رهيب.. ثانيا الفيلم يتبنى فكرة القبح في كل لقطة في كل لحظه في كل فريم.. القبح الذي يصل في بعض لقطاته إلى حد التقزز.. شبه ممنوع ان ترى منظر جمالي أو لقطه تبدو طيبة سوى من خلال ما يعرض على شاشة تيلفزيون قديم متهالك..وبالطبع هذا مقصود على ما أعتقد حيث أراد مخرج الفيلم ان يوحي لنا ان هذه الاسرة تعيش واقع القبح بكل مافيه من معاني ولا ترى الجمال إلا عبر شاشة تليفزيون متهالك ..فالجمال في حياتهم مجرد حلم لا يمكن الوصول اليه.. ولا يمكن مشاهدته إلا عبر شاشة التلفزيون القبيح أيضا.. ورغم ما في ذلك من لغة سينمائية ورمزية لطيفة إلا ان عيني لم تستطع مجاراة كل هذا القبح الذي يصل لحد القذارة لكل هذه المدة.. أرهقني ذلك اثناء المشاهدة».

وواصل السيناريست عمرو محمود ياسين متحدثا عن «ريش»:«زمن الاحداث في الفيلم غير معلوم ... لا نستطيع تبين في أي سنوات نحن.. لكن هو بعد اختراع الموبايل اكيد.. المشكلة في المكان.. أين نحن؟؟ نحن في مصر؟ ازاي عرفنا لان مثلا العملة المستخدمة هي العمله المصرية الحالية.. طيب ليه انا محتار اذا انا في مصر أو لا؟ لاني ماشفتش مصر في الاحداث ماشفتش القاهره ولا أي مدينة أو قرية تشبهنا ولا حتى القرى الفقيرة منها هي بيئة غريبة كده مش شبهنا ... كل اللوكينشز اللي تم اختيارها للتصوير هي أقرب إلى حطام مباني وخرابات.. لا يوجد شوت واحد لشارع طبيعي ولا مبني طبيعي.. كله خرابات.. ومباني متهالكة.. سواء شركه قطاع عام أو مصلحة حكومية.. أي شيء.. وأي شارع فهو عبارة عن مزبلة أو زريبة أو خرابة.. لدرجة ان احيانا تشعر انك تشاهد مسلسل خلصانة بشياكة .! اللوكينشز شبهه قوي لدرجة انك احيانا ممكن تنتظر ظهور احمد مكي أو شيكو مثلا طالعين من وسط الانقاض.. وبالتأكيد هذا امر مقصود مائة بالمائة.. واعتقد ايضا كان مقصودا ان يظهر من ينفذون القانون في الفيلم على انهم مجموعة اغبياء بلا قلب أو رحمة.. في مشهد دخل فيه بعض الرجال احدهم يقول احنا لازم ننفذ القانون ودخلوا قلبوا الست في غسالة متهالكة وشوية كراكيب.. قهر يعني وكده ... وانا مش ضد ده هو حر.. حتى لو اختلفت معاه».

وأوضح :«لدي كلام كثير لسه اقوله لكن مش عايز اطيل اكتر من كده.. لم استمتع بالتجربة بل هي معاناه طويلة للاسف..وما قلته هو مجرد وجهة نظري الشخصية التي قد أكون فيها على الخط..و انا مش من دراويش مهرجانات الغرب «كان» وما كان اللي هو اذا مهرجان كان قال ده حلو يبقى انا لازم اطيع واصدق.. الغرب لم يعد يهبرني بعد واقعتين.. احداث 11 ستمبر وجائحة كورونا.. انا شايف ان الناس دي ع الله حكايتهم عادي جدا ومش أي حاجة بيقولوها لازم تبقى هي الصح !».

واختتم :«عموما الفن وجهة نظر.. وابارك لصناع الفيلم نجاحهم ع أي حال».

 

المصري اليوم في

22.10.2021

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004